انتقد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو أداء المجتمع الدولي حيال الوضع في سورية، قائلا إنه تسبب في أحداث أوكرانيا.

وقال أوغلو، في مقابلة مع CNN أجراها من مكان وجوده في العاصمة البريطانية لندن لحضور مؤتمر أصدقاء سوريا، معلقا على كارثة المنجم التي أدت لمقتل قرابة 300 شخص: "إنه بالتأكيد حدث محزن وأحد أكثر الأحداث مأساوية في تاريخ البلاد، ونحن نقوم بكل الجهود للتحقيق في الحادثة وما إذا كان هناك أخطاء قد ارتبكت قبلها أو خلالها."

وحول نتائج المؤتمر الجديد الذي يعقده أصدقاء سوريا في لندن قال أوغلو: "نحن نعمل على خطة للتحرك ، فالوضع على الأرض لا يمكن أن يستمر كما هو، ولا يمكن السماح للرئيس السوري بارتكاب كل ذلك، ولذلك اتفقنا على تقوية قوات المعارضة المعتدلة والجيش الحر ومنع كافة أشكال الإرهاب على الأرض،والسماح بوصول مساعدات إنسانية، وكان هناك الكثير من المواضيع وقد اتفقنا على إطار للعمل والتعاون خلال الأسابيع والأشهر المقبلة."

وأكد أوغلو أن المؤتمر سيكون له نتائج ملموسة على الأرض تغير الواقع القائم، وعلق على ما أكدته السلطات الفرنسية عن استخدام السلاح الكيماوي عبر قنابل الكلورين على يد القوات السورية مؤخرا بالقول: "لدينا كل الأدلة التي تشير إلى ذلك، لدينا أدلة يمكن تقديمها عن استخدام ذلك السلاح بعد الاتفاق بين دمشق والمجتمع الدولي على تدمير الترسانة الكيماوية السورية."

وحول إمكانية انتصار الأسد ميدانيا ومدى القلق الدولي حيال ذلك قال أوغلو: " كل هذه السياسات والأساليب التي يطبقها النظام هي جرائم ضد الإنسانية وفق كل المعايير، وإذا تمكن هذا النظام من الاستمرار في السلطة فسيكون عاملا خطيرا بالنسبة للمنطقة برمتها. الأمر الآخر هو وجود الإرهاب، وهنا لا أقصد إرهاب بعض الجماعات فحسب، بل والإرهاب الذي يقوم به النظام ودعمه للجماعات الإرهابية."

وحول ما إذا كانت أمريكا قد ساعدت على بقاء الأسد في السلطة من خلال امتناعها عن توجيه ضربة عسكرية له بسبب ملف السلاح الكيماوي قال أوغلو: "الأمر لا يقتصر على إدارة الرئيس باراك أوباما، هناك فشل عام للمجتمع الدولي ككل. أمريكا هي القوة الأساسية في العالم، ولكن يقع على عاتقنا جميعا مسؤولية حماية المدنيين ومجتمعاته، ولكن قوة الردع التي كان المجتمع الدولي يمتلكها تشهد تراجعا ملحوظا منذ ثلاث سنوات بسبب ما يجري في سورية."

وعن ارتباط تراجع قوة الردع تلك بالأزمة الأوكرانية وتدخل سورية في ذلك البلد قال: "أجل، أرى أن الأمرين مرتبطان روحيا واستراتيجيا، هناك علاقة بين فشل المجتمع الدولي في وقف نزيف الدم في سورية وبين الأحداث الجارية بأوكرانيا."

وحول طلب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، بالحصول على الأسلحة قال أوغلو: من الواضح أن النظام تمكن من النجاح بسبب تدفق السلاح المتطور لصالحه من دول معينة، وكذلك تدفق المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب النظام من دول معينة أيضا، وهذه التدفقات هي التي تجعل النظام يتصرف بوحشية وتتيح له ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، وهذا يولد ردة فعل على الأرض لدى غالبية السوريين الذين يحاولون الدفاع عن أنفسهم، نحن أمام دفاع مشروع عن النفس، علينا مساعدة المعارضة المعتدلة بكل الطرق."

وختم بالقول: "إذا كنا لا نرغب برؤية الانتشار المتزايد للإرهاب والأساليب غير الإنسانية التي يستخدمها النظام فعلينا تقوية المعارضة المعتدلة كي تتمكن من الدفاع عن نفسها، أما القول للسوريين بأننا لن نتدخل وأن المجتمع الدولي لن يتحرك بسبب عدم وجود موقف موحد في مجلس الأمن فما هو الخيار الذي نتركه لهم؟ الجلوس وانتظار أن يتعرضوا للقتل.. هذا خيار لا يجب أن يُطرح على أحد في العالم".

  • فريق ماسة
  • 2014-05-18
  • 2914
  • من الأرشيف

اوغلو: قوة الردع التي كان المجتمع الدولي يمتلكها تشهد تراجعا بسبب سورية وسنغير الواقع على الأرض خلال أسابيع

انتقد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو أداء المجتمع الدولي حيال الوضع في سورية، قائلا إنه تسبب في أحداث أوكرانيا. وقال أوغلو، في مقابلة مع CNN أجراها من مكان وجوده في العاصمة البريطانية لندن لحضور مؤتمر أصدقاء سوريا، معلقا على كارثة المنجم التي أدت لمقتل قرابة 300 شخص: "إنه بالتأكيد حدث محزن وأحد أكثر الأحداث مأساوية في تاريخ البلاد، ونحن نقوم بكل الجهود للتحقيق في الحادثة وما إذا كان هناك أخطاء قد ارتبكت قبلها أو خلالها." وحول نتائج المؤتمر الجديد الذي يعقده أصدقاء سوريا في لندن قال أوغلو: "نحن نعمل على خطة للتحرك ، فالوضع على الأرض لا يمكن أن يستمر كما هو، ولا يمكن السماح للرئيس السوري بارتكاب كل ذلك، ولذلك اتفقنا على تقوية قوات المعارضة المعتدلة والجيش الحر ومنع كافة أشكال الإرهاب على الأرض،والسماح بوصول مساعدات إنسانية، وكان هناك الكثير من المواضيع وقد اتفقنا على إطار للعمل والتعاون خلال الأسابيع والأشهر المقبلة." وأكد أوغلو أن المؤتمر سيكون له نتائج ملموسة على الأرض تغير الواقع القائم، وعلق على ما أكدته السلطات الفرنسية عن استخدام السلاح الكيماوي عبر قنابل الكلورين على يد القوات السورية مؤخرا بالقول: "لدينا كل الأدلة التي تشير إلى ذلك، لدينا أدلة يمكن تقديمها عن استخدام ذلك السلاح بعد الاتفاق بين دمشق والمجتمع الدولي على تدمير الترسانة الكيماوية السورية." وحول إمكانية انتصار الأسد ميدانيا ومدى القلق الدولي حيال ذلك قال أوغلو: " كل هذه السياسات والأساليب التي يطبقها النظام هي جرائم ضد الإنسانية وفق كل المعايير، وإذا تمكن هذا النظام من الاستمرار في السلطة فسيكون عاملا خطيرا بالنسبة للمنطقة برمتها. الأمر الآخر هو وجود الإرهاب، وهنا لا أقصد إرهاب بعض الجماعات فحسب، بل والإرهاب الذي يقوم به النظام ودعمه للجماعات الإرهابية." وحول ما إذا كانت أمريكا قد ساعدت على بقاء الأسد في السلطة من خلال امتناعها عن توجيه ضربة عسكرية له بسبب ملف السلاح الكيماوي قال أوغلو: "الأمر لا يقتصر على إدارة الرئيس باراك أوباما، هناك فشل عام للمجتمع الدولي ككل. أمريكا هي القوة الأساسية في العالم، ولكن يقع على عاتقنا جميعا مسؤولية حماية المدنيين ومجتمعاته، ولكن قوة الردع التي كان المجتمع الدولي يمتلكها تشهد تراجعا ملحوظا منذ ثلاث سنوات بسبب ما يجري في سورية." وعن ارتباط تراجع قوة الردع تلك بالأزمة الأوكرانية وتدخل سورية في ذلك البلد قال: "أجل، أرى أن الأمرين مرتبطان روحيا واستراتيجيا، هناك علاقة بين فشل المجتمع الدولي في وقف نزيف الدم في سورية وبين الأحداث الجارية بأوكرانيا." وحول طلب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، بالحصول على الأسلحة قال أوغلو: من الواضح أن النظام تمكن من النجاح بسبب تدفق السلاح المتطور لصالحه من دول معينة، وكذلك تدفق المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب النظام من دول معينة أيضا، وهذه التدفقات هي التي تجعل النظام يتصرف بوحشية وتتيح له ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، وهذا يولد ردة فعل على الأرض لدى غالبية السوريين الذين يحاولون الدفاع عن أنفسهم، نحن أمام دفاع مشروع عن النفس، علينا مساعدة المعارضة المعتدلة بكل الطرق." وختم بالقول: "إذا كنا لا نرغب برؤية الانتشار المتزايد للإرهاب والأساليب غير الإنسانية التي يستخدمها النظام فعلينا تقوية المعارضة المعتدلة كي تتمكن من الدفاع عن نفسها، أما القول للسوريين بأننا لن نتدخل وأن المجتمع الدولي لن يتحرك بسبب عدم وجود موقف موحد في مجلس الأمن فما هو الخيار الذي نتركه لهم؟ الجلوس وانتظار أن يتعرضوا للقتل.. هذا خيار لا يجب أن يُطرح على أحد في العالم".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة