دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
الإحتياطات التي تتخذ بتسارع في الأردن هذه الأيام لنقل مخيم الزعتري أضخم مخيمات اللاجئين السوريين إلى ‘موقع جديد’ في عمق صحراء منطقة الأزرق شرقي البلاد قد يكون لها ما يبررها ‘أمنيا وعسكريا’ وليس لوجستيا فقط خصوصا في ظل تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة عموما.
تتسارع خطوات التمهيد لنقل الزعتري بينما تستعد عمان لإستقبال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل على هامش زيارته للأردن والسعودية بالتزامن مع حالة ‘إستنفار’ أمنية على الحدود الأردنية ـ السورية تجلت الأحد بظهور طائرات سلاح الجو الأردنية مجددا وقصفها لسيارتين قيل أنهما خالفتا قواعد العبور الشرعية والقانونية.
الحكومة الأردنية تظهر منذ نحو أسبوعين قدرا كبيرا من الميل للمجازفة بكمية نار كبيرة في مواجهة أي محاولات ‘تسلل’ عبر الحدود مع سوريا بعدما تحدثت تقارير محلية وأخرى إسرائيلية وإستراتيجية عن ‘نمو’ كبير في الأسلحة المهربة من سوريا باتجاه الأردن وعن ملايين قطع السلاح غير الشرعية بالتوازي مع اكتشاف بؤرة ‘لوجستية’ فيما يبدو للجماعات الجهادية المتشددة في مدينة معان جنوبي البلاد.
حلقة إتصال مفترضة تحدثت عنها إسرائيل تشبك منظمات جهادية في سيناء المصرية بمجموعات في سورية ومدينة معان رفعت منسوب الهاجس الأمني في الأردن وفي المنطقة عموما.
تسريبات أخرى تتحدث عن تمكن تنظيمات ‘داعش’ من الوصول والتمركز في ‘نقطة رخوة’ بعمق الأراضي السعودية بالقرب من الحدود مع العراق مع سيناريو امني يفترض بان ‘داعش’ تمكنت من إختراقات محددة عملت على تأمين تواصل ‘لوجستي’ يربط مجموعات من سيناء بأخرى في معان وسط الصحراء الأردنية المحاذية وصولا لحدود الرمادي بين الأردن والعراق بالقرب من الحدود المحاذية لمحافظة الأنبار والملاصقة لسوريا.
الأنباء هنا تفترض تحليليا الحديث عن ‘هلال داعشي’ يتمحور في حضن مناطق النفوذ التابعة للجهاديين في أكثر من بلد ويخترق حتى الهلال الشيعي لبلدان النظام الرسمي العربي السنية.
السعودية جهزت المنطقة الحدودية مع العراق بمجموعة طائرات بلا طيار بدعم امريكي والأردن يختبر الإستعداد لمسرح عمليات في حالة تعقد الأمور ويجري إتصالات تنسيقية يهتم بها الإسرائيليون لتأمين حدود الجولان.
منسوب الهواجس تزايد أمنيا بالنسبة للأردنيين مع بوادر الصراع العسكري والإنفلات الأمني في ليبيا وعدم وجود مؤشرات على قرب إنفراج أزمة السفير المختطف فواز العيطان.
الوزير الأمريكي هيجل يحمل معه إلى عمان والرياض ‘مقترحات تطمينية محددة’ حسب مصدر دبلوماسي عربي مطلع بخصوص الملف النووي الإيراني وبخصوص الوضع في سورية مع ضمانات متواصلة لتعزيز النطاق الدفاعي الأردني على الحدود مع سورية.
يحصل ذلك فيما يحضر العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني كـ ‘ضيف شرف’ عرضا للمجموعات المدرعة في الجيش البريطاني في الوقت الذي يتخذ فيه حرس الحدود الأردني مع سورية إجراءات إحترازية ويحدد نطاقا أمنيا جويا وبريا مع العمل بالتوازي لوجستيا على ما قال المصدر الدبلوماسي أنه ‘تهيئة المنطقة لعمليات محتملة ذات بعد أمني’.
العمليات المحتملة تتزامن مع ‘معلومات’ لم تتأكد رسميا بعد عن إستعداد الجيش النظامي السوري لمعركة ‘درعا’، الأمر الذي سيشكل ضغطا عنيفا على الحدود الأردنية يبرر نقل وتأمين اللاجئين المكدسين بالقرب من درعا كما يبرر- وهذا الأهم- الإستعداد لسيناريوهات ‘هجرة معاكسة’ باتجاه الحدود مع الأردن لمئات من المسلحين الجهاديين الذين يفترض رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور أنهم ‘سيحاولون الإحتماء بالأردن’.
ليس بعيدا عن الحدود الأردنية- السورية والسعودية والعراقية يبدو أن سيناريوهات الحرب على’الجهاديين’ تفرض إيقاعا خاصا على كل معطيات المنطقة خصوصا مع حالة الإستنفار العسكرية الأمريكية على النقطة الحدودية بين ليبيا وتونس وحالة الصراع التي دخلت بها ليبيا بعد إغتيال جنرال المخابرات سليمان السنوسي وحالة الإحتقان العسكري مع الجاهزية في الجيش الجزائري.
يمكن في السياق ملاحظة التعاطي الأمني الفرنسي مع ‘الأقواس الجهادية’ التي تتمركز ما بين ليبيا ومالي وموريتانيا، الامر الذي تطلب إستنفارا عسكريا أمريكيا في حوض شمال المتوسط كما تطلب نشر ثلاثة ألاف عسكري جنوب فرنسا وحالة إستنفار ‘غير معلنة’ بالقرب من سردينيا وإيطاليا.
المصدر :
‘القدس العربي’ ـ بسام البدارين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة