أفلحت قوات الجيش السوري أمس في صد واحدة من أضخم عمليات الاجتياح «الجهادي»، وأكثرها تنظيماً. العملية التي أطلق عليها «الجهاديون» اسم «غزوة الأنفال» استهدفت منطقة «كسب» 65 كم شمال مدينة اللاذقية، وكان من شأنها أن تفتح الباب أمام معادلة جديدة في المنطقة. الأمر الذي بات صعب التحقق، برغم استمرار المعارك حتى الساعات الأولى من فجر اليوم.

شارك في الهجوم مسلحون من «جبهة النصرة»، و«كتائب أنصار الشام» التابعة لـ «الجبهة الإسلامية السورية»، و«حركة شام الإسلام»، فيما أعلنت «جبهة ثوار سوريا» التي تتباهى امام الغرب بانها تقاتل «رجال «القاعدة»» في وقت لاحق انضمامها إلى «الغزوة». وكانت المجموعات الثلاث قد أنشأت لهذه الغاية «غرفة عمليات موحدة»، وتولى التنسيق بينها «الشيخ» السعودي عبد الله المحيسني. وقالت «الغرفة» في بيان لها بعد بدء الهجوم إن «الإعداد للغزوة قد استغرق أكثر من سبعة أشهر». وإنها «تأتي انتقاماً للإخوة المجاهدين في القلمون ويبرود».

وقال مصدر «جهادي» لـ «الأخبار» أن «جبهة الساحل لن تعرف الهدوء بعد اليوم، وقد آلينا على أنفسنا أن ندكّ النصيريين في معاقلهم. وقد وعدنا الله إحدى الحسنيين». وأوضح المصدر أن تسمية «الغزوة» جاء «تيمناً بغزوة بدر، التي كانت أول انتصار على كفار قريش.

ونزلت سورة الأنفال، مبينة أن الملائكة قاتلوا في صفوف المسلمين. وإنهم لمقاتلون في صفوفنا بإذن الله». وأضاف: «سطر المهاجرون في غزوة بدر بطولات لا تُنسى. وإن قوام غزوتنا اليوم هم المهاجرون». الهجوم الذي استهدف المنطقة التي يمثل الأرمن السوريون القسم الأكبر من سكانها، انطلقت من أربعة محاور.

وأكدت مصادر ميدانية سوريّة أن «الهجوم انطلق من الأراضي التركية، وبغطاء لوجستي تركي». وتمكن المهاجمون أول الأمر من تحقيق تقدم سريع، فسيطروا على «معبر كسب» على الحدود السورية – التركية، كما على «تل الصخرة» الاستراتيجي، وعلى «مخفر الصخرة»، ومبانٍ في «نبع المر»، كما استهدفت صواريخ «غراد» بلدة «كسب» والمنطقة المحيطة بها، وحاجز «كرسانا» موقعةً ضحايا في صفوف العسكريين السوريين. وأعلن المهاجمون أنهم «دمروا دبابتين على قمة النسر».

وبعد ساعات من الهجوم، أرسل الجيش السوري وحدات إضافية إلى المنطقة، كما كان للطائرات الحربية دورٌ فاعلٌ في إيقاف تقدم المسلحين، واستعادة الجيش وقوات «الدفاع الوطني» زمام المبادرة. ونُفّذ هجوم معاكس، أدى الى استعادة «مخفر الصخرة»، فيما سيطر المهاجمون على قرية «السمرا» المتاخمة للأراضي التركية (وهي بلدة تضم منازل قديمة جداً، جرى تمثيل مسلسل «ضيعة ضايعة» السوري الشهير فيها، وهي آخر بلدة سورية ساحلية عند حدود لواء الاسكندرون). وأعلنت «جبهة النصرة» مقتل عدد من قادتها الميدانيين، وكان أبرزهم عبد المحسن الشارخ، ومسؤول العلاقات العامة المعروف بـ أبو عمر التركماني. وفي وقت متأخر من ليل أمس، قال مصدر «جهادي» لـ «الأخبار» إن «المجاهدين يستعدون للبدء في المرحلة الثانية من غزوة الأنفال، ولن تقتصر على محور كسب فحسب». وأكد المصدر أن «إمدادات كبيرة أرسلتها جبهة النصرة لهذه الغاية، قد بدأت الوصول إلى المنطقة. وسيكون يومُ غدٍ يوماً حاسماً». وأكد المصدر أن «قمة النسر ستسقط بين أيدي المجاهدين، وبعدها لن يهنأ عيشٌ لهؤلاء النصيريين. وستكون صواريخنا قادرة على دكهم». في المقابل، أكد مصدر ميداني سوري أن «المعارك ما زالت مستمرة، لكن بوتيرة أخف. وسيكون الغد يوماً حاسماً بالفعل، لكن لمصلحة الجيش السوري بلا شك». المصدر رفض التعليق على الأنباء التي تحدثت عن أن «مروحية تركية حاولت استهداف رتل للجيش قرب كسب لتغطية انسحاب المسلحين، فردت مدفعية الجيش السوري على نحو مباشر»، واكتفى بالقول في هذا السياق إن «الجيش السوري جاهز للرد على أي عدوان، مهما كان مصدره».

  • فريق ماسة
  • 2014-03-21
  • 11781
  • من الأرشيف

«جبهة النصرة» تحتل «ضيعة ضايعة»!

أفلحت قوات الجيش السوري أمس في صد واحدة من أضخم عمليات الاجتياح «الجهادي»، وأكثرها تنظيماً. العملية التي أطلق عليها «الجهاديون» اسم «غزوة الأنفال» استهدفت منطقة «كسب» 65 كم شمال مدينة اللاذقية، وكان من شأنها أن تفتح الباب أمام معادلة جديدة في المنطقة. الأمر الذي بات صعب التحقق، برغم استمرار المعارك حتى الساعات الأولى من فجر اليوم. شارك في الهجوم مسلحون من «جبهة النصرة»، و«كتائب أنصار الشام» التابعة لـ «الجبهة الإسلامية السورية»، و«حركة شام الإسلام»، فيما أعلنت «جبهة ثوار سوريا» التي تتباهى امام الغرب بانها تقاتل «رجال «القاعدة»» في وقت لاحق انضمامها إلى «الغزوة». وكانت المجموعات الثلاث قد أنشأت لهذه الغاية «غرفة عمليات موحدة»، وتولى التنسيق بينها «الشيخ» السعودي عبد الله المحيسني. وقالت «الغرفة» في بيان لها بعد بدء الهجوم إن «الإعداد للغزوة قد استغرق أكثر من سبعة أشهر». وإنها «تأتي انتقاماً للإخوة المجاهدين في القلمون ويبرود». وقال مصدر «جهادي» لـ «الأخبار» أن «جبهة الساحل لن تعرف الهدوء بعد اليوم، وقد آلينا على أنفسنا أن ندكّ النصيريين في معاقلهم. وقد وعدنا الله إحدى الحسنيين». وأوضح المصدر أن تسمية «الغزوة» جاء «تيمناً بغزوة بدر، التي كانت أول انتصار على كفار قريش. ونزلت سورة الأنفال، مبينة أن الملائكة قاتلوا في صفوف المسلمين. وإنهم لمقاتلون في صفوفنا بإذن الله». وأضاف: «سطر المهاجرون في غزوة بدر بطولات لا تُنسى. وإن قوام غزوتنا اليوم هم المهاجرون». الهجوم الذي استهدف المنطقة التي يمثل الأرمن السوريون القسم الأكبر من سكانها، انطلقت من أربعة محاور. وأكدت مصادر ميدانية سوريّة أن «الهجوم انطلق من الأراضي التركية، وبغطاء لوجستي تركي». وتمكن المهاجمون أول الأمر من تحقيق تقدم سريع، فسيطروا على «معبر كسب» على الحدود السورية – التركية، كما على «تل الصخرة» الاستراتيجي، وعلى «مخفر الصخرة»، ومبانٍ في «نبع المر»، كما استهدفت صواريخ «غراد» بلدة «كسب» والمنطقة المحيطة بها، وحاجز «كرسانا» موقعةً ضحايا في صفوف العسكريين السوريين. وأعلن المهاجمون أنهم «دمروا دبابتين على قمة النسر». وبعد ساعات من الهجوم، أرسل الجيش السوري وحدات إضافية إلى المنطقة، كما كان للطائرات الحربية دورٌ فاعلٌ في إيقاف تقدم المسلحين، واستعادة الجيش وقوات «الدفاع الوطني» زمام المبادرة. ونُفّذ هجوم معاكس، أدى الى استعادة «مخفر الصخرة»، فيما سيطر المهاجمون على قرية «السمرا» المتاخمة للأراضي التركية (وهي بلدة تضم منازل قديمة جداً، جرى تمثيل مسلسل «ضيعة ضايعة» السوري الشهير فيها، وهي آخر بلدة سورية ساحلية عند حدود لواء الاسكندرون). وأعلنت «جبهة النصرة» مقتل عدد من قادتها الميدانيين، وكان أبرزهم عبد المحسن الشارخ، ومسؤول العلاقات العامة المعروف بـ أبو عمر التركماني. وفي وقت متأخر من ليل أمس، قال مصدر «جهادي» لـ «الأخبار» إن «المجاهدين يستعدون للبدء في المرحلة الثانية من غزوة الأنفال، ولن تقتصر على محور كسب فحسب». وأكد المصدر أن «إمدادات كبيرة أرسلتها جبهة النصرة لهذه الغاية، قد بدأت الوصول إلى المنطقة. وسيكون يومُ غدٍ يوماً حاسماً». وأكد المصدر أن «قمة النسر ستسقط بين أيدي المجاهدين، وبعدها لن يهنأ عيشٌ لهؤلاء النصيريين. وستكون صواريخنا قادرة على دكهم». في المقابل، أكد مصدر ميداني سوري أن «المعارك ما زالت مستمرة، لكن بوتيرة أخف. وسيكون الغد يوماً حاسماً بالفعل، لكن لمصلحة الجيش السوري بلا شك». المصدر رفض التعليق على الأنباء التي تحدثت عن أن «مروحية تركية حاولت استهداف رتل للجيش قرب كسب لتغطية انسحاب المسلحين، فردت مدفعية الجيش السوري على نحو مباشر»، واكتفى بالقول في هذا السياق إن «الجيش السوري جاهز للرد على أي عدوان، مهما كان مصدره».

المصدر : الأخبار /صهيب عنجريني


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة