دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كان لافتا ما ورد على بعض مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لقوى اصولية من نداءات لنصرة المسلحين في قلعة الحصن والزارة السوريتين، كان لافتا النداء الموجه الى الشماليين وخاصة ابناء عكار حتى ان البعض لم يخف اعتقاده بأن هزيمة الزارة وقلعة الحصن ستنعكس سلبا على خسارة مواقعه في الشمال وفي المناطق الحدودية العكارية.
هذه القوى كانت واضحة في ربط احداث ريف تلكلخ بمناطق الحدود في عكار التي شكلت حديقة خلفية داعمة للامارة السلفية المعلنة في قلعة الحصن والزارة، وكانت من اهم الروافد بالعناصر المقاتلة وبالسلاح والتموين على مختلف اشكاله. وقد حاولت مجموعات عديدة في الاسابيع الاخيرة تنفيذ عمليات التفاف بالتسلل الى الداخل الاراضي السورية لكنها باءت بالفشل نتيجة التدابير الامنية عالية الدقة على طرفي الحدود اللبنانية السورية وكانت محاولات ارباك الجيش السوري والضغط عليه لفك حصاره محاولات يائسة تعكس مآل الاوضاع التي وصلت اليه المجموعات في الزارة وقلعة الحصن.
يوم امس وعلى مدار ساعات كان صدى المعارك يتردد في القرى العكارية الحدودية وكان ينبئ بمعارك الحسم التي تجري في البلدتين المذكورتين اللتين شكلتا عامل جذب لمقاتلين شماليين خاصة من طرابلس وعكار لان اميرهم ابن التبانة ابو سليمان المهاجر وقائدهم الميداني ابو حسين ايضا من طرابلس. ومعظم العناصر المقاتلة من قرى شمالية، من احياء طرابلس ومن عكار والمنية والضنية.
وكانت هذه العناصر تتنقل ذهابا وايابا عبر معابر وعرة في المنطقة الحدودية الشمالية، يسلكون مسالك التهريب التي لا يعرفها الا عتاة المهربين.
المعارك العنيفة التي دارت يوم امس انتهت ظهرا بدخول الجيش السوري بلدة الزارة والقضاء على مقرات المسلحين تبريرها وتدمير تحصيناتهم وانهاء هذه البؤرة الامنية التي كانت تشكل الجبهة الامامية لقلعة الحصن.
قتل من قتل من المسلحين حسب مصادر مطلعة واعتقل من اعتقل وتمكن البعض من الفرار واللجوء الى قلعة الحصن، حيث ستكون الهدف الثاني والاخير للجيش السوري الذي حقق سيطرة كاملة على محيط الحصن والقلعة والمزارع كافة مع التلال.
وتقول المصادر ان مسألة حسم المعركة في الحصن هي مسألة ساعات بعد انهيار كل الدفاعات والتحصينات، وتشير المصادر الى ان حسم المعركة في ريف تلكلخ وضبط الحدود والمعارك سيشكل انجازا نوعيا في الازمة السورية يضع حدا لبؤر امنية في مساحة جغرافية واسعة تمتد من ريف حمص وصولا الى بانياس وتنهي مآسي عديدة ارتكبتها المجموعات المسلحة في قلعة الحصن من عمليات خطف وقتل وذبح جرى تنفيذها في محيط القلعة من قرى وادي النصارى وشكلت رعبا لاهالي الوادي الذين كانوا يعيشون في امان واستقرار. كما ان وضع حد لهذه البؤر سينعكس ايجابا على المنطقة الحدودية العكارية ويصبح من شبه المستحيل ان تنفذ مجموعات مسلحة عمليات تسلل او عمليات عسكرية من خلال تلك المعابر او من تلال القرى العكارية التي اعتبرت انها مصادر اساسية لدعم منطقة الزارة والحصن.
مصادر اسلامية اعتبرت ان سيطرة الجيش السوري على الزارة هي نكسة لمشروع الامارة الاسلامية التي حلم قادتها في قلعة الحصن بالامتداد باتجاهين نحو شمال لبنان من جهة ونحو حمص من جهة ثانية لاستعادة المدينة بعد تطهير معظم احيائها.
ولفتت المصادر الاسلامية الى ان المجموعات المسلحة في الاراضي اللبنانية الحدودية باتت اليوم تضرب اخماسها باسداسها وهي تدرك ان خسارة الزارة وبعد ساعات قلعة الحصن ستشكل ضربة نوعية لها اضافة الى ما يحققه الجيش السوري من سيطرة تامة على المنطقة الحدودية في البقاع الشمالي بعد سيطرته على مزارع ريما وتشديد الحصار على يبرود وبذلك تكون الحدود الشمالية والشرقية قد اصبحت تحت السيطرة التامة. لكن تتخوف مصادر من ارتدادات لهذه الانتصارات على الساحة اللبنانية مما يقتضي رفع درجة الحذر والوعي لدى الجيش اللبناني والاجهزة اللبنانية.
وتعتقد مصادر اسلامية انه لا يمكن للفكر المتطرف التكفيري ان يجد له موئلا حين تنشط المرجعيات الاسلامية المعتدلة التي تعيد الصورة المشرقة للدين الاسلامي الحنيف.
المصدر :
الديار/ جهاد نافع
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة