أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ النظام والدولة في سورية صمام أمان المنطقة كلها، مشيرًا إلى أنّ المطلوب أميركيا وإسرائيليا وأوروبيا وتركيا تدمير سورية، لافتًا إلى أنّ السوري أذكى من أن يهوّل عليه.

 وفي حديث إلى تلفزيون الـ"NBN" ضمن برنامج "من دمشق" أداره مدير الأخبار والبرامج السياسية الإعلامي عباس ضاهر، نبّه أبو فاضل إلى أنّ المخطط الرئيسي اليوم هو معركة من الجنوب يتمّ التحضير لها، لكنه لفت إلى أنّ دمشق أصبحت قلعة من القلاع التي لا يمكن لأحد اختراقها، وجزم أنّ الجيش السوري جاهز اليوم وهو يرسل الجنود والعسكر إلى الجبهة الجنوبية.

وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ كلّ الأمور مرهونة بالاتفاق الإيراني الأميركي، متوقعاً أن نكون امام حوار طويل من الآن حتى تموز، مشيراً إلى أنّ الحرب ستبقى كما هي، وكذلك ستبقى السيارات المفخخة كما هي والارهابيون كما هم وذلك حتى تتضح الصورة بين أميركا وإيران.

من جهة ثانية، رأى أبو فاضل أنّ من يفجّر نفسه ويقتل ابن عرسال وبرجا والاشرفية واللبوة والبقاع والضاحية يعمل مع الاستخبارات الاسرائيلية من دون أن يدري، وأوضح أنّ هؤلاء كلهم يموَّلون من الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية، لافتاً إلى أنّ كل هذه المجموعات التي تفجر نفسها تنفذ ما يطلبه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو.

أميركا تخلت عنهم فهبطوا في لحظة

أبو فاضل رأى أنّ هناك تغييرات كثيرة في السياسة الحاصلة في المنطقة العربية نتيجة ما يُسمّى بالثورات، لافتًا إلى أنّ هذه الثورات تجدّد نفسها كما تجدّد الحيّة جلدها، وأشار إلى أنّ من أتى به الأميركي رئيساً ذهب عندما تخلى الأميركي عنه وهذا لا يصحّ في سوريا مع الرئيس بشار الأسد.

وأوضح أنه إذا كان الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي نموذجًا للرؤساء الذين أتت بهم أميركا ثمّ تخلت عنهم وكذلك الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي الذي كان في الفترة الأخيرة من عهده على علاقة جيدة مع أميركا وخصوصًا في السنوات الثماني الأخيرة، فضلاً عن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي كان كلّ حياته مدعوماً أميركيا وإسرائيليا، فإنّ اللافت أنه عندما استغنى الأميركي وتخلى عن هؤلاء هبطوا في لحظة.

ورأى أبو فاضل أنه في مقابل كلّ هذه النماذج هناك النموذج السوري الذي رأى أنّه مبني على جيش وعلى مقاومة وعلى عقلية ترفض التدخل في شؤونها الداخلية.

الوضع في أوكرانيا يختلف عن سوريا

واعتبر أبو فاضل أنّ سوريا الأسد مستهدَفة وهي أصبحت المحور من كلّ الجبهات ومن كلّ الاتجاهات، معرباً عن اعتقاده بأنّ كلّ الهمّ إسقاط النظام في سوريا لإسقاط الدولة.

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الوضع في أوكرانيا يختلف تمامًا، وقال: "صحيح أنها الحديقة القريبة لا الخلفية لموسكو لكن الحكم والسلطة بيد الرئيس الحالي الذي هو حليف الرئيس بوتين في حين أنّ الأخير يريد حلاً". وإذ توقع أن يكون هناك حل سلمي في أوكرانيا، لاحظ أنّ هناك منطقة صغيرة تريد الاستفراد بأوكرانيا.

وشدّد أبو فاضل على أنّ الحرب في سوريا ضروس، مشيراً إلى أنّ العملية لا تشبه ما يحصل في فنزويلا أو أوكرانيا، ولفت في الوقت عينه إلى أنه لو لم يكن هناك أموال تُضَخّ من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي الناس لم تستطع أن تجلس في الساحات.

الهدف هو الضغط على روسيا

ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ أوكرانيا وفنزويلا وكل ّهذه المناطق التي تشتعل في العالم كلّها هدفها الضغط على روسيا للتخفيف من دعم الرئيس السوري بشار الاسد والتخفيف من هذا الحلف المبني من لبنان إلى إيران، وشدّد على أنّ هذا الحلف موجود وليس اختراعًا من أحد.

وأوضح أنّ الرئيس نوري المالكي في العراق يضرب التكفيريين والارهابيين، وقد جاءه ضوء أخضر أميركي روسي وهذا من شأنه أن يريحه، ولكن المجموعات الأخرى تهرب إلى دير الزور ويتقاتل بعضها مع جبهة النصرة والبعض الآخر يقاتل إلى جانبها.

وفيما أشار إلى وجود ارتياح إلى حدّ ما في الأردن، تحدّث عن ضغط أميركي على إيران والسعودية لتشكيل حكومة في لبنان وحصل هذا الأمر.

وفي ما يتعلق بالوضع التركي، لاحظ بعض التغيير في سياسة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، مشيراً إلى أنّ الأخير كان يعتبر أنّ كلّ من انقلبوا على العدالة والتنمية يجب أن يُحاكَموا بمحاكم عادية، لكنه الآن يحاكمهم بمحاكم خاصة ليخرجهم وبدأ يصدر قوانين عفو على طريقة حسن سلوك، رابطاً ذلك بكونه على أبواب انتخابات بلدية في آذار، وقال: "أكثر من ذلك هو ذهب إلى إيران لكي يبتزّ أميركا والسعودية وهو مقدم على انتخابات في آذار سيربح فيها لكنه لن يكون منتصرا النصر المبين لأن شعبيته هبطت ".

كلّ شيء مرهون بالاتفاق الإيراني الأميركي

من جهة ثانية، رأى أبو فاضل أنّ الطوق هو حول سوريا، ولكنه أعرب عن اعتقاده بأنّ كلّ هذا الأمر مرهون بالاتفاق الإيراني الأميركي، مذكّراً بأنّ إيران والدول العظمى وقّعوا في تشرين الثاني الماضي الاتفاق في جنيف وفي 18 شباط بدأ يأخذ موقع التنفيذ وعلينا أن ننتظر الأشهر الستة المقبلة مع العلم أنّ الإيرانيين لم يعدوا احدًا بإغلاق أيّ مفاعل نووي بل فقط بتخفيض التخصيب وما إلى هنالك.

وإذ توقع أبو فاضل أن نكون امام حوار طويل من الآن حتى تموز، أشار إلى أنّ الحرب ستبقى كما هي، وكذلك ستبقى السيارات المفخخة كما هي والارهابيون كما هم وذلك حتى تتضح الصورة بين أميركا وإيران، وأضاف: "إذا لم تتضح نهائيا في تموز المقبل سوف يجدّد وتمدّد المهلة لكي يصلوا إلى اتفاق نهائي".

ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ الاتفاق لا ينسحب في مكان آخر، مجدّداً القول أنّ المطلوب أميركيا وإسرائيليا وأوروبيا وتركيا تدمير سوريا.

إبعاد بندر واستصدار قانون لمكافحة الإرهاب

وفي سياق متصل، لفت أبو فاضل إلى أنّ الأميركيين قدّموا أمرين مهمّين جدا، أو بالأحرى ضغطوا على السعودية لتقدّمهما، وأشار إلى أنّ أول هذين الأمرين كان إبعاد الأمير بندر عن الملف السوري وملف المنطقة كله واستبداله بالأمير محمد بن نايف، فيما تمثل الثانية بأنّ السعودية أجبرت على استصدار قانون لمكافحة الارهاب وهو ما كانت ترفضه السعودية بالأساس بعد 11 سبتمبر لأنّ كلّ الإرهابيين خرجوا من السعودية، مقراً في هذا السياق بأنّ الملك الحالي عانى كثيرا من هذا الأمر وتقاتل معهم كثيرا وكانت القاعدة تضرب في السعودية.

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ هذا الأمر فرض على السعودية لكي يزورها الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر المقبل ويكون هناك حلحلة للموضوع، ملاحظاً أنه عندما أتى وزير الخارجية الأميركية جون كيري مؤخرا إلى السعودية لم نر الأمير بندر في كلّ الجلسات، وجدّد القول أنه في تموز سيتقرر مصير المنطقة هل تتفق اميركا وايران وما علينا سوى أن نتظر.

النظام في سوريا صمّام أمان المنطقة كلّها

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ السوريين أدرى بشعاب سوريا، وشدّد على أنّ النظام والدولة في سوريا صمام أمان المنطقة كلها، كما حيّا محافظ حمص على الدور الذي بذله على صعيد المصالحات وحضن الناس وتنوير المضلَّلين وهذه مهمة رأى أنها إنسانية أكثر مما هي مهمة أخرى، وقال: "هي مهمّة إنسانية وطنية ونشد على يده لا أكثر ولا أقل لأنه هو يعلم ماذا لديه في حمص".

من جهة ثانية، لاحظ أبو فاضل أنّ البيئة الحاضنة للتكفيريين والإرهابيين في سوريا وفي لبنان بدأت تصرخ وتقول أين ذهبت بنفسي، مذكّراً بأنّ السوري كان يوزّع خيراته على كلّ المنطقة حتى أصبحت سوريا اليوم بحاجة لمساعدة، منبّهاً إلى أنّ المخطط الرئيسي اليوم هو معركة من الجنوب يتمّ التحضير لها، لافتاً إلى أنه بحال شُنّ الهجوم هدفه إرباك الوسط السوري.

وفيما جدّد أبو فاضل التأكيد على أنّ المؤامرة كبيرة، أعرب عن ثقته بأنّ الأردن لا يستطيع أن يتحمّل معركة مع دمشق.

دمشق أصبحت قلعة ولن يستطيعوا التقدّم فيها

ورداً على سؤال عن جدوى هذه المعركة، لفت أبو فاضل إلى أنّ النصر يغري في دمشق وهو مختلف عن قضية الشمال السوري، موضحاً أنّ دمشق أصبحت قلعة عسكرية وطنية، مشدّداً في الوقت عينه على أنّهم لن يستطيعوا أن يتقدّموا أمتارًا قليلة بالنسبة لدمشق وما بعد دمشق.

وأكد أبو فاضل أنّ المجموعات المسلحة كلها تُضرَب اليوم لكي لا يتمّ الهجوم، لكنه أشار إلى أنه بحال تمّ الهجوم سوف يكون مصيره كمصير أسلافه أي الفشل، وجزم أنّ الجيش السوري جاهز اليوم وهو يرسل الجنود والعسكر إلى الجبهة الجنوبية.

ورداً على سؤال آخر، شرح أبو فاضل أنّ لدى الجيش السوري 3 جبهات: جبهة جنوبية وجبهة في يبرود التي حين يطوّقها لا تبقى جبهة وجبهة دير الزور الحسكة حلب الرقة وهي مفتوحة لكنها مخروقة من الحسكة لأن فيها الكثير من المناطق مع النظام، كما أنّ هناك الكثير من المناطق في الرقة لا يوجد فيها أحد.

معركة القلمون طويلة

ورأى أبو فاضل أنه "عندما يخرج المجلس الوطني السوري اليوم بتصريح يقول نحن نفكر بالعودة عن استقالتنا والعودة للائتلاف الوطني السوري فهذا يعني ان هناك ضغطا سعوديا أميركيا لفرض عملية ما قبل جنيف 2 المقبل".

وتحدّث أبو فاضل عن محاولات لعزل السويداء عن دمشق، وقال: "هنا الخطر على إخواننا الدروز، ذلك أنّك عندما تتقدّم من درعا فعندها تكون السويداء أصبحت خلفك"، ولفت إلى أنّه لهذا السبب فإنّ النائب وليد جنبلاط توقف عن التصريح في الموضوع السوري، مشيراً إلى أنّه عرف القصة كلها منذ شهرين، وقال: "هم يحاولون أن يتقدّموا وتصبح السويداء على شمالهم والغوطة أمامهم، وبالتالي فهم يحاولون أن يفصلوا جبل العرب، ومن هنا يمكن القول أنّ العملية سوف تحصل".

وردا على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ معركة القلمون طويلة وهي تحتاج لمدّة نحو شهرين إلى ثلاثة، وأوضح أنّ الجيش في كلّ دول العالم عندما يتقدّم يعرف كم عنده مجموعات قتالية متقدّمة، مشيراً إلى أنّ يبرود كان يصلها سلاح من لبنان وبالتحديد من عرسال وشمال لبنان.

لن يكون هناك ربح حتى لو كان معهم سلاح نوعي

وإذ أعرب أبو فاضل عن اعتقاده "أنّنا أصبحنا اليوم أمام معركة شبه قريبة بدرعا، بجنوب سوريا"، جزم أنّ السوري أذكى من أن يهوّل عليه، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ النظام والقيادة العسكرية في سوريا تعرف أنها تتعامل مع بذرة قذرة.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ دمشق أصبحت قلعة من القلاع التي لا يمكن لأحد اختراقها ولو أنشأوا أنفاقا، موضحاً أنّ دمشق هي الأساس في كلّ شيء، وبالتالي فإنّ سقوط دمشق هو سقوط العاصمة، لكنه شدّد على أنّ هذا الأمر لن يحصل.

وفيما أشار أبو فاضل إلى أنّهم يحاولون القيام بشيء، رأى أنّهم لن يقوموا بهجوم واحد فقط بل سيحاولون حتى يطلب منهم الأميركيون أن يوقفوا، وشدّد في المقابل على صلابة الجيش والنظام والدولة والشعب وإصرار السوريين على الحفاظ على أرضهم وعلى كرامتهم وعلى أعراضهم في كلّ سوريا، مشيراً إلى أنّ هذا الاصرار هو الذي يحمي البلد، وقال: "نحن نتمنى أن لا تحصل معركة وبحال حصلت لن يكون هناك ربح حتى لو كان معهم سلاح نوعي، فالجيش السوري يعرف ماذا سيستخدمون وهم لن يصلوا إلى دمشق".

الحظر الجوي يحتاج لقرار من مجلس الأمن

وأشار أبو فاضل إلى أنّ الهجوم يتحضّر من درعا، معتبراً أنّ المقصود هو التضييق على دمشق لتخويفها وإسقاطها إن أمكن، وقال أنّهم يحاولون فرض أمر واقع، لكنه لفت إلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد لن يسمح بخراب سوريا وهو يفعل المستحيل حتى لا يتقدّموا.

وردًا على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ أحداً لا يستطيع فعل لا حظر جوي ولا شيء، وشرح أنّ الحظر الجوي لا يمكن تنفيذه إلا بقرار من مجلس الأمن وهو ما يصطدم بالفيتو الروسي والفيتو الصيني.

وتحدّث أبو فاضل عن اتفاق سعودي روسي دون أن يوقع حول الفريق عبد الفتاح السيسي في مصر، وخلص انطلاقاً من ذلك إلى أنّ هناك مصالح مشتركة بينهم، مشدّداً على أنه لا يمكن للسعودية أن تعادي روسيا.

ولفت أبو فاضل إلى وجود تخبط بالفريق الآخر الذي يقاتل الدولة في سوريا ليس فقط استراتيجيا بل عسكريا أيضاً، وأشار إلى أنّ المعارك لم تهدأ في الرقة وفي دير الزور بين جبهة النصرة والجبهة الاسلامية من جهة وبين الدولة الإسلامية في العراق والشام أو داعش من جهة ثانية، كما أنّ هناك معارك مستمرة تحصل دائما في شمال سوريا ولا تتوقف حتى دير الزور.

من يفجّرون نفسهم يعملون مع الاستخبارات الاسرائيلية

وتطرق أبو فاضل إلى التفجيرات الانتحارية التي شهدها لبنان في الآونة الأخيرة وبينها التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف المستشارية الثقافية الإيرانية في منطقة بئر حسن في الضاحية الجنوبية لبيروت، فقرأ فيها استهدافا للمصالح الايرانية في لبنان أكثر من غيرها، ولفت إلى أنّ إيران تشكل لهم عقدة.

ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ من يفجّر نفسه ويقتل ابن عرسال وبرجا والاشرفية واللبوة والبقاع والضاحية يعمل مع الاستخبارات الاسرائيلية من دون أن يدري، وأوضح أنّ هؤلاء كلهم يموَّلون من الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية، وقال: "دلوني على عملية نفذوها ضد الكيان الصهيوني أو ضدّ مسؤول إسرائيلي في الكون كله"، وأضاف: "هؤلاء عملاء إسرائيل".

ولفت أبو فاضل إلى أنّ كل هذه المجموعات التي تفجر نفسها تنفذ ما يطلبه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، لافتاً بذلك إلى ضرب المصالح الإيرانية، إضعاف إيران، إضعاف سوريا، إضعاف حزب الله، إضعاف المقاومة في لبنان، إضعاف الثنائي الشيعي الممثل بحزب الله وحركة أمل والمقاومين في الجنوب وفي البقاع.

لتنفيذ معاهدة التعاون والتنسيق مع سوريا

وفي سياقٍ متصل، تساءل أبو فاضل عن سبب التفجيرات الانتحارية الإرهابية واستهدافها للأبرياء وللمصالح الإيرانية، رافضاً المنطق القائل بأنّ انخراط حزب الله في الحرب السورية هو الذي أدّى إلى هذا الاستهداف، مذكّراً بأنّ الحجاج الشيعة الأحد عشر عندما خطفوا في سوريا لم يكن يومها حزب الله قد دخل إلى سوريا، وقال: "هؤلاء يفتشون عن إيران وطالما إيران تقترب من أميركا، فإنّ إسرائيل تفقد أعصابها لأنها لا تزال تحلم بالضربة".

ولفت أبو فاضل إلى وجود معاهدة تعاون وتنسيق وأخوة بين لبنان وسوريا، وذكّر بأنّ هذه المعاهدة أبرمها الوزير بها سامي الخطيب على الصعيد الأمني وعلى صعيد الاتصالات وقعها مروان حمادة، ولفت إلى أنّها لا تتضمّن أي شيء ضدّ لبنان، وقال: "ليتفضّلوا وينفذوها للقبض على الارهابيين".

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّه لا يمكن أن نسلخ لبنان عن سوريا، وأشار إلى أنّ سياسة النأي بالنفس أثبتت أنها سياسة فاشلة، مشدّداً على وجوب التعاون مع سوريا كما أنّ هناك مطلوبين يجب أن يتمّ تبادلهم، وقال: "لا يمكن أن تعمل حائط جفاء بينك وبين سوريا"، مستغرباً كيف يودّ البعض ترك التكفيريين والإرهابيين وقطع العلاقة مع النظام في سوريا، وقال: "لا يمكننا أن نحاسب النظام على علاقته بشعبه"، وطالب وزير الداخلية أن ينفتح على الطلب السوري التعاون وينسق مع وزارة الداخلية السورية.

  • فريق ماسة
  • 2014-02-23
  • 13573
  • من الأرشيف

جوزيف أبو فاضل : دمشق قلعة وطنية لا يمكن اختراقها والمخطط ضدّها سيفشل

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ النظام والدولة في سورية صمام أمان المنطقة كلها، مشيرًا إلى أنّ المطلوب أميركيا وإسرائيليا وأوروبيا وتركيا تدمير سورية، لافتًا إلى أنّ السوري أذكى من أن يهوّل عليه.  وفي حديث إلى تلفزيون الـ"NBN" ضمن برنامج "من دمشق" أداره مدير الأخبار والبرامج السياسية الإعلامي عباس ضاهر، نبّه أبو فاضل إلى أنّ المخطط الرئيسي اليوم هو معركة من الجنوب يتمّ التحضير لها، لكنه لفت إلى أنّ دمشق أصبحت قلعة من القلاع التي لا يمكن لأحد اختراقها، وجزم أنّ الجيش السوري جاهز اليوم وهو يرسل الجنود والعسكر إلى الجبهة الجنوبية. وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ كلّ الأمور مرهونة بالاتفاق الإيراني الأميركي، متوقعاً أن نكون امام حوار طويل من الآن حتى تموز، مشيراً إلى أنّ الحرب ستبقى كما هي، وكذلك ستبقى السيارات المفخخة كما هي والارهابيون كما هم وذلك حتى تتضح الصورة بين أميركا وإيران. من جهة ثانية، رأى أبو فاضل أنّ من يفجّر نفسه ويقتل ابن عرسال وبرجا والاشرفية واللبوة والبقاع والضاحية يعمل مع الاستخبارات الاسرائيلية من دون أن يدري، وأوضح أنّ هؤلاء كلهم يموَّلون من الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية، لافتاً إلى أنّ كل هذه المجموعات التي تفجر نفسها تنفذ ما يطلبه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو. أميركا تخلت عنهم فهبطوا في لحظة أبو فاضل رأى أنّ هناك تغييرات كثيرة في السياسة الحاصلة في المنطقة العربية نتيجة ما يُسمّى بالثورات، لافتًا إلى أنّ هذه الثورات تجدّد نفسها كما تجدّد الحيّة جلدها، وأشار إلى أنّ من أتى به الأميركي رئيساً ذهب عندما تخلى الأميركي عنه وهذا لا يصحّ في سوريا مع الرئيس بشار الأسد. وأوضح أنه إذا كان الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي نموذجًا للرؤساء الذين أتت بهم أميركا ثمّ تخلت عنهم وكذلك الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي الذي كان في الفترة الأخيرة من عهده على علاقة جيدة مع أميركا وخصوصًا في السنوات الثماني الأخيرة، فضلاً عن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي كان كلّ حياته مدعوماً أميركيا وإسرائيليا، فإنّ اللافت أنه عندما استغنى الأميركي وتخلى عن هؤلاء هبطوا في لحظة. ورأى أبو فاضل أنه في مقابل كلّ هذه النماذج هناك النموذج السوري الذي رأى أنّه مبني على جيش وعلى مقاومة وعلى عقلية ترفض التدخل في شؤونها الداخلية. الوضع في أوكرانيا يختلف عن سوريا واعتبر أبو فاضل أنّ سوريا الأسد مستهدَفة وهي أصبحت المحور من كلّ الجبهات ومن كلّ الاتجاهات، معرباً عن اعتقاده بأنّ كلّ الهمّ إسقاط النظام في سوريا لإسقاط الدولة. ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الوضع في أوكرانيا يختلف تمامًا، وقال: "صحيح أنها الحديقة القريبة لا الخلفية لموسكو لكن الحكم والسلطة بيد الرئيس الحالي الذي هو حليف الرئيس بوتين في حين أنّ الأخير يريد حلاً". وإذ توقع أن يكون هناك حل سلمي في أوكرانيا، لاحظ أنّ هناك منطقة صغيرة تريد الاستفراد بأوكرانيا. وشدّد أبو فاضل على أنّ الحرب في سوريا ضروس، مشيراً إلى أنّ العملية لا تشبه ما يحصل في فنزويلا أو أوكرانيا، ولفت في الوقت عينه إلى أنه لو لم يكن هناك أموال تُضَخّ من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي الناس لم تستطع أن تجلس في الساحات. الهدف هو الضغط على روسيا ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ أوكرانيا وفنزويلا وكل ّهذه المناطق التي تشتعل في العالم كلّها هدفها الضغط على روسيا للتخفيف من دعم الرئيس السوري بشار الاسد والتخفيف من هذا الحلف المبني من لبنان إلى إيران، وشدّد على أنّ هذا الحلف موجود وليس اختراعًا من أحد. وأوضح أنّ الرئيس نوري المالكي في العراق يضرب التكفيريين والارهابيين، وقد جاءه ضوء أخضر أميركي روسي وهذا من شأنه أن يريحه، ولكن المجموعات الأخرى تهرب إلى دير الزور ويتقاتل بعضها مع جبهة النصرة والبعض الآخر يقاتل إلى جانبها. وفيما أشار إلى وجود ارتياح إلى حدّ ما في الأردن، تحدّث عن ضغط أميركي على إيران والسعودية لتشكيل حكومة في لبنان وحصل هذا الأمر. وفي ما يتعلق بالوضع التركي، لاحظ بعض التغيير في سياسة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، مشيراً إلى أنّ الأخير كان يعتبر أنّ كلّ من انقلبوا على العدالة والتنمية يجب أن يُحاكَموا بمحاكم عادية، لكنه الآن يحاكمهم بمحاكم خاصة ليخرجهم وبدأ يصدر قوانين عفو على طريقة حسن سلوك، رابطاً ذلك بكونه على أبواب انتخابات بلدية في آذار، وقال: "أكثر من ذلك هو ذهب إلى إيران لكي يبتزّ أميركا والسعودية وهو مقدم على انتخابات في آذار سيربح فيها لكنه لن يكون منتصرا النصر المبين لأن شعبيته هبطت ". كلّ شيء مرهون بالاتفاق الإيراني الأميركي من جهة ثانية، رأى أبو فاضل أنّ الطوق هو حول سوريا، ولكنه أعرب عن اعتقاده بأنّ كلّ هذا الأمر مرهون بالاتفاق الإيراني الأميركي، مذكّراً بأنّ إيران والدول العظمى وقّعوا في تشرين الثاني الماضي الاتفاق في جنيف وفي 18 شباط بدأ يأخذ موقع التنفيذ وعلينا أن ننتظر الأشهر الستة المقبلة مع العلم أنّ الإيرانيين لم يعدوا احدًا بإغلاق أيّ مفاعل نووي بل فقط بتخفيض التخصيب وما إلى هنالك. وإذ توقع أبو فاضل أن نكون امام حوار طويل من الآن حتى تموز، أشار إلى أنّ الحرب ستبقى كما هي، وكذلك ستبقى السيارات المفخخة كما هي والارهابيون كما هم وذلك حتى تتضح الصورة بين أميركا وإيران، وأضاف: "إذا لم تتضح نهائيا في تموز المقبل سوف يجدّد وتمدّد المهلة لكي يصلوا إلى اتفاق نهائي". ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ الاتفاق لا ينسحب في مكان آخر، مجدّداً القول أنّ المطلوب أميركيا وإسرائيليا وأوروبيا وتركيا تدمير سوريا. إبعاد بندر واستصدار قانون لمكافحة الإرهاب وفي سياق متصل، لفت أبو فاضل إلى أنّ الأميركيين قدّموا أمرين مهمّين جدا، أو بالأحرى ضغطوا على السعودية لتقدّمهما، وأشار إلى أنّ أول هذين الأمرين كان إبعاد الأمير بندر عن الملف السوري وملف المنطقة كله واستبداله بالأمير محمد بن نايف، فيما تمثل الثانية بأنّ السعودية أجبرت على استصدار قانون لمكافحة الارهاب وهو ما كانت ترفضه السعودية بالأساس بعد 11 سبتمبر لأنّ كلّ الإرهابيين خرجوا من السعودية، مقراً في هذا السياق بأنّ الملك الحالي عانى كثيرا من هذا الأمر وتقاتل معهم كثيرا وكانت القاعدة تضرب في السعودية. ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ هذا الأمر فرض على السعودية لكي يزورها الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر المقبل ويكون هناك حلحلة للموضوع، ملاحظاً أنه عندما أتى وزير الخارجية الأميركية جون كيري مؤخرا إلى السعودية لم نر الأمير بندر في كلّ الجلسات، وجدّد القول أنه في تموز سيتقرر مصير المنطقة هل تتفق اميركا وايران وما علينا سوى أن نتظر. النظام في سوريا صمّام أمان المنطقة كلّها ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ السوريين أدرى بشعاب سوريا، وشدّد على أنّ النظام والدولة في سوريا صمام أمان المنطقة كلها، كما حيّا محافظ حمص على الدور الذي بذله على صعيد المصالحات وحضن الناس وتنوير المضلَّلين وهذه مهمة رأى أنها إنسانية أكثر مما هي مهمة أخرى، وقال: "هي مهمّة إنسانية وطنية ونشد على يده لا أكثر ولا أقل لأنه هو يعلم ماذا لديه في حمص". من جهة ثانية، لاحظ أبو فاضل أنّ البيئة الحاضنة للتكفيريين والإرهابيين في سوريا وفي لبنان بدأت تصرخ وتقول أين ذهبت بنفسي، مذكّراً بأنّ السوري كان يوزّع خيراته على كلّ المنطقة حتى أصبحت سوريا اليوم بحاجة لمساعدة، منبّهاً إلى أنّ المخطط الرئيسي اليوم هو معركة من الجنوب يتمّ التحضير لها، لافتاً إلى أنه بحال شُنّ الهجوم هدفه إرباك الوسط السوري. وفيما جدّد أبو فاضل التأكيد على أنّ المؤامرة كبيرة، أعرب عن ثقته بأنّ الأردن لا يستطيع أن يتحمّل معركة مع دمشق. دمشق أصبحت قلعة ولن يستطيعوا التقدّم فيها ورداً على سؤال عن جدوى هذه المعركة، لفت أبو فاضل إلى أنّ النصر يغري في دمشق وهو مختلف عن قضية الشمال السوري، موضحاً أنّ دمشق أصبحت قلعة عسكرية وطنية، مشدّداً في الوقت عينه على أنّهم لن يستطيعوا أن يتقدّموا أمتارًا قليلة بالنسبة لدمشق وما بعد دمشق. وأكد أبو فاضل أنّ المجموعات المسلحة كلها تُضرَب اليوم لكي لا يتمّ الهجوم، لكنه أشار إلى أنه بحال تمّ الهجوم سوف يكون مصيره كمصير أسلافه أي الفشل، وجزم أنّ الجيش السوري جاهز اليوم وهو يرسل الجنود والعسكر إلى الجبهة الجنوبية. ورداً على سؤال آخر، شرح أبو فاضل أنّ لدى الجيش السوري 3 جبهات: جبهة جنوبية وجبهة في يبرود التي حين يطوّقها لا تبقى جبهة وجبهة دير الزور الحسكة حلب الرقة وهي مفتوحة لكنها مخروقة من الحسكة لأن فيها الكثير من المناطق مع النظام، كما أنّ هناك الكثير من المناطق في الرقة لا يوجد فيها أحد. معركة القلمون طويلة ورأى أبو فاضل أنه "عندما يخرج المجلس الوطني السوري اليوم بتصريح يقول نحن نفكر بالعودة عن استقالتنا والعودة للائتلاف الوطني السوري فهذا يعني ان هناك ضغطا سعوديا أميركيا لفرض عملية ما قبل جنيف 2 المقبل". وتحدّث أبو فاضل عن محاولات لعزل السويداء عن دمشق، وقال: "هنا الخطر على إخواننا الدروز، ذلك أنّك عندما تتقدّم من درعا فعندها تكون السويداء أصبحت خلفك"، ولفت إلى أنّه لهذا السبب فإنّ النائب وليد جنبلاط توقف عن التصريح في الموضوع السوري، مشيراً إلى أنّه عرف القصة كلها منذ شهرين، وقال: "هم يحاولون أن يتقدّموا وتصبح السويداء على شمالهم والغوطة أمامهم، وبالتالي فهم يحاولون أن يفصلوا جبل العرب، ومن هنا يمكن القول أنّ العملية سوف تحصل". وردا على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ معركة القلمون طويلة وهي تحتاج لمدّة نحو شهرين إلى ثلاثة، وأوضح أنّ الجيش في كلّ دول العالم عندما يتقدّم يعرف كم عنده مجموعات قتالية متقدّمة، مشيراً إلى أنّ يبرود كان يصلها سلاح من لبنان وبالتحديد من عرسال وشمال لبنان. لن يكون هناك ربح حتى لو كان معهم سلاح نوعي وإذ أعرب أبو فاضل عن اعتقاده "أنّنا أصبحنا اليوم أمام معركة شبه قريبة بدرعا، بجنوب سوريا"، جزم أنّ السوري أذكى من أن يهوّل عليه، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ النظام والقيادة العسكرية في سوريا تعرف أنها تتعامل مع بذرة قذرة. ولفت أبو فاضل إلى أنّ دمشق أصبحت قلعة من القلاع التي لا يمكن لأحد اختراقها ولو أنشأوا أنفاقا، موضحاً أنّ دمشق هي الأساس في كلّ شيء، وبالتالي فإنّ سقوط دمشق هو سقوط العاصمة، لكنه شدّد على أنّ هذا الأمر لن يحصل. وفيما أشار أبو فاضل إلى أنّهم يحاولون القيام بشيء، رأى أنّهم لن يقوموا بهجوم واحد فقط بل سيحاولون حتى يطلب منهم الأميركيون أن يوقفوا، وشدّد في المقابل على صلابة الجيش والنظام والدولة والشعب وإصرار السوريين على الحفاظ على أرضهم وعلى كرامتهم وعلى أعراضهم في كلّ سوريا، مشيراً إلى أنّ هذا الاصرار هو الذي يحمي البلد، وقال: "نحن نتمنى أن لا تحصل معركة وبحال حصلت لن يكون هناك ربح حتى لو كان معهم سلاح نوعي، فالجيش السوري يعرف ماذا سيستخدمون وهم لن يصلوا إلى دمشق". الحظر الجوي يحتاج لقرار من مجلس الأمن وأشار أبو فاضل إلى أنّ الهجوم يتحضّر من درعا، معتبراً أنّ المقصود هو التضييق على دمشق لتخويفها وإسقاطها إن أمكن، وقال أنّهم يحاولون فرض أمر واقع، لكنه لفت إلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد لن يسمح بخراب سوريا وهو يفعل المستحيل حتى لا يتقدّموا. وردًا على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ أحداً لا يستطيع فعل لا حظر جوي ولا شيء، وشرح أنّ الحظر الجوي لا يمكن تنفيذه إلا بقرار من مجلس الأمن وهو ما يصطدم بالفيتو الروسي والفيتو الصيني. وتحدّث أبو فاضل عن اتفاق سعودي روسي دون أن يوقع حول الفريق عبد الفتاح السيسي في مصر، وخلص انطلاقاً من ذلك إلى أنّ هناك مصالح مشتركة بينهم، مشدّداً على أنه لا يمكن للسعودية أن تعادي روسيا. ولفت أبو فاضل إلى وجود تخبط بالفريق الآخر الذي يقاتل الدولة في سوريا ليس فقط استراتيجيا بل عسكريا أيضاً، وأشار إلى أنّ المعارك لم تهدأ في الرقة وفي دير الزور بين جبهة النصرة والجبهة الاسلامية من جهة وبين الدولة الإسلامية في العراق والشام أو داعش من جهة ثانية، كما أنّ هناك معارك مستمرة تحصل دائما في شمال سوريا ولا تتوقف حتى دير الزور. من يفجّرون نفسهم يعملون مع الاستخبارات الاسرائيلية وتطرق أبو فاضل إلى التفجيرات الانتحارية التي شهدها لبنان في الآونة الأخيرة وبينها التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف المستشارية الثقافية الإيرانية في منطقة بئر حسن في الضاحية الجنوبية لبيروت، فقرأ فيها استهدافا للمصالح الايرانية في لبنان أكثر من غيرها، ولفت إلى أنّ إيران تشكل لهم عقدة. ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ من يفجّر نفسه ويقتل ابن عرسال وبرجا والاشرفية واللبوة والبقاع والضاحية يعمل مع الاستخبارات الاسرائيلية من دون أن يدري، وأوضح أنّ هؤلاء كلهم يموَّلون من الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية، وقال: "دلوني على عملية نفذوها ضد الكيان الصهيوني أو ضدّ مسؤول إسرائيلي في الكون كله"، وأضاف: "هؤلاء عملاء إسرائيل". ولفت أبو فاضل إلى أنّ كل هذه المجموعات التي تفجر نفسها تنفذ ما يطلبه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، لافتاً بذلك إلى ضرب المصالح الإيرانية، إضعاف إيران، إضعاف سوريا، إضعاف حزب الله، إضعاف المقاومة في لبنان، إضعاف الثنائي الشيعي الممثل بحزب الله وحركة أمل والمقاومين في الجنوب وفي البقاع. لتنفيذ معاهدة التعاون والتنسيق مع سوريا وفي سياقٍ متصل، تساءل أبو فاضل عن سبب التفجيرات الانتحارية الإرهابية واستهدافها للأبرياء وللمصالح الإيرانية، رافضاً المنطق القائل بأنّ انخراط حزب الله في الحرب السورية هو الذي أدّى إلى هذا الاستهداف، مذكّراً بأنّ الحجاج الشيعة الأحد عشر عندما خطفوا في سوريا لم يكن يومها حزب الله قد دخل إلى سوريا، وقال: "هؤلاء يفتشون عن إيران وطالما إيران تقترب من أميركا، فإنّ إسرائيل تفقد أعصابها لأنها لا تزال تحلم بالضربة". ولفت أبو فاضل إلى وجود معاهدة تعاون وتنسيق وأخوة بين لبنان وسوريا، وذكّر بأنّ هذه المعاهدة أبرمها الوزير بها سامي الخطيب على الصعيد الأمني وعلى صعيد الاتصالات وقعها مروان حمادة، ولفت إلى أنّها لا تتضمّن أي شيء ضدّ لبنان، وقال: "ليتفضّلوا وينفذوها للقبض على الارهابيين". ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّه لا يمكن أن نسلخ لبنان عن سوريا، وأشار إلى أنّ سياسة النأي بالنفس أثبتت أنها سياسة فاشلة، مشدّداً على وجوب التعاون مع سوريا كما أنّ هناك مطلوبين يجب أن يتمّ تبادلهم، وقال: "لا يمكن أن تعمل حائط جفاء بينك وبين سوريا"، مستغرباً كيف يودّ البعض ترك التكفيريين والإرهابيين وقطع العلاقة مع النظام في سوريا، وقال: "لا يمكننا أن نحاسب النظام على علاقته بشعبه"، وطالب وزير الداخلية أن ينفتح على الطلب السوري التعاون وينسق مع وزارة الداخلية السورية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة