وصفت تقارير إسرائيلية عودة العلاقات بين حماس من جهة، وكل من إيران وحزب الله من جهة أخرى، بالتطور السيئ بالنسبة إلى إسرائيل؛ «لأن استئناف الحلف يعزز احتمالات أن تقوم حماس والجهاد الإسلامي بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل». وذكر محلل الشؤون الاستخبارية في موقع «The Post»، يوسي ملمان، عن مصادر استخبارية غربية توقعها أن يقوم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، بزيارة قريبة لطهران «للاتفاق على تفاصيل الاتفاق».

 

وبحسب الكاتب، لن تستبعد الاستخبارات الإسرائيلية أن تكون شحنة السلاح التي صادرتها إسرائيل قبل أسابيع على متن سفينة «كلوس»، وقالت إنها كانت مرسلة إلى قطاع غزة هي «مهر» إيراني على طريق تسوية العلاقات مع حماس.

وأضاف ميلمان أن ممثلين عن حركة الجهاد الإسلامي وحزب الله وإيران وقطر أجروا اتصالات سرية خلال الأشهر الأخيرة لترميم العلاقات مع حماس وإعادتها إلى ما كانت عليه في السابق. وأشار إلى أن المبادرة إلى هذه الاتصالات جاءت من قيادة حماس على خلفية العزلة السياسية والضائقة الاقتصادية التي تعاني منها، وكذلك الصعوبات في الحصول على أسلحة متطورة، لافتاً إلى أن الجهة الرئيسية التي ضغطت من أجل استئناف العلاقات بين حماس وطهران كانت كتائب عز الدين القسام، وعلى رأسها مروان عيسى.

وقال ميلمان إن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تتابع بقلق هذه الاتصالات. ونقل عن مصادر أن إيران عادت إلى تحويل الأموال إلى حماس «أو أنها أعطت التزاماً بتحويل أموال بعد نشر إعلان رسمي» عن عودة العلاقات.

ولفت الكاتب إلى أن الدعم الإيراني لحماس في الماضي كان يتمثل بعشرات ملايين الدولارات إضافة إلى التسليح والتدريب وتأهيل الاختصاصيين والفنيين على أيدي خبراء قوة «القدس» التابعة لحرس الثورة الإيراني. إلا أن حماس ابتعدت عن إيران بعد صعود الإخوان إلى الحكم في مصر، ثم ما لبثت أن وجدت نفسها معزولة وعالقة بين فكي كماشة التعاون الأمني الإسرائيلي المصري بعد سقوط الإخوان من الحكم في بلاد النيل، على أساس، برأي الكاتب، أنّ الطريق الوحيدة لمشعل وزملائه للتخلص من الحصار تمر عبر محاولة ترميم العلاقات مع إيران، و«هذا لم يكن مقترناً فقط بابتلاع الحبة المرة للاعتراف بالخطأ في ما يتعلق بالموقف من سوريا؛ فحماس تعرف أنه لا توجد وجبات مجانية، وعاجلاً أو آجلاً سيُطلب منها دفع ثمن استئناف التحالف». وبحسب الكاتب، هذا الثمن سيكون مضاعفاً: فقدان هامش المناورة السياسي، الخضوع النسبي للإرادة الإيرانية، وخصوصاً تسخين الحدود مع إسرائيل عندما تطلب إيران منها ذلك.

 

الحدود الشمالية

 

إلى ذلك، أكد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، يائير غولان، ان تل ابيب تنظر بقلق الى الواقع الامني الجديد على الحدود مع لبنان وسوريا، وتحديداً استئناف تنفيذ عمليات «عدائية» على طول الجبهة الشمالية مع البلدين. وأضاف في كلمة القاها في مقام النبي شعيب، بالقرب من مدينة طبريا في شمال فلسطين المحتلة، ان «اسرائيل تواجه تحديات صعبة على الجبهتين اللبنانية والسورية، في ضوء ازدياد العمليات العدائية التي وقعت خلال آذار الماضي على الحدود».

وأضاف غولان ان «التحديات مع لبنان وسوريا آخذة بالتزايد، وكان شهر آذار هو الاعنف منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، بعد ان سجل خمس عمليات تخريبية في فترة زمنية قصيرة نسبياً»، واشار الى ان «انعدام الاستقرار الحالي في الساحة اللبنانية، اضافة الى الحرب الاهلية الدموية الدائرة حالياً في سوريا، عاملان يؤثران في شكل اكيد على طول الحدود الاسرائيلية في الشمال».

وذكرت الاذاعة العبرية ان كلمة غولان جاءت امام المئات من طلاب المدارس الثانوية من قرى وبلدات عربية في شمال فلسطين، وذلك تمهيداً لتجنيدهم في صفوف الجيش الاسرائيلي.

وكانت اذاعة الجيش قد اشارت امس الى ان كتيبة «حيريف»، قامت مطلع الشهر الجاري بمناورة اختبرت فيها استعداد عديدها لمواجهة حزب الله في الحرب المقبلة، و«ذلك ضمن اساليب وتكتيكات تتميز بها الكتيبة»، مشيرة الى أنّ المناورة نفذت في مناطق وعرة شبيهة من جهة مناخها وطبيعتها بالمناطق اللبنانية.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-02
  • 11787
  • من الأرشيف

إسرائيل: عودة العلاقات بين حماس وإيران وحزب الله «تطور سيئ»

وصفت تقارير إسرائيلية عودة العلاقات بين حماس من جهة، وكل من إيران وحزب الله من جهة أخرى، بالتطور السيئ بالنسبة إلى إسرائيل؛ «لأن استئناف الحلف يعزز احتمالات أن تقوم حماس والجهاد الإسلامي بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل». وذكر محلل الشؤون الاستخبارية في موقع «The Post»، يوسي ملمان، عن مصادر استخبارية غربية توقعها أن يقوم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، بزيارة قريبة لطهران «للاتفاق على تفاصيل الاتفاق».   وبحسب الكاتب، لن تستبعد الاستخبارات الإسرائيلية أن تكون شحنة السلاح التي صادرتها إسرائيل قبل أسابيع على متن سفينة «كلوس»، وقالت إنها كانت مرسلة إلى قطاع غزة هي «مهر» إيراني على طريق تسوية العلاقات مع حماس. وأضاف ميلمان أن ممثلين عن حركة الجهاد الإسلامي وحزب الله وإيران وقطر أجروا اتصالات سرية خلال الأشهر الأخيرة لترميم العلاقات مع حماس وإعادتها إلى ما كانت عليه في السابق. وأشار إلى أن المبادرة إلى هذه الاتصالات جاءت من قيادة حماس على خلفية العزلة السياسية والضائقة الاقتصادية التي تعاني منها، وكذلك الصعوبات في الحصول على أسلحة متطورة، لافتاً إلى أن الجهة الرئيسية التي ضغطت من أجل استئناف العلاقات بين حماس وطهران كانت كتائب عز الدين القسام، وعلى رأسها مروان عيسى. وقال ميلمان إن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تتابع بقلق هذه الاتصالات. ونقل عن مصادر أن إيران عادت إلى تحويل الأموال إلى حماس «أو أنها أعطت التزاماً بتحويل أموال بعد نشر إعلان رسمي» عن عودة العلاقات. ولفت الكاتب إلى أن الدعم الإيراني لحماس في الماضي كان يتمثل بعشرات ملايين الدولارات إضافة إلى التسليح والتدريب وتأهيل الاختصاصيين والفنيين على أيدي خبراء قوة «القدس» التابعة لحرس الثورة الإيراني. إلا أن حماس ابتعدت عن إيران بعد صعود الإخوان إلى الحكم في مصر، ثم ما لبثت أن وجدت نفسها معزولة وعالقة بين فكي كماشة التعاون الأمني الإسرائيلي المصري بعد سقوط الإخوان من الحكم في بلاد النيل، على أساس، برأي الكاتب، أنّ الطريق الوحيدة لمشعل وزملائه للتخلص من الحصار تمر عبر محاولة ترميم العلاقات مع إيران، و«هذا لم يكن مقترناً فقط بابتلاع الحبة المرة للاعتراف بالخطأ في ما يتعلق بالموقف من سوريا؛ فحماس تعرف أنه لا توجد وجبات مجانية، وعاجلاً أو آجلاً سيُطلب منها دفع ثمن استئناف التحالف». وبحسب الكاتب، هذا الثمن سيكون مضاعفاً: فقدان هامش المناورة السياسي، الخضوع النسبي للإرادة الإيرانية، وخصوصاً تسخين الحدود مع إسرائيل عندما تطلب إيران منها ذلك.   الحدود الشمالية   إلى ذلك، أكد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، يائير غولان، ان تل ابيب تنظر بقلق الى الواقع الامني الجديد على الحدود مع لبنان وسوريا، وتحديداً استئناف تنفيذ عمليات «عدائية» على طول الجبهة الشمالية مع البلدين. وأضاف في كلمة القاها في مقام النبي شعيب، بالقرب من مدينة طبريا في شمال فلسطين المحتلة، ان «اسرائيل تواجه تحديات صعبة على الجبهتين اللبنانية والسورية، في ضوء ازدياد العمليات العدائية التي وقعت خلال آذار الماضي على الحدود». وأضاف غولان ان «التحديات مع لبنان وسوريا آخذة بالتزايد، وكان شهر آذار هو الاعنف منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، بعد ان سجل خمس عمليات تخريبية في فترة زمنية قصيرة نسبياً»، واشار الى ان «انعدام الاستقرار الحالي في الساحة اللبنانية، اضافة الى الحرب الاهلية الدموية الدائرة حالياً في سوريا، عاملان يؤثران في شكل اكيد على طول الحدود الاسرائيلية في الشمال». وذكرت الاذاعة العبرية ان كلمة غولان جاءت امام المئات من طلاب المدارس الثانوية من قرى وبلدات عربية في شمال فلسطين، وذلك تمهيداً لتجنيدهم في صفوف الجيش الاسرائيلي. وكانت اذاعة الجيش قد اشارت امس الى ان كتيبة «حيريف»، قامت مطلع الشهر الجاري بمناورة اختبرت فيها استعداد عديدها لمواجهة حزب الله في الحرب المقبلة، و«ذلك ضمن اساليب وتكتيكات تتميز بها الكتيبة»، مشيرة الى أنّ المناورة نفذت في مناطق وعرة شبيهة من جهة مناخها وطبيعتها بالمناطق اللبنانية.

المصدر : الأخبار /يحيى دبوق


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة