نسائم الربيع الحقيقي التي تلفح وجه دمشق هذه الايام تعاكسها "رياح موت وخوف" تسعى الجماعات المسلحة لنشرها لدى سكان العاصمة السورية وحلب وحمص بعد مسلسل انكساراتها الاخير..

 ففي غمرة التطورات العسكرية والتقدم المضطرد لوحدات الجيش السوري من حمص الى القلمون وغوطتي دمشق ، وجد المسلحون ضالتهم في تدفيع المدنيين ثمن عجزهم الميداني أمام الوحدات العسكرية ، فشرعوا في حملة قصف عشوائي لاحياء مختلفة في دمشق وحلب واللاذقية وحمص تسببت بسقوط عشرات الضحايا ومئات الجرحى والحاق دمار واسع في الممتلكات الخاصة.

هجماتٌ تنوعت بين قصف بالهاون او بصواريخ محلية قصيرة المدى كما يجري في دمشق وحلب واللاذقية ، فيما يركز المسلحون على ارسال السيارات المفخخة الى الاحياء الامنة في مدينة حمص، وسط تأكيدات عسكرية ان مصدر "سيارات الموت" هي الجماعات المسلحة المتحصنة في بعض احياء المدينة القديمة كجورة الشياح والحميدية وباب هود...الخ.

وجهة الهجمات تركز عن "سابق اصرار وتصميم" على المدنيين. ففي العاصمة تطال القذائف مختلف شرائح المجتمع السوري ولا تفرق بين كبير وصغير ، فالكل سيان في دفع ضريبة الموت على يد جماعات مسلحة تشعر بأن حبل الجيش بدأ يشتد حول رقبتها في محيط دمشق وغوطتها الشرقية ، لذلك لم تجد وسيلة الا القصف العشوائي لعله يشفي بعضاً من غليل تراجعها المستمر.

يأس المسلحين دفعهم الى استهداف المناطق الاكثر اكتظاظاً بالمواطنين كساحتي الامويين والعباسيين واحياء باب توما والصالحية والمهاجرين وغيرها من الاحياء الدمشقية التي بدأت الحياة تعود اليها (بشهادة الصحف الغربية) بعد نجاحات الجيش الاخيرة ما جعل الجماعات المسلحة تفقد صوابها ، فصبت قذائف "اثبات الوجود" على الآمنين للقول ان المعركة لم تنته.لكن الميدان يتكلم بلغة أخرى بعيداً عن تمنيات واوهام ومشاريع اسقاط دمشق.

الاسلوب ذاته اعتمده المسلحون في اللاذقية وحلب وكان المدنيون وقوداً لنيران هجمات تنوعت بين المفخخات والقذائف المدفعية والصاروخية وسُمي بعضها بمدفع جهنم وهو مصطلح يطلقه مسلحو حلب على مدفع محلي الصنع مجهز برأس شديد الانفجار لايقاع اكبر عدد من الضحايا..

وسجل الاسبوع الماضي وخلال ساعات قليلة سقوط عشرات الضحايا تحديداً في احياء حلب الغربية في خطوة هدفت الى ادخال الرعب لقلوب المدنيين ، فيما نالت حمص النصيب الاكبر من اعتداءات الجماعات المسلحة عبر هجمات بسيارات مفخخة وقذائف صاروخية طالت الاسواق الشعبية وامكان العبادة ، والاخطر قيام المسلحين باستخدام صواريخ تحوي مادة الكلور كما جرى مؤخراً حين استشهد واصيب عشرات المواطنين جراء استهداف حي الزهراء.

 

تصعيدٌ بدى للتأثير على العمليات الجارية ضد المسلحين المحاصرين في بعض احياء حمص القديمة حيث يتم تضييق الخناق عليهم اكثر فاكثر.

عمليات التخلص نهائياً من مطلقي القذائف المدفعية والهاون ومرسلي السيارات المفخخة تتفاوت فرص سرعة تحققها بين منطقة واخرى .فمثلاً لا يمكن تأمين كافة احياء مدينة حلب بمعزل عن محاصرة معاقل المسلحين وتحديداً تلك الواقعة في الشرق والوسط وهي عملية قد تستغرق وقتاً لنظراً لامتداد الجغرافي الواسع لحلب واهميتها بالنسبة الى المسلحين والدول الداعمة لهم ، والذين يرون في فقدان المدينة ضربة قاصمة لمشاريعهم.

أما في حمص فتبدو الامور اسهل بكثير وربما تحمل الايام المقبلة نجاحات هامة للوحدات العسكرية من شأنه ان يوفر بيئة آمنة لبقية الاحياء.وتبقى العاصمة دمشق وهي الاهم لانها عصب البلاد ، لذا يرمي المسلحون والاطراف الداعمة لهم بثقلهم لخلق حالة قلق لدى السكان.

من أين تنطلق قذائف الموت؟؟

عديدة هي المناطق التي يستخدمها المسلحون لاستهداف احياء دمشق الامنة على قاعدة "اضرب واهرب" ، فهُم يرمون قذائفهم على رؤوس المارة والمتنقلين في الحافلات والقاطنين في منازلهم والعاملين داخل متاجرهم...

اهم المناطق التي تنطلق منها القذائف كما يرى الخبير الاستراتيجي طالب ابراهيم لموقع المنار هي :

1.المليحة (الغوطة الشرقية)

2.منطقة الوادي الواقعة بين جوبر وعين ترما والمليحة والكباس (وهو مربع مهم جداً في اطلاق قذائف الهاون).

3.بساتين حي القابون

وبحسب ابراهيم فإن التخلص من خطر قذائف المسلحين يحتاج الى سلسلة اجراءات اهمها:

اولاً: اجراءات تقنية اي وضع اجهزة متطورة تحدد مكان اطلاق قذائف الهاون وتكون مربوطة بآلية رد مباشر اي راجمات صواريخ او مدفعية ثقيلة ، وهذا الامر سيكون فعالاً ومن شأنه المساهمة في ضرب المسلحين وخلق حالة ارباك وتشتت في صفوفهم.

ثانياً: إرسال عناصر استخباراتية الى مناطق قريبة من تلك التي يستخدمها المسلحون وتكون مجهزة بمناظير ليلية لرصد تحركات الجماعات المسلحة وكشفها ونقلها مباشرة الى مراكز القيادة اي غرف التحكم والسيطرة.

ثالثاً: استكمال العمليات العسكرية ضد مواقع المسلحين أكان في حي جوبر أو المليحة وبساتين القابون وصولاً حتى ضرب عمق الجماعات المسلحة داخل دوما وحرستا وعربين في الغوطة الشرقية.

وبالفعل باشرت القيادة السورية باتخاذ خطوات للحد من قدرة المسلحين على اطلاق القذائف عبر مسارين:

اولاً: تسريع وتيرة العمليات العسكرية ضد معاقل الجماعات المسلحة في المليحة وجوبر .

ثانياً: ضرب قادة الجماعات المسلحة وقد قتل في الايام الماضية "عرابي غنيم" قائد مجموعة اطلاق الهاون في عين ترما وهو مسؤول عن اطلاق الهاونات على مناطق : العباسيين - باب توما - العمارة.

وحتى تتضح أكثر الرؤية الكاملة لنجاعة هذه العمليات في المستقبل ، لفت الانتباه "ازدواجية التعاطي" التي تعتمدها وسائل اعلام وفضائيات عربية مع اراقة الدم السوري جراء "قذائف الموت" و"مدافع جهنم" ، والتي غُيبت اخبارها او تكاد عن شاشات تلك الفضائيات وصفحات الجرائد والمواقع الكترونية ، في خطوة يمكن وضعها في خانة اعطاء المبرر للفاعل ودفعه للمضي قدماً في ارتكاباته بعد افلاس رهاناته...

 

  • فريق ماسة
  • 2014-04-22
  • 13460
  • من الأرشيف

افلاس المرتزقة: "قذائف موت" لدمشق و"مدافع جهنم" لحلب

 نسائم الربيع الحقيقي التي تلفح وجه دمشق هذه الايام تعاكسها "رياح موت وخوف" تسعى الجماعات المسلحة لنشرها لدى سكان العاصمة السورية وحلب وحمص بعد مسلسل انكساراتها الاخير..  ففي غمرة التطورات العسكرية والتقدم المضطرد لوحدات الجيش السوري من حمص الى القلمون وغوطتي دمشق ، وجد المسلحون ضالتهم في تدفيع المدنيين ثمن عجزهم الميداني أمام الوحدات العسكرية ، فشرعوا في حملة قصف عشوائي لاحياء مختلفة في دمشق وحلب واللاذقية وحمص تسببت بسقوط عشرات الضحايا ومئات الجرحى والحاق دمار واسع في الممتلكات الخاصة. هجماتٌ تنوعت بين قصف بالهاون او بصواريخ محلية قصيرة المدى كما يجري في دمشق وحلب واللاذقية ، فيما يركز المسلحون على ارسال السيارات المفخخة الى الاحياء الامنة في مدينة حمص، وسط تأكيدات عسكرية ان مصدر "سيارات الموت" هي الجماعات المسلحة المتحصنة في بعض احياء المدينة القديمة كجورة الشياح والحميدية وباب هود...الخ. وجهة الهجمات تركز عن "سابق اصرار وتصميم" على المدنيين. ففي العاصمة تطال القذائف مختلف شرائح المجتمع السوري ولا تفرق بين كبير وصغير ، فالكل سيان في دفع ضريبة الموت على يد جماعات مسلحة تشعر بأن حبل الجيش بدأ يشتد حول رقبتها في محيط دمشق وغوطتها الشرقية ، لذلك لم تجد وسيلة الا القصف العشوائي لعله يشفي بعضاً من غليل تراجعها المستمر. يأس المسلحين دفعهم الى استهداف المناطق الاكثر اكتظاظاً بالمواطنين كساحتي الامويين والعباسيين واحياء باب توما والصالحية والمهاجرين وغيرها من الاحياء الدمشقية التي بدأت الحياة تعود اليها (بشهادة الصحف الغربية) بعد نجاحات الجيش الاخيرة ما جعل الجماعات المسلحة تفقد صوابها ، فصبت قذائف "اثبات الوجود" على الآمنين للقول ان المعركة لم تنته.لكن الميدان يتكلم بلغة أخرى بعيداً عن تمنيات واوهام ومشاريع اسقاط دمشق. الاسلوب ذاته اعتمده المسلحون في اللاذقية وحلب وكان المدنيون وقوداً لنيران هجمات تنوعت بين المفخخات والقذائف المدفعية والصاروخية وسُمي بعضها بمدفع جهنم وهو مصطلح يطلقه مسلحو حلب على مدفع محلي الصنع مجهز برأس شديد الانفجار لايقاع اكبر عدد من الضحايا.. وسجل الاسبوع الماضي وخلال ساعات قليلة سقوط عشرات الضحايا تحديداً في احياء حلب الغربية في خطوة هدفت الى ادخال الرعب لقلوب المدنيين ، فيما نالت حمص النصيب الاكبر من اعتداءات الجماعات المسلحة عبر هجمات بسيارات مفخخة وقذائف صاروخية طالت الاسواق الشعبية وامكان العبادة ، والاخطر قيام المسلحين باستخدام صواريخ تحوي مادة الكلور كما جرى مؤخراً حين استشهد واصيب عشرات المواطنين جراء استهداف حي الزهراء.   تصعيدٌ بدى للتأثير على العمليات الجارية ضد المسلحين المحاصرين في بعض احياء حمص القديمة حيث يتم تضييق الخناق عليهم اكثر فاكثر. عمليات التخلص نهائياً من مطلقي القذائف المدفعية والهاون ومرسلي السيارات المفخخة تتفاوت فرص سرعة تحققها بين منطقة واخرى .فمثلاً لا يمكن تأمين كافة احياء مدينة حلب بمعزل عن محاصرة معاقل المسلحين وتحديداً تلك الواقعة في الشرق والوسط وهي عملية قد تستغرق وقتاً لنظراً لامتداد الجغرافي الواسع لحلب واهميتها بالنسبة الى المسلحين والدول الداعمة لهم ، والذين يرون في فقدان المدينة ضربة قاصمة لمشاريعهم. أما في حمص فتبدو الامور اسهل بكثير وربما تحمل الايام المقبلة نجاحات هامة للوحدات العسكرية من شأنه ان يوفر بيئة آمنة لبقية الاحياء.وتبقى العاصمة دمشق وهي الاهم لانها عصب البلاد ، لذا يرمي المسلحون والاطراف الداعمة لهم بثقلهم لخلق حالة قلق لدى السكان. من أين تنطلق قذائف الموت؟؟ عديدة هي المناطق التي يستخدمها المسلحون لاستهداف احياء دمشق الامنة على قاعدة "اضرب واهرب" ، فهُم يرمون قذائفهم على رؤوس المارة والمتنقلين في الحافلات والقاطنين في منازلهم والعاملين داخل متاجرهم... اهم المناطق التي تنطلق منها القذائف كما يرى الخبير الاستراتيجي طالب ابراهيم لموقع المنار هي : 1.المليحة (الغوطة الشرقية) 2.منطقة الوادي الواقعة بين جوبر وعين ترما والمليحة والكباس (وهو مربع مهم جداً في اطلاق قذائف الهاون). 3.بساتين حي القابون وبحسب ابراهيم فإن التخلص من خطر قذائف المسلحين يحتاج الى سلسلة اجراءات اهمها: اولاً: اجراءات تقنية اي وضع اجهزة متطورة تحدد مكان اطلاق قذائف الهاون وتكون مربوطة بآلية رد مباشر اي راجمات صواريخ او مدفعية ثقيلة ، وهذا الامر سيكون فعالاً ومن شأنه المساهمة في ضرب المسلحين وخلق حالة ارباك وتشتت في صفوفهم. ثانياً: إرسال عناصر استخباراتية الى مناطق قريبة من تلك التي يستخدمها المسلحون وتكون مجهزة بمناظير ليلية لرصد تحركات الجماعات المسلحة وكشفها ونقلها مباشرة الى مراكز القيادة اي غرف التحكم والسيطرة. ثالثاً: استكمال العمليات العسكرية ضد مواقع المسلحين أكان في حي جوبر أو المليحة وبساتين القابون وصولاً حتى ضرب عمق الجماعات المسلحة داخل دوما وحرستا وعربين في الغوطة الشرقية. وبالفعل باشرت القيادة السورية باتخاذ خطوات للحد من قدرة المسلحين على اطلاق القذائف عبر مسارين: اولاً: تسريع وتيرة العمليات العسكرية ضد معاقل الجماعات المسلحة في المليحة وجوبر . ثانياً: ضرب قادة الجماعات المسلحة وقد قتل في الايام الماضية "عرابي غنيم" قائد مجموعة اطلاق الهاون في عين ترما وهو مسؤول عن اطلاق الهاونات على مناطق : العباسيين - باب توما - العمارة. وحتى تتضح أكثر الرؤية الكاملة لنجاعة هذه العمليات في المستقبل ، لفت الانتباه "ازدواجية التعاطي" التي تعتمدها وسائل اعلام وفضائيات عربية مع اراقة الدم السوري جراء "قذائف الموت" و"مدافع جهنم" ، والتي غُيبت اخبارها او تكاد عن شاشات تلك الفضائيات وصفحات الجرائد والمواقع الكترونية ، في خطوة يمكن وضعها في خانة اعطاء المبرر للفاعل ودفعه للمضي قدماً في ارتكاباته بعد افلاس رهاناته...  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة