دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يبدو أن ما يسمى قادة الألوية في "الجيش الحر" ليسوا على علم بالصفقة التي تُحاك بهدوء من فوق رؤوسهم.. فمن دون أخذ رأي الضباط في الميدان، قرر طاقم القيادة إقصاء رئيس أركان "الجيش الحر" سليم إدريس، في حركة تمرد كانت سريعة جدا، ولم يكن أمام المتمرد رقم واحد مجال للإعتراض، وتم استبدله بآخر على الفور.
أما القادة الآخرين فعلموا بالتغيير الدراماتيكي عبر المحطات التلفزيونية. بإقصاء إدريس، سجّل النظام السوري إنجازاً إضافياً في سلسلة انتصاراته على أعدائه.
صحيح أن الغرب يعتمد على "الجيش الحر"، لكن هذا الجيش مني في العام الأخير، بهزائم متتالية إذ تمكن الجيش السوري النظامي من استعادة جميع النقاط التي كانت خارج سيطرته، وفجأة وُجد مرؤوسو "إدريس" أنفسهم يحاربون على جبهتين: النظام من جهة، والسلفيين من جهة ثانية.
بعد أسبوعين، تُكمل الحرب في سورية عامها الثالث، وسط مؤشرات تؤكد أن وضع الرئيس الأسد، مستقر جدا، ولا يوجد ما يهدد بقاء النظام، في أعقاب إحرازه سلسلة من الإنجازات، منها الحرب في القصير عند الحدود اللبنانية، والاتفاق المتعلق بالأسلحة الكيميائية السورية، إضافة لسلسلة الهزائم التي لحقت بـ "الجيش الحر" على يد الجيش النظامي.
غير أن الانتصار الأكبر الذي سجّله الأسد، كان نجاحه بإقناع الغرب، بعد فترة طويلة من تجاهله، أن خلفاءه سيكونون أسوأ منه.
وفجأة أدركت باريس ولندن وبرلين وواشنطن، أي مأزق زجت به نفسها عندما دعموا المسلحين. وأدركت هذه العواصم انه يوجد في صفوف المسلحين مقاتلون متطوعون غربيون، اعتنق بعضهم الإسلام، وسيعودون إلى بلدانهم بأفكار جهادية متطرفة، بعد انتهاء مهمتهم في سورية.
خلال السنوات الثلاث الماضية، سخر بشار الأسد، أكثر من مرة من القادة الذين استخفوا به، كما هو حال كل من محمد مرسي في مصر، الذي دعا إلى إقصاء الأسد ووجد نفسه في السجن، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي تمنى للأسد مصيراً مماثلاً لمصير القذافي، لكنه هُزم أمام منافسه فرنسوا هولاند، والآن أيضاً جاء دور سليم إدريس، الذي حارب لإسقاط الأسد لكنه سقط هو.. على الإسرائيليين، التمعن والتفكير قليلاً في محاسبة النفس، خصوصا وان الذاكرة الضيقة للضباط الاحتياط والسياسيين الكبار، أنستهم حقيقة أنهم دعوا بطريقة سطحية إلى إسقاط النظام في دمشق، دون التفكير بتداعيات ذلك على الحدود الشمالية...
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة