لم تهدأ جبهة دير الزور، حيث يواصل «داعش» تقدّمه في أرياف المدينة. وفي تطوّر في سياق المعركة، اتّجهت «الدولة»، في عملية ممنهجة، لتصفية «شرعيي النصرة»

استمرت المعارك الدامية في محافظة دير الزور بين «جبهة النصرة» وحلفائها من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من جهة أخرى. وواصل «داعش» تقدمه على جميع المحاور، وسط توقعات باقتحام وشيك للمدينة. كما سُجّل استهداف التنظيم لـ«شرعيي النصرة»، فيما أعلنت «مؤسسة الاعتصام» عن «كلمة مرتقبة للشيخ أبو محمد العدناني» الناطق باسم «داعش» تحمل عنوان «عذراً أمير القاعدة».

إذاً، واصل التنظيم تقدمه في أرياف دير الزور على مختلف المحاور، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد السوريين الفارين من المحافظة مئة ألف شخص، وفقاً لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض. ويبدو أنّ «داعش» يقوم بعملية استهداف ممنهجة لـ«شرعيي النصرة»، إذ شهدت معارك جديد عكيدات (في الريف الشرقي) مقتل الشيخ قاسم السعران، الشهير باسم أبو الغيث، وهو أحد قضاة «الهيئة الشرعية لجبهة النصرة». وشهدت معارك مركدة، متاخمة لريف دير الزور الشمالي، وتابعة إدارياً لمحافظة الحسكة، مقتل المفتي الشرعي لـ«جبهة النصرة» في دير الزور عايد خلف الحسن، الشهير باسم أبو دجانة. كذلك أعدم مسلحو «داعش» خمسة عشر مسلحاً على الأقل من مسلحي «الجبهة الإسلامية»، وذلك على حاجز قرية الحصان في الريف الغربي.

 

تمكن الجيش من استعادة السيطرة على بلدة القحطانية شرقي القنيطرة

إلى حلب، شمالاً، وفيما المدينة تعيش كابوس قطع الجماعات المعارضة المياه عنها، تمكّنت مجموعة من الشيشانيين من السيطرة على أبنية في ضاحية الزهراء، وعرضت مواقع معارضة تسجيلاً لجنود وقعوا في أسر جماعتي «أنصار الإسلام» و«جيش المهاجرين».

وقال مصدر معارض لـ«الأخبار» إنّ «الهدف التالي بعد مبنى الجوية هو كتيبة المدفعية في الزهراء، والمجاهدين يقتربون منهما».

وفي حي سيف، وقعت مجموعة مسلّحة في كمين لوحدة من الجيش السوري قضت على كامل أفرادها، وفق مصدر عسكري، الذي شرح لـ«الأخبار» أنّ «العملية وقعت في نزلة الزبدية وأدت إلى السيطرة على عدد من المباني».

 

معارك ريف اللاذقية

 

وفي كسب، في ريف اللاذقية الشمالي، فشل الجيش أمس في محاولته السيطرة على برجي الزراعة وسيرياتل على تخوم البلدة. وتزامنت محاولة التقدم مع اشتباكات عنيفة في قرية النبعين التي تعتبر أهم نقاط التماس. المعارك العنيفة أدّت الى مقتل قائد «كتيبة أبو القعقاع» التابعة لـ«الجبهة الإسلامية» قصي آغا، إضافة الى قائد كتيبة «مصعب بن عمير» التابعة لـ«الجبهة» أيضاً. مدفعية الجيش واصلت قصف بلدة كسب ومواقع المسلحين في جبل الأكراد. في حين تتواصل الاشتباكات في محيط قمة تشالما وقمة الـ 45، وذلك بعد سيطرة المسلحين، الأسبوع الفائت، على قمة 724، إثر خسارة الجيش ما يقارب 2 كلم من الأراضي التي كان قد سيطر عليها سابقاً.

 

معارك الغوطة تتركّز في جوبر

 

خلال الأيام الماضية، انتقل مركز المعارك في الغوطة الشرقية في ريف دمشق إلى جوبر، بعدما استقر على مدى أكثر من شهر في بلدة المليحة. وتصدّرت أمس معارك جوبر المشهد، فقد كثّف الجيش ضرباته على أهداف تتوزع على كامل مساحة الحيّ، حيث يتجمّع مسلّحو «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة». واستخدم الجيش سلاح الجو والمدفعية الثقيلة، وسمعت أصوات الانفجارات في مختلف أرجاء العاصمة، فيما غطت سحب الدخان الكثيف الجزء الشرقي من دمشق، حيث يقع حي جوبر.

وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار»: «يغطي سلاحا الجو والمدفعية تقدّم المشاة داخل الحي من الجانب الشرقي، وعند نهاية المتحلق الجنوبي من جهة زملكا». ولا تزال هاتان النقطتان تشهدان اشتباكات طاحنة، كانت قد بدأت أول من أمس. وأشار المصدر إلى أن المسلّحين يبدون مقاومة شرسة، «فقد أفادت معلوماتنا بأن خطوط دفاعاتهم انسحبت إلى جوبر، بالإضافة إلى بعض المناطق في عمق الغوطة الشرقية، كجسرين وزبدين وعين ترما».

إلى ذلك، لا تزال بعض أطراف بلدة المليحة تشهد اشتباكات بين الجيش ومسلّحي «فيلق الرحمن» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام».

إلى ذلك، تمكن الجيش السوري، بعد ظهر أمس، من استعادة السيطرة على بلدة القحطانية جنوبي شرقي مدينة القنيطرة، بعدما كان مسلحو «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» قد دخلوا البلدة فجر الخميس الماضي ضمن ما سموه معركة «اقتراب الوصول إلى شام الرسول». وللمرة الأولى، أدخل الجيش عدداً من الدبابات إلى «المنطقة العازلة». وحاول المسلحون، أمس، الوصول إلى معبر القنيطرة الفاصل بين المنطقة المحررة والمحتلة، وقد شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة حافظ فيها الجيش على سيطرته على المعبر.

  • فريق ماسة
  • 2014-05-11
  • 14047
  • من الأرشيف

معارك دير الزور: «داعش» تصفّي «شرعيّي النصرة»

لم تهدأ جبهة دير الزور، حيث يواصل «داعش» تقدّمه في أرياف المدينة. وفي تطوّر في سياق المعركة، اتّجهت «الدولة»، في عملية ممنهجة، لتصفية «شرعيي النصرة» استمرت المعارك الدامية في محافظة دير الزور بين «جبهة النصرة» وحلفائها من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من جهة أخرى. وواصل «داعش» تقدمه على جميع المحاور، وسط توقعات باقتحام وشيك للمدينة. كما سُجّل استهداف التنظيم لـ«شرعيي النصرة»، فيما أعلنت «مؤسسة الاعتصام» عن «كلمة مرتقبة للشيخ أبو محمد العدناني» الناطق باسم «داعش» تحمل عنوان «عذراً أمير القاعدة». إذاً، واصل التنظيم تقدمه في أرياف دير الزور على مختلف المحاور، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد السوريين الفارين من المحافظة مئة ألف شخص، وفقاً لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض. ويبدو أنّ «داعش» يقوم بعملية استهداف ممنهجة لـ«شرعيي النصرة»، إذ شهدت معارك جديد عكيدات (في الريف الشرقي) مقتل الشيخ قاسم السعران، الشهير باسم أبو الغيث، وهو أحد قضاة «الهيئة الشرعية لجبهة النصرة». وشهدت معارك مركدة، متاخمة لريف دير الزور الشمالي، وتابعة إدارياً لمحافظة الحسكة، مقتل المفتي الشرعي لـ«جبهة النصرة» في دير الزور عايد خلف الحسن، الشهير باسم أبو دجانة. كذلك أعدم مسلحو «داعش» خمسة عشر مسلحاً على الأقل من مسلحي «الجبهة الإسلامية»، وذلك على حاجز قرية الحصان في الريف الغربي.   تمكن الجيش من استعادة السيطرة على بلدة القحطانية شرقي القنيطرة إلى حلب، شمالاً، وفيما المدينة تعيش كابوس قطع الجماعات المعارضة المياه عنها، تمكّنت مجموعة من الشيشانيين من السيطرة على أبنية في ضاحية الزهراء، وعرضت مواقع معارضة تسجيلاً لجنود وقعوا في أسر جماعتي «أنصار الإسلام» و«جيش المهاجرين». وقال مصدر معارض لـ«الأخبار» إنّ «الهدف التالي بعد مبنى الجوية هو كتيبة المدفعية في الزهراء، والمجاهدين يقتربون منهما». وفي حي سيف، وقعت مجموعة مسلّحة في كمين لوحدة من الجيش السوري قضت على كامل أفرادها، وفق مصدر عسكري، الذي شرح لـ«الأخبار» أنّ «العملية وقعت في نزلة الزبدية وأدت إلى السيطرة على عدد من المباني».   معارك ريف اللاذقية   وفي كسب، في ريف اللاذقية الشمالي، فشل الجيش أمس في محاولته السيطرة على برجي الزراعة وسيرياتل على تخوم البلدة. وتزامنت محاولة التقدم مع اشتباكات عنيفة في قرية النبعين التي تعتبر أهم نقاط التماس. المعارك العنيفة أدّت الى مقتل قائد «كتيبة أبو القعقاع» التابعة لـ«الجبهة الإسلامية» قصي آغا، إضافة الى قائد كتيبة «مصعب بن عمير» التابعة لـ«الجبهة» أيضاً. مدفعية الجيش واصلت قصف بلدة كسب ومواقع المسلحين في جبل الأكراد. في حين تتواصل الاشتباكات في محيط قمة تشالما وقمة الـ 45، وذلك بعد سيطرة المسلحين، الأسبوع الفائت، على قمة 724، إثر خسارة الجيش ما يقارب 2 كلم من الأراضي التي كان قد سيطر عليها سابقاً.   معارك الغوطة تتركّز في جوبر   خلال الأيام الماضية، انتقل مركز المعارك في الغوطة الشرقية في ريف دمشق إلى جوبر، بعدما استقر على مدى أكثر من شهر في بلدة المليحة. وتصدّرت أمس معارك جوبر المشهد، فقد كثّف الجيش ضرباته على أهداف تتوزع على كامل مساحة الحيّ، حيث يتجمّع مسلّحو «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة». واستخدم الجيش سلاح الجو والمدفعية الثقيلة، وسمعت أصوات الانفجارات في مختلف أرجاء العاصمة، فيما غطت سحب الدخان الكثيف الجزء الشرقي من دمشق، حيث يقع حي جوبر. وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار»: «يغطي سلاحا الجو والمدفعية تقدّم المشاة داخل الحي من الجانب الشرقي، وعند نهاية المتحلق الجنوبي من جهة زملكا». ولا تزال هاتان النقطتان تشهدان اشتباكات طاحنة، كانت قد بدأت أول من أمس. وأشار المصدر إلى أن المسلّحين يبدون مقاومة شرسة، «فقد أفادت معلوماتنا بأن خطوط دفاعاتهم انسحبت إلى جوبر، بالإضافة إلى بعض المناطق في عمق الغوطة الشرقية، كجسرين وزبدين وعين ترما». إلى ذلك، لا تزال بعض أطراف بلدة المليحة تشهد اشتباكات بين الجيش ومسلّحي «فيلق الرحمن» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام». إلى ذلك، تمكن الجيش السوري، بعد ظهر أمس، من استعادة السيطرة على بلدة القحطانية جنوبي شرقي مدينة القنيطرة، بعدما كان مسلحو «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» قد دخلوا البلدة فجر الخميس الماضي ضمن ما سموه معركة «اقتراب الوصول إلى شام الرسول». وللمرة الأولى، أدخل الجيش عدداً من الدبابات إلى «المنطقة العازلة». وحاول المسلحون، أمس، الوصول إلى معبر القنيطرة الفاصل بين المنطقة المحررة والمحتلة، وقد شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة حافظ فيها الجيش على سيطرته على المعبر.

المصدر : الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة