نجح الجيش السوري على مدى أكثر من عام بانجاز سلسلة تسويات حيدت نحو 48 منطقة عن عمليات عسكرية وأسهمت في إبعاد وحدات الجيش عن الانتشار على عشرات الجبهات.

ما هي أهم المناطق التي شهدت تسويات؟ وما هي نتائجها سياسيا وعسكريا؟

سلسلة تسويات حيّدت نحو 48 منطقة عن عمليات عسكرية. نزع السلاح الثقيل، عفو عمن قاتل الجيش، إبقاء المسلحين في مناطقهم على أن يتحولوا الى سند في الدوريات والحراسة مع حواجز الجيش، ويعاد الأهالي الى مناطقهم، كما يعاد بناء البنى التحتية... هذه هي التسويات وهذا مضمونها.

سهلها تقدم الجيش وتفعيل شبكة من العلاقات الأهلية والاجتماعية عبر ضباط من الجيش والأمن السوريين.

ثمان وأربعون تسوية متفاوتة الأهمية معظمها صمد وبعضها كان هشا ورهانات أن تسقط إذا ما تغيرت موازين القوى لصالح المسلحين لكن ذلك لم يحدث.

أبرزالتسويات:

التسوية في تل كلخ ساعدت على الحد من تسلل المقاتلين عبر لبنان بعد انتهاء معركة القصير ومهدت لاستعادة الحصن بعد ثمانية أشهر.

تسوية القابون وبرزة، ادخلت الجيش إلى شبكة أنفاق الغوطة الشرقية، وساعدت في حصار جوبر وتخفيف الضغط على الجيش في دمشق ومكنته من الامساك بمداخل العاصمة في الشمال.

تسوية المعضمية، أنهت الصلة بين الغوطتين الغربية والشرقية، وعززت الحصار على ما تبقى من داريا، وقطعت جزءا كبيرا من امداداتها.

يلدا، وببيلا، وبيت سحم، حيدت ما لا يقل عن ١٥٠٠ مقاتل، ومهدت لمعركة المليحة لعزلها عن طريق المطار وتأمينه، وعززت الطوق حول اليرموك والحجر الأسود.

مصالحة الزبداني ومضايا وعين الفيجة ووادي بردى، حرمت المنسحبين من ملجأ مهم، بعد هزيمتهم في القلمون.

أما المكاسب السياسية والعسكرية التي جنتها استراتيجية التسويات المحلية:

أولا: ضرب معنويات المسلحين وعزل الجهاديين العرب والأجانب -الذين هدروا دم من يصالح - من المقاتلين المحليين الذين تعقد الاتفاقات معهم.

ثانيا: التسويات المحلية أغنت الحكومة عن أي مفاوضات سياسية مع المعارضة الخارجية، وتغنيها عن أي تنازلات سياسية في سبيل التوصل إلى خريطة وقف إطلاق نار مع هيئات بلدية ومحلية قادرة على تنفيذ التعهدات بعكس المعارضة الخارجية.

ثالثا: نجح الجيش بنزع ورقة ابتزازه بالممرات الإنسانية، عبر التسويات التي ادخل بفضلها المساعدات الإنسانية بالتوافق مع الامم المتحدة وأخرج المدنيين كما في تسوية حمص القديمة التي مهدت أيضا للعملية العسكرية الحالية فيها.

رابعا: وهذا الأهم عسكريا، إذ لم تحيد التسويات جبهات القتال، واراحت وحدات الجيش من عبء الانتشار على العشرات منها فحسب، بل أدت الى إدماج مئات ممن كانوا يقاتلون ضده، وباتوا يقاتلون إلى جانبه في صفوف الدفاع الوطني واللجان الشعبية.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-21
  • 15151
  • من الأرشيف

استراتيجية الحكومة السورية في إنجاز التسويات مع المسلحين

 نجح الجيش السوري على مدى أكثر من عام بانجاز سلسلة تسويات حيدت نحو 48 منطقة عن عمليات عسكرية وأسهمت في إبعاد وحدات الجيش عن الانتشار على عشرات الجبهات. ما هي أهم المناطق التي شهدت تسويات؟ وما هي نتائجها سياسيا وعسكريا؟ سلسلة تسويات حيّدت نحو 48 منطقة عن عمليات عسكرية. نزع السلاح الثقيل، عفو عمن قاتل الجيش، إبقاء المسلحين في مناطقهم على أن يتحولوا الى سند في الدوريات والحراسة مع حواجز الجيش، ويعاد الأهالي الى مناطقهم، كما يعاد بناء البنى التحتية... هذه هي التسويات وهذا مضمونها. سهلها تقدم الجيش وتفعيل شبكة من العلاقات الأهلية والاجتماعية عبر ضباط من الجيش والأمن السوريين. ثمان وأربعون تسوية متفاوتة الأهمية معظمها صمد وبعضها كان هشا ورهانات أن تسقط إذا ما تغيرت موازين القوى لصالح المسلحين لكن ذلك لم يحدث. أبرزالتسويات: التسوية في تل كلخ ساعدت على الحد من تسلل المقاتلين عبر لبنان بعد انتهاء معركة القصير ومهدت لاستعادة الحصن بعد ثمانية أشهر. تسوية القابون وبرزة، ادخلت الجيش إلى شبكة أنفاق الغوطة الشرقية، وساعدت في حصار جوبر وتخفيف الضغط على الجيش في دمشق ومكنته من الامساك بمداخل العاصمة في الشمال. تسوية المعضمية، أنهت الصلة بين الغوطتين الغربية والشرقية، وعززت الحصار على ما تبقى من داريا، وقطعت جزءا كبيرا من امداداتها. يلدا، وببيلا، وبيت سحم، حيدت ما لا يقل عن ١٥٠٠ مقاتل، ومهدت لمعركة المليحة لعزلها عن طريق المطار وتأمينه، وعززت الطوق حول اليرموك والحجر الأسود. مصالحة الزبداني ومضايا وعين الفيجة ووادي بردى، حرمت المنسحبين من ملجأ مهم، بعد هزيمتهم في القلمون. أما المكاسب السياسية والعسكرية التي جنتها استراتيجية التسويات المحلية: أولا: ضرب معنويات المسلحين وعزل الجهاديين العرب والأجانب -الذين هدروا دم من يصالح - من المقاتلين المحليين الذين تعقد الاتفاقات معهم. ثانيا: التسويات المحلية أغنت الحكومة عن أي مفاوضات سياسية مع المعارضة الخارجية، وتغنيها عن أي تنازلات سياسية في سبيل التوصل إلى خريطة وقف إطلاق نار مع هيئات بلدية ومحلية قادرة على تنفيذ التعهدات بعكس المعارضة الخارجية. ثالثا: نجح الجيش بنزع ورقة ابتزازه بالممرات الإنسانية، عبر التسويات التي ادخل بفضلها المساعدات الإنسانية بالتوافق مع الامم المتحدة وأخرج المدنيين كما في تسوية حمص القديمة التي مهدت أيضا للعملية العسكرية الحالية فيها. رابعا: وهذا الأهم عسكريا، إذ لم تحيد التسويات جبهات القتال، واراحت وحدات الجيش من عبء الانتشار على العشرات منها فحسب، بل أدت الى إدماج مئات ممن كانوا يقاتلون ضده، وباتوا يقاتلون إلى جانبه في صفوف الدفاع الوطني واللجان الشعبية.

المصدر : الميادين /ديمة ناصيف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة