دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
على حين استمرت حالة «الجمود» فيما يتعلق بحل أزمة مخيم اليرموك في اليومين الماضيين وذلك بعد عودة المسلحين الغرباء إليه، وأكد مدير الدائرة السياسية لمنطقة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي، أن «أي جهة صادقة بإخلاء مخيم اليرموك من السلاح والمسلحين لكي يعود كما كان آمناً ومستقراً سنكون معها وندعهما »، شهد الوضع في قدسيا والهامة انفراجة مع قيام السلطات ظهر أمس بإعادة فتح جميع الطرق المؤدية إلى المنطقتين أمام الحركة الطبيعية وسمحت بدخول الطحين وعادت الأفران للعمل بعد إغلاق استمر 15 يوماً على خلفية اغتيال ضابط من الجيش العربي السوري وابنه من أحد عناصر المجموعات المسلحة داخل قدسيا.
وقدسيا الهامة كانتا من أوائل المدن التي وقعت على المصالحة الوطنية قبل أكثر من ثلاثة أشهر، ونصت على رفع الحصار عن المدينة مع إخراج المسلحين الغرباء وتسوية أوضاع عدد منهم وأن تتولى ذات المجموعات المسلحة موضوع حفظ الأمن داخل قدسيا والهامة.
وتحولت قدسيا بسبب حالة الأمان التي عاشتها الفترة الماضية إلى ما يمكن تسميته مركزاً ضخماً لإيواء العائلات من بعض أحياء دمشق أو من مدن ريف العاصمة الساخنة التي شهدت اشتباكات متواصلة، وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 300 ألف نسمة داخل قدسيا منهم عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين وصلوا إليها بعد أن تحول مخيم اليرموك إلى ساحة معركة.
وحسب صفحات المعارضة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» فإن الحصار رفع بعد تسليم جثة الضابط وابنه والسلاح الذي استخدم في اغتيالهما إضافة إلى دفع مبلغ ستة ملايين ليرة سورية (نحو 40 ألف دولار) دون تسليم المتهم الذي يعتقد أنه قد غادر قدسيا.
وفي المقابل فتحت صفحات مؤيدة على «فيس بوك» حملة لرفع الحصار عن المدينة لأن المدنيين لا دخل لهم بما قام به فرد واحد.
كما نظم عشرات من أهالي المدينة وقفة اعتصام شموع قبل أسبوع داخل إحدى الساحات تأييدا للمصالحة وضد المسلحين فيها ساهمت حينها بالسماح للموظفين والطلاب بالدخول والخروج من المدينة.
وبالنسبة للوضع في مخيم اليرموك جنوب العاصمة أوضح مدير الدائرة السياسية لمنطقة التحرير الفلسطينية لـ«الوطن»، أن «الجمود» سيطر على مسالة حل أزمة المخيم في اليوم الماضيين ولم يطرأ على أي تطور. وأوضح، أنه نريد أن نوصل رسالة للمسلحين الفلسطينيين داخل المخيم بأن عليهم الالتزام بالمبادرة السلمية وإخراج المسلحين الغرباء، و«في حل تم ذلك يستأنف الحوار من أجل تنفيذ المبادرة».
وبعد أن تسلل مسلحين من «جبهة النصرة» إلى المخيم الأسبوع الماضي وعطلوا متابعة تنفيذ المبادرة السياسية لإنهاء أزمة المخيم، بثت صفحات معارضة تصريح لعضو «تجمع أبناء اليرموك» أبو صالح فتيان من داخل المخيم اتهم فيه الفصائل الفلسطينية بالمسؤولية عن تدهور الأوضاع. وقال فتيان: أن «المماطلة بتنفيذ البنود من الخارج استدعى تدخل الجبهة الإسلامية والتي قامت بعدة مبادرات في بيت سحم وببيلا ويلدا فعادت اليوم للمخيم لتطبيق هدنة على غرار المناطق الأخرى كيلدا وببيلا وبيت سحم دون وجود للفصائل واللجان التي لم تلتزم ببنود الاتفاق».
وفي الخامس من الشهر الجاري ذكرت صفحات المعارضة أنه جرى اجتماع داخل المخيم ضم مدنيين وعسكريين ووجهاء من المخيم وخلُص إلى تحديد موعد للاجتماع مرة ثانية في اليوم التالي للاتفاق على أسماء للذهاب بهم كوفد للتفاوض مع الدولة، وتحديد عدد من مطالب أهالي المخيم لتنفيذها كمبادرة حسن نية منها: إطلاق المعتقلين والمقدر عددهم بأربعين والذين تم اعتقالهم في الآونة الأخيرة، إدخال الطحين لتشغيل الأفران والمواد الغذائية، تجهيز مشفى داخل المخيم، فتح الطريق أمام حركة دخول وخروج الأهالي.
ورداً على سؤال حول ما نشر على موقع «فيس بوك» حول توجه المسلحين في الداخل للتفاوض مع الجهات المعنية في الدولة لإبرام مصالحة في اليرموك على غرار ما حصل في يلدا وببيلا ويلدا وبيت سحم، قال عبد الهادي في تصريحه «نحن ليس لدينا علم بشكل رسمي بكل هذه التفاصيل، ولكن نسمع ونقرأ كما تقرؤون».
وأضاف: «نحن على كل حال هدفنا إخلاء المخيم من السلاح والمسلحين ولا نحتكر الأمور. أي جهة صادقة بإخلاء المخيم من السلاح والمسلحين سنكون معها وندعهما».
وشدد عبد الهادي على أنه «يجب إعادة مخيمنا كما كان خالياً من السلاح والمسلحين. مستقراً أمنياً تشرف عليه جميع مؤسسات الدولة ونثبت موقفنا بالحيادية وعدم التدخل بالشؤون الداخلية». وأضاف: «هذا ما نرقبه وما نريده، وأي طرف يأتي بهذا الحل سنبارك وندعمه ولكن كل الكلام الذي قلته هو كلام «فيس بوك» وليس لدينا أي معلومات مفصلة حوله».
وفي رام اللـه حملت دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية المجموعات المسلحة في سورية المسؤولية في عودة التوتر وتدهور الأوضاع الأمنية في المخيم.
وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة زكريا الآغا رئيس دائرة شؤون اللاجئين قي بيان له: إن «عودة المجموعات المسلحة لمخيم اليرموك وعدم التزامها بما تم الاتفاق عليه مع اللجنة الميدانية للفصائل الفلسطينية وفق ما ورد في مبادرة منظمة التحرير الفلسطينية أعاد المخيم إلى نقطة الصفر وإلى مربع الصراع والحصار، وعرقلة دخول المساعدات الإغاثية لأهالي المخيم ما يهدد المخيم بكارثة إنسانية جديدة».
وأضاف: إن «انتشار المجموعات المسلحة متعددة الأطياف شكلت انتكاسة حقيقية لأهالي المخيم وضرباً لكل الجهود المبذولة لتحييد المخيمات والنأي بها عن الصراعات الداخلية، مؤكداً في الوقت ذاته أن الجهود لا تزال تبذل لإسعاف الموقف قبل تفاقمه من خلال الضغط على المجموعات المسلحة بضرورة الانسحاب من المخيم التزاماً بما ورد في المبادرة الفلسطينية لإعادة الحياة الآمنة والطبيعية للاجئين الفلسطينيين في المخيم والسماح بدخول المساعدات لهم.
وشدد الآغا على أهمية وضرورة العمل المشترك للفصائل الفلسطينية في سورية وتصدير مواقف موحدة حول ما يدور في سورية وعدم تفرد فصيل من الفصائل الفلسطينية في البت في المشاكل التي تتعلق بالمخيم وأن يلتزم الجميع بما يصدر عن لجنة المتابعة الميدانية المشكلة من جميع الفصائل الفلسطينية، وألا يخرج أي فصيل من الفصائل عن الموقف الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية القاضي بتحييد المخيمات وعدم زجها في الصراع الدائر لضمان عدم استغلالها من المجموعات المسلحة في تبرير أعمالها وعودة تمركزها داخل المخيم.
وطالب الآغا الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية المنبثقة عنها ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» الاستمرار في تقديم الخدمات الإغاثية والصحية والتعليمية للاجئين في سورية مشيراً إلى أن الوضع لا يزال كارثياً مع نزوح ما يقرب من 400 ألف لاجئ من مخيماتهم إلى مراكز الإيواء التابعة لوكالة الغوث التي تعاني من نقص كبير في تغطية احتياجاتهم وكذلك النازحون على الدول المجاورة لسورية، كما طالب الدول المانحة بالاستجابة السريعة لنداء الأونروا الطارئ لإغاثة اللاجئين في سورية.
المصدر :
الماسة السورية/ الوطن السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة