دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
استطاع الجيش السوري أن يتحوّل من موقع المدافع إلى موقع المهاجم على جبهة الليرمون ـــ الزهراء، غربي حلب، إذ تمكنت وحداته من السيطرة على كتلتين من الأبنية بالقرب من ساحة النعناعي، مجبرةً الجماعات المعارضة التي سيطرت على مبنيي «الهلال الأحمر» و«الخدمات الفنية» على الانسحاب، في وقت انسحب فيه، أيضاً، عناصر «الدولة الاسلامية في العراق والشام» من معارك جنوبي حلب من دون تحقيق أهداف «غزوة الاعتصام».
وصرّح مصدر عسكري لـ«الأخبار» بأنّ «وحدات الجيش السوري تتقدم في المنطقة التي حصل فيها خرق شمال الزهراء، وجرى التمركز في كتلتي بناء في ساحة النعناعي، وتكبيد الإرهابيين الأجانب خسائر فادحة».
وتركزت الاشتباكات في الأبنية المحيطة بساحة النعناعي، التي يبلغ عددها نحو 23 كتلة بناء، كانت في عهدة «لواء القدس» الفلسطيني و«كتائب البعث» و«اللجان الشعبية». ولا يزال مصير عدد من سكان مبانٍ دخلها مسلحو المعارضة قبل أيام مجهولاً حتى الآن، بعد توارد أنباء عن نقل من لم يُفرج عنهم من الرهائن إلى مقر «الهيئة الشرعية» في كفر حمرة.
وفي السياق، نشر «لواء القدس» بياناً رأى فيه أنّ «لواء القدس والشعب الفلسطيني يخوضان بجانب الجيش العربي السوري معركة الأمة، لأن العدوان الذي تتعرض له سوريا عدوان على قضية الشعب الفلسطيني». كذلك نعى «اللواء» نحو عشرين من مقاتليه قضوا في معارك الأسابيع الأخيرة، وهم «يتصدون للأدوات الإجرامية الصهيونية في حلب».
وفي موازاة ذلك، تصاعدت من جديد حدة المواجهات في القطاع الجنوبي الغربي من المدينة، حيث استهدف مسلحو «الجبهة الاسلامية» مخبزاً آلياً في الراموسة، ما أدى إلى جرح اثنين من العمال. وفشلت محاولات المسلحين في إحراز أي خرق باتجاه كليتي المدفعية والتسليح الواقعتين إلى الجنوب الغربي من الراموسة، فيما تدور معارك عنيفة حول مدرسة الحكمة في محور الراشدين منذ ثلاثة أيام، من دون أن تتمكن فصائل «غرفة عمليات أهل الشام» من السيطرة عليها.
كذلك اعترفت مصادر المعارضة بمقتل نحو 19 من مسلحي «الجبهة الإسلامية» وحلفائها في محور العامرية ـــ الراموسة، أثناء هجومهم على المناطق الآمنة، بغية قطع طريق الراموسة المؤدي إلى طريق خناصر.
إلى ذلك، تكرّرت حالات الانسحاب المفاجئة من جبهات القتال في صفوف الجماعات المسلّحة، إذ أكّد مصدر معارض لـ«الأخبار» أن عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» انسحبوا من معارك الراموسة والعامرية ظهر أمس، بعد خلاف مع «الجبهة الاسلامية» بسبب الخسائر الكبيرة التي منيت بها.
وفي نبل، شمالي حلب، قبضت «اللجان الشعبية» أمس على اثنين من المسلحين خلال محاولة تسلّل إلى البلدة المحاصرة منذ نحو سنتين، في وقت يستمر فيه تعرض البلدة لقذائف صاروخية أوقعت ثلاثة جرحى.
واستمر سلاح الجو في استهداف تجمعات المسلحين في ضواحي حلب وريفها الشمالي والغربي والشرقي. وتركزت الغارات في محيط مطار كويرس والجديدة ورسم العبود، وشرقاً عند محيط السجن المركزي والمدينة الصناعية وحريتان وعندان، وصولاً إلى الليرمون ومنطقة الصالات وكفرحمرة والأتارب غرباً.
معارك عنيفة في القلمون
على صعيد آخر، شهدت قريتا الصرخة والجبة في القلمون في ريف دمشق، أمس معارك عنيفة بين الجيش السوري وعناصر حزب الله من جهة، والجماعات المسلّحة المعارضة من جهة أخرى. من جهة اخرى، أدّت «عملية امنية محكمة» نفذها الجيش السوري إلى مقتل «أمير جبهة النصرة» في الصرخة مع 9 من مساعديه، بحسب مصادر لـ«الأخبار».
وأشار مصدر ميداني إلى أنّ «الجيش أصبح على مداخل الصرخة والجبة»، مؤكّداً أن «عددا من المسلّحين هربوا في سياراتهم». وأفاد المصدر أن «معارك عنيفة تدور على التلال المشرفة على الصرخة وارتفاعات رأس المعرة».
في موازاة ذلك، ارتفعت حدّة المعارك على محاور عدة في المليحة في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع غارات جوية، بحسب ما نقلت وكالة «سانا».
وفي الوقت نفسه، استمر سقوط قذائف الهاون على العاصمة دمشق، حيث سقطت على مناطق العباسيين والقصاع والشاغور من دون وقوع إصابات بشرية.
المصدر :
الأخبار /باسل ديوب
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة