بعد أن تم إنقاذ عمال منجم الذهب و النحاس في تشيلي الذين حوصروا بداخله لمدة 69 يوما و على عمق نحو 700 متر.رصدت مصادر مطلعة خمسة أسباب رأت أنها كانت وراء نجاح عملية الإنقاذ هي:

1- الإنفاق لم يقف حائلا، فقد استأجرت الحكومة ثلاث شركات حفر للتنافس على اختراق المنجم، وهو ما عزز فرصة إنقاذ سريع. وقد رصدت كوديلكو -وهي شركة لإنتاج النحاس مملوكة للدولة ومديرة لعملية الإنقاذ- ميزانية قدرها 15 مليون دولار للعملية.

ولم تهمل الشركة أسر العمال المحصورين، حيث وفرت لهم وسائل الحماية أثناء وجودهم قرب ذويهم، وتحول الأمر إلى توجه عام، حيث تعهد متبرعون مدنيون وهيئات رسمية بتقديم المساعدة خاصة بعد اكتشاف أن العمال ما زالوا أحياء.

وتبرعت شركات الاتصالات بمكالمات مجانية بين الأسر والعمال والصحفيين في موقع المنجم، وأقامت الحكومة شبكة وايفاي. وقدم الصيادون المجاورون آلاف أسماك الفيليه. وأتى المهرجون والمغنون للترفيه على الأسر ورفع روحهم المعنوية، وتبرعت إحدى شركات النظارات الشمسية بنظارات لكل عمال المنجم قيمة الواحدة 450 دولارا.

وفي المقابل حصلت كل شركة من هذه الشركات على حصة مجانية من الدعاية، وارتفعت تقييمات الاستحسان للحكومة التشيلية أثناء عملية الإنقاذ.

2- استباقية الحكومة، فقد برهن الرئيس التشيلي سباستيان بينيرا ووزير التعدين لورنس غولبورن على كيفية تحويل الأزمة إلى فرصة.

وزار الرئيس المكان ثلاث مرات، ودعا الجميع لتقديم المساعدة الفنية قدر استطاعتهم.

وكان غولبورن يقضي ليالي حول مواقد النيران في مخيمات أسر العمال قرب بوابات المنجم وهو يشرح لهم خطط الإنقاذ.

وأشرف وزير الصحة بنفسه على الرعاية الصحية لعمال المنجم وبرنامج التغذية، كما دعمت السلطات المحلية مخيمات الأسر بالموظفين للطهي والتنظيف وتقديم المشورة.

3- آليات متقدمة، فقد ساعدت تقنية الحفر التوجيهية الحديثة الفنيين على سطح الأرض لتوجيه الحفارات بدقة إلى أنفاق وغرف المنجم لإنشاء اتصالات وتوفير معدات الإنقاذ وحفر مخرج للهروب. واخترع أحد المتخصصين في المجال لقمة ثقب استخدمت في عمل فتحة المصعد الذي ركبه العمال للخروج.

4- عمال منجم رزينون، عندما عثر على العمال أحياء لم يعد الرئيس بينيرا الأمر "معجزة إلهية" فحسب لكنه عزاه إلى العمال أنفسهم لبقائهم منظمين وأصحاء وظهور روح الجماعة بينهم في كل شيء. وقال وزير التعدين إنه كان يتوقع صراخا للمساعدة عندما اتصل بالمنجم، وبدلا من ذلك دهش عندما رد عليه أحدهم وحوله إلى رئيس الوردية كما لو كان يوم عمل عاديا بعد مرور فترة زادت على أسبوعين.

5- أسر متفانية، فعندما استغرق الأمر أربع ساعات كي يبلغ أصحاب المنجم أسر العمال بالحادث أثارت الأسر ضجة صاخبة، وسارعوا إلى موقع الحادث ولم يتوانوا في إبلاغ الصحافة بسمعة المنجم، خاصة أنهم سمعوا أنه كان ينهار منذ أشهر.

ومارست الأسر ضغطا مستمرا على الهيئات الحكومية والزعماء السياسيين، وهو ما جعل الحكومة تتولى الإنقاذ ومواصلة البحث بكل الوسائل الممكنة.

وفي النهاية استغرق البحث 17 يوما، وبمجرد العثور على العمال قدمت لهم الأسر المساعدة المستمرة، بالتحدث إليهم أولا ثم تزويدهم بالملابس النظيفة ووسائل الراحة الأخرى، وفي يوم أمس كان نفس أفراد الأسر يحيون محبوبيهم عند المخرج.

  • فريق ماسة
  • 2010-10-14
  • 14066
  • من الأرشيف

لهذه الأسباب نجحت تشيلي في إنقاذ عمال منجم الذهب

بعد أن تم إنقاذ عمال منجم الذهب و النحاس في تشيلي الذين حوصروا بداخله لمدة 69 يوما و على عمق نحو 700 متر.رصدت مصادر مطلعة خمسة أسباب رأت أنها كانت وراء نجاح عملية الإنقاذ هي: 1- الإنفاق لم يقف حائلا، فقد استأجرت الحكومة ثلاث شركات حفر للتنافس على اختراق المنجم، وهو ما عزز فرصة إنقاذ سريع. وقد رصدت كوديلكو -وهي شركة لإنتاج النحاس مملوكة للدولة ومديرة لعملية الإنقاذ- ميزانية قدرها 15 مليون دولار للعملية. ولم تهمل الشركة أسر العمال المحصورين، حيث وفرت لهم وسائل الحماية أثناء وجودهم قرب ذويهم، وتحول الأمر إلى توجه عام، حيث تعهد متبرعون مدنيون وهيئات رسمية بتقديم المساعدة خاصة بعد اكتشاف أن العمال ما زالوا أحياء. وتبرعت شركات الاتصالات بمكالمات مجانية بين الأسر والعمال والصحفيين في موقع المنجم، وأقامت الحكومة شبكة وايفاي. وقدم الصيادون المجاورون آلاف أسماك الفيليه. وأتى المهرجون والمغنون للترفيه على الأسر ورفع روحهم المعنوية، وتبرعت إحدى شركات النظارات الشمسية بنظارات لكل عمال المنجم قيمة الواحدة 450 دولارا. وفي المقابل حصلت كل شركة من هذه الشركات على حصة مجانية من الدعاية، وارتفعت تقييمات الاستحسان للحكومة التشيلية أثناء عملية الإنقاذ. 2- استباقية الحكومة، فقد برهن الرئيس التشيلي سباستيان بينيرا ووزير التعدين لورنس غولبورن على كيفية تحويل الأزمة إلى فرصة. وزار الرئيس المكان ثلاث مرات، ودعا الجميع لتقديم المساعدة الفنية قدر استطاعتهم. وكان غولبورن يقضي ليالي حول مواقد النيران في مخيمات أسر العمال قرب بوابات المنجم وهو يشرح لهم خطط الإنقاذ. وأشرف وزير الصحة بنفسه على الرعاية الصحية لعمال المنجم وبرنامج التغذية، كما دعمت السلطات المحلية مخيمات الأسر بالموظفين للطهي والتنظيف وتقديم المشورة. 3- آليات متقدمة، فقد ساعدت تقنية الحفر التوجيهية الحديثة الفنيين على سطح الأرض لتوجيه الحفارات بدقة إلى أنفاق وغرف المنجم لإنشاء اتصالات وتوفير معدات الإنقاذ وحفر مخرج للهروب. واخترع أحد المتخصصين في المجال لقمة ثقب استخدمت في عمل فتحة المصعد الذي ركبه العمال للخروج. 4- عمال منجم رزينون، عندما عثر على العمال أحياء لم يعد الرئيس بينيرا الأمر "معجزة إلهية" فحسب لكنه عزاه إلى العمال أنفسهم لبقائهم منظمين وأصحاء وظهور روح الجماعة بينهم في كل شيء. وقال وزير التعدين إنه كان يتوقع صراخا للمساعدة عندما اتصل بالمنجم، وبدلا من ذلك دهش عندما رد عليه أحدهم وحوله إلى رئيس الوردية كما لو كان يوم عمل عاديا بعد مرور فترة زادت على أسبوعين. 5- أسر متفانية، فعندما استغرق الأمر أربع ساعات كي يبلغ أصحاب المنجم أسر العمال بالحادث أثارت الأسر ضجة صاخبة، وسارعوا إلى موقع الحادث ولم يتوانوا في إبلاغ الصحافة بسمعة المنجم، خاصة أنهم سمعوا أنه كان ينهار منذ أشهر. ومارست الأسر ضغطا مستمرا على الهيئات الحكومية والزعماء السياسيين، وهو ما جعل الحكومة تتولى الإنقاذ ومواصلة البحث بكل الوسائل الممكنة. وفي النهاية استغرق البحث 17 يوما، وبمجرد العثور على العمال قدمت لهم الأسر المساعدة المستمرة، بالتحدث إليهم أولا ثم تزويدهم بالملابس النظيفة ووسائل الراحة الأخرى، وفي يوم أمس كان نفس أفراد الأسر يحيون محبوبيهم عند المخرج.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة