دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
هو الخطأ نفسه، تكرره الدول المساهمة في الحرب على سورية، لتعود وتقع في أشراكه من جديد، فهي تعمل وفقاً للخطة التي أعدتها وتنتظر النتائج وفق رؤيتها، فلا تلتفت إلى أنها تحارب دولة لها جيش وقيادة، لها القدرة على التخطيط المضاد وتحريك الميدان وفقاً لخططها لا خطط أعدائها، فتقلب النتائج السلبية على من تآمر وشارك، لتتفاجأ الدول بالتداعيات، التي تجبرها في كل مرة على مواجهة ما أعدته بنفسها من خطر، وغالباً ما يكون الممثلين في السيناريو المحضر (المسلحين) كبش الفداء.
بدأت تداعيات الحملة العسكرية التي يشنها الجيش السوري في المنطقة الجنوبية (درعا وريفها) بالظهور تباعاً، ويبدو أن كلً من الأردن والعدو الصهيوني، قد بدأ يحصد ما زرعه في سهل حوران من خطط وسيناريوهات كان من المفترض أن تكون أعدت لمواجهة الجيش السوري، إلا أن رياح الحملة العسكرية التي انطلقت في نوى وباقي الريف الغربي لدرعا، قد بعثرت كل الخطط الموضوعة ورمتها في وجه من أعدها, وبدأ كل من الأردن والعدو الإسرائيلي، بإتخاذ تدابير حماية ووقاية، من خطر انتقال المسلحين الفارين من حملة الجيش السوري إلى الأراضي الأردنية والأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان، ناقلين معهم المعارك إلى تلك المناطق. وذكر موقع ديبكا ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺼﻼﺗﻪ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻣﻊ ﺍلأﺟﻬﺰﺓ ﺍلأﻣﻨﻴﺔ الصهيونية، ﺍﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻻﺭﺩﻧﻲ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﻗﺘﺎﻟﻲ ، ﻭأﻟﻐﻰ إﺟﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ .
ﻭأﺿﺎﻑ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ، "أﻥ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﻨﻴﻄﺮﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺠﻮﻻﻥ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، أﻭ ﻋﻠﻰ ﺍلأﻗﻞ ، ﻓﺮﺽ ﺣﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺑﺸﻦ ﻫﺠﻮﻡ ﻣﻀﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ، ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻮﺍﻣﻞ أﺩﺕ إﻟﻰ إﻳﻘﺎﻅ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﺍلأﺭﺩﻥ ﻭإﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻟﺠﻬﺔ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻗﻴﺎﻡ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍلأﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺑﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻻﻥ إﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ إﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺍلأﺭﺩﻥ." ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ، ﺩﻓﻌﺖ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻻﺭﺩﻧﻲ إﻟﻰ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ /60/ إﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻧﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﻗﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻬﺎ 370 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ . ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، بحسب الموقع، فقد ﻗﺎﻡ جيش الإحتلال الإسرائيلي ﺑﺘﻜﺜﻴﻒ ﻗﻮﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻻﻥ ﻭﺟﺒﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ تحسباً لإنتقال المعركة من ريف درعا والقنيطرة إلى الجولان مع فرار المسلحين إليه وتقدم الجيش السوري.
يظهر الإسرائيلي كرجل الإطفاء الذي يرابض بخرطوم مياه عند الحدود، من أجل مواجهة امتداد الحريق وإيقافه عند حدود الأراضي المحتلة، فيما وضع الأردن مختلف، وهو الذي امتد ثوبه داخل الحدود السورية مع مواطنيه الذين يقاتلون في سوريا، ومعسكرات التدريب التي ينطلق منها المسلحون، الذين لا بد أن يعودوا من حيث إنطلقوا، لذا يبدو كمن يحاول سحب ثوبه من الأراضي المشتعلة لتفادي انتقال الحريق الى كامل جسده (القابل للإشتعال).
يرد رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور على تقارير إعلامية تحدثت عن إعادة انتشار لقوات الجيش الأردني على الشريط الحدودي مع سورية، ويجيب خلال تفقده للمركز الإعلامي المخصص لزيارة بابا الفاتيكان للأردن، بأنه لا يوجد توقع من أي نوع من زحف جيوش، ولكن الخشية من تسرب العصابات الإجرامية أو مهربي الأسلحة أو مهربي المخدرات أو مهربي الأموال أو مبيضي الأموال، ويضيف "سلاح الجو ضرب أهدافا داخل حدودنا، نحن نمنع تسرب السلاح إلى سوريا والمتسللين والمتطرفين، وبالمقابل نحن نمنع مجيء هذه الآفات إلى بلدنا سواء أفرادا إرهابيين أو أسلحة، فلا يمكن أن نقبل العبور بين الحدود ذهابا أو إيابا إلا عبر النقاط المحددة".
في الإطار نفسه يتهم التيار السلفي الجهادي السلطات الأمنية والعسكرية الأردنية بمنع عودة مقاتلين تابعين للتيار إلى المملكة من سوريا منذ مطلع الشهر الجاري. وتتحدث أوساط جهادية أردنية عن سياسة ممنهجة وجديدة باتت تتبعها السلطات الرسمية مؤخرا تجاه الراغبين في العودة من سوريا. وتنقل مصادر صحفية عن أحد القيادات قوله: "كانت السلطات تسمح بدخول الأردنيين العائدين من سوريا، فتعتقل بعضهم وتحيل آخرين إلى محكمة أمن الدولة التي حكمت على عدد منهم بالسجن لفترات متفاوتة، بينما أفرجت عن آخرين، أما في الفترة الأخيرة فقد بدأت بمنع عودة المجاهدين واستهدافهم". ويشير في ذات الإطار إلى أن السلطات الأمنية اعتقلت قبل أيام شابين أردنيين من مطار الملكة علياء الدولي أثناء عودتهم من تركيا بعد أن قاتلوا في حلب ضد الجيش السوري.
المصدر :
سلاب نيوز/ حسين طليس
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة