مثّلت مدينة حلب وريفها، ولا تزال، أعقد الجبهات في سوريا. مربّعات السيطرة جرى تبادلها مرات عدة، بين الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث من جهة، والمجموعات المسلحة من جهة أخرى.

وفيما يمثل الجيش والقوات الرديفة له مزيجاً متجانساً، ويقاتلون تحت قيادة واحدة، يبدو مشهد المجموعات المسلحة متداخلاً ومعقداً: انقسامات واتحادات وخلافات ومعارك، تُسهم في تغيّر الخريطة

مرّت خريطة السيطرة في حلب وريفها بمنعرجات كثيرة. الريف الواسعُ بدأ خروجه عن سيطرة الدولة السورية بعد عام من بدء الأزمة. وعبر مجموعات مسلحة محلية تكوّن معظمها بدعم خارجي. وأدى تنظيم «الإخوان المسلمين» دور «الناقل» في حينها.

وبدءاً من آب 2012، وعلى نحو مفاجئ، انتقلت النار إلى مدينة حلب، فسقطت أحياء كثيرة في يد المسلحين الذين قدموا من الريف، ومن إدلب المجاورة. وتحوّل وجود «جبهة النصرة» تدريجياً إلى العلن، وتغيّرت الخريطة.

في عام 2013، كان عام تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بامتياز، حيث دخل التنظيم المتطرف على الخط بقوّة. وشنّ معارك ضد مجموعات كثيرة كانت تحترف «اللصوصية باسم الثورة»... فتغيرت الخريطة.

بدءاً من أيلول، احتدم الخلاف بين «داعش» و«النصرة»، فيما مثلت «فتوى» أطلقتها «جبهة علماء حلب» بتكفير «داعش» في تشرين الثاني مقدمةً لدخول المجموعات «الإسلامية» السورية على خط الخلاف، إلى جانب «النصرة»، التي باتت فرعاً لتنظيم «القاعدة» في سوريا، بقرار من زعيم التنظيم أيمن الظواهري. ومع نهاية العام شنّت «الجبهة الإسلامية» التي أنشئت حديثاً، وحليفتها «النصرة» حرباً ضدّ «داعش»، يعاونهما «جيش المجاهدين»، الذي أُنشئ لهذا الغرض. ووجد «داعش» نفسه مع مطلع عام 2014 يخسر أجزاء واسعة من مناطق سيطرته في حلب وريفها. بالتزامن، كان الجيش السوري قد عاد إلى الأجواء بقوة. فاستعاد أجزاء واسعة من ريفي حلب الجنوبي والشرقي، وشيئاً فشيئاً صار على أبواب سجن حلب المركزي. وغازلت نيرانه خاصرة المسلحين في الأحياء الشرقية، وتغيّرت الخريطة.

وأخيراً، شنّ تحالف «الإسلامية» و«النصرة» و«المجاهدين» هجوماً شرساً على جبهة «الجوية». في خطوة ترمي إلى دخول الأحياء الغربية لحلب، بالتزامن مع هجوم مماثل على جبهة الريف الجنوبي، التي فقد الجيش السوري بعضَ مناطقها من جديد، وسط استمرار المعارك هناك.

ثلاثة أعوام... و«الخريطة دوّارة»

يمكن القول إنّ خريطة السيطرة استمرت خلال السنوات الثلاث «دوّارة»، في الريف الحلبي على وجه الخصوص. وبرغم أن توزع القوى بين طرفي الصراع لم يتغير جذرياً لجهة مساحات السيطرة، أحدث الجيش السوري تغيراً استراتيجياً كبيراً لمصلحته. وأبرز ملامحه السيطرة على طريق خناصر، وتأمين محيط مطار حلب الدولي، ما يعني إحباط محاولات المسلحين عزل حلب عن خطوط الإمداد. كذلك استطاع الجيش كسب نقاط تمركز مهمة يمكن اعتمادها منطلقاً لعمليات عسكرية في اتجاه أحياء حلب الشرقية، حالَ اتخاذ قرار بذلك.

الريف الشمالي

معظم الريف الشمالي تحت سيطرة المسلحين، باستثناء نبّل والزهراء، اللتين تمثلان نقطتي التمركز الأبرز للجيش السوري وقوات الدفاع الوطني في المنطقة (الاعتماد في الدرجة الأولى على شبان نبل والزهراء تحت راية الدفاع الوطني، ويزيد عددهم على أربعة الاف مقاتل مدربين تدريباً عالياً، وبإشراف خبراء من حزب الله). ويتقاسم المسلحون السيطرة على أبرز مدن الريف الشمالي وفق التوزع الآتي: مدينة عندان يسيطر عليها عناصر من «جيش المجاهدين»، يشاركهم من بقي من «لواء أحرار سوريا» بزعامة محمود عفش، بعدما انتهت أسطورة شقيقه أحمد عفش، الذي غادر إلى تركيا، تزامنا مع الدخول السابق لـ«داعش» إلى المنطقة.

الريف الواسع بدأ خروجه عن سيطرة الدولة بعد عام من بدء الأزمة

مدينة حيّان يسيطر عليها «لواء شهداء بدر» بزعامة خالد حياني، بالتشارك مع «جيش المجاهدين». مدينة حريتان ملتقى طرق، وفيها «جيش المجاهدين»، و«النصرة»، و«التوحيد». مدينة اعزاز يتقاسمها «جيش المجاهدين»، ومن تبقى من «لواء عاصفة الشمال»، الذي انضوت بقاياه في صفوف «لواء التوحيد»، بعدما تلقى ضربة قاصمة من «داعش» قبل انسحاب الأخير من المدينة. مدينة تل رفعت تحت سيطرة «لواء الفتح»، الذي انصهر أخيراً في «التوحيد». منطقة المسلمية وصولاً إلى سجن حلب المركزي تحت سيطرة مجموعات عدة، أهمها «أحرار الشام/ الجبهة الإسلامية». أما سجن حلب المركزي، فتحت سيطرة الدولة السورية، وتحاصره «أحرار الشام» بمؤازرة «النصرة». وبات الجيش السوري يتمركز على مقربة منه. مدينة مارع تحت سيطرة «التوحيد»، الذي تشظّى إلى أفواج عدة، بعد مقتل قائده الميداني عبد القادر الصالح، وصارت تقاتل بخطط منفصلة. فيما بقيت اسمياً تحت قيادة عبد العزيز سلامة، وعبره تحت لواء «الجبهة الإسلامية». مدينة عفرين تحت سيطرة مسلحين أكراد ينتمون إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD).

الريف الجنوبي الشرقي

استعاد الجيش السوري السيطرة على أجزاء واسعة منه، بدءاً من محيط مطار حلب الدولي، ما أتاح إعادة تشغيله. ثم الشيخ سعيد، وأثريا وخناصر، وصولاً إلى السفيرة وتل عرن. وتتمتع هذه المناطق بأهمية استراتيجية لأنها تفتح الطريق أمام الإمدادات عبر طريق خناصر _ حماه _ دمشق والساحل.

الريف الغربي

ويتوزع السيطرة عليه عدد من الفصائل المسلحة على النحو التالي:

المحور الأول يشمل كفر داعل، المنصورة، عنجارة، قبتان الجبل، وصولاً إلى دارة عزة والأتارب. يسيطر عليه «جيش المجاهدين»، وتمثله «كتائب نور الدين الزنكي»، إضافة إلى نقاط تمركز لكل من «جبهة النصرة»، و«لواء أنصار الخلافة»، و«كتائب ابن تيمية».

المحور الثاني: يضم أورم الصغرى، أورم الكبرى، كفر حلب، كفر كرمين، ويصل نفوذه إلى طريق الشام الدولي عبر منطقة مفرق عالم السحر. يسيطر عليه «جيش المجاهدين»، ويمثله «لواء الأنصار». إضافة إلى وجود فاعل لـ «النصرة».

الريف الشرقي

منطقة السفيرة خاضعة بالكامل لسيطرة الجيش السوري. دير حافر ومسكنة والمحطة الحرارية: يسيطر على كامل تلك المنطقة «داعش»، ومثلهما في ذلك مدينتا منبج والباب. وأخيراً، اقتربت قوات الجيش السوري التي تتقدم باستمرار منطلقة من السفيرة باتجاه تلك المنطقة.

مطار كويرس العسكري: تحت سيطرة الجيش السوري، ويفرض عليه مسلحون تابعون لمعظم المجموعات المسلحة الموجودة في المنطقة حصاراً منذ شهور طويلة، وتتقدم أخيراً قوات الجيش السوري لفك الحصار عنه.

مدينة حلب

تُقسم السيطرة داخل المدينة إلى قسمين رئيسين يفصلهما معبر بستان القصر. الأحياء الغربية تحت سيطرة الجيش السوري، على نحو شبه كامل. ويسيطر مسلحون أكراد على القسم الغربي من حي الشيخ مقصود، بينما يسيطر «لواء شهداء بدر» على حي بني زيد، وهو خط تماس مع الجيش السوري من جهة شيحان. أما حي الأشرفية، فمقسوم بين الجيش السوري، ومسلحين أكراد، إضافة إلى سيطرة «شهداء بدر» على أجزاء منه.

محيط مبنى «المخابرات الجوية» من جهة بلليرمون تحت سيطرة «جيش المجاهدين»، و«أحرار الشام»، و«النصرة». ويخوض الجيش السوري معارك عنيفة على هذا المحور.

أما محيط منطقة الراشدين وخان العسل، ومحيط «أكاديمية الأسد»، و«ضاحية الأسد»، فهو تحت سيطرة «جيش المجاهدين»، يمثله «لواء الأنصار»، إضافة إلى «جبهة النصرة»، ومجموعات أصغر، كـ«أمجاد الخلافة» و«كتائب القدس».

الأحياء الشرقية

أحياء الهلك، بعيدين، بستان الباشا، والشيخ فارس تسيطر عليها الألوية التركمانية، كـ«أحفاد الخلافة»، و«ألوية الناصر صلاح الدين»، و«لواء محمد الفاتح». حلب القديمة: فيها «كتائب أبو عمارة» التابعة لـ«تجمع فاستقم كما أُمرت»، و«كتائب الصفوة»، وأحد أفواج «لواء التوحيد الصغيرة» و«حركة أحرار الشام» (وكلاهما تابع للجبهة الإسلامية)، و«جبهة النصرة»، وفصائل صغيرة كـ«أحرار الباب»، و«شهداء تادف»، و«أحرار باب الحديد». أما قلعة حلب، فهي بيد الجيش السوري.

منطقة دوار جسر الحج، وأحياء الكلاسة، الأنصاري، والمشهد فيها «تجمع فاستقم كما أُمرت»، ومجموعات محلية صغيرة. أحياء الشعار، الصاخور، وباب النيرب، وفيها «جبهة النصرة»، وأحد أفواج «التوحيد».

فيما بات الطريق الذي يمتد من دوار الصاخور إلى مطار حلب الدولي يمثل نقطة انطلاق محتملة للجيش السوري نحو الأحياء الشرقية.

المنشآت الخدمية الأساسية

المحطة الحرارية: تحت سيطرة «داعش»، الذي ينتشر في محيطها أيضاً. وهناك مفاوضات جارية حالياً لتحييدها، وسط اقتراب قوات الجيش السوري منها بسرعة.

البابيري: وهو مكان شفط المياه من نهر الفرات وتعقيمها لضخها إلى حلب بيد «داعش». شركة المياه في حي الميدان بيد «الألوية» التركمانية. وفي الشركة المضخات الرئيسية ولوحات التحكم الأساسية، ويدخلها موظفو الدولة لتشغيلها تحت إشراف «الألوية». إدارة مؤسسة المياه الحكومية: ما زال مقرها الجديد في منطقة «المتحلق» ضمن مناطق سيطرة الجيش، وتتحكم فعلياً في ضخ المياه إلى أحياء حلب الغربية فقط.

  • فريق ماسة
  • 2014-03-26
  • 12651
  • من الأرشيف

خريطة السيطرة في حلب: جغرافيا دوّارة... وتحوّل اسـتراتيجي

مثّلت مدينة حلب وريفها، ولا تزال، أعقد الجبهات في سوريا. مربّعات السيطرة جرى تبادلها مرات عدة، بين الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث من جهة، والمجموعات المسلحة من جهة أخرى. وفيما يمثل الجيش والقوات الرديفة له مزيجاً متجانساً، ويقاتلون تحت قيادة واحدة، يبدو مشهد المجموعات المسلحة متداخلاً ومعقداً: انقسامات واتحادات وخلافات ومعارك، تُسهم في تغيّر الخريطة مرّت خريطة السيطرة في حلب وريفها بمنعرجات كثيرة. الريف الواسعُ بدأ خروجه عن سيطرة الدولة السورية بعد عام من بدء الأزمة. وعبر مجموعات مسلحة محلية تكوّن معظمها بدعم خارجي. وأدى تنظيم «الإخوان المسلمين» دور «الناقل» في حينها. وبدءاً من آب 2012، وعلى نحو مفاجئ، انتقلت النار إلى مدينة حلب، فسقطت أحياء كثيرة في يد المسلحين الذين قدموا من الريف، ومن إدلب المجاورة. وتحوّل وجود «جبهة النصرة» تدريجياً إلى العلن، وتغيّرت الخريطة. في عام 2013، كان عام تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بامتياز، حيث دخل التنظيم المتطرف على الخط بقوّة. وشنّ معارك ضد مجموعات كثيرة كانت تحترف «اللصوصية باسم الثورة»... فتغيرت الخريطة. بدءاً من أيلول، احتدم الخلاف بين «داعش» و«النصرة»، فيما مثلت «فتوى» أطلقتها «جبهة علماء حلب» بتكفير «داعش» في تشرين الثاني مقدمةً لدخول المجموعات «الإسلامية» السورية على خط الخلاف، إلى جانب «النصرة»، التي باتت فرعاً لتنظيم «القاعدة» في سوريا، بقرار من زعيم التنظيم أيمن الظواهري. ومع نهاية العام شنّت «الجبهة الإسلامية» التي أنشئت حديثاً، وحليفتها «النصرة» حرباً ضدّ «داعش»، يعاونهما «جيش المجاهدين»، الذي أُنشئ لهذا الغرض. ووجد «داعش» نفسه مع مطلع عام 2014 يخسر أجزاء واسعة من مناطق سيطرته في حلب وريفها. بالتزامن، كان الجيش السوري قد عاد إلى الأجواء بقوة. فاستعاد أجزاء واسعة من ريفي حلب الجنوبي والشرقي، وشيئاً فشيئاً صار على أبواب سجن حلب المركزي. وغازلت نيرانه خاصرة المسلحين في الأحياء الشرقية، وتغيّرت الخريطة. وأخيراً، شنّ تحالف «الإسلامية» و«النصرة» و«المجاهدين» هجوماً شرساً على جبهة «الجوية». في خطوة ترمي إلى دخول الأحياء الغربية لحلب، بالتزامن مع هجوم مماثل على جبهة الريف الجنوبي، التي فقد الجيش السوري بعضَ مناطقها من جديد، وسط استمرار المعارك هناك. ثلاثة أعوام... و«الخريطة دوّارة» يمكن القول إنّ خريطة السيطرة استمرت خلال السنوات الثلاث «دوّارة»، في الريف الحلبي على وجه الخصوص. وبرغم أن توزع القوى بين طرفي الصراع لم يتغير جذرياً لجهة مساحات السيطرة، أحدث الجيش السوري تغيراً استراتيجياً كبيراً لمصلحته. وأبرز ملامحه السيطرة على طريق خناصر، وتأمين محيط مطار حلب الدولي، ما يعني إحباط محاولات المسلحين عزل حلب عن خطوط الإمداد. كذلك استطاع الجيش كسب نقاط تمركز مهمة يمكن اعتمادها منطلقاً لعمليات عسكرية في اتجاه أحياء حلب الشرقية، حالَ اتخاذ قرار بذلك. الريف الشمالي معظم الريف الشمالي تحت سيطرة المسلحين، باستثناء نبّل والزهراء، اللتين تمثلان نقطتي التمركز الأبرز للجيش السوري وقوات الدفاع الوطني في المنطقة (الاعتماد في الدرجة الأولى على شبان نبل والزهراء تحت راية الدفاع الوطني، ويزيد عددهم على أربعة الاف مقاتل مدربين تدريباً عالياً، وبإشراف خبراء من حزب الله). ويتقاسم المسلحون السيطرة على أبرز مدن الريف الشمالي وفق التوزع الآتي: مدينة عندان يسيطر عليها عناصر من «جيش المجاهدين»، يشاركهم من بقي من «لواء أحرار سوريا» بزعامة محمود عفش، بعدما انتهت أسطورة شقيقه أحمد عفش، الذي غادر إلى تركيا، تزامنا مع الدخول السابق لـ«داعش» إلى المنطقة. الريف الواسع بدأ خروجه عن سيطرة الدولة بعد عام من بدء الأزمة مدينة حيّان يسيطر عليها «لواء شهداء بدر» بزعامة خالد حياني، بالتشارك مع «جيش المجاهدين». مدينة حريتان ملتقى طرق، وفيها «جيش المجاهدين»، و«النصرة»، و«التوحيد». مدينة اعزاز يتقاسمها «جيش المجاهدين»، ومن تبقى من «لواء عاصفة الشمال»، الذي انضوت بقاياه في صفوف «لواء التوحيد»، بعدما تلقى ضربة قاصمة من «داعش» قبل انسحاب الأخير من المدينة. مدينة تل رفعت تحت سيطرة «لواء الفتح»، الذي انصهر أخيراً في «التوحيد». منطقة المسلمية وصولاً إلى سجن حلب المركزي تحت سيطرة مجموعات عدة، أهمها «أحرار الشام/ الجبهة الإسلامية». أما سجن حلب المركزي، فتحت سيطرة الدولة السورية، وتحاصره «أحرار الشام» بمؤازرة «النصرة». وبات الجيش السوري يتمركز على مقربة منه. مدينة مارع تحت سيطرة «التوحيد»، الذي تشظّى إلى أفواج عدة، بعد مقتل قائده الميداني عبد القادر الصالح، وصارت تقاتل بخطط منفصلة. فيما بقيت اسمياً تحت قيادة عبد العزيز سلامة، وعبره تحت لواء «الجبهة الإسلامية». مدينة عفرين تحت سيطرة مسلحين أكراد ينتمون إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD). الريف الجنوبي الشرقي استعاد الجيش السوري السيطرة على أجزاء واسعة منه، بدءاً من محيط مطار حلب الدولي، ما أتاح إعادة تشغيله. ثم الشيخ سعيد، وأثريا وخناصر، وصولاً إلى السفيرة وتل عرن. وتتمتع هذه المناطق بأهمية استراتيجية لأنها تفتح الطريق أمام الإمدادات عبر طريق خناصر _ حماه _ دمشق والساحل. الريف الغربي ويتوزع السيطرة عليه عدد من الفصائل المسلحة على النحو التالي: المحور الأول يشمل كفر داعل، المنصورة، عنجارة، قبتان الجبل، وصولاً إلى دارة عزة والأتارب. يسيطر عليه «جيش المجاهدين»، وتمثله «كتائب نور الدين الزنكي»، إضافة إلى نقاط تمركز لكل من «جبهة النصرة»، و«لواء أنصار الخلافة»، و«كتائب ابن تيمية». المحور الثاني: يضم أورم الصغرى، أورم الكبرى، كفر حلب، كفر كرمين، ويصل نفوذه إلى طريق الشام الدولي عبر منطقة مفرق عالم السحر. يسيطر عليه «جيش المجاهدين»، ويمثله «لواء الأنصار». إضافة إلى وجود فاعل لـ «النصرة». الريف الشرقي منطقة السفيرة خاضعة بالكامل لسيطرة الجيش السوري. دير حافر ومسكنة والمحطة الحرارية: يسيطر على كامل تلك المنطقة «داعش»، ومثلهما في ذلك مدينتا منبج والباب. وأخيراً، اقتربت قوات الجيش السوري التي تتقدم باستمرار منطلقة من السفيرة باتجاه تلك المنطقة. مطار كويرس العسكري: تحت سيطرة الجيش السوري، ويفرض عليه مسلحون تابعون لمعظم المجموعات المسلحة الموجودة في المنطقة حصاراً منذ شهور طويلة، وتتقدم أخيراً قوات الجيش السوري لفك الحصار عنه. مدينة حلب تُقسم السيطرة داخل المدينة إلى قسمين رئيسين يفصلهما معبر بستان القصر. الأحياء الغربية تحت سيطرة الجيش السوري، على نحو شبه كامل. ويسيطر مسلحون أكراد على القسم الغربي من حي الشيخ مقصود، بينما يسيطر «لواء شهداء بدر» على حي بني زيد، وهو خط تماس مع الجيش السوري من جهة شيحان. أما حي الأشرفية، فمقسوم بين الجيش السوري، ومسلحين أكراد، إضافة إلى سيطرة «شهداء بدر» على أجزاء منه. محيط مبنى «المخابرات الجوية» من جهة بلليرمون تحت سيطرة «جيش المجاهدين»، و«أحرار الشام»، و«النصرة». ويخوض الجيش السوري معارك عنيفة على هذا المحور. أما محيط منطقة الراشدين وخان العسل، ومحيط «أكاديمية الأسد»، و«ضاحية الأسد»، فهو تحت سيطرة «جيش المجاهدين»، يمثله «لواء الأنصار»، إضافة إلى «جبهة النصرة»، ومجموعات أصغر، كـ«أمجاد الخلافة» و«كتائب القدس». الأحياء الشرقية أحياء الهلك، بعيدين، بستان الباشا، والشيخ فارس تسيطر عليها الألوية التركمانية، كـ«أحفاد الخلافة»، و«ألوية الناصر صلاح الدين»، و«لواء محمد الفاتح». حلب القديمة: فيها «كتائب أبو عمارة» التابعة لـ«تجمع فاستقم كما أُمرت»، و«كتائب الصفوة»، وأحد أفواج «لواء التوحيد الصغيرة» و«حركة أحرار الشام» (وكلاهما تابع للجبهة الإسلامية)، و«جبهة النصرة»، وفصائل صغيرة كـ«أحرار الباب»، و«شهداء تادف»، و«أحرار باب الحديد». أما قلعة حلب، فهي بيد الجيش السوري. منطقة دوار جسر الحج، وأحياء الكلاسة، الأنصاري، والمشهد فيها «تجمع فاستقم كما أُمرت»، ومجموعات محلية صغيرة. أحياء الشعار، الصاخور، وباب النيرب، وفيها «جبهة النصرة»، وأحد أفواج «التوحيد». فيما بات الطريق الذي يمتد من دوار الصاخور إلى مطار حلب الدولي يمثل نقطة انطلاق محتملة للجيش السوري نحو الأحياء الشرقية. المنشآت الخدمية الأساسية المحطة الحرارية: تحت سيطرة «داعش»، الذي ينتشر في محيطها أيضاً. وهناك مفاوضات جارية حالياً لتحييدها، وسط اقتراب قوات الجيش السوري منها بسرعة. البابيري: وهو مكان شفط المياه من نهر الفرات وتعقيمها لضخها إلى حلب بيد «داعش». شركة المياه في حي الميدان بيد «الألوية» التركمانية. وفي الشركة المضخات الرئيسية ولوحات التحكم الأساسية، ويدخلها موظفو الدولة لتشغيلها تحت إشراف «الألوية». إدارة مؤسسة المياه الحكومية: ما زال مقرها الجديد في منطقة «المتحلق» ضمن مناطق سيطرة الجيش، وتتحكم فعلياً في ضخ المياه إلى أحياء حلب الغربية فقط.

المصدر : الأخبار /صهيب عنجريني


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة