هي من المرات القليلة التي يزور فيها رئيس امريكي السعودية بهذه الطريقة وبهذه العجلة،وهي من المرات القليلة ايضا التي يزور فيها رئيس امريكي السعودية في ظل مخاوف سعودية كبيرة من تخلي واشنطن عن حليفها الاول في المنطقة حتى قبل اسرائيل، حيث تعود العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الى العام 1945.

في الرياض تحدث أوباما مع عبدالله خلال اجتماع دام ساعتين، عن استمرار العلاقات الاستراتيجية بين السعودية وامريكا الباقية على التزامها بحماية امن المملكة ، تحدث الطرفان عن البرنامج النووي الايراني ومخاوف السعودية من التقارب الأمريكي مع طهران، عن سوريا التي لم تعد تحتل سلم الأولويات في الاستراتيجية الامريكية.

في المعلومات المتداولة في العاصمة الفرنسية باريس أن الملك عبدالله طلب من الرئيس الأمريكي خلال لقائهما العمل بسياسة اكثر حزما مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقال له أنه لا يجب على واشنطن ان تترك "الثورة" السورية تنهار تحت ضربات الجيش السوري وإيران ، وطلب عبد الله ان تزود الولايات المتحدة مسلحي المعارضة السورية بأسلحة نوعية خاصة صواريخ مضادة للطائرات لتعديل ميزان القوى العسكري الذي أصبح يميل لصالح الاسد جراء الدعم الايراني والروسي.

وفي المعلومات أيضا أن الرئيس الأمريكي لم يعط الملك عبدالله جوابا يرضيه واقترح اوباما فترة تجربة تنتهي آخر العام تقوم خلالها الولايات المتحدة عبر حلفائها بتزويد مجموعات محددة من كتائب المعارضة السورية المسلحة بأسلحة غير فتاكة وذخائر ولا تتضمن عمليات التزويد أية أسلحة نوعية خصوصا مضادات الطائرات ، على ان يتم مراقبة تصرفات المجموعات التي يتم تزويدها بالسلاح والذخائر، وتكون العملية على مراحل زمنية محددة تنتهي المرحلة الأولى منها نهاية السنة الحالية وعلى اساس نجاح المرحلة الأولى يتم إقرار المراحل اللاحقة وفق جداول زمنية محددة.

لم يرتح الملك عبدالله للجواب الأمريكي فالسعودية تعتقد أن نهاية العام الحالي بعيدة جدا وسوف يشهد ما تبقى من هذا العام استحقاقات كثيرة سورية وإقليمية وعالمية منها الانتخابات الرئاسية السورية التي قررت الحكومة القيام بها، ومنها الاتصالات الإيرانية الغربية وخصوصا مع الولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني ، والانتخابات المصرية القادمة في ظل توتر كبير في العلاقات بين السعودية من جهة وتركيا وقطر من جهة ثانية.

تقول المعلومات في باريس ان الملف السوري لم يعد اولوية امريكية ضاغطة، بل أن تطورات الشهرين الماضيين جعلته في المرتبة الثالثة من حيث اولويات واشنطن التي تحتل اوكرانيا فيها مرتبة الدرجة الاولى حاليا في المتابعة وفي احتواء نتائج ضم القرم بحيث لا يتمدد النفوذ الروسي سريعا في دول الاتحاد السوفيتي السابقة.

ويأتي الملف الفلسطيني في المرتبة الثانية من حيث الاهتمام الأمريكي خصوصا ان واشنطن ترصد في نبرة محمود عباس العالية معالم تدخل روسي ، قد يكون شجع رئيس السلطة الفلسطينية على رفع الصوت في الاونة الأخيرة ، وأتى هذا الموقف من جانب عباس بعد محاولات روسية لاعادة إحياء اللجنة الرباعية بينما تريد الولايات المتحدة ان يبقى ملف السلام بين العرب وإسرائيل بيدها وحدها بعيدا عن روسيا في الرباعية او خارجها.

المعلومات تقول ان اوباما ابلغ الملك السعودي بالأولويات الأمريكية هذه ، مع تأكيد امريكي تام على متانة العلاقة مع السعودية والتزام الولايات المتحدة بحماية العرش السعودي ودول الخليج الأخرى.

نشير أخيرا الى معطيات فرنسية تتحدث عن إرسال روسيا عدة آلاف من الجنود مع منصات صواريخ الى منطقة نارغوني كارباخ على الحدود المتنازع عليها بين ارمينيا وأذربيجان بموافقة الحكومة الأرمنية، ما يثير شكوك واشنطن حول نية موسكو اتجاه النظام في باكو الموالي لأمريكا وتركيا، بعد أحداث القرم وأحداث كسب.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-04-11
  • 11433
  • من الأرشيف

ماذا جرى بين اوباما وعبد الله بن عبد العزيز خلال لقائهما الاخير في الرياض؟

 هي من المرات القليلة التي يزور فيها رئيس امريكي السعودية بهذه الطريقة وبهذه العجلة،وهي من المرات القليلة ايضا التي يزور فيها رئيس امريكي السعودية في ظل مخاوف سعودية كبيرة من تخلي واشنطن عن حليفها الاول في المنطقة حتى قبل اسرائيل، حيث تعود العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الى العام 1945. في الرياض تحدث أوباما مع عبدالله خلال اجتماع دام ساعتين، عن استمرار العلاقات الاستراتيجية بين السعودية وامريكا الباقية على التزامها بحماية امن المملكة ، تحدث الطرفان عن البرنامج النووي الايراني ومخاوف السعودية من التقارب الأمريكي مع طهران، عن سوريا التي لم تعد تحتل سلم الأولويات في الاستراتيجية الامريكية. في المعلومات المتداولة في العاصمة الفرنسية باريس أن الملك عبدالله طلب من الرئيس الأمريكي خلال لقائهما العمل بسياسة اكثر حزما مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقال له أنه لا يجب على واشنطن ان تترك "الثورة" السورية تنهار تحت ضربات الجيش السوري وإيران ، وطلب عبد الله ان تزود الولايات المتحدة مسلحي المعارضة السورية بأسلحة نوعية خاصة صواريخ مضادة للطائرات لتعديل ميزان القوى العسكري الذي أصبح يميل لصالح الاسد جراء الدعم الايراني والروسي. وفي المعلومات أيضا أن الرئيس الأمريكي لم يعط الملك عبدالله جوابا يرضيه واقترح اوباما فترة تجربة تنتهي آخر العام تقوم خلالها الولايات المتحدة عبر حلفائها بتزويد مجموعات محددة من كتائب المعارضة السورية المسلحة بأسلحة غير فتاكة وذخائر ولا تتضمن عمليات التزويد أية أسلحة نوعية خصوصا مضادات الطائرات ، على ان يتم مراقبة تصرفات المجموعات التي يتم تزويدها بالسلاح والذخائر، وتكون العملية على مراحل زمنية محددة تنتهي المرحلة الأولى منها نهاية السنة الحالية وعلى اساس نجاح المرحلة الأولى يتم إقرار المراحل اللاحقة وفق جداول زمنية محددة. لم يرتح الملك عبدالله للجواب الأمريكي فالسعودية تعتقد أن نهاية العام الحالي بعيدة جدا وسوف يشهد ما تبقى من هذا العام استحقاقات كثيرة سورية وإقليمية وعالمية منها الانتخابات الرئاسية السورية التي قررت الحكومة القيام بها، ومنها الاتصالات الإيرانية الغربية وخصوصا مع الولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني ، والانتخابات المصرية القادمة في ظل توتر كبير في العلاقات بين السعودية من جهة وتركيا وقطر من جهة ثانية. تقول المعلومات في باريس ان الملف السوري لم يعد اولوية امريكية ضاغطة، بل أن تطورات الشهرين الماضيين جعلته في المرتبة الثالثة من حيث اولويات واشنطن التي تحتل اوكرانيا فيها مرتبة الدرجة الاولى حاليا في المتابعة وفي احتواء نتائج ضم القرم بحيث لا يتمدد النفوذ الروسي سريعا في دول الاتحاد السوفيتي السابقة. ويأتي الملف الفلسطيني في المرتبة الثانية من حيث الاهتمام الأمريكي خصوصا ان واشنطن ترصد في نبرة محمود عباس العالية معالم تدخل روسي ، قد يكون شجع رئيس السلطة الفلسطينية على رفع الصوت في الاونة الأخيرة ، وأتى هذا الموقف من جانب عباس بعد محاولات روسية لاعادة إحياء اللجنة الرباعية بينما تريد الولايات المتحدة ان يبقى ملف السلام بين العرب وإسرائيل بيدها وحدها بعيدا عن روسيا في الرباعية او خارجها. المعلومات تقول ان اوباما ابلغ الملك السعودي بالأولويات الأمريكية هذه ، مع تأكيد امريكي تام على متانة العلاقة مع السعودية والتزام الولايات المتحدة بحماية العرش السعودي ودول الخليج الأخرى. نشير أخيرا الى معطيات فرنسية تتحدث عن إرسال روسيا عدة آلاف من الجنود مع منصات صواريخ الى منطقة نارغوني كارباخ على الحدود المتنازع عليها بين ارمينيا وأذربيجان بموافقة الحكومة الأرمنية، ما يثير شكوك واشنطن حول نية موسكو اتجاه النظام في باكو الموالي لأمريكا وتركيا، بعد أحداث القرم وأحداث كسب.  

المصدر : نضال حمادة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة