أن الوثيقة السرية للاجتماع الذي عقد في مكتب وزير الخارجية التركي مع مسؤولين عسكريين واستخباريّين تدل بوضوح على وجود نية تركية مبيتة لعمل عسكري ضد سورية،  علماً أن قوى المعارضة التركية كانت حذرت رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أكثر من مرة بعدم التفكير في شن عدوان على سورية، مناشدة قيادة الجيش التركي عدم التورّط في أي معركة مع الجيش العربي السوري.

يكشف المصدر، نقلاً عن شخصية أميركية على علاقة بمراكز الأبحاث والدراسات، أن المعركة الأساسية المقررة منذ ستة أشهر في سوريا ستكون في اللاذقية وريفها وستقرر مصير الوضع السوري كله، وليست في دمشق أو درعا أو حلب، في حين بدأت معارك جبال التركمان وسلمى وغيرها في الريف الشمالي.

يؤكد المصدر عينه أن المشروع الأميركي ـ الصهيوني حرباً ضد سوريا والمنطقة ينفذ من خلال المجموعات التكفيرية، غير أن واجهته هي قطر وتركيا والسعودية، وتلقى المشروع ضربات موجعة من الجيش السوري في كل من دمشق وريفها وحمص ويبرود والقلمون، تزامناً مع انتشار المصالحات في مناطق كانت الجهات المذكورة تعتبرها أساسية لها.

ذلك كله شكل نوعاً من الإحباط ليس لدى المسلحين فحسب، بل لدى الجهات التي تشغلهم، وكان لا بد في رأيهم من تفعيل العمل العسكري والتلويح بعمل أكبر في درعا والقنيطرة والهجوم على ريف غرب حلب.

تلازماً مع التهويل بحرب واسعة في المنطقة الجنوبية، وجهت القيادة السورية رسالة واضحة إلى المسؤولين الأردنيين مفادها أنه في حال حصول أي عمل عسكري من الجانب الأردني فإن نتائجه ستكون وخيمة على الأردن تحديداً، أياً تكن الظروف والنتائج، فالتصدي له قد يطول الأردن مباشرة، ما جعل الأردن يتراجع واعداً بأنه لن يغطي أي عمل عسكري من هذا النوع انطلاقاً من أراضيه ضد الدولة الوطنية السورية.

يشير المصدر في زحمة هذه التطورات إلى الملف الأوكراني الذي أدى إلى تأزم في العلاقات الأميركية ـ الروسية وإقدام روسيا على ضم جزيرة القرم في خطوة فاجأت الأميركيين والأوروبيين على حد سواء وأربكت حساباتهم، فكان الرد الأميركي على القرم في سوري، وظنت أن اللاذقية هي مقابل القرم، ممارسة الضغط على روسيا في سوريا خاصة، فبدأ الروس يسجلون النقاط على الأميركيين في فلسطين عبر منع التسوية بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني بالشروط الأميركية، وهذا الملف يعني كثيراً الإدارة الأميركية التي تضع في أولوياتها مصلحة «إسرائيل» وأمنها. كما بدأ الروسي ينافس الأميركي جدياً في مصر، فالمشير السيسي أعلن ترشحه للرئاسة بعدما أبرم مع روسيا صفقة بخمسة مليارات دولار.

يلفت المصدر إلى أن في سوريا اليوم مجموعتين، الأولى تركية ـ قطرية ترجمت وجودها في معركة ريف اللاذقية بدعمها لـ«جبهة النصرة» وجماعات إسلامية متطرفة، وهي مدرجة على لائحة الإرهاب الأميركية والسعودية، والمجموعة الثانية هي المملكة العربية السعودية التي تعمل على تصعيد الوضع في درعا وريفها عبر الحدود الأردنية، ما يدل بوضوح على وجود صراع زعامة في المنطقة ومن يكون الواجهة الأساسية للأميركيين في الشرق الأوسط.

يختم المصدر بالقول إن المشروع العدواني على سوريا سقط، فالجيش السوري استوعب الضربة الأولى في كسب والريف الشمالي بعدما فوجئ بالعدوان التركي ـ التكفيري على تلك المنطقة، وحقق أكثر من خرق وفي أكثر من مكان دخلت إليه المجموعات الإرهابية وهي ستصبح في وضع لا يمكن للأتراك أن يسمحوا بموجبه عودة هؤلاء إلى الأراضي التركية.

كما أن الجيش العربي السوري يوجه إلى تلك المجموعات ضربات قاصمة، علماً أن أردوغان كان يريد من سوريا أن ترد على إسقاط الطائرة ليغدو التدخل التركي المباشر مبرراً، فمعركة ريف اللاذقية سبقت مجيء الرئيس أوباما إلى السعودية إذ خشي أردوغان حصول صفقة أميركية ـ سعودية على حسابه , غير أن هذا التصعيد الأميركي يهدف في نهاية المطاف إلى الإمساك بقوة استعداداً لأي تسوية، وإلا فإن الخيار الآخر سيكون إطالة أمد النزاع.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-04-01
  • 12757
  • من الأرشيف

دبلوماسي لبناني خبير بالعلاقات مع واشنطن: "سقوط مشروع العدوان التركي"

أن الوثيقة السرية للاجتماع الذي عقد في مكتب وزير الخارجية التركي مع مسؤولين عسكريين واستخباريّين تدل بوضوح على وجود نية تركية مبيتة لعمل عسكري ضد سورية،  علماً أن قوى المعارضة التركية كانت حذرت رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أكثر من مرة بعدم التفكير في شن عدوان على سورية، مناشدة قيادة الجيش التركي عدم التورّط في أي معركة مع الجيش العربي السوري. يكشف المصدر، نقلاً عن شخصية أميركية على علاقة بمراكز الأبحاث والدراسات، أن المعركة الأساسية المقررة منذ ستة أشهر في سوريا ستكون في اللاذقية وريفها وستقرر مصير الوضع السوري كله، وليست في دمشق أو درعا أو حلب، في حين بدأت معارك جبال التركمان وسلمى وغيرها في الريف الشمالي. يؤكد المصدر عينه أن المشروع الأميركي ـ الصهيوني حرباً ضد سوريا والمنطقة ينفذ من خلال المجموعات التكفيرية، غير أن واجهته هي قطر وتركيا والسعودية، وتلقى المشروع ضربات موجعة من الجيش السوري في كل من دمشق وريفها وحمص ويبرود والقلمون، تزامناً مع انتشار المصالحات في مناطق كانت الجهات المذكورة تعتبرها أساسية لها. ذلك كله شكل نوعاً من الإحباط ليس لدى المسلحين فحسب، بل لدى الجهات التي تشغلهم، وكان لا بد في رأيهم من تفعيل العمل العسكري والتلويح بعمل أكبر في درعا والقنيطرة والهجوم على ريف غرب حلب. تلازماً مع التهويل بحرب واسعة في المنطقة الجنوبية، وجهت القيادة السورية رسالة واضحة إلى المسؤولين الأردنيين مفادها أنه في حال حصول أي عمل عسكري من الجانب الأردني فإن نتائجه ستكون وخيمة على الأردن تحديداً، أياً تكن الظروف والنتائج، فالتصدي له قد يطول الأردن مباشرة، ما جعل الأردن يتراجع واعداً بأنه لن يغطي أي عمل عسكري من هذا النوع انطلاقاً من أراضيه ضد الدولة الوطنية السورية. يشير المصدر في زحمة هذه التطورات إلى الملف الأوكراني الذي أدى إلى تأزم في العلاقات الأميركية ـ الروسية وإقدام روسيا على ضم جزيرة القرم في خطوة فاجأت الأميركيين والأوروبيين على حد سواء وأربكت حساباتهم، فكان الرد الأميركي على القرم في سوري، وظنت أن اللاذقية هي مقابل القرم، ممارسة الضغط على روسيا في سوريا خاصة، فبدأ الروس يسجلون النقاط على الأميركيين في فلسطين عبر منع التسوية بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني بالشروط الأميركية، وهذا الملف يعني كثيراً الإدارة الأميركية التي تضع في أولوياتها مصلحة «إسرائيل» وأمنها. كما بدأ الروسي ينافس الأميركي جدياً في مصر، فالمشير السيسي أعلن ترشحه للرئاسة بعدما أبرم مع روسيا صفقة بخمسة مليارات دولار. يلفت المصدر إلى أن في سوريا اليوم مجموعتين، الأولى تركية ـ قطرية ترجمت وجودها في معركة ريف اللاذقية بدعمها لـ«جبهة النصرة» وجماعات إسلامية متطرفة، وهي مدرجة على لائحة الإرهاب الأميركية والسعودية، والمجموعة الثانية هي المملكة العربية السعودية التي تعمل على تصعيد الوضع في درعا وريفها عبر الحدود الأردنية، ما يدل بوضوح على وجود صراع زعامة في المنطقة ومن يكون الواجهة الأساسية للأميركيين في الشرق الأوسط. يختم المصدر بالقول إن المشروع العدواني على سوريا سقط، فالجيش السوري استوعب الضربة الأولى في كسب والريف الشمالي بعدما فوجئ بالعدوان التركي ـ التكفيري على تلك المنطقة، وحقق أكثر من خرق وفي أكثر من مكان دخلت إليه المجموعات الإرهابية وهي ستصبح في وضع لا يمكن للأتراك أن يسمحوا بموجبه عودة هؤلاء إلى الأراضي التركية. كما أن الجيش العربي السوري يوجه إلى تلك المجموعات ضربات قاصمة، علماً أن أردوغان كان يريد من سوريا أن ترد على إسقاط الطائرة ليغدو التدخل التركي المباشر مبرراً، فمعركة ريف اللاذقية سبقت مجيء الرئيس أوباما إلى السعودية إذ خشي أردوغان حصول صفقة أميركية ـ سعودية على حسابه , غير أن هذا التصعيد الأميركي يهدف في نهاية المطاف إلى الإمساك بقوة استعداداً لأي تسوية، وإلا فإن الخيار الآخر سيكون إطالة أمد النزاع.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة