يوم حافل بالأحداث عاشته أوكرانيا أمس، وخصوصاً في شبه جزيرة القرم، حيث اتهمت السلطات الانتقالية الأوكرانية موسكو بالقيام بـ«اجتياح مسلح» للمنطقة ودخول قواتها للسيطرة على مطارين، في الوقت الذي ظهر الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش للمرة الاولى منذ اختفائه، في مؤتمر صحافي في مدينة روستوف أون دون في جنوب روسيا.

وقال يانوكوفيتش إنه «عازم على الكفاح من أجل مستقبل أوكرانيا ضد أولئك القوميين والنازيين الذين يمثلون المصالح الغربية»، ومبدياً استغرابه من «صمت» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيال الأزمة.

من جهة أخرى، دعا الرئيس الأوكراني الانتقالي أوليكسندر تورتشينوف أمس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى «وقف اعتدائه الواضح على الفور وسحب جنوده من القرم».

وقال تورتشينوف، في مقابلة تلفزيونية، «أتوجه شخصياً إلى الرئيس بوتين طالباً منه وقف اعتدائه الواضح على الفور وسحب جنوده من القرم»، مضيفاً «نتسبب بالنزاع ثم نضم الأراضي».

وأعلن ممثل الرئيس الأوكراني في القرم سيرغي كونيتسين أمس، أن أكثر من ألفي جندي روسي يشاركون بـ«غزو مسلح» للقرم، بعدما تم إنزالهم من الجو في سيمفيروبول عاصمة جمهورية القرم.

وقال كونيتسين، لقناة «أي أر تي» التلفزيونية، «نشهد اليوم غزواً روسياً مسلحاً... لقد أغلق المجال الجوي في القرم بسبب هبوط عدد كبير من الطائرات والمروحيات الروسية»، مقدراً عدد الجنود الروس الذي نزلوا في مطار عسكري على مقربة من سيمفيروبول بنحو ألفي جندي.

وقبل ذلك، نددت السلطات الأوكرانية مساء أمس، بانتهاك مجالها الجوي من قبل روسيا إثر قيام عشر مروحيات روسية على الأقل بالتحليق في المجال الجوي الأوكراني. وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان إنها «احتجت في مذكرة وجهت إلى روسيا على انتهاك المجال الجوي الأوكراني».

وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما، في تصريح، روسيا من التدخل عسكريا في أوكرانيا، مؤكدا أن أي تدخل من هذا القبيل سيكون له «ثمن». وأكد تمسك بلاده بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، معربا عن «قلقه العميق» إزاء التقارير الواردة عن تحركات عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم، فيما تحدث مسؤول أميركي عن إرسال روسيا «عدة مئات من الجنود» إلى القرم.

وبعد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي حول الأزمة، أعلنت المندوبة الأميركية لدى الامم المتحدة سامنتا باور إن واشنطن طلبت ان يتم فورا إرسال «بعثة دولية للتوسط» في قضية القرم، داعية موسكو الى سحب قواتها، فيما رد نظيرها الروسي فيتالي تشوركين بأن أي تحركات عسكرية روسية في القرم تتماشى مع ترتيبات موسكو الحالية مع أوكرانيا بشأن نشر القوات العسكرية في أوكرانيا.

وفي تطور سياق الأحداث، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، أنها أصدرت تعليماتها إلى قنصليتها العامة في سيمفروبول الأوكرانية، ببدء منح الجنسية الروسية لأفراد قوات الشرطة الخاصة الأوكرانية «بيركوت».

وقالت الخارجية، على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، إن «القنصلية العامة لروسيا الاتحادية في سيمفروبول كُلفت باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لبدء منح الجوازات الروسية (الجنسية) لمقاتلي وحدة بيركوت».

ويذكر أن المكلف بمهام وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف، كان وقع منذ يومين أمراً بحل هذه القوات وإزالتها.

من جانبه، أفاد المركز الصحافي لوزارة الداخلية الروسية في وقت سابق أمس، بأن شرطة الأقاليم جاهزة لقبول الأشخاص الذين غادروا الأراضي الأوكرانية، بمن فيهم عناصر الشرطة الأوكرانية السابقون، للخدمة في صفوفها.

وأضاف المركز أنه «سيتم فعل ذلك بشرط حصولهم على الجنسية الروسية بحسب الإجراءات المتبعة، ومن ثم، حسب الرغبة، استمرار الخدمة في أقسام وزارة الداخلية الروسية».

 

  • فريق ماسة
  • 2014-02-28
  • 14775
  • من الأرشيف

القرم في قلب أزمة أوكرانيا

يوم حافل بالأحداث عاشته أوكرانيا أمس، وخصوصاً في شبه جزيرة القرم، حيث اتهمت السلطات الانتقالية الأوكرانية موسكو بالقيام بـ«اجتياح مسلح» للمنطقة ودخول قواتها للسيطرة على مطارين، في الوقت الذي ظهر الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش للمرة الاولى منذ اختفائه، في مؤتمر صحافي في مدينة روستوف أون دون في جنوب روسيا. وقال يانوكوفيتش إنه «عازم على الكفاح من أجل مستقبل أوكرانيا ضد أولئك القوميين والنازيين الذين يمثلون المصالح الغربية»، ومبدياً استغرابه من «صمت» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيال الأزمة. من جهة أخرى، دعا الرئيس الأوكراني الانتقالي أوليكسندر تورتشينوف أمس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى «وقف اعتدائه الواضح على الفور وسحب جنوده من القرم». وقال تورتشينوف، في مقابلة تلفزيونية، «أتوجه شخصياً إلى الرئيس بوتين طالباً منه وقف اعتدائه الواضح على الفور وسحب جنوده من القرم»، مضيفاً «نتسبب بالنزاع ثم نضم الأراضي». وأعلن ممثل الرئيس الأوكراني في القرم سيرغي كونيتسين أمس، أن أكثر من ألفي جندي روسي يشاركون بـ«غزو مسلح» للقرم، بعدما تم إنزالهم من الجو في سيمفيروبول عاصمة جمهورية القرم. وقال كونيتسين، لقناة «أي أر تي» التلفزيونية، «نشهد اليوم غزواً روسياً مسلحاً... لقد أغلق المجال الجوي في القرم بسبب هبوط عدد كبير من الطائرات والمروحيات الروسية»، مقدراً عدد الجنود الروس الذي نزلوا في مطار عسكري على مقربة من سيمفيروبول بنحو ألفي جندي. وقبل ذلك، نددت السلطات الأوكرانية مساء أمس، بانتهاك مجالها الجوي من قبل روسيا إثر قيام عشر مروحيات روسية على الأقل بالتحليق في المجال الجوي الأوكراني. وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان إنها «احتجت في مذكرة وجهت إلى روسيا على انتهاك المجال الجوي الأوكراني». وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما، في تصريح، روسيا من التدخل عسكريا في أوكرانيا، مؤكدا أن أي تدخل من هذا القبيل سيكون له «ثمن». وأكد تمسك بلاده بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، معربا عن «قلقه العميق» إزاء التقارير الواردة عن تحركات عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم، فيما تحدث مسؤول أميركي عن إرسال روسيا «عدة مئات من الجنود» إلى القرم. وبعد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي حول الأزمة، أعلنت المندوبة الأميركية لدى الامم المتحدة سامنتا باور إن واشنطن طلبت ان يتم فورا إرسال «بعثة دولية للتوسط» في قضية القرم، داعية موسكو الى سحب قواتها، فيما رد نظيرها الروسي فيتالي تشوركين بأن أي تحركات عسكرية روسية في القرم تتماشى مع ترتيبات موسكو الحالية مع أوكرانيا بشأن نشر القوات العسكرية في أوكرانيا. وفي تطور سياق الأحداث، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، أنها أصدرت تعليماتها إلى قنصليتها العامة في سيمفروبول الأوكرانية، ببدء منح الجنسية الروسية لأفراد قوات الشرطة الخاصة الأوكرانية «بيركوت». وقالت الخارجية، على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، إن «القنصلية العامة لروسيا الاتحادية في سيمفروبول كُلفت باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لبدء منح الجوازات الروسية (الجنسية) لمقاتلي وحدة بيركوت». ويذكر أن المكلف بمهام وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف، كان وقع منذ يومين أمراً بحل هذه القوات وإزالتها. من جانبه، أفاد المركز الصحافي لوزارة الداخلية الروسية في وقت سابق أمس، بأن شرطة الأقاليم جاهزة لقبول الأشخاص الذين غادروا الأراضي الأوكرانية، بمن فيهم عناصر الشرطة الأوكرانية السابقون، للخدمة في صفوفها. وأضاف المركز أنه «سيتم فعل ذلك بشرط حصولهم على الجنسية الروسية بحسب الإجراءات المتبعة، ومن ثم، حسب الرغبة، استمرار الخدمة في أقسام وزارة الداخلية الروسية».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة