بعد الدور الفاعل الذي لعبه «حزب الله» في كسر الرغبة الاسرائيلية بازاحة النظام السوري برئاسة بشار الاسد، من خلال الدور البارز في حسم عشرات المعارك العسكرية التي جرى المراهنة عليها لضرب موقع سوريا الاساس في خارطة الصراع العربي – الاسرائيلي، وامام الهول الاسرائيلي من تغلغل مقاتلي الحزب في مناطق الجولان السوري في جبهة موازية لجبهة مزارع شبعا ــــ الغجر، وتعاظم قوة المقاومة الصاروخية، باتت اسرائيل امام الحقيقة المُرّة التي لن تتمكن في السنوات القليلة القادمة من ان تتهرب منها، .. «في اي حرب سنخوضها سنأخذ في الحسبان القدرة الصاروخية المرعبة التي بات «حزب الله» يمتلكها، يضاف اليها تعاظم قدرات الحزب القتالية التي ظهر بعض منها في معارك تحرير منطقة القلمون في الداخل السوري».. هذا يسير مما يقوله الاسرائيليون.

هي الحقيقة التي تُرعب اسرائيل وجنرالات حروبها، دفعت باحد اركان جيش الاحتلال الاسرائيلي الى القول «أن هناك الكثير من الجهات التي تريد اختبار يقظتنا وتلعب بالنار»، وهو الامر نفسه الذي جعل رئيس الاركان الاسرائيلي بني غانتس يأمر تعزيز وحدات جيشه ورفع حالة التأهب القائمة اصلا وتكثيف الجهود الاستخبارية على طول الجبهة العسكرية في مزارع شبعا، على اثر وقوع ثلاث هجمات خلال اسبوعين على الحدود اللبنانية ـ السورية المحتلة في الجولان».

واذا كان قادة الاحتلال الاسرائيلي يتعاملون مع المستجدات الامنية والعسكرية الداهمة، جراء تحريك جبهة الجولان السوري المحتل، ينطلقون من قناعة ان حزب الله وايران باتا شركاء في اي رد سوري على الضربات الجوية التي نفذتها اسرائيل في الاونة الاخيرة، فان حساباتهم في الميدان العسكري انقلبت رأسا على عقب، بحيث باتوا يرون ان اي رد سوري على الغارات الاسرائيلية، سيكون بنكهة من حزب الله الذي بات خبيرا في الرد المناسب الذي يؤلم اسرائيل، وبالتالي، فان هذه المسألة تدفع بالاسرائيليين في التروي واللجوء الى ضبط النفس، لتجنب اي مواجهة سيكون حزب الله بالتأكيد شريكا اساسيا فيها، لسلاحه وبجبهته، وبقدراته الصاروخية والقتالية التي صقلها خلال مشاركته الفعالة في المعارك الدائرة في الداخل السوري، وهذا ما يجعل اسرائيل تفكر مليا في الفاتورة التي يتوجب عليها دفعها في حال ارادت خيار الحرب ضد سوريا او لبنان، فلم تعد سوريا منشغلة في معارك التنظيف العسكري التي تخوضها ضد التنظيمات والمجموعات الاسلامية المتشددة المدعومة من دول خليجية، فلم يعد لدى احد من الاطراف المؤثرة في المنطقة ادنى شك بتغير قواعد اللعبة القائمة على طول الحدود.

ويقول المحلل العسكري الاستراتيجي في صحيفة «هآرتس» الصهيونية رؤوبين بدهتسور، إن الاخبار السيئة تقول إن التقدير الذي أعيد تحديثه في المؤسسة الامنية الاسرائيلية يتحدث عن انه اذا اندلعت حرب على الحدود الشمالية فسيطلق من لبنان في كل يوم ما بين 3 آلاف صاروخ الى 4 آلاف. وعدد غير قليل من هذه الصواريخ قادر على الوصول الى غوش دان ( اكثر المناطق حيوية في الكيان الصهيوني)، لكن الخبر الاسوأ هو أن الجيش الاسرائيلي لا يملك حلا دفاعيا في مواجهة هذا العدد من الصواريخ. ويتساءل ..ماذا سنفعل إذاً؟ فخطط الجيش الاسرائيلي العملياتية تتحدث عن احتلال جنوب لبنان وهو منطقة يتجمع فيها نحو 80 بالمئة من مقاتلي «حزب الله». ووفقاً للتقدير ستأخذ عملية احتلال منطقة الجنوب اسبوعاً يتضاءل خلالها الى حد ما معدل اطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الاسرائيلية. ويستمر ثلاثة اسابيع أخرى حتى ينهي الجيش الاسرائيلي «تطهير» منطقة الجنوب من قواعد اطلاق الصواريخ. وقد بنى «حزب الله» منذ 2006 سلسلة قيادات تحت الارض لا يمكن اصابتها من الجو، واجراء بدء حرب لبنان الثانية تضمن قصفا دقيقا والقضاء على جزء كبير من الصواريخ البعيدة المدى لـ»حزب الله»، ولن يستطيع سلاح الجو الاسرائيلي في الحرب التالية أن يكرر ذلك لأن «حزب الله» تعلم درس 2006، فنشر الصواريخ البعيدة المدى داخل نحو 200 قرية وبلدة بعضها في وسط لبنان وفي شمالها بعيداً عن منطقة الجنوب. وفي كل قرية سيطر رجال المنظمة على خمسين بيتاً على الاقل وصادروا طابقاً أو اثنين وضعوا الصواريخ فيها. أي أن اسرائيل حتى في الحالات التي يملك فيها الجيش الاسرائيلي معلومات استخبارية دقيقة عن المكان، ستواجه معضلة شديدة وهي هل تقصف مئات البيوت مع سكانها لاصابة الصواريخ.

ويضيف حتى الصواريخ القصيرة المدة، فهي موزعة في انحاء مختلفة من جنوب لبنان، ويستحيل القضاء على عشرات الالاف من قواعد اطلاق هذه الصواريخ من الجو، ويمتلك «حزب الله» في الاجمال نحو 100 ألف صاروخ وهذا مخزون يسمح للمنظمة بالحفاظ على معدل اطلاق مرتفع لمدة طويلة، وعلينا ان نتذكر أن «حزب الله» نجح خلال حرب لبنان الثانية في تموز العام 2006 في اطلاق صواريخ مدة شهر.

وبالاستناد الى تقارير المحللين العسكريين الصهاينة، فان فكرت اسرائيل في اعتماد نظام «ألعصا السحرية» المستند الى شراء شبكة دفاع صاروخية يفوق تطورها شبكة القبة الحديدية التي ثبت فشلها في وصول الصواريخ الى العمق الاسرائيلي، فان عليها ان تدفع كلفة مالية عالية ( ثمن صاروخ واحد من شبكة العصا السحرية تبلغ 3.5 مليون شيكل، ما يساوي مليون دولار اميركي )، ويلفت رؤوبين بدهتسور .. حتى لو اردنا تخصيص الميزانية الامنية كلها لشراء صواريخ دفاع، في حال تأكدنا من نجاعة منظومة «العصا السحرية»، فان احتياطي الصواريخ الدفاعية سيفرغ خلال يوم واحد او يومين من الحرب، قياسا الى التوقعات الامنية الاسرائيلية لعدد الصواريخ التي يمكن لـ «حزب الله» ان يطلقها في يوم واحد، وهذه المعاناة العسكرية لاسرائيل قائمة حتى مع صواريخ القبة الحديدية.. امام هذه المعضلة، يبقى ما ترتاح له اسرائيل وجنرالاتها، ان (امين عام «حزب الله» السيد) حسن نصرالله الذي يشارك عدد كبير من مقاتلي نخبته في الحرب داخل سوريا، غير معني في الوقت الراهن بتصعيد الموقف العسكري والدخول في حرب مع اسرائيل.. ويخاف الاسرائيليون من ان يغير نصرالله رأيه.

ولا يستبعد ضابط صهيوني رفيع تحدث الى وسائل اعلام اسرائيلية تدخل نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الجيش السوري، في حال قررت «اسرائيل» شنّ حرب على «حزب الله» في المستقبل القريب، ويقول ان «حزب الله» الذي يملك ثامن أكبر ترسانة صواريخ في العالم، أجرى عدداً من التغييرات على العقيدة القتالية التي يتبناها، وستكون الحرب المقبلة معه «اكثر بشاعة وقسوة، وأن التقديرات الاستخبارية تشير الى امتلاك «حزب الله» لأكثر من 100 ألف صاروخ، مع دقة إصابة وقدرة تدميرية عالية، وقياساً لعملية «عمود السحاب» في قطاع غزة عام 2012، واجهنا 1500 صاروخ في أسبوع، أما مع «حزب الله»، فالمقدر أن نواجه 3000 صاروخ يومياً». وأشار الى أن «مقاتلي «حزب الله» اكتسبوا خبرة كبيرة جداً في حربهم في سوريا، وبالتأكيد هذه المسألة تتسبب بقلق كبير لدينا»، وختم قائلا: «الحرب المقبلة ستكون قبيحة وقاسية».

  • فريق ماسة
  • 2014-03-27
  • 9684
  • من الأرشيف

جنرالات الحرب الإسرائيليين : حربنا المقبلة مع حزب الله ستكون قبيحة وقاسية

بعد الدور الفاعل الذي لعبه «حزب الله» في كسر الرغبة الاسرائيلية بازاحة النظام السوري برئاسة بشار الاسد، من خلال الدور البارز في حسم عشرات المعارك العسكرية التي جرى المراهنة عليها لضرب موقع سوريا الاساس في خارطة الصراع العربي – الاسرائيلي، وامام الهول الاسرائيلي من تغلغل مقاتلي الحزب في مناطق الجولان السوري في جبهة موازية لجبهة مزارع شبعا ــــ الغجر، وتعاظم قوة المقاومة الصاروخية، باتت اسرائيل امام الحقيقة المُرّة التي لن تتمكن في السنوات القليلة القادمة من ان تتهرب منها، .. «في اي حرب سنخوضها سنأخذ في الحسبان القدرة الصاروخية المرعبة التي بات «حزب الله» يمتلكها، يضاف اليها تعاظم قدرات الحزب القتالية التي ظهر بعض منها في معارك تحرير منطقة القلمون في الداخل السوري».. هذا يسير مما يقوله الاسرائيليون. هي الحقيقة التي تُرعب اسرائيل وجنرالات حروبها، دفعت باحد اركان جيش الاحتلال الاسرائيلي الى القول «أن هناك الكثير من الجهات التي تريد اختبار يقظتنا وتلعب بالنار»، وهو الامر نفسه الذي جعل رئيس الاركان الاسرائيلي بني غانتس يأمر تعزيز وحدات جيشه ورفع حالة التأهب القائمة اصلا وتكثيف الجهود الاستخبارية على طول الجبهة العسكرية في مزارع شبعا، على اثر وقوع ثلاث هجمات خلال اسبوعين على الحدود اللبنانية ـ السورية المحتلة في الجولان». واذا كان قادة الاحتلال الاسرائيلي يتعاملون مع المستجدات الامنية والعسكرية الداهمة، جراء تحريك جبهة الجولان السوري المحتل، ينطلقون من قناعة ان حزب الله وايران باتا شركاء في اي رد سوري على الضربات الجوية التي نفذتها اسرائيل في الاونة الاخيرة، فان حساباتهم في الميدان العسكري انقلبت رأسا على عقب، بحيث باتوا يرون ان اي رد سوري على الغارات الاسرائيلية، سيكون بنكهة من حزب الله الذي بات خبيرا في الرد المناسب الذي يؤلم اسرائيل، وبالتالي، فان هذه المسألة تدفع بالاسرائيليين في التروي واللجوء الى ضبط النفس، لتجنب اي مواجهة سيكون حزب الله بالتأكيد شريكا اساسيا فيها، لسلاحه وبجبهته، وبقدراته الصاروخية والقتالية التي صقلها خلال مشاركته الفعالة في المعارك الدائرة في الداخل السوري، وهذا ما يجعل اسرائيل تفكر مليا في الفاتورة التي يتوجب عليها دفعها في حال ارادت خيار الحرب ضد سوريا او لبنان، فلم تعد سوريا منشغلة في معارك التنظيف العسكري التي تخوضها ضد التنظيمات والمجموعات الاسلامية المتشددة المدعومة من دول خليجية، فلم يعد لدى احد من الاطراف المؤثرة في المنطقة ادنى شك بتغير قواعد اللعبة القائمة على طول الحدود. ويقول المحلل العسكري الاستراتيجي في صحيفة «هآرتس» الصهيونية رؤوبين بدهتسور، إن الاخبار السيئة تقول إن التقدير الذي أعيد تحديثه في المؤسسة الامنية الاسرائيلية يتحدث عن انه اذا اندلعت حرب على الحدود الشمالية فسيطلق من لبنان في كل يوم ما بين 3 آلاف صاروخ الى 4 آلاف. وعدد غير قليل من هذه الصواريخ قادر على الوصول الى غوش دان ( اكثر المناطق حيوية في الكيان الصهيوني)، لكن الخبر الاسوأ هو أن الجيش الاسرائيلي لا يملك حلا دفاعيا في مواجهة هذا العدد من الصواريخ. ويتساءل ..ماذا سنفعل إذاً؟ فخطط الجيش الاسرائيلي العملياتية تتحدث عن احتلال جنوب لبنان وهو منطقة يتجمع فيها نحو 80 بالمئة من مقاتلي «حزب الله». ووفقاً للتقدير ستأخذ عملية احتلال منطقة الجنوب اسبوعاً يتضاءل خلالها الى حد ما معدل اطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الاسرائيلية. ويستمر ثلاثة اسابيع أخرى حتى ينهي الجيش الاسرائيلي «تطهير» منطقة الجنوب من قواعد اطلاق الصواريخ. وقد بنى «حزب الله» منذ 2006 سلسلة قيادات تحت الارض لا يمكن اصابتها من الجو، واجراء بدء حرب لبنان الثانية تضمن قصفا دقيقا والقضاء على جزء كبير من الصواريخ البعيدة المدى لـ»حزب الله»، ولن يستطيع سلاح الجو الاسرائيلي في الحرب التالية أن يكرر ذلك لأن «حزب الله» تعلم درس 2006، فنشر الصواريخ البعيدة المدى داخل نحو 200 قرية وبلدة بعضها في وسط لبنان وفي شمالها بعيداً عن منطقة الجنوب. وفي كل قرية سيطر رجال المنظمة على خمسين بيتاً على الاقل وصادروا طابقاً أو اثنين وضعوا الصواريخ فيها. أي أن اسرائيل حتى في الحالات التي يملك فيها الجيش الاسرائيلي معلومات استخبارية دقيقة عن المكان، ستواجه معضلة شديدة وهي هل تقصف مئات البيوت مع سكانها لاصابة الصواريخ. ويضيف حتى الصواريخ القصيرة المدة، فهي موزعة في انحاء مختلفة من جنوب لبنان، ويستحيل القضاء على عشرات الالاف من قواعد اطلاق هذه الصواريخ من الجو، ويمتلك «حزب الله» في الاجمال نحو 100 ألف صاروخ وهذا مخزون يسمح للمنظمة بالحفاظ على معدل اطلاق مرتفع لمدة طويلة، وعلينا ان نتذكر أن «حزب الله» نجح خلال حرب لبنان الثانية في تموز العام 2006 في اطلاق صواريخ مدة شهر. وبالاستناد الى تقارير المحللين العسكريين الصهاينة، فان فكرت اسرائيل في اعتماد نظام «ألعصا السحرية» المستند الى شراء شبكة دفاع صاروخية يفوق تطورها شبكة القبة الحديدية التي ثبت فشلها في وصول الصواريخ الى العمق الاسرائيلي، فان عليها ان تدفع كلفة مالية عالية ( ثمن صاروخ واحد من شبكة العصا السحرية تبلغ 3.5 مليون شيكل، ما يساوي مليون دولار اميركي )، ويلفت رؤوبين بدهتسور .. حتى لو اردنا تخصيص الميزانية الامنية كلها لشراء صواريخ دفاع، في حال تأكدنا من نجاعة منظومة «العصا السحرية»، فان احتياطي الصواريخ الدفاعية سيفرغ خلال يوم واحد او يومين من الحرب، قياسا الى التوقعات الامنية الاسرائيلية لعدد الصواريخ التي يمكن لـ «حزب الله» ان يطلقها في يوم واحد، وهذه المعاناة العسكرية لاسرائيل قائمة حتى مع صواريخ القبة الحديدية.. امام هذه المعضلة، يبقى ما ترتاح له اسرائيل وجنرالاتها، ان (امين عام «حزب الله» السيد) حسن نصرالله الذي يشارك عدد كبير من مقاتلي نخبته في الحرب داخل سوريا، غير معني في الوقت الراهن بتصعيد الموقف العسكري والدخول في حرب مع اسرائيل.. ويخاف الاسرائيليون من ان يغير نصرالله رأيه. ولا يستبعد ضابط صهيوني رفيع تحدث الى وسائل اعلام اسرائيلية تدخل نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الجيش السوري، في حال قررت «اسرائيل» شنّ حرب على «حزب الله» في المستقبل القريب، ويقول ان «حزب الله» الذي يملك ثامن أكبر ترسانة صواريخ في العالم، أجرى عدداً من التغييرات على العقيدة القتالية التي يتبناها، وستكون الحرب المقبلة معه «اكثر بشاعة وقسوة، وأن التقديرات الاستخبارية تشير الى امتلاك «حزب الله» لأكثر من 100 ألف صاروخ، مع دقة إصابة وقدرة تدميرية عالية، وقياساً لعملية «عمود السحاب» في قطاع غزة عام 2012، واجهنا 1500 صاروخ في أسبوع، أما مع «حزب الله»، فالمقدر أن نواجه 3000 صاروخ يومياً». وأشار الى أن «مقاتلي «حزب الله» اكتسبوا خبرة كبيرة جداً في حربهم في سوريا، وبالتأكيد هذه المسألة تتسبب بقلق كبير لدينا»، وختم قائلا: «الحرب المقبلة ستكون قبيحة وقاسية».

المصدر : الديار /جاد صعب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة