يبدو أن أمراً كبيراً يجري الإعداد له خلف هذا الضجيج الذي يجتاح منطقة الشرق الأوسط.. أمر كبير لا يكفي الحريق السوري القائم لإخفائه، تمهيدا لبناء «هدوء يدوم طويلاً» في هذا الشرق الذي لم يعرف الهدوء منذ أجيال كثيرة.

قبل أيام نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عمن أسمتهم «ديبلوماسيين غربيين في موسكو» قولهم إن «عشرات الضباط والخبراء من قوات النخبة في الجيش الروسي وصلوا إلى سورية في الأسابيع الأخيرة». وفي مجال متصل نقلت أخبار صحافية عن تقارير استخباراتية غربية ارتفاع نشاط الطيران الروسي إلى المطارات السورية ومنها، مع الاعتقاد أنها تنقل شتّى أنواع الأسلحة والذخائر وبكميات هائلة، بالإضافة إلى ما تنقله سفن الشحن الروسية التي ترسو في ميناء طرطوس.

فما الذي دفع بالروس إلى إطلاق النفير العام، وهل يصحّ الاستنتاج أن موسكو تسارع إلى تحصين حليفها الشرق – أوسطي الثمين، في وجه الهجمة المزعومة من الحدود الجنوبية مع الأردن، حيث تدير واشنطن مخيمات تدريب لتخريج المقاتلين المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد، ويتكفّل المال السعودي بتسديد التكاليف وتوفير السلاح والعتاد؟

الحقيقة أنه بصرف النظر عن مدى جدية هذه الهجمة التي لم تبق وسيلة إعلام في المنطقة والعالم إلا وتحدثت عنها، ومدى إمكان حصولها على الأرض فعلاً وليس فقط على ورق الإعلام وشاشات الدعاية، فإن الاستعدادات الجارية والمنسوبة للعمل على مواجهتها، تبدو أكبر بكثير منها ذاتها كعملٍ حربي متوقع أن يشنّه بضعة آلاف من المقاتلين المتعاقدين، على غرار جماعات «بلاك ووتر» في عراق الأمس.

وهذا ما يدفع إلى التساؤل الجاد عن حقيقة ما يجري في ظلّ الحديث عن «غزوة المرتزقة» عبر الحدود الأردنية، والبحث عن «الأمر الكبير» الذي يجري التحضير له وراء دخان التعمية هذا.

العثور على الإجابة المناسبة يوجب توسيع حقل النظر والرؤية، بدلاً من تكبير التفاصيل الصغيرة والغرق في التركيز عليها. وهذا لا بد من أن يعود بنا إلى أساس المشكلة ومفاعلها المركزي المتمثّل بالاحتلال الإسرائيلي. فكل ما يجري في المنطقة، لا يصحّ النظر إليه إلا من حيث دور إسرائيل فيه وانعكاساته عليها.

وفي هذا السياق، تلفت المتابع عودة ظاهرة ما يسميه الإسرائيلي «الجدار الطيب» على خط وقف النار مع الجولان المحتل، والتي تعيد بها إسرائيل تجربتها البائسة في جنوب لبنان أواخر القرن الماضي.

الواضح على المستوى الاستراتيجي أن هذا المستجد ليس سوى الرأس الظاهر من كتلة الجليد. أما كيان هذه الكتلة الضخم والغائب تحت الماء، فهو ما ينبغي البحث عنه، ولا سيما في ظل التناقض المربك ظاهرياً بين قيام إسرائيل بفتح بوّابات تواصل مع الأراضي السورية المحتلة واستقبالها مصابي المعارضة في مستشفياتها، من جهة، وعملها من الجهة الثانية على عسكرة المنطقة مع تحريك الوضع بالنار وتسجيل أكثر من حادث انتهاك لاتفاق «فصل القوات»، فضلاً عن «توفيرها مساعدات عسكرية مباشرة لجبهة النصرة ولواء الإسلام وألوية أخرى من القاعدة» كما أكد الكاتب الألماني كريستوف ليهمان.

وفي صدد عسكرة الجولان، تحدثت أنباء صحافية لم تحجبها الرقابة في تل أبيب عن نشر فرقة عسكرية إسرائيلية جديدة في الجولان السوري المحتل، وإخضاع عديدها لتدريبات عسكرية مكثفة ومتواصلة في المنطقة.

وهذا أمر لم يكن في الحسبان حيث ان لا خطر يمكن توقعه من الجانب السوري الغارق حتى الآذان في مشاكله. إلا انه من جهة أخرى يفسّر نشر خمس فرق عسكرية سورية على جبهة جنوب دمشق المقابلة (المتاخمة للأردن والمواجهة لفلسطين المحتلة).

هذا النشاط المستجد بحماسة على جانبي «الحدود» السورية – الإسرائيلية، لا يمكن إرجاعه إلى رغبة مشتركة في كل من دمشق وتل أبيب بتدبّر عشرات ألوف الوظائف الجديدة للشبان العاطلين عن العمل هنا وهناك. وإذا كان من السهل قراءة السطور الواضحة، فالحديث عن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين الطرفين، يصبح أمراً متوقعاً. وفي هذه الحالة يبدو أن الهجمة التي كثر الحديث عنها، لن تنطلق من البوّابة الأردنية (التي هي كما يظهر وكما صرح مصدر سوري بأنها ربما تكون تمويهاً لعملية أخرى)، بل ستنطلق من بوابة الجولان المحتل، ولن يكون رأس حربتها «الإسلاميون الأميركيون» خريجو معسكرات التدريب في الأردن، بل جيش العدو الإسرائيلي مباشرة.

وترتفع أسهم هذا الاحتمال حين يُؤخذ بالاعتبار تعيين عبد الإله البشير قائداً جديداً لـ«الجيش الحرّ»، وهو الضابط السوري الذي انشق عن جيش بلاده في العام 2012، وقاتل في صفوف المعارضة حتى أُصيب، فنُقل إلى مستشفى إسرائيلي، ثم لم تلبث تل أبيب أن أعلنت عن وفاته أثناء تلقيه العلاج في أحد مستشفياتها العام الماضي، وزعمت أنه دُفن في مدينة درعا تحديداً، بينما كان يجري إعداده على أيدي ضباط إسرائيليين متخصصين، إلى أن آن أوان إخراجه حيّاً إلى العلن وتسميته رئيساً جديداً لـ«هيئة أركان الجيش الحر» مكان اللواء سليم إدريس الذي جرى استرضاؤه بتعيينه مستشاراً لرئيس «الائتلاف السوري» المعارض أحمد الجربا.

والحادثة تستحق استطراداً لا بد منه، إذ انها تكشف ببساطة ما يجتهد كثيرون لإخفائه، سواء في ما خصّ هذا الجندي السوري بالذات، والذي خان جيشه ثم وطنه، أو في إظهار حقيقة الجيش المسمى بـ«الحرّ»، الذي تعيّن له إسرائيل قائداً، فيباركه بقية قادة هذا «الجيش» على مختلف مستوياتهم.

على الجانب السوري

الواقع أن الاستعدادات لما يجري طبخه في واشنطن، لم تقتصر على دمشق، بل شارك فيها الحلفاء الروس والإيرانيون بقوة. ففي حين ضاعفت طهران مساعداتها العسكرية للجيش السوري بالجديد المتطوّر من الأسلحة والأعتدة، لوحظ أن موسكو التي واصلت دعم الجيش والدولة في سورية، عمدت، بشكل بدا مفاجئاً في حينه، إلى تعزيز قواها العسكرية العملياتية المرابطة بشكل دائم في قطاع شرقي البحر الأبيض المتوسط، فانضم إليها الطرّاد الصاروخي النووي الثقيل «بطرس الأكبر»، ثم تبعته حاملة طائرات، انتظما مع بقية القوة الروسية العائمة في المنطقة والتي تضمّ، من بين ما تضمّ، طرّاد «فارياغ» الحامل للصواريخ، وسفينة الحراسة «سميتليفي» وسفن الإنزال الكبيرة «ألكسندر شابالين» و«مينسك» و«نوفوتشيركاسك»، إضافة إلى سفينتي الاستطلاع «بريازوفيه» و«إكفاتور» وعدد من سفن الإمداد. وعُلم أنه سيجري تِباعاً تعزيز هذه القوة بغواصات نووية حديثة.

وهذا يشكل ترسانة حربية عائمة بالغة الضخامة وجديرة بخوض حرب واسعة جداً إذا لزم الأمر. وهذا الحشد لا يبشّر بهدوء مقبل، وربما تكون روسيا بصدد الاستعداد لمنازلة كبرى يحضّرها الندّ الأميركي، على أن يكون مسرحها الشرق الأوسط كلّه وليس سورية وحدها. وهذا يتضمن احتمال أن تتطور الأمور بسرعة إلى حرب إقليمية تبدأ إسرائيلية سورية، ثم لا تلبث أن تتوسع نحو الأردن والسعودية، وربما إيران أيضا.

ويبدو أن مثل هذا السيناريو الذي تسعى واشنطن لتأجيل كأسه المرّة، يثير شهية حلفائها، وخصوصا في السعودية وإسرائيل. فهم متعطشون للتغيير في سورية، ويزينون الأمر بالقول إنها فرصة سانحة لاستغلال حالة الانقسام السني – الشيعي من جهة، وواقع دخول «السلفية التكفيرية» معادلة الصراع ضد المحور المقاوم من الجهة الأخرى.

وهذا كله يوصل إلى اختصار الوضع بالقول إن كيس الفحم لا يُخرج غُباراً أبيض.

  • فريق ماسة
  • 2014-03-20
  • 14627
  • من الأرشيف

الخبراء الروس يتدفقون على سورية.. ماذا يجري في الجولان المحتل؟

يبدو أن أمراً كبيراً يجري الإعداد له خلف هذا الضجيج الذي يجتاح منطقة الشرق الأوسط.. أمر كبير لا يكفي الحريق السوري القائم لإخفائه، تمهيدا لبناء «هدوء يدوم طويلاً» في هذا الشرق الذي لم يعرف الهدوء منذ أجيال كثيرة. قبل أيام نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عمن أسمتهم «ديبلوماسيين غربيين في موسكو» قولهم إن «عشرات الضباط والخبراء من قوات النخبة في الجيش الروسي وصلوا إلى سورية في الأسابيع الأخيرة». وفي مجال متصل نقلت أخبار صحافية عن تقارير استخباراتية غربية ارتفاع نشاط الطيران الروسي إلى المطارات السورية ومنها، مع الاعتقاد أنها تنقل شتّى أنواع الأسلحة والذخائر وبكميات هائلة، بالإضافة إلى ما تنقله سفن الشحن الروسية التي ترسو في ميناء طرطوس. فما الذي دفع بالروس إلى إطلاق النفير العام، وهل يصحّ الاستنتاج أن موسكو تسارع إلى تحصين حليفها الشرق – أوسطي الثمين، في وجه الهجمة المزعومة من الحدود الجنوبية مع الأردن، حيث تدير واشنطن مخيمات تدريب لتخريج المقاتلين المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد، ويتكفّل المال السعودي بتسديد التكاليف وتوفير السلاح والعتاد؟ الحقيقة أنه بصرف النظر عن مدى جدية هذه الهجمة التي لم تبق وسيلة إعلام في المنطقة والعالم إلا وتحدثت عنها، ومدى إمكان حصولها على الأرض فعلاً وليس فقط على ورق الإعلام وشاشات الدعاية، فإن الاستعدادات الجارية والمنسوبة للعمل على مواجهتها، تبدو أكبر بكثير منها ذاتها كعملٍ حربي متوقع أن يشنّه بضعة آلاف من المقاتلين المتعاقدين، على غرار جماعات «بلاك ووتر» في عراق الأمس. وهذا ما يدفع إلى التساؤل الجاد عن حقيقة ما يجري في ظلّ الحديث عن «غزوة المرتزقة» عبر الحدود الأردنية، والبحث عن «الأمر الكبير» الذي يجري التحضير له وراء دخان التعمية هذا. العثور على الإجابة المناسبة يوجب توسيع حقل النظر والرؤية، بدلاً من تكبير التفاصيل الصغيرة والغرق في التركيز عليها. وهذا لا بد من أن يعود بنا إلى أساس المشكلة ومفاعلها المركزي المتمثّل بالاحتلال الإسرائيلي. فكل ما يجري في المنطقة، لا يصحّ النظر إليه إلا من حيث دور إسرائيل فيه وانعكاساته عليها. وفي هذا السياق، تلفت المتابع عودة ظاهرة ما يسميه الإسرائيلي «الجدار الطيب» على خط وقف النار مع الجولان المحتل، والتي تعيد بها إسرائيل تجربتها البائسة في جنوب لبنان أواخر القرن الماضي. الواضح على المستوى الاستراتيجي أن هذا المستجد ليس سوى الرأس الظاهر من كتلة الجليد. أما كيان هذه الكتلة الضخم والغائب تحت الماء، فهو ما ينبغي البحث عنه، ولا سيما في ظل التناقض المربك ظاهرياً بين قيام إسرائيل بفتح بوّابات تواصل مع الأراضي السورية المحتلة واستقبالها مصابي المعارضة في مستشفياتها، من جهة، وعملها من الجهة الثانية على عسكرة المنطقة مع تحريك الوضع بالنار وتسجيل أكثر من حادث انتهاك لاتفاق «فصل القوات»، فضلاً عن «توفيرها مساعدات عسكرية مباشرة لجبهة النصرة ولواء الإسلام وألوية أخرى من القاعدة» كما أكد الكاتب الألماني كريستوف ليهمان. وفي صدد عسكرة الجولان، تحدثت أنباء صحافية لم تحجبها الرقابة في تل أبيب عن نشر فرقة عسكرية إسرائيلية جديدة في الجولان السوري المحتل، وإخضاع عديدها لتدريبات عسكرية مكثفة ومتواصلة في المنطقة. وهذا أمر لم يكن في الحسبان حيث ان لا خطر يمكن توقعه من الجانب السوري الغارق حتى الآذان في مشاكله. إلا انه من جهة أخرى يفسّر نشر خمس فرق عسكرية سورية على جبهة جنوب دمشق المقابلة (المتاخمة للأردن والمواجهة لفلسطين المحتلة). هذا النشاط المستجد بحماسة على جانبي «الحدود» السورية – الإسرائيلية، لا يمكن إرجاعه إلى رغبة مشتركة في كل من دمشق وتل أبيب بتدبّر عشرات ألوف الوظائف الجديدة للشبان العاطلين عن العمل هنا وهناك. وإذا كان من السهل قراءة السطور الواضحة، فالحديث عن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين الطرفين، يصبح أمراً متوقعاً. وفي هذه الحالة يبدو أن الهجمة التي كثر الحديث عنها، لن تنطلق من البوّابة الأردنية (التي هي كما يظهر وكما صرح مصدر سوري بأنها ربما تكون تمويهاً لعملية أخرى)، بل ستنطلق من بوابة الجولان المحتل، ولن يكون رأس حربتها «الإسلاميون الأميركيون» خريجو معسكرات التدريب في الأردن، بل جيش العدو الإسرائيلي مباشرة. وترتفع أسهم هذا الاحتمال حين يُؤخذ بالاعتبار تعيين عبد الإله البشير قائداً جديداً لـ«الجيش الحرّ»، وهو الضابط السوري الذي انشق عن جيش بلاده في العام 2012، وقاتل في صفوف المعارضة حتى أُصيب، فنُقل إلى مستشفى إسرائيلي، ثم لم تلبث تل أبيب أن أعلنت عن وفاته أثناء تلقيه العلاج في أحد مستشفياتها العام الماضي، وزعمت أنه دُفن في مدينة درعا تحديداً، بينما كان يجري إعداده على أيدي ضباط إسرائيليين متخصصين، إلى أن آن أوان إخراجه حيّاً إلى العلن وتسميته رئيساً جديداً لـ«هيئة أركان الجيش الحر» مكان اللواء سليم إدريس الذي جرى استرضاؤه بتعيينه مستشاراً لرئيس «الائتلاف السوري» المعارض أحمد الجربا. والحادثة تستحق استطراداً لا بد منه، إذ انها تكشف ببساطة ما يجتهد كثيرون لإخفائه، سواء في ما خصّ هذا الجندي السوري بالذات، والذي خان جيشه ثم وطنه، أو في إظهار حقيقة الجيش المسمى بـ«الحرّ»، الذي تعيّن له إسرائيل قائداً، فيباركه بقية قادة هذا «الجيش» على مختلف مستوياتهم. على الجانب السوري الواقع أن الاستعدادات لما يجري طبخه في واشنطن، لم تقتصر على دمشق، بل شارك فيها الحلفاء الروس والإيرانيون بقوة. ففي حين ضاعفت طهران مساعداتها العسكرية للجيش السوري بالجديد المتطوّر من الأسلحة والأعتدة، لوحظ أن موسكو التي واصلت دعم الجيش والدولة في سورية، عمدت، بشكل بدا مفاجئاً في حينه، إلى تعزيز قواها العسكرية العملياتية المرابطة بشكل دائم في قطاع شرقي البحر الأبيض المتوسط، فانضم إليها الطرّاد الصاروخي النووي الثقيل «بطرس الأكبر»، ثم تبعته حاملة طائرات، انتظما مع بقية القوة الروسية العائمة في المنطقة والتي تضمّ، من بين ما تضمّ، طرّاد «فارياغ» الحامل للصواريخ، وسفينة الحراسة «سميتليفي» وسفن الإنزال الكبيرة «ألكسندر شابالين» و«مينسك» و«نوفوتشيركاسك»، إضافة إلى سفينتي الاستطلاع «بريازوفيه» و«إكفاتور» وعدد من سفن الإمداد. وعُلم أنه سيجري تِباعاً تعزيز هذه القوة بغواصات نووية حديثة. وهذا يشكل ترسانة حربية عائمة بالغة الضخامة وجديرة بخوض حرب واسعة جداً إذا لزم الأمر. وهذا الحشد لا يبشّر بهدوء مقبل، وربما تكون روسيا بصدد الاستعداد لمنازلة كبرى يحضّرها الندّ الأميركي، على أن يكون مسرحها الشرق الأوسط كلّه وليس سورية وحدها. وهذا يتضمن احتمال أن تتطور الأمور بسرعة إلى حرب إقليمية تبدأ إسرائيلية سورية، ثم لا تلبث أن تتوسع نحو الأردن والسعودية، وربما إيران أيضا. ويبدو أن مثل هذا السيناريو الذي تسعى واشنطن لتأجيل كأسه المرّة، يثير شهية حلفائها، وخصوصا في السعودية وإسرائيل. فهم متعطشون للتغيير في سورية، ويزينون الأمر بالقول إنها فرصة سانحة لاستغلال حالة الانقسام السني – الشيعي من جهة، وواقع دخول «السلفية التكفيرية» معادلة الصراع ضد المحور المقاوم من الجهة الأخرى. وهذا كله يوصل إلى اختصار الوضع بالقول إن كيس الفحم لا يُخرج غُباراً أبيض.

المصدر : السفير/ محمود بزي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة