دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
إذا أردنا أن نعرف ماذا يجري في اوكرانيا يجب أن نعرف ماذا يجري في سورية (رحم الله بدري بيك)، اوكرانيا من جهة ومعركة حوران من جهة أخرى حيث شغلت وسائل الإعلام الغربية قبل العربية على أساس أن المعركة التي ستدار بين الجيش العربي السوري والمقاتلين الأجانب بالوكالة عن أمريكا والكيان الصهيوني والسعودية وقطر وبريطانيا وفرنسا وتركيا في الجنوب السوري هي من ستحدد معالم الحكومة المقبلة في سورية، وأن المعركة التي تدار على الأرض السورية منذ قرابة ثلاث سنوات ما هي إلا (بروفة)، لذلك كل الدمار والتخريب والقتل الذي جرى على لأرض السورية بأيدي مقاتليهم الأجانب الإرهابيين ألعاب بهلوانية، وأن الإنجازات التي أنجزها الجيش العربي السوري من استعادة ثلث المناطق التي دخلها الإرهابيون وتحرير أهلها منهم ومن طغيانهم كما رأينا ذلك من خلال مسيراتهم المؤيدة للجيش العربي السوري والرافضة للإرهاب ومطالبته تطهير سورية بالكامل من رجس لإرهاب.
الحرب على سورية قائمة وما زالت، أولها معركة القصير وثانيها معركة حمص القديمة وثالثها معركة القلمون حيث استكمال العمليات الميدانية للجيش العربي السوري حتى القضاء على آخر إرهابي، لذلك منذ أيام بدأت المعركة الرابعة في الجنوب السوري (حوران) التي أرادوا إشعالها بغية تشتيت الجيش عن معركة القلمون، لكن في الحقيقة هم أرادوا اللعب بالنار، ومن يلعب بالنار معروف ماذا سيحصل به (تحرق أصابعه) وهذا ما يجري مع أمريكا وحلفائها حيث أصابعها المحروقة نراها تسوق غيظها عبر نشر العنف هنا وهناك، مرة تفجيرات في لبنان لعلها تصيب ومرة خلق اضطرابات في فنزويلا انتقاماً منها لوقوفها إلى جانب سورية ومرة في العراق والصومال واليمن وليبيا ومصر، لكن هذه المرة صب غضبها كله بضربة مباشرة بدعم من الاتحاد الأوروبي للقيصر البوتيني الذي استطاع سحب القرار الأوحد من السيد الأمريكي (اوباما) وتغيير موازين قواعد اللعبة في العالم، لذلك ما يحصل في اوكرانيا ما هو إلا ضغط أمريكي على بوتين لرفع يده عن دعم سورية وشعبها وجيشها في وجه التطرف المتشدد الذي أسسته على مدى سنين طويلة كسلاح في وجه الشرق الأوسط بغية الاستيلاء على ثرواته النفطية من غاز ونفط وماء والحفاظ على أمن واستقرار الكيان الصهيوني.
هناك بعض التساؤلات من الشعب العربي والغربي سواء تثبت بأن أمريكا وحلفاءها أصبحوا مكشوفين في نياتهم العدوانية تجاه العالم واستقراره خدمة للكيان الصهيوني:
• هل اشتعال الساحة الاوكرانية الآن من أجل انتزاع أي تنازل ملموس من موسكو للضغط على سورية !؟
• مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي يستضيف نحو مليون لاجئ سوري حسب صحيفة النهار اللبنانية المقرر عقده في الخامس من الشهر القادم والوفد برئاسة الرئيس ميشيل سليمان هل هو صدفة أم ماذا من وراء عقده !؟
• هل ما ذكرته صحيفتا "نيويورك تايمز" و " وول ستريت جورنال" عن أن إدارة أوباما مستعدة لتدريب المعارضة السورية وتسليحها ودرس إمكان فرض مناطق حظر جوي لقلب المعادلة مع النظام !؟
• هل لصفقات الأسلحة التي ستزودها موسكو للعراق ومصر استياء أمريكي من بوتين !؟
• تخوف ليفني من عدم التوصل إلى اتفاق سلام بين الصهاينة والفلسطينيين نهاية الصهيوينة والدولة اليهودية !؟
• ما سبب إبراز اتفاق السلام بين الصهاينة والفلسطينيين في جوقة فوضى الشرق الأوسط وانشغالها بشؤونها الداخلية !؟
كل هذه الأسئلة تقودنا إلى أن ما يحصل على الجبهة السورية وتحريك الجبهة الأوكرانية ما هو إلا تعبير عن فشل الأمريكي وحلفائه بالسيطرة على الساحة السورية. وأن سورية ماضية في إتمام مشروعها التطهيري من رجس الإرهاب بتعاون شرائح الشعب السوري كله دون استثناء، شاء من شاء وأبى من أبى، ولا خوف على السوري من مواجهة ضغوطهم إن كانت عبر الأمم المتحدة أو أي منظمة دولية أخرى سوف تنجح كما نجحت في السابق في مواجهتهم.
المصدر :
الماسة السورية/ مها جميل الباشا
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة