قتل منذ فترة عميل الاستخبارات السعودية "عدنان خبيّة" الدوماني (نسبة إلى دوما في ريف دمشق) بعيارات نارية ليس معروفا بعد من يقف وراءها.

فثمة معطيات تشير إلى أنها رصاصات "البيت الجهادي" نفسه، لاسيما "جبهة النصرة"، على خلفية المعركة المفصلية التي تدور في بلدة"المليحة" المجاورة وتبادل الاتهامات بالمسؤولية عن الهزائم التي تلحق بعملاء السعودية وقطر؛ فيما تتحدث مؤشرات ومعطيات أخرى عن ضلوع أجهزة الاستخبارات السورية وحلفائها في العملية. إلا أن رأيي الشخصي هو أنه قتل على أيدي حليفه السابق زهران علوش، فقد تعمد البيان الصادر عن مجموعته استخدام تعبير"الغدر" لوصف اغتياله، وهو تعبير لا يستخدم عادة من قبل المجموعات الجهادية ـ التكفيرية إلا حين يكون القاتل أحد أبنائها المقربين جدا ، سواء أكان دافعه تنظيميا أم بتكليف من جهة استخبارية تقف وراءه. ويعتبر علوش ـ استنادا إلى سيرته منذ أن كان في شبكة الدعم اللوجستي لـ"القاعدة" أواسط العقد الماضي وقبل اعتقاله ـ من أكثر قادة العصابات الوهابية اتصافا بـ"الغدر" والنذالة( آخر عمليات غدره وفصول نذالته المعروفة اختطاف المحامية رزان زيتونة ورفاقها من أجل الأموال)

يعتبر عدنان خبية وقريبه "أبو علي خبية الدوماني" (ماجد خبية) المؤسسين الفعليين لـ"لواء شهداء دوما"(سرية شهداء دوما سابقا)، التي تأسست منذ الأسابيع الأولى للأزمة السورية، والتي شكلت لاحقا النواة الأساسية لما سيعرف باسم "لواء الإسلام" الذي أسسه وقاده زهران علوش . إلا أن الأمر لم يستمر طويلا، فسرعان ما "انشق" المذكوران عن "علوش" بفعل الصراعات على تقاسم الأسلاب والغنائم ، وبفعل الصراع السعودي ـ القطري على ولاءات الأزلام والمرتزقة الذين يشغلونهم على امتداد الأراضي السورية. والطريف في الأمر، وهذا لم يعد طريفا بعد أن أصبح أمرا روتينيا وتقليدا راسخا في أوساط المجموعات المسلحة المدارة والممولة من الخارج، أن زهران علوش أصدر في اليوم الأول من العام الحالي بيانا باسم "الجبهة الإسلامية" و"جيش الإسلام" وصف فيه "أبو علي خبية" و"عدنان خبية" بأنهما من "شبيحة وعملاء النظام"، وتوعدهما بالانتقام على خلفية الكمين الذي نصباه لمجموعاته في "مسرابا" و"الشيفونية" في "الغوطة الشرقية". وقال البيان"قام أبو علي خبية ومعه مجموعه من الشبيحة وعملاء النظام باسم الجيش الحر بالاعتداء على بعض مجاهدينا في جسر مسرابا وجسر الشيفونية الذين يقومون على خدمة المجتمع ويسهرون على راحة المسلمين وأمنهم وذلك خدمه من هؤلاء المجرمين لمصلحة الأسد وأعوانه ولإثارة الفتن بين المجاهدين لإضعافنا من الداخل وسوف نقطع تلك الأيدي الآثمة التي تكون أداه للفتنة وأهلها وقد أعذر من انذر"!!

خبيّة على الخط الحريري ـ الإسرائيلي: المجهول المعلوم من "السيرة اللحدية" لـ"لواء شهداء دوما"

سيتحدث كثيرون ، وقد بدأوا ذلك فعلا، عن الدور "البطولي" لخبية في "حماية المتظاهرين في دوما"، وفق السردية السخيفة المتداولة لتبرير التسليح، إلا أن أحدا لن يتحدث عن "السيرة اللحدية" لهؤلاء والدافع الحقيقي لتأسيس مجموعاتهم، خصوصا في ريف دمشق وغوطة دمشق. ومما ليس هو معروفا أن "كتيبة شهداء دوما" ، ثم "لواء الإسلام"، أسسا من خلال مداخلة مخابراتية سعودية ـ لبنانية، رغم أن معظم المؤسسين كانوا معتقلين سابقا على خلفية الدعم اللوجستي لـ"القاعدة" في العراق" أو الانخراط المباشر في أعمالها القتالية في الأنبار. وتمثل الدور اللبناني في هذا الأمر بالنائب وليد جنبلاط ( أحيانا، وفي أماكن موضعية محددة) و رئيس فرع المعلومات وسام الحسن ، الذي كان ـ وهذا ليس سرا ـ ممثل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في لبنان ، فضلا عن علاقته بالمخابرات الفرنسية والسعودية، قبل اغتياله في تشرين الأول / أكتوبر 2012 من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية بهدف إغلاق فمه وإقفال الحلقة المتعلقة بدوره في اغتيال الحريري . وكان المحقق السويدي في لجنة التحقيق الدولية ومكتب المدعي العام لاحقا، بو أوستروم، أكد في مقابلته التلفزيونية العام الماضي، بعدما كانت سبقته إلى ذلك قناة "سي بي سي" الكندية التي كشفت عن وثيقة من المحكمة، أنه "المتهم الأول" في اغتيال الحريري، باعتباره الوحيد الذي كان يعرف مسار موكبه ، والمسؤول عن أمنه، وتغيبَ دون عذر مبرر عن الموكب يوم الجريمة ، واكتشاف كذبه واحتياله وتزويره وثائق أكاديمية لتبرير "عذر التغيب".

كان من الواضح أن " كتيبة شهداء دوما" و"لواء الأسلام" أسسا في البداية من قبل الجهات الاستخبارية المشار إليها فقط من أجل تنفيذ مهمات محددة في "غوطة دمشق" ، وريف دمشق عموما، اللذين يعتبران حصن حصون وقلعة قلاع الأماكن الاستراتيجية السورية، المجهول منها والمعلوم، ومقر معظم الإدارات العسكرية الهامة، كإدارة الدفاع الجوي في "المليحة" و "إدارة الاستطلاع الجوي"( اللواء 82 سابقا) في "مرج السلطان" و مراكز مختلفة تابعة لمركز البحوث العلمية في وزارة الدفاع ، ومخازن الأسلحة الكيميائية ،فضلا عن عشرات المواقع الخاصة ببطاريات الدفاع الجوي وملحقاتها...إلخ.

ولهذا نجد أن المجموعتين ، اللتين أصبحتا مجموعة واحدة قبل افتراقهما مجددا، كرّسا جهدهما العسكري منذ البداية لضرب وتدمير وتخريب تلك المنشآت. وفيما يلي موجز استعادي لأبرز ما قامتا به:

ـ بتاريخ 23 / 7 / 2012 : أقدم "خبية"، من خلال مجموعة"كتائب عملية اقتحام دمشق"، على اختطاف الشاهد الكردي المزعوم في قضية اغتيال الحريري ، الحلاق هسام هسام، من منطقة "اوتستراد المزة"، قبل اقتياده إلى مكان مجهول( يعتقد أنه جرت تصفيته لاحقا في لبنان أو سوريا). وقال الخاطفون يومها، نقلا عنه انه"يريد الوصول إلى بيروت ويحمل مفاجآت كبيرة لا ينتظرها أحد"!!

ـ في 22 كانون الأول / ديسمبر 2012 هاجم مسلحو المجموعتين، وشركاؤهم من مجموعات أخرى، "فوج الإشارة 81" في منطقة "شبعا" رغم أنه فوج تقني محض. وإذا علمنا وظيفة هذا الفوج نعلم سبب استهدافه وتدميره وقتل عناصره. فهذا الفوج، وكما كتبت في حينه، مسؤول عن مراقبة الاتصالات في جيش الاحتلال الإسرائيلي وطيرانه وتحليلها وتفكيك شيفراتها. ولهذا نجد أن كوادر الفوج جميعا من حملة الشهادات العليا في الهندسة الإلكترونية واللغة العبرية، فضلا عن اللغات الأخرى التي يتقنها جنود الاحتلال بحكم أصولهم، كالألمانية والروسية والفرنسية ..إلخ. وهو ، إلى ذلك، كان يلعب دورا "تعليميا وأكاديميا" من خلال الخبرات التي يقدمها لكوادره الدائمين أو القادمين إليه لأداء خدمة العلم.

ـ بتاريخ 28 / 6 / 2012 : قامت مجموعة من "لواء الإسلام"، بإشراف "عدنان خبية" و"أبو علي خبية"، ومجموعات دعم لوجستي من "فرع المعلومات" في لبنان و جهاز وليد جنبلاط الأمني بقيادة ضابط الارتباط بن جنبلاط وإسرائيل خلال الحرب الأهلية ( والمطلوب للقضاء اللبناني منذ العام 2002 على خلفية سرقة صندوق المهجرين) هشام أنيس ناصر الدين، باختطاف اللواء الجوي "فرج المقت" مدير المقر العام في قيادة القوى الجوية السورية بينما كان في طريقه إلى منزله بدمشق ، قبل اقتياده إلى "المختارة" في جبل لبنان حيث هو معتقل حتى الآن.

ـ بتاريخ 17 /8 / 2012، ارتكبت العصابة نفسها "مجزرة الشفونية" الشهيرة، حين أقدمت على اختطاف 16 عنصرا من مخافر قوى الأمن الداخلي(الشرطة) في المنطقة نفسها، وأقدمت على ذبحهم بالسكاكين ورميهم في المنطقة قبل أن تدعي أنها عثرت عليهم، فصورتهم واتهمت النظام بالجريمة. وكنت شخصيا كشفت المذبحة وحقيقة ما جرى بعد خمسة أيام من خلال مجموعة أشرطة وزعها هؤلاء في أوقات متباينة، وضبطهم بالجرم المشهود.

ـ في تشرين الثاني / نوفمبر 2012 جرى تخريب كتائب لواء الدفاع الجوي الخاصة بـ"إس 200"، لاسيما "كتيبة الأفتريس"، قبل السطو على محتوياتها. ويومها هلل الكاتب صبحي حديدي لهذا الإنجاز في "القدس العربي"، بالنظر لأن الصواريخ "يمكن أن يشحنها النظام برؤوس كيميائية لاستهداف الثوار"!! وكانت المرة الأولى في حياتي التي أسمع فيها بأن صواريخ الدفاع الجوي، وهو اختصاصي العسكري أصلا خلال خدمتي العسكرية، يمكن استخدامها ضد المتظاهرين بعد شحنها بالسلاح الكيميائي، فأدركت أن الثوار السوريين يتظاهرون ...في السماء وليس في الشوارع! ورغم أن حديدي من أكثر المعارضين السوريين رصانة ودقة، للأمانة، فقد كان لا بد لجينات الشعوذة والهبل التي ورثها تنظيميا من معلمه رياض الترك، مخرّب الأجيال، أن تفعل فعلها!!

ـ في الشهر نفسه، جرى استهداف "قاعدة مرج السلطان" الجوية، وتحديدا "إدارة الاستطلاع الجوي"(اللواء 82) وتخريب راداراته. وتعتبر محطة الاستطلاع الجوي في مرج السلطان واحدة من أهم أربع محطات أساسية في سورية، كونها مسؤولة عن المسح الجوي في كامل المنطقة الجنوبية حتى جنوب فلسطين المحتلة وشمال السعودية. ويومها كتبت تقريرا بعنوان "دمشق عمياء للمرة الأولى منذ أربعين عاما"!

أما العميل الإسرائيلي أيمن عبد النور، ولدي الآن الدليل المكتوب الذي يسمح لي باتهامه بالعمالة، فكتب في موقعه مهللا لهذا الإنجاز بالقول (26 /11 /2012) إن "تحرير محطة مرج السلطان التي هي أيضا قيادة إدارة الاستطلاع الجوي ـ اللواء 82 يعني أن الأسد وجيشه لن يكتشفوا الضربات الجوية لمفاصلهم العسكرية والأمنية في دمشق وريفها والمنطقة الجنوبية التي ستوجها لهم إسرائيل و الائتلاف العسكري الدولي الذي سيشكل خارج مجلس الأمن"!! ( كذا حرفيا). وكان لافتا يومها أن هذا المرتزق العفن ، وشريكه العميل الإسرائيلي الآخر فهد المصري (الذي جنده جدعون كاوتس في باريس)، حذفا عبارة "إسرائيل" من النص بعد أن نبهنا الناس إلى الأمر، ولكن بعد أن كنا صورناه!! وكان مجرد نشر هذا الخبر بهذه الطريقة، و "زلة اللسان" التي اتركبها ناشروه، كافيا لكشف حقيقة من يقف وراءهم ولماذا يستهدفون منشآت تقنية لا علاقة لها بالصراع المسلح في سورية، ولا يمكنها أصلا المشاركة فيه لو أرادت ، لأن أقوى سلاح تمتلكه هو المسدسات الشخصية التي يحملها بعض ضباطه، وبنادق مفارز الحرس الخاصة بها.

ولم يكتف هذا المرتزق المجرم بذلك، بل أقدم على قتل 36 عسكريا من عناصر قاعدة مرج السلطان رميا بالرصاص والتمثيل بجثثهم بعد وقوعهم في الأسر!

ـ لكن قضية اختطاف وإعدام الطيارين تبقى الأكثر فظاعة من بين ما ارتكبوه. فقد أعدوا منذ بداية الأزمة، بالتعاون مع مشغليهم وبعض العناصر الفارين من القوى الجوية، لوائح اسمية بالطيارين السوريين وعناوين سكنهم وحتى أرقام هواتفهم الخلوية ، ونشروها على صفحاتهم . وفي بعض الأماكن ، كما حصل في "ضاحية الأسد" السكنية، و"مساكن برزة"، جرى تعليم بيوتهم بإشارات خاصة تسهيلا لعمل القتلة.

بدأ مخطط تصفية الطيارين منذ صيف العام 2011 ، حين اغتيل سبعة طيارين على طريق تدمر ـ حمص، كما هو معروف، وكان التطور الأبرز في العملية حين أقدم " عدنان خبية" و"أبو علي خبية" على اختطاف عدد من طياري "قاعدة مرج السلطان" في آب 2012. وإذا كانت هذه الوقائع وجدت طريقها إلى الإعلام كونها استهدفت مجموعات من الطيارين، فإن معظمها ضاع في زحمة الأخبار الميدانية، كونه استهدف الطيارين بشكل إفرادي في منازلهم. وهناك معلومات موثقة عن اغتيال 19 طيارا على الأقل في غرف نومهم أو خلال خروجهم إلى عملهم ، يوم لم يكن سلاح الجو السوري قد تدخل بعد في العمل العسكري، بالنظر لأن انتشار المسلحين لم يكن يقتضي ذلك. وتفيد المعطيات بأن هؤلاء الطيارين اغتيلوا جميعا في العام 2011 وأوائل العام 2012.

اغتيال عضو قيادة "هيئة التنسيق" الدكتور عدنان وهبة في دوما:

بتاريخ الأحد 3 حزيران / يونيو 2012 اغتيل الطبيب جراح العظام عدنان وهبة ، وهو عضو قيادة "حزب الاتحاد الاشتراكي العربي" بزعامة حسن عبد العظيم، وعضو قيادة"هيئة التنسيق". وقد جرت عملية الاغتيال في عيادته بمدينة دوما من قبل شخص زعم أنه أحد المرضى ، إذ دخل العيادة وأطلق عليه رصاصتين واحدة في الصدر والأخرى في الرأس قبل أن يتمكن من الفرار.

كان الطبيب المذكور أحد أبرز منسقي التظاهرات في دوما ، وأحد أبرز "أطباء الثورة" في المشافي الميدانية ، كما كان يوصف. وفور اغتياله سارعت "هيئة التنسيق" أو "هيئة التخريف" كما ينبغي لها أن تسمى بعد تجربتنا المريرة معها، فيما لو استثنينا ثلاثة أو أربعة من عقلاء قيادتها، إلى إصدار بيان قالت فيه حرفيا: "صباح هذا اليوم امتدت يد الغدر والاجرام ، يد من أيادي أمن النظام وشبيحته، لتغتال مناضلاً كبيراً من مناضلي الثورة السورية هو الدكتور عدنان وهبة، عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سورية في الدورة السابقة، وعضو قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي . ...".

كذبت "هيئة التنسيق"!! النظام ليس هو من اغتال الطبيب المغدور، بل ثورتهم. وهذه هي قصة اغتياله:

يوم الخميس، المصادف 31 أيار 2012، أي قبل الاغتيال بأربعة أيام،جاءه شخص يدعى "ماجد خبية" إلى مكان عمله في مشفى الهلال الأحمر في "منطقة الخطيب" بدمشق، وكان يحمل مصابا. وبالنظر للبعد الأمني في القضية( مصاب في مظاهرة يجري إسعافه إلى مشفى شبه حكومي يقع بجوار الفرع 251 في المخابرات العامة)، حصلت ملاسنة بين "ماجد خبية" والطبيب المغدور، فماكان من الأول إلا أن توعد الثاني وأقسم بالله وبكتابه أمام الممرضات أنه سيحرمه حياته!

لم يكن "ماجد خبية" سوى الشخص الذي سيعرف لاحقا ويصبح أحد نجوم الثورة الوهابية، وهو "أبو علي الدوماني" ( أبو علي خبية الدوماني) نفسه، رئيس أركان "لواء التوحيد" الذي يقوده زهران علوش في حينه، وابن عم القتيل السفاح "عدنان خبية"، الذي كان ينتظره في السيارة أمام المشفى! وبتاريخ السبت 3 حزيران، أي بعد ثلاثة أيام، جاء "عدنان خبية" ورجاله إلى عيادة الطبيب المغدور في دوما ، حيث دخل أحدهم ( مدعي المرض) وقتل الطبيب، قبل أن يفر مع "عدنان خبية" والآخرين ويصدروا بيانا عبر تنسيقية مدينة دوما يتهمون فيه "شبيحة النظام" بذلك ، لتقوم "هيئة التخريف الوطني" باجترار البيان بشكل شبه حرفي وتتبناه!!

هذا هو الوجه الآخر "غير المعلوم" للسفاح اللحدي عدنان خبيّة.

والآن، إذا كانت "هيئة التنسيق" تتبنى بيانا كاذبا وملفقا على مدى عامين، ولا تزال، وتتهم السلطة ـ باغتيال الطبيب المغدور عدنان وهبة ، ما الذي يضمن لنا أن قصة اختطاف الدكتور عبد العزيز الخير لا تتضمن عناصر تخريفية من هذا النوع، لاسيما أن رفيق رحلته من الصين ، وهو من أصدقاء "أبو علي خبية" و"عدنان خبية"و "زهران علوش" أيضا (يا للمصادفة!!)، تركه مع رفيقيه على طريق المطار ولم ينتظرهم حتى يعبروا الحواجز، ويرفض حتى الآن تقديم رواية منطقية متماسكة لما حصل ولماذا فعل ذلك!!!؟

  • فريق ماسة
  • 2014-05-17
  • 8904
  • من الأرشيف

تفاصيل مثيرة عن اغتيال الارهابي الذي قتل 19 طيارا سوريا في غرف نومهم بتكليف سعودي ـ إسرائيلي

قتل منذ فترة عميل الاستخبارات السعودية "عدنان خبيّة" الدوماني (نسبة إلى دوما في ريف دمشق) بعيارات نارية ليس معروفا بعد من يقف وراءها. فثمة معطيات تشير إلى أنها رصاصات "البيت الجهادي" نفسه، لاسيما "جبهة النصرة"، على خلفية المعركة المفصلية التي تدور في بلدة"المليحة" المجاورة وتبادل الاتهامات بالمسؤولية عن الهزائم التي تلحق بعملاء السعودية وقطر؛ فيما تتحدث مؤشرات ومعطيات أخرى عن ضلوع أجهزة الاستخبارات السورية وحلفائها في العملية. إلا أن رأيي الشخصي هو أنه قتل على أيدي حليفه السابق زهران علوش، فقد تعمد البيان الصادر عن مجموعته استخدام تعبير"الغدر" لوصف اغتياله، وهو تعبير لا يستخدم عادة من قبل المجموعات الجهادية ـ التكفيرية إلا حين يكون القاتل أحد أبنائها المقربين جدا ، سواء أكان دافعه تنظيميا أم بتكليف من جهة استخبارية تقف وراءه. ويعتبر علوش ـ استنادا إلى سيرته منذ أن كان في شبكة الدعم اللوجستي لـ"القاعدة" أواسط العقد الماضي وقبل اعتقاله ـ من أكثر قادة العصابات الوهابية اتصافا بـ"الغدر" والنذالة( آخر عمليات غدره وفصول نذالته المعروفة اختطاف المحامية رزان زيتونة ورفاقها من أجل الأموال) يعتبر عدنان خبية وقريبه "أبو علي خبية الدوماني" (ماجد خبية) المؤسسين الفعليين لـ"لواء شهداء دوما"(سرية شهداء دوما سابقا)، التي تأسست منذ الأسابيع الأولى للأزمة السورية، والتي شكلت لاحقا النواة الأساسية لما سيعرف باسم "لواء الإسلام" الذي أسسه وقاده زهران علوش . إلا أن الأمر لم يستمر طويلا، فسرعان ما "انشق" المذكوران عن "علوش" بفعل الصراعات على تقاسم الأسلاب والغنائم ، وبفعل الصراع السعودي ـ القطري على ولاءات الأزلام والمرتزقة الذين يشغلونهم على امتداد الأراضي السورية. والطريف في الأمر، وهذا لم يعد طريفا بعد أن أصبح أمرا روتينيا وتقليدا راسخا في أوساط المجموعات المسلحة المدارة والممولة من الخارج، أن زهران علوش أصدر في اليوم الأول من العام الحالي بيانا باسم "الجبهة الإسلامية" و"جيش الإسلام" وصف فيه "أبو علي خبية" و"عدنان خبية" بأنهما من "شبيحة وعملاء النظام"، وتوعدهما بالانتقام على خلفية الكمين الذي نصباه لمجموعاته في "مسرابا" و"الشيفونية" في "الغوطة الشرقية". وقال البيان"قام أبو علي خبية ومعه مجموعه من الشبيحة وعملاء النظام باسم الجيش الحر بالاعتداء على بعض مجاهدينا في جسر مسرابا وجسر الشيفونية الذين يقومون على خدمة المجتمع ويسهرون على راحة المسلمين وأمنهم وذلك خدمه من هؤلاء المجرمين لمصلحة الأسد وأعوانه ولإثارة الفتن بين المجاهدين لإضعافنا من الداخل وسوف نقطع تلك الأيدي الآثمة التي تكون أداه للفتنة وأهلها وقد أعذر من انذر"!! خبيّة على الخط الحريري ـ الإسرائيلي: المجهول المعلوم من "السيرة اللحدية" لـ"لواء شهداء دوما" سيتحدث كثيرون ، وقد بدأوا ذلك فعلا، عن الدور "البطولي" لخبية في "حماية المتظاهرين في دوما"، وفق السردية السخيفة المتداولة لتبرير التسليح، إلا أن أحدا لن يتحدث عن "السيرة اللحدية" لهؤلاء والدافع الحقيقي لتأسيس مجموعاتهم، خصوصا في ريف دمشق وغوطة دمشق. ومما ليس هو معروفا أن "كتيبة شهداء دوما" ، ثم "لواء الإسلام"، أسسا من خلال مداخلة مخابراتية سعودية ـ لبنانية، رغم أن معظم المؤسسين كانوا معتقلين سابقا على خلفية الدعم اللوجستي لـ"القاعدة" في العراق" أو الانخراط المباشر في أعمالها القتالية في الأنبار. وتمثل الدور اللبناني في هذا الأمر بالنائب وليد جنبلاط ( أحيانا، وفي أماكن موضعية محددة) و رئيس فرع المعلومات وسام الحسن ، الذي كان ـ وهذا ليس سرا ـ ممثل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في لبنان ، فضلا عن علاقته بالمخابرات الفرنسية والسعودية، قبل اغتياله في تشرين الأول / أكتوبر 2012 من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية بهدف إغلاق فمه وإقفال الحلقة المتعلقة بدوره في اغتيال الحريري . وكان المحقق السويدي في لجنة التحقيق الدولية ومكتب المدعي العام لاحقا، بو أوستروم، أكد في مقابلته التلفزيونية العام الماضي، بعدما كانت سبقته إلى ذلك قناة "سي بي سي" الكندية التي كشفت عن وثيقة من المحكمة، أنه "المتهم الأول" في اغتيال الحريري، باعتباره الوحيد الذي كان يعرف مسار موكبه ، والمسؤول عن أمنه، وتغيبَ دون عذر مبرر عن الموكب يوم الجريمة ، واكتشاف كذبه واحتياله وتزويره وثائق أكاديمية لتبرير "عذر التغيب". كان من الواضح أن " كتيبة شهداء دوما" و"لواء الأسلام" أسسا في البداية من قبل الجهات الاستخبارية المشار إليها فقط من أجل تنفيذ مهمات محددة في "غوطة دمشق" ، وريف دمشق عموما، اللذين يعتبران حصن حصون وقلعة قلاع الأماكن الاستراتيجية السورية، المجهول منها والمعلوم، ومقر معظم الإدارات العسكرية الهامة، كإدارة الدفاع الجوي في "المليحة" و "إدارة الاستطلاع الجوي"( اللواء 82 سابقا) في "مرج السلطان" و مراكز مختلفة تابعة لمركز البحوث العلمية في وزارة الدفاع ، ومخازن الأسلحة الكيميائية ،فضلا عن عشرات المواقع الخاصة ببطاريات الدفاع الجوي وملحقاتها...إلخ. ولهذا نجد أن المجموعتين ، اللتين أصبحتا مجموعة واحدة قبل افتراقهما مجددا، كرّسا جهدهما العسكري منذ البداية لضرب وتدمير وتخريب تلك المنشآت. وفيما يلي موجز استعادي لأبرز ما قامتا به: ـ بتاريخ 23 / 7 / 2012 : أقدم "خبية"، من خلال مجموعة"كتائب عملية اقتحام دمشق"، على اختطاف الشاهد الكردي المزعوم في قضية اغتيال الحريري ، الحلاق هسام هسام، من منطقة "اوتستراد المزة"، قبل اقتياده إلى مكان مجهول( يعتقد أنه جرت تصفيته لاحقا في لبنان أو سوريا). وقال الخاطفون يومها، نقلا عنه انه"يريد الوصول إلى بيروت ويحمل مفاجآت كبيرة لا ينتظرها أحد"!! ـ في 22 كانون الأول / ديسمبر 2012 هاجم مسلحو المجموعتين، وشركاؤهم من مجموعات أخرى، "فوج الإشارة 81" في منطقة "شبعا" رغم أنه فوج تقني محض. وإذا علمنا وظيفة هذا الفوج نعلم سبب استهدافه وتدميره وقتل عناصره. فهذا الفوج، وكما كتبت في حينه، مسؤول عن مراقبة الاتصالات في جيش الاحتلال الإسرائيلي وطيرانه وتحليلها وتفكيك شيفراتها. ولهذا نجد أن كوادر الفوج جميعا من حملة الشهادات العليا في الهندسة الإلكترونية واللغة العبرية، فضلا عن اللغات الأخرى التي يتقنها جنود الاحتلال بحكم أصولهم، كالألمانية والروسية والفرنسية ..إلخ. وهو ، إلى ذلك، كان يلعب دورا "تعليميا وأكاديميا" من خلال الخبرات التي يقدمها لكوادره الدائمين أو القادمين إليه لأداء خدمة العلم. ـ بتاريخ 28 / 6 / 2012 : قامت مجموعة من "لواء الإسلام"، بإشراف "عدنان خبية" و"أبو علي خبية"، ومجموعات دعم لوجستي من "فرع المعلومات" في لبنان و جهاز وليد جنبلاط الأمني بقيادة ضابط الارتباط بن جنبلاط وإسرائيل خلال الحرب الأهلية ( والمطلوب للقضاء اللبناني منذ العام 2002 على خلفية سرقة صندوق المهجرين) هشام أنيس ناصر الدين، باختطاف اللواء الجوي "فرج المقت" مدير المقر العام في قيادة القوى الجوية السورية بينما كان في طريقه إلى منزله بدمشق ، قبل اقتياده إلى "المختارة" في جبل لبنان حيث هو معتقل حتى الآن. ـ بتاريخ 17 /8 / 2012، ارتكبت العصابة نفسها "مجزرة الشفونية" الشهيرة، حين أقدمت على اختطاف 16 عنصرا من مخافر قوى الأمن الداخلي(الشرطة) في المنطقة نفسها، وأقدمت على ذبحهم بالسكاكين ورميهم في المنطقة قبل أن تدعي أنها عثرت عليهم، فصورتهم واتهمت النظام بالجريمة. وكنت شخصيا كشفت المذبحة وحقيقة ما جرى بعد خمسة أيام من خلال مجموعة أشرطة وزعها هؤلاء في أوقات متباينة، وضبطهم بالجرم المشهود. ـ في تشرين الثاني / نوفمبر 2012 جرى تخريب كتائب لواء الدفاع الجوي الخاصة بـ"إس 200"، لاسيما "كتيبة الأفتريس"، قبل السطو على محتوياتها. ويومها هلل الكاتب صبحي حديدي لهذا الإنجاز في "القدس العربي"، بالنظر لأن الصواريخ "يمكن أن يشحنها النظام برؤوس كيميائية لاستهداف الثوار"!! وكانت المرة الأولى في حياتي التي أسمع فيها بأن صواريخ الدفاع الجوي، وهو اختصاصي العسكري أصلا خلال خدمتي العسكرية، يمكن استخدامها ضد المتظاهرين بعد شحنها بالسلاح الكيميائي، فأدركت أن الثوار السوريين يتظاهرون ...في السماء وليس في الشوارع! ورغم أن حديدي من أكثر المعارضين السوريين رصانة ودقة، للأمانة، فقد كان لا بد لجينات الشعوذة والهبل التي ورثها تنظيميا من معلمه رياض الترك، مخرّب الأجيال، أن تفعل فعلها!! ـ في الشهر نفسه، جرى استهداف "قاعدة مرج السلطان" الجوية، وتحديدا "إدارة الاستطلاع الجوي"(اللواء 82) وتخريب راداراته. وتعتبر محطة الاستطلاع الجوي في مرج السلطان واحدة من أهم أربع محطات أساسية في سورية، كونها مسؤولة عن المسح الجوي في كامل المنطقة الجنوبية حتى جنوب فلسطين المحتلة وشمال السعودية. ويومها كتبت تقريرا بعنوان "دمشق عمياء للمرة الأولى منذ أربعين عاما"! أما العميل الإسرائيلي أيمن عبد النور، ولدي الآن الدليل المكتوب الذي يسمح لي باتهامه بالعمالة، فكتب في موقعه مهللا لهذا الإنجاز بالقول (26 /11 /2012) إن "تحرير محطة مرج السلطان التي هي أيضا قيادة إدارة الاستطلاع الجوي ـ اللواء 82 يعني أن الأسد وجيشه لن يكتشفوا الضربات الجوية لمفاصلهم العسكرية والأمنية في دمشق وريفها والمنطقة الجنوبية التي ستوجها لهم إسرائيل و الائتلاف العسكري الدولي الذي سيشكل خارج مجلس الأمن"!! ( كذا حرفيا). وكان لافتا يومها أن هذا المرتزق العفن ، وشريكه العميل الإسرائيلي الآخر فهد المصري (الذي جنده جدعون كاوتس في باريس)، حذفا عبارة "إسرائيل" من النص بعد أن نبهنا الناس إلى الأمر، ولكن بعد أن كنا صورناه!! وكان مجرد نشر هذا الخبر بهذه الطريقة، و "زلة اللسان" التي اتركبها ناشروه، كافيا لكشف حقيقة من يقف وراءهم ولماذا يستهدفون منشآت تقنية لا علاقة لها بالصراع المسلح في سورية، ولا يمكنها أصلا المشاركة فيه لو أرادت ، لأن أقوى سلاح تمتلكه هو المسدسات الشخصية التي يحملها بعض ضباطه، وبنادق مفارز الحرس الخاصة بها. ولم يكتف هذا المرتزق المجرم بذلك، بل أقدم على قتل 36 عسكريا من عناصر قاعدة مرج السلطان رميا بالرصاص والتمثيل بجثثهم بعد وقوعهم في الأسر! ـ لكن قضية اختطاف وإعدام الطيارين تبقى الأكثر فظاعة من بين ما ارتكبوه. فقد أعدوا منذ بداية الأزمة، بالتعاون مع مشغليهم وبعض العناصر الفارين من القوى الجوية، لوائح اسمية بالطيارين السوريين وعناوين سكنهم وحتى أرقام هواتفهم الخلوية ، ونشروها على صفحاتهم . وفي بعض الأماكن ، كما حصل في "ضاحية الأسد" السكنية، و"مساكن برزة"، جرى تعليم بيوتهم بإشارات خاصة تسهيلا لعمل القتلة. بدأ مخطط تصفية الطيارين منذ صيف العام 2011 ، حين اغتيل سبعة طيارين على طريق تدمر ـ حمص، كما هو معروف، وكان التطور الأبرز في العملية حين أقدم " عدنان خبية" و"أبو علي خبية" على اختطاف عدد من طياري "قاعدة مرج السلطان" في آب 2012. وإذا كانت هذه الوقائع وجدت طريقها إلى الإعلام كونها استهدفت مجموعات من الطيارين، فإن معظمها ضاع في زحمة الأخبار الميدانية، كونه استهدف الطيارين بشكل إفرادي في منازلهم. وهناك معلومات موثقة عن اغتيال 19 طيارا على الأقل في غرف نومهم أو خلال خروجهم إلى عملهم ، يوم لم يكن سلاح الجو السوري قد تدخل بعد في العمل العسكري، بالنظر لأن انتشار المسلحين لم يكن يقتضي ذلك. وتفيد المعطيات بأن هؤلاء الطيارين اغتيلوا جميعا في العام 2011 وأوائل العام 2012. اغتيال عضو قيادة "هيئة التنسيق" الدكتور عدنان وهبة في دوما: بتاريخ الأحد 3 حزيران / يونيو 2012 اغتيل الطبيب جراح العظام عدنان وهبة ، وهو عضو قيادة "حزب الاتحاد الاشتراكي العربي" بزعامة حسن عبد العظيم، وعضو قيادة"هيئة التنسيق". وقد جرت عملية الاغتيال في عيادته بمدينة دوما من قبل شخص زعم أنه أحد المرضى ، إذ دخل العيادة وأطلق عليه رصاصتين واحدة في الصدر والأخرى في الرأس قبل أن يتمكن من الفرار. كان الطبيب المذكور أحد أبرز منسقي التظاهرات في دوما ، وأحد أبرز "أطباء الثورة" في المشافي الميدانية ، كما كان يوصف. وفور اغتياله سارعت "هيئة التنسيق" أو "هيئة التخريف" كما ينبغي لها أن تسمى بعد تجربتنا المريرة معها، فيما لو استثنينا ثلاثة أو أربعة من عقلاء قيادتها، إلى إصدار بيان قالت فيه حرفيا: "صباح هذا اليوم امتدت يد الغدر والاجرام ، يد من أيادي أمن النظام وشبيحته، لتغتال مناضلاً كبيراً من مناضلي الثورة السورية هو الدكتور عدنان وهبة، عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سورية في الدورة السابقة، وعضو قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي . ...". كذبت "هيئة التنسيق"!! النظام ليس هو من اغتال الطبيب المغدور، بل ثورتهم. وهذه هي قصة اغتياله: يوم الخميس، المصادف 31 أيار 2012، أي قبل الاغتيال بأربعة أيام،جاءه شخص يدعى "ماجد خبية" إلى مكان عمله في مشفى الهلال الأحمر في "منطقة الخطيب" بدمشق، وكان يحمل مصابا. وبالنظر للبعد الأمني في القضية( مصاب في مظاهرة يجري إسعافه إلى مشفى شبه حكومي يقع بجوار الفرع 251 في المخابرات العامة)، حصلت ملاسنة بين "ماجد خبية" والطبيب المغدور، فماكان من الأول إلا أن توعد الثاني وأقسم بالله وبكتابه أمام الممرضات أنه سيحرمه حياته! لم يكن "ماجد خبية" سوى الشخص الذي سيعرف لاحقا ويصبح أحد نجوم الثورة الوهابية، وهو "أبو علي الدوماني" ( أبو علي خبية الدوماني) نفسه، رئيس أركان "لواء التوحيد" الذي يقوده زهران علوش في حينه، وابن عم القتيل السفاح "عدنان خبية"، الذي كان ينتظره في السيارة أمام المشفى! وبتاريخ السبت 3 حزيران، أي بعد ثلاثة أيام، جاء "عدنان خبية" ورجاله إلى عيادة الطبيب المغدور في دوما ، حيث دخل أحدهم ( مدعي المرض) وقتل الطبيب، قبل أن يفر مع "عدنان خبية" والآخرين ويصدروا بيانا عبر تنسيقية مدينة دوما يتهمون فيه "شبيحة النظام" بذلك ، لتقوم "هيئة التخريف الوطني" باجترار البيان بشكل شبه حرفي وتتبناه!! هذا هو الوجه الآخر "غير المعلوم" للسفاح اللحدي عدنان خبيّة. والآن، إذا كانت "هيئة التنسيق" تتبنى بيانا كاذبا وملفقا على مدى عامين، ولا تزال، وتتهم السلطة ـ باغتيال الطبيب المغدور عدنان وهبة ، ما الذي يضمن لنا أن قصة اختطاف الدكتور عبد العزيز الخير لا تتضمن عناصر تخريفية من هذا النوع، لاسيما أن رفيق رحلته من الصين ، وهو من أصدقاء "أبو علي خبية" و"عدنان خبية"و "زهران علوش" أيضا (يا للمصادفة!!)، تركه مع رفيقيه على طريق المطار ولم ينتظرهم حتى يعبروا الحواجز، ويرفض حتى الآن تقديم رواية منطقية متماسكة لما حصل ولماذا فعل ذلك!!!؟

المصدر : الماسة السورية/ نزار نيوف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة