دعت الرياض، أمس، المجتمع الدولي إلى اتخاذ «إجراء حازم» ضد النظام السوري، بعد قرار دمشق تنظيم انتخابات رئاسية وأنباء عن استخدامه غازات سامة ضد المدنيين، مطالبة بتسليم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مقعد سوريا في الجامعة العربية.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة في الرياض، إن «دعم الجامعة العربية لقرار السلطة الفلسطينية بالموافقة على تمديد المفاوضات، إنما ينبئ وبشكل قاطع بحرص الجانب العربي على السلام كخيار إستراتيجي، في وقت يشكل فيه التعنت الإسرائيلي برفض الالتزام بمرجعيات السلام وإقرار مبدأ حل الدولتين، علاوة على ما تتخذه (إسرائيل) من إجراءات استيطانية وتهويد للقدس، يشكل أكبر العقبات التي تعترض مساعي السلام في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يستلزم من الولايات المتحدة بذل الضغوط على الجانب الإسرائيلي من واقع رعايتها لمحادثات السلام».

وأضاف «بحثنا الأزمة في سوريا، وأود في هذا الصدد التأكيد على أهمية قرار الجامعة العربية بشغل الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا في الجامعة العربية، كما أن السعودية ترى في إعلان النظام السوري إجراء الانتخابات تصعيداً من قبل نظام دمشق، وتقويضاً للجهود العربية والدولية لحل الأزمة سلمياً وعلى أساس اتفاق جنيف1 الهادف إلى تشكيل هيئة انتقالية بسلطات واسعة، تمكنها من الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها الوطنية والترابية. وهي الجهود التي تعهد النظام السوري تعطيلها عن سابق إصرار وتصميم في جنيف2، إضافة إلى تواتر الأنباء الخطيرة عن استخدام النظام للغازات السامة ضد المدنيين مؤخراً في بلدة كفرزيتا في ريف حماه، في تحد واضح لقرار مجلس الأمن».

واعتبر الفيصل أن «هذه التجاوزات المستمرة لنظام دمشق باتت تستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ إجراء حازم أمام استمرار تحديه للإرادة الدولية والعربية والإسلامية، خصوصاً في ظل التقرير الذي قدمته المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان مؤخراً لانتهاكات النظام التي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية».

وحول الملف النووي الإيراني، أعرب الفيصل عن الأمل في «أن تسفر الجولة المقبلة من مفاوضات إيران مع مجموعة 5+1 عن حل نهائي وجذري لهذا الملف، بما يضمن استخدام إيران السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها، والمعاهدات والاتفاقات الدولية المبرمة في هذا الشأن، مع ضمان عدم تحول البرنامج إلى الاستخدام العسكري».

وأضاف «تناولت مداولاتنا أيضاً موضوع مكافحة الإرهاب وأهمية تكثيف الجهود لمحاربته واقتلاعه من جذوره، أياً كان مصدره أو الجهات التي تقف وراءه».

واعتبر الفيصل انه «من الأجدى لرئيس الوزراء (العراقي نوري المالكي) أن يخاطب السياسيين العراقيين والشعب العراقي لحل قضايا العراق ولا يرميها على احد»، في إشارة إلى تصريحات حمل فيها المالكي السعودية وقطر مسؤولية العنف في بلده. وقال الفيصل «ليس لدينا اتصالات مع العراق. العراق مشاكله داخلية وليس مع السعودية».

وعن الأزمة بين السعودية وقطر، قال الفيصل «لا توجد لدينا سياسة سرية أو مفاوضات سرية. كل اتصالاتنا معلنة ودول مجلس التعاون مبنية قاعدتها على حرية الدول في سياساتها في إظهار عدم الإيذاء لمصالح الدول الأخرى». وأضاف «طالما التزمت الدول بهذا المبدأ لن يكون هناك مشكلة بين دول مجلس التعاون» الخليجي.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-15
  • 12228
  • من الأرشيف

الرياض تدعو إلى «الحزم» ضد دمشق: إعلان الانتخابات يقوّض الحل السلمي

دعت الرياض، أمس، المجتمع الدولي إلى اتخاذ «إجراء حازم» ضد النظام السوري، بعد قرار دمشق تنظيم انتخابات رئاسية وأنباء عن استخدامه غازات سامة ضد المدنيين، مطالبة بتسليم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مقعد سوريا في الجامعة العربية. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة في الرياض، إن «دعم الجامعة العربية لقرار السلطة الفلسطينية بالموافقة على تمديد المفاوضات، إنما ينبئ وبشكل قاطع بحرص الجانب العربي على السلام كخيار إستراتيجي، في وقت يشكل فيه التعنت الإسرائيلي برفض الالتزام بمرجعيات السلام وإقرار مبدأ حل الدولتين، علاوة على ما تتخذه (إسرائيل) من إجراءات استيطانية وتهويد للقدس، يشكل أكبر العقبات التي تعترض مساعي السلام في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يستلزم من الولايات المتحدة بذل الضغوط على الجانب الإسرائيلي من واقع رعايتها لمحادثات السلام». وأضاف «بحثنا الأزمة في سوريا، وأود في هذا الصدد التأكيد على أهمية قرار الجامعة العربية بشغل الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا في الجامعة العربية، كما أن السعودية ترى في إعلان النظام السوري إجراء الانتخابات تصعيداً من قبل نظام دمشق، وتقويضاً للجهود العربية والدولية لحل الأزمة سلمياً وعلى أساس اتفاق جنيف1 الهادف إلى تشكيل هيئة انتقالية بسلطات واسعة، تمكنها من الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها الوطنية والترابية. وهي الجهود التي تعهد النظام السوري تعطيلها عن سابق إصرار وتصميم في جنيف2، إضافة إلى تواتر الأنباء الخطيرة عن استخدام النظام للغازات السامة ضد المدنيين مؤخراً في بلدة كفرزيتا في ريف حماه، في تحد واضح لقرار مجلس الأمن». واعتبر الفيصل أن «هذه التجاوزات المستمرة لنظام دمشق باتت تستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ إجراء حازم أمام استمرار تحديه للإرادة الدولية والعربية والإسلامية، خصوصاً في ظل التقرير الذي قدمته المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان مؤخراً لانتهاكات النظام التي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية». وحول الملف النووي الإيراني، أعرب الفيصل عن الأمل في «أن تسفر الجولة المقبلة من مفاوضات إيران مع مجموعة 5+1 عن حل نهائي وجذري لهذا الملف، بما يضمن استخدام إيران السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها، والمعاهدات والاتفاقات الدولية المبرمة في هذا الشأن، مع ضمان عدم تحول البرنامج إلى الاستخدام العسكري». وأضاف «تناولت مداولاتنا أيضاً موضوع مكافحة الإرهاب وأهمية تكثيف الجهود لمحاربته واقتلاعه من جذوره، أياً كان مصدره أو الجهات التي تقف وراءه». واعتبر الفيصل انه «من الأجدى لرئيس الوزراء (العراقي نوري المالكي) أن يخاطب السياسيين العراقيين والشعب العراقي لحل قضايا العراق ولا يرميها على احد»، في إشارة إلى تصريحات حمل فيها المالكي السعودية وقطر مسؤولية العنف في بلده. وقال الفيصل «ليس لدينا اتصالات مع العراق. العراق مشاكله داخلية وليس مع السعودية». وعن الأزمة بين السعودية وقطر، قال الفيصل «لا توجد لدينا سياسة سرية أو مفاوضات سرية. كل اتصالاتنا معلنة ودول مجلس التعاون مبنية قاعدتها على حرية الدول في سياساتها في إظهار عدم الإيذاء لمصالح الدول الأخرى». وأضاف «طالما التزمت الدول بهذا المبدأ لن يكون هناك مشكلة بين دول مجلس التعاون» الخليجي.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة