سحبت السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة امس الأربعاء سفراءها من قطر في انقسام لم يسبق له مثيل في دول مجلس التعاون الخليجي التي دبت الخلافات بينها بسبب الاضطرابات السياسية التي تهز الشرق الأوسط، فيما قالت مصادر في وزارة الخارجية الكويتية، امس إن ‘الكويت لن تسحب سفيرها من قطر، ولا تزال تلعب دور الوساطة بين قطر وبقية دول الخليج، وبين قطر ومصر’.

وعبر مجلس الوزراء القطري عن ‘الأسف والاستغراب’ لقرار الشركاء في مجلس التعاون الخليجي لكنه قال إن الدوحة لن ترد بالمثل لأنها ستظل ملتزمة بأمن كافة دول مجلس التعاون واستقرارها.

وأدى سحب السفراء إلى تصعيد صراع داخلي على السياسة الخارجية في مجلس التعاون لدول الخليج الذي يضم أيضا الكويت وسلطنة عمان وسط مخاوف من انهيار منظومة مجلس التعاون الخليجي.

وتهاوت البورصة القطرية بعد قرار سحب السفراء امس الأربعاء وهبط المؤشر القطري بنسبة 2.3 بالمئة.

وتتبنى قطر سياسة مستقلة في منطقة تحكمها أسر حاكمة محافظة وتدعم جماعات إسلامية في مصر وسوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط. وتنظر بعض دول مجلس التعاون إلى هذه الجماعات بريبة أو تناصبها العداء الصريح.

وقال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر وهو شاب في مطلع الثلاثينات عندما خلف والده في حزيران/يونيو 2013 إن قطر لن تتلقى توجيهات من أي جهة في رسم سياستها الخارجية.

وتنامى استياء السعودية والإمارات على نحو خاص بسبب دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين وبسبب استضافتها للشيخ يوسف القرضاوي.

وأصدرت الدول الثلاث بيانا مشتركا أعلنت فيه هذه الخطوة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ مجلس التعاون الخليجي الذي يبلغ ثلاثة عقود.

وأفاد البيان أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقعت اتفاقا في 23 تشرين الثاني/نوفمبر يقضي بألا تدعم ‘كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواء عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي وعدم دعم الإعلام المعادي.’

وكثيرا ما يشتكي مسؤولون سعوديون وخليجيون إضافة الى مسؤولين في مصر في أحاديث خاصة من قناة ‘الجزيرة’ الفضائية التي يعتبرونها مؤيدة على نحو سافر للإخوان المسلمين وتنتقد حكوماتهم فيما تقول ‘الجزيرة’ إنها خدمة إخبارية مستقلة وتتيح فرصة للجميع في المنطقة لإبداء آرائهم.

وقالت مصادر مسؤولة في مصر امس الأربعاء ان المواطنين القطريين سيخضعون لإجراءات فحص أمني إضافي ‘لضمان عدم ضلوعهم في أعمال عدائية ضد مصر سواء من خلال وسائل الاعلام او الشركات.’

وأضافت المصادر ان الدبلوماسيين القطريين وحاملي جوازات السفر الخاصة لا يمكنهم الآن دخول مصر من دون تأشيرة طبقا لمبدأ المعاملة بالمثل.

وأضاف البيان أن وزراء خارجية دول المجلس اجتمعت في الرياض الثلاثاء في محاولة لإقناع قطر بتنفيذ الاتفاق.

وتابع ‘إلا أن كافة تلك الجهود لم يسفر عنها مع شديد الأسف موافقة دولة قطر على الالتزام بتلك الإجراءات مما اضطرت معه الدول الثلاث للبدء في اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية أمنها واستقرارها وذلك بسحب سفرائها من دولة قطر اعتبارا من اليوم.’

ولعبت قطر دورا كبيرا في احتجاجات الربيع العربي ضد الحكومات الاستبدادية قائلة إنها تقف دائما مع الشعوب العربية ضد القمع. وسعت قطر للظهور على الساحة الدولية من خلال ضخ استثماراتها عالميا ومن خلال قناة الجزيرة التي أنشئت في تسعينيات القرن الماضي واستضافتها لبطولة كأس العالم المزمع تنظيمها عام 2022.

  • فريق ماسة
  • 2014-03-05
  • 10055
  • من الأرشيف

السعودية والإمارات والبحرين تسحب سفراءها من قطر الدوحة ترفض الرد بالمثل... ومخاوف من انهيار المجلس

 سحبت السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة امس الأربعاء سفراءها من قطر في انقسام لم يسبق له مثيل في دول مجلس التعاون الخليجي التي دبت الخلافات بينها بسبب الاضطرابات السياسية التي تهز الشرق الأوسط، فيما قالت مصادر في وزارة الخارجية الكويتية، امس إن ‘الكويت لن تسحب سفيرها من قطر، ولا تزال تلعب دور الوساطة بين قطر وبقية دول الخليج، وبين قطر ومصر’. وعبر مجلس الوزراء القطري عن ‘الأسف والاستغراب’ لقرار الشركاء في مجلس التعاون الخليجي لكنه قال إن الدوحة لن ترد بالمثل لأنها ستظل ملتزمة بأمن كافة دول مجلس التعاون واستقرارها. وأدى سحب السفراء إلى تصعيد صراع داخلي على السياسة الخارجية في مجلس التعاون لدول الخليج الذي يضم أيضا الكويت وسلطنة عمان وسط مخاوف من انهيار منظومة مجلس التعاون الخليجي. وتهاوت البورصة القطرية بعد قرار سحب السفراء امس الأربعاء وهبط المؤشر القطري بنسبة 2.3 بالمئة. وتتبنى قطر سياسة مستقلة في منطقة تحكمها أسر حاكمة محافظة وتدعم جماعات إسلامية في مصر وسوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط. وتنظر بعض دول مجلس التعاون إلى هذه الجماعات بريبة أو تناصبها العداء الصريح. وقال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر وهو شاب في مطلع الثلاثينات عندما خلف والده في حزيران/يونيو 2013 إن قطر لن تتلقى توجيهات من أي جهة في رسم سياستها الخارجية. وتنامى استياء السعودية والإمارات على نحو خاص بسبب دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين وبسبب استضافتها للشيخ يوسف القرضاوي. وأصدرت الدول الثلاث بيانا مشتركا أعلنت فيه هذه الخطوة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ مجلس التعاون الخليجي الذي يبلغ ثلاثة عقود. وأفاد البيان أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقعت اتفاقا في 23 تشرين الثاني/نوفمبر يقضي بألا تدعم ‘كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواء عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي وعدم دعم الإعلام المعادي.’ وكثيرا ما يشتكي مسؤولون سعوديون وخليجيون إضافة الى مسؤولين في مصر في أحاديث خاصة من قناة ‘الجزيرة’ الفضائية التي يعتبرونها مؤيدة على نحو سافر للإخوان المسلمين وتنتقد حكوماتهم فيما تقول ‘الجزيرة’ إنها خدمة إخبارية مستقلة وتتيح فرصة للجميع في المنطقة لإبداء آرائهم. وقالت مصادر مسؤولة في مصر امس الأربعاء ان المواطنين القطريين سيخضعون لإجراءات فحص أمني إضافي ‘لضمان عدم ضلوعهم في أعمال عدائية ضد مصر سواء من خلال وسائل الاعلام او الشركات.’ وأضافت المصادر ان الدبلوماسيين القطريين وحاملي جوازات السفر الخاصة لا يمكنهم الآن دخول مصر من دون تأشيرة طبقا لمبدأ المعاملة بالمثل. وأضاف البيان أن وزراء خارجية دول المجلس اجتمعت في الرياض الثلاثاء في محاولة لإقناع قطر بتنفيذ الاتفاق. وتابع ‘إلا أن كافة تلك الجهود لم يسفر عنها مع شديد الأسف موافقة دولة قطر على الالتزام بتلك الإجراءات مما اضطرت معه الدول الثلاث للبدء في اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية أمنها واستقرارها وذلك بسحب سفرائها من دولة قطر اعتبارا من اليوم.’ ولعبت قطر دورا كبيرا في احتجاجات الربيع العربي ضد الحكومات الاستبدادية قائلة إنها تقف دائما مع الشعوب العربية ضد القمع. وسعت قطر للظهور على الساحة الدولية من خلال ضخ استثماراتها عالميا ومن خلال قناة الجزيرة التي أنشئت في تسعينيات القرن الماضي واستضافتها لبطولة كأس العالم المزمع تنظيمها عام 2022.

المصدر : ‘القدس العربي’


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة