دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية في منتصف آذار الماضي خبر تعيين مبعوث أميركا الجديد الى سوريا دانيال روبنشتاين خلفا للسفير الاميركي روبرت فورد.
وكان فورد قد أدار ملف قيادة المعارضة السورية طيلة السنوات الثلاث الماضية وغادر دمشق في نهاية العام 2011 مودعاً بحبات الطماطم والبيض اثر زيارته الاستفزازية الى حماه من دون إخطار الخارجية السورية ولقائه معارضين سوريين في دمشق، فخرج بذريعة القلق على أمنه الشخصي ليدير الملف من الخارج ويختم حياته السياسية مؤخرا بما يمكن تسميته فشلا سياسيا وعسكريا تجلى بعجزه عن توحيد المعارضة السورية التي تشظّت الى عدة كيانات ضائعة بين الرياض والدوحة واسطنبول، بالاضافة الى انقلاب الأدوار لمصلحة النظام وخاصة على طول الحدود اللبنانية وفي دمشق والمنطقة الوسطى.
وعلى الرغم من أهمية المنصب الذي تولاه في سوريا، إلا انه لم يتم تداول سوى معلومات قليلة عن روبنشتاين، ومن بينها انه ديبلوماسي يهودي أميركي تخرّج من جامعة بيركلي العريقة، ويتقن العديد من اللغات وبينها العربية والعبرية، وعمل في السابق في عدد من دول المنطقة لمدة تزيد عن 24 عاما تنقل خلالها بين العراق، تونس، الاردن، سوريا، وفلسطين المحتلة، بالإضافة الى عمله في فريق فصل القوات في سيناء ويوصف بأنه سياسي موهوب وناجح في المهمات التي أوكلت اليه.
ويطرح اختيار الادارة الأميركية لروبنشتاين، العديد من التساؤلات عن الاسلوب الجديد الذي قررت اتباعه في الملف السوري واختارت لأجله الشخص الذي يسمى في الاوساط المقربة منه بـ”المستعرب”، نظرا لخبرته الطويلة في دول المنطقة.
حياته
دانيال روبنشتاين يهودي أميركي عمره 47 سنة، يتحدر من عائلة تزخر بالحاخامات، التحق بالسلك الديبلوماسي بعد انتهاء دراسته الجامعية مباشرة في العام 1989.
والده موريس (موشيه) اليعازر روبنشتاين أحد القادة الروحيين لليهود في لوس انجلس والمهتم في الوقت نفسه بالسياسة الخارجية الاميركية، يوصف بأنه عالم في التوراة ومعلّم لها، بالإضافة الى شغفه باللغة العبرية. والتحق الاب بالجيش الاميركي في العام 1959 بعد إنهاء دراسته الجامعية والحاخامية في نيوورك وخدم كحاخام لليهود في سلاح الجو الاميركي كضابط متفرغ في عدة قواعد عسكرية خارج أميركا (تركيا – أنقرة) وداخلها. وبعد تقاعده أكمل حياته في التدريس في العديد من الجامعات ورأس العديد من الجمعيات اليهودية وأهمها مجمع حاخامات المنطقة الجنوبية الغربية في أميركا بين عامي 1988 و1990، كما شغل منصب الحاخام في وادي بيت إسرائيل في كاليفورنيا لمدة 28 عاما، وكان عضواً في المحكمة الحاخامية الشرعية في لوس انجلس (بيت الدين).
توفي في منتصف عام 2012 عن عمر 78 عاما.
من أولاده الحاخام آرون، نعومي (زوجها الحاخام ستيفن) ودانيال روبنشتاين (زوجته جولي موظفة في الخارجية الاميركية ايضا). واللافت ان معظم أولاده أتمّوا جزءا من دراستهم في اسرائيل بناءً على توجيهات والدهم، وهم جميعا يتقنون اللغة العبرية.
عمله
سنتتبع مسيرة هذا الرجل قبل مهمته الأخيرة في سوريا، ومن الأحدث الى الأقدم لفهم أسهل لطبيعة عمله والمهام التي تولاها خلال حياته السياسية الطويلة، مع التذكير بأن الديبلوماسي الأميركي عادة ما يكون له مهمتان خلال تكليفه، أولى تنحصر بالجدول اليومي لمهامه المباشرة بوصفه ديبلوماسيا أميركياً، ومهمة ثانية (وهي الأهم) تتجلى بكونه المنفذ المباشر للسياسات الاميركية والاهداف البعيدة الامد المطلوب الوصول اليها في موقع عمله، وغالبا ما يتضح أن هذه السياسات، خاصة في الشرق الأوسط، تكون موجهة بالدرجة الاولى لخدمة اسرائيل وأمنها.
ينطلق روبنشتاين الى مهمته الجديدة في سوريا من وظيفته الأخيرة كنائب لوزير الخارجية في مكتب الاستخبارات والبحوث بمقر الخارجية الاميركية في واشنطن والذي شغله منذ العام 2012 والذي يوصف بأنه الذراع الاستخباراتية للخارجية الاميركية، اذ أتاح له العمل فيه الاطلاع على جميع التقارير الواردة من دول الشرق الأوسط بكل تفاصيلها المعلنة وغير المعلنة، وخاصة بما يتعلق بالملف السوري، ما جعل روبنشتاين على دراية كاملة بكل تفاصيل مهمته الجديدة قبل مباشرتها بوقت طويل.
فلسطين
تولى روبنشتاين منصب رئيس البعثة الديبلوماسية الاميركية في القدس المحتلة منذ العام 2009 إلى العام 2012، مع العلم أنه كان مرشحا للمنصب نفسه في سوريا في العام 2009.
المطلع على الحياة العامة في الضفة الغربية في تلك الفترة يستطيع ببساطة ملاحظة انه لا يكاد يمر يوم دون أن تقرأ في الصحف عنواناً عن اجتماع القنصل العام روبنشتاين بفعالية معينة، ابتداء بمحافظي المدن لمتابعة أعمالهم مروراً بالقادة الأمنيين والاستماع “عن كثب” الى آخر التطورات الامنية، مرورا برجال الاعمال والتجار وأصحاب المعامل والفعاليات الاقتصادية وليست انتهاء بمراكز التدريب الفني والمهني وحتى مخيمات الكشافة وصولا الى المشاركة “بفعاليات رمضانية”.
ولكن الأخطر هو التغلغل الكبير الذي حصل في الجامعات الفلسطينية حيث انك لن تفاجا أثناء مرورك أمام أية جامعة فلسطينية بزيارة القنصل الاميركي حاملا حقيبته المليئة بالمنح الدراسية أو هبات تمويل الأبحاث أو افتتاح مراكز علمية تخدم المصالح الاميركية وتكرّس موقعه كمندوب سام أميركي في الاراضي الفلسطينية وليس مجرد قنصل، حيث بدأ الفلسطينيون يتفاجأون بأسماء قيادية في بعض الجامعات الفلسطينية لا تحمل أي سمعة سابقة أو تراث علمي عريق، وكثيرا ما تجد أصابع روبنشتاين وراء قرارات تعيين عدد لا يستهان به منهم. (يوجد شرح تفصيلي في مقالة للبروفسورعبد الستار قاسم في العام 2012).
الأردن
شغل روبنشتاين منصب نائب رئيس البعثة في السفارة الأميركية في عمّان بين عامي 2005 وحتى 2008.
سندرج ملخصاً لبعض الوثائق من ويكيليكس يمكن من خلالها بسهولة فهم الطبيعة الدقيقة لعمل هذا الرجل، ومن خلال ذلك طبيعة عمل البعثات الديبلوماسية الاميركية في العالم عامة.
- الوثيقة الأولى (مرجع رقم 05AMMAN9719_a تاريخ 18 كانون الاول 2005) عن قناة “المنار” اللبنانية يتحدث فيها روبنشتاين عن تسليمه رسالة شفوية لوزير الاتصالات الاردني الجديد عمر الكردي يخطره فيها ان الادارة الاميركية أضافت قناة “المنار” اللبنانية الى لائحة المنظمات التي لها علاقة بالإرهاب، وانها قد تطلب تصنيفها كمنظمة إرهابية. الوزير الكردي أبدى تفهمه لأهمية الموضوع وأفاد ان القناة غير موجودة في الاردن. روبنشتاين قال إنه أفهَم الوزير الاردني ان القضية تتعلق باستعمال “المنار” لقمر “عربسات” وان الوزير وافق على دراسة الموضوع بعمق مع وزير خارجيته.
يتابع روبنشتاين: في اليوم التالي وبالاجتماع مع وزير الخارجية عبد الاله الخطيب حول قضية “المنار”، أفاد الأخير أن توصية بهذا الخصوص متطابقة مع الطلب الأميركي في طريقها الى رئيس مجلس الوزراء.
- الوثيقة الثانية: عقب حرب تموز في لبنان مباشرة (مرجع رقم 06AMMAN6542_a تاريخ 27 آب 2006) عن مؤتمر ستوكهولم للجهات المانحة المزمع عقده في 31 آب 2006.
تتحدث الوثيقة عن أن الاردن يوفر دعماً مهماً في إطار عملية التعافي اللبنانية بعد الحرب، وان هذا الدور الأردني الفاعل في هذا المجال ينبع من العلاقات المتينة التي تربط الحكومة الاردنية بالاجنحة العسكرية والاستخباراتية الاسرائيلية التي تسهل عملهم. ويشير روبنشتاين الى ان الحكومة الاردنية تفضل عدم تسليط الضوء على هذا النوع من العلاقة في ظل المناخ الداخلي الحالي الذي أعقب حرب تموز.
ثم يتحدث روبنشتاين في الوثيقة عن أن حرص الاردن ليكون أول الواصلين الى مطار بيروت، مرده جزئيا الى الرغبة الحكومية بتهدئة الشارع الاردني الممتعض بسبب انتقاد الملك لـ”حزب الله” علنا في بداية الحرب.
- معظم الوثائق الأخرى خلال فترة عمل روبنشتاين في الأردن تظهر جلياً أنه كان يتدخل في أدق التفاصيل المتعلقة بالدور الاردني في المنطقة من خلال اتصاله الدائم بمكتب رئيس الوزراء الاردني، كالتوجيه بعدم حضور مؤتمر دعت اليه ايران أو عدم دعم ترشيح سوريا للحصول على مقعد في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العام 2008.
العراق
يبدو أن الادارة الاميركية أرسلت خيرة ديبلوماسييها بعد تعيين بول بريمر حاكماً مدنياً بعد احتلال العراق، حيث عمل روبنشتاين بين عامي 2004-2005 وهي الفترة التي شهدت حل الجيش العراقي ونهب جميع ثروات العراق القومية ومن ضمنها العديد من المخطوطات اليهودية الاثرية البالغة الاهمية والتي نُقلت الى أميركا.
المهمة الأخطر … سوريا
يدرك كثيرون أن روبرت فورد كان يعتبر أحد أهم ديبلوماسيي الادارة الاميركية وأكثرهم دهاءً، ومع ذلك بعد خروجه من الملف السوري رُشّح ليكون سفير أميركا في مصر، ولكن السلطات المصرية أبدت عدم الارتياح لفكرة التعامل مع فورد، ما اضطره لإنهاء حياته السياسية، أي انه أصبح يسمى باللغة الدارجة “كارت محروقا”.
جميع المؤشرات تشير الى ان تعيين روبنشتاين بعد فشل فورد جاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الملف السوري المعقد الذي تحول الى مهمة شبه مستحيلة بحسب وصف صحيفة “تايمز اوف اسرائيل” لهذا الملف الذي فاجئ الجميع بالتحولات التي طرأت عليه، وخاصة في بداية 2013، وان أميركا عيّنت روبنشتاين وبصلاحيات كاملة ليخوض هذه الحرب حتى النهاية. كما انه غنيّ عن القول ان أي سياسي، موهوب وناجح، مثل روبنشتاين كما يصفه جميع أقرانه، لن يخاطر بأن يخلف شخصا مخضرما مثل روبرت فورد في الملف الذي أحال الأخير الى التقاعد لولا انه قدّم خطة متكاملة يعتقد بإمكانية نجاحها لتعديل الوضع الاميركي الحرج في سوريا، ومن الاهمية بمكان ملاحظة ما يلي:
- الجيش السوري يبدأ دخول يبرود آخر القلاع الكبيرة للمعارضة في القلمون في 14 آذار ويحكم السيطرة عليها في 16 آذار الماضي.
- يُعلَن تعيين المرشح روبنشتاين في 17 آذار مبعوثاً خاصاً الى سوريا.
- يصدر في 18 آذار بيان إغلاق السفارة والقنصليات السورية في أميركا وطرد الديبلوماسيين السوريين (واللافت ان البيان صدر باسم روبنشتاين نفسه).
- يظهر روبنشتاين في اليوم نفسه بتسجيل مصور يخاطب فيه الشعب السوري بلغة عربية فصحى، مبشرا بالخلاص ومعلنا من جديد أن الهدف هو إسقاط نظام بشار الأسد، ما يعني عمليا وأد العملية السياسية في جنيف.
- يُعلَن أن أول تحركات روبنشتاين سيكون زيارته الى الاردن وتركيا، فدعا الجميع الى غرفة عملياته (بالطبع ما عدا داعش).
- يبدأ انسحاب “داعش” المفاجئ في نهاية شباط من عدة مناطق في ريف حلب، وفي منتصف آذار من ريف اللاذقية بطريقة غامضة لم يُفهم إلا لاحقا عند اشتعال الجبتهين وتوحد باقي الفصائل فيهما بوجه النظام.
- يبدأ في 21 آذار اجتياح كسب أو ما سُمّي “معركة الأنفال”.
- بالتزامن مع معركة كسب يتم إشعال جبهة حلب في الليرمون ليُعلَن بعدها عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة وفتح أكثر من جبهة في حلب بوقت واحد، وأهمها معركة المخابرات الجوية إحدى أهم نقاط ارتكاز الجيش السوري في حلب.
- عادت نغمة استخدام الكيماوي لتظهر من جديد ولكن يتم عزفها هذه المرة من تل أبيب.
- تظهر صواريخ تاو الاميركية لأول مرة في الشمال السوري وبأيد محددة (حركة حزم)، ما يوحي أنها تجربة لوضع السلاح الاميركي في هذه الأيدي كمقدمة لتزويدهم بصواريخ مضادة للطائرات (ستينغر) في حال نجاح تجربة حصر الاستخدام.
- المتابع لتصريحات كيري حول سوريا يلاحظ أنها كانت شبه يومية قبل تعيين روبنشتاين، وانها اختفت تقريبا بعد تسليمه الملف للأخير وتفرغه للملف الأوكراني.
لا يعقل أن يتخذ المبعوث الاميركي الجديد هذه القرارات المصيرية جميعا في غضون أيام قليلة، ما يدفعنا للظن انه استلم الملف عمليا قبل الإعلان عن قرار تعيينه رسميا.
في تحليل للأحداث المذكورة أعلاه، نجد أن أول التحركات الاميركية الجديدة تمثلت بالإيعاز بنشر تقارير على مدى أسابيع تتحدث عن تسخين الجبهة الجنوبية لتحويل الأنظار عن الجبهة الشمالية التي جاءت الضربة منها، حيث انه من المستبعد حاليا وحتى في المدى المنظور أن يحصل أي تسعير للجبهة الجنوبية، لان اشتعالها يعني حكماً زعزعة النظام الاردني (الهشّ أصلا) فهو ليس بحجم تركيا القادرة على تحمل كلفة جبهة مشتعلة على جزء من حدودها، بالإضافة الى ان إشعال هذه الجبهة قد يضطر اسرائيل مرغمة للدخول في مواجهة مباشرة مع عدوّها الذي يعلم الجميع أنها تحاول تجنبه قدر المستطاع (حزب الله) كما انها ليست على عجلة من أمرها ما دامت أميركا تحقّق حلمها بهدم الدولة والمجتمع السوريين، هذا الواقع لن يتغير إلا في حالة اتخاذ القرار الأميركي بتفتيت الاردن وحل القضية الفلسطينية على حسابه (ما دمنا قد دخلنا في زمن إعادة رسم الخرائط الذي بدأته روسيا في القرم) وهو سيناريو يخيف معظم الأردنيين أو في حال فقدان السيطرة على الحريق الذي شارك الاردن بإشعاله في سوريا بحيث يمتد للداخل، وهذا احتمال غير مرغوب به بالنسبة لأميركا وحلفائها، ولكنه ليس بالبعيد، خاصة اذا ما علمنا أن التيارات التكفيرية تغلغلت في المجتمع الاردني تغلغلاً غير مسبوق.
وكما لاحظنا فإن الانتصارات التي تحققت على الحدود اللبنانية قد أخرجت الجبهة الوسطى وحتى جبهة دمشق من المعادلة، وبنظرة سريعة الى المنطقة الشرقية الغنية بالنفط نجد ان نزاع فصائل المعارضة التكفيرية مع بعضها البعض يفوق نزاعها مع الدولة السورية، فتطورات هذه الجبهة مرتبط حكماً بما يحدث في العراق.
هذا ما يدفعنا للقول ان الخطة كانت التحضير لمعركة حلب الكبرى حيث بدأت بهجوم مباغت من الشمال في كسب بفتح الحدود ومشاركة الجيش التركي في العمليات العسكرية مباشرة وبفجاجة للمرة الاولى منذ بداية الازمة، كما ظهرت تقارير لاحقة عن إنشاء جسر جوي بين الاردن وتركيا لنقل المقاتلين حيث قبض أردوغان الثمن انتخابيا رغم ان هذا الهجوم أضر بالمصالح التركية العليا (إعادة فتح الجرح الأرمني) لتقوم المعارضة في الوقت نفسه بالهجوم المفتوح في حلب بكامل قوتها.
هذه الأحداث المتلاحقة تحدث على خلفية تصاعد الصدام الديبلوماسي الاميركي الروسي الى ذروته، ففي هذا الظرف لا يتوقع ولادة أي حل سياسي للأزمة في سوريا.
هكذا يظهر ان المعركة المصيرية لروبنشتاين وفريقه والمشروع الاميركي والاسرائيلي ككل تكمن في معركة حلب، أما الضجيج الإعلامي حول القلق الغربي من الانتخابات الرئاسية في سوريا، فإنه لا يعدو ان يكون مجرد قنابل دخانية لتحقيق نصر عسكري في الشمال (حلب وادلب) حيث إنه من غير المستبعد بل من المتوقع أن يحدث هناك تدخل تركي جديد مثل سابقه في كسب ان لم يكن أكثر فجاجة.
المصدر :
السفير /آدم زين الدين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة