فيما استمرت الاستعدادات لمعركة يبرود، متمثلة في بدء الهجوم على معاقل المسلحين المنتشرين في محيطها لتقطيع أوصال «عاصمة القلمون» وعزلها، كانت بعض قرى المنطقة الجنوبية، ريف دمشق ودرعا بشكل رئيسي، تستكمل الاستعدادات الميدانية للمعركة العسكرية فيها.

-انجلى غبار الاشتباكات التي خاضها الجيش السوري، أمس، في القرى المحاذية لمنطقة يبرود، عن مقتل أكثر من 40 مسلحاً تابعين لـ«جبهة النصرة» خلال الاشتباكات التي دارت في بلدة السحل ومزارع ريما. وانطلقت مجموعات مسلحة من جرود عرسال للمشاركة في الاشتباكات الدائرة في جبهة السحل. ونحو الشرق، شهدت المزارع المتاخمة لمدينة جيرود ومقالع البتراء اشتباكات هي الأعنف من نوعها، منذ إطلاق إشارة البدء بمعركة يبرود، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة العنف في بلدة الرحيبة ومزارع المسيحلة.

وشهدت المنطقة انسحابات متتالية للمدنيين فيها باتجاه منطقة عرسال اللبنانية ومناطق القلمون «الآمنة نسبياً» ودمشق، في ظلّ انقطاع تام للكهرباء والاتصالات، نتيجة انقطاع أعداد كبيرة من الكابلات الكهربائية وتدمير عدد من أبراج الاتصالات الخلوية. ويذكر أن مقاتلي «الجيش الإسلامي»، التابع لـ«الجيش الحر»، كانوا قد أعلنوا «التكاتف مع جبهة النصرة لتوحيد القتال ضد النظام» في مزارع ريما والسحل. واستهدفت راجمات الصواريخ، التابعة للجيش السوري، تجمعات للمسلحين في مزارع رنكوس، التي يتحصَّن فيها عدد كبير من المسلحين، والتي برز اسمها خلال اليومين الماضيين كإحدى نقاط مثلث يبرود ـــ السحل ـــ رنكوس، المُراد ضرب نفوذ المجموعات الارهابية المسلحة فيه.

وعلى جبهة الريف الشمالي، كثَّف الجيش السوري من القصف المدفعي على مدينة دوما، في حركة تهدف إلى لجم تحركات المسلحين، الساعية إلى التخفيف من وطأة المعركة العسكرية على مسلحي يبرود وقراها. وفيما استمر القصف الجوي على مناطق المسلحين في عربين، عاد الحديث عن التسوية في حيّ القابون، بعد تعثّرها جراء خرقها من قبل عناصر مسلحة «متفلتة من عقالها». وكشف أحد المطلعين على تفاصيل إجراءات التسوية أنّ «التسوية عادت من جديد، ولكن هذه المرة أعطى الطرف المفاوض عن الجيش السوري مهلةً زمنية للمسلحين للالتزام ببنود التسوية، وإلا سيتم إلغاؤها والعودة إلى المعارك العسكرية». كذلك واصلت اللجان الأهلية تأهيل الطريق الغربي، القريب من بساتين مدينتي برزة والقابون، في إطار المصالحة الوطنية التي يجري العمل عليها.

 

وفي السياق ذاته، شهدت بلدات الغوطة الشرقية تصعيداً جديداً، إذ تجددت الاشتباكات في محيط إدارة «الدفاع الجوي» في المليحة بين الجيش السوري من جهة، و«الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» من جهةٍ أخرى. وشهدت التسوية التي كانت تنتظرها بلدة بيت سحم تعثراً جديداً، عندما رفض عدد من مسؤولي «الكتائب» الانتقال نحو البدء بتنفيذ بنود التسوية، بسبب «الضرورة القصوى لإعادة النظر فيها»، فيما أكّد مالك م.، المشارك في لجنة المصالحة الوطنية في بيت سحم، أن «الهدنة لم تنتهِ، ولكن توقَّف التقدم في إنجاز المصالحة بسبب عدم اتفاق القادة الميدانيين، من جهة المعارضة، في ما بينهم على شكلٍ واضح للتسوية». وبينما شهدت مناطق القدم وعسالي قصفاً جوياً شنّته الطائرات السورية ضد مسلحي «الجبهة الإسلامية»، استمر مخيم اليرموك في إجلاء الحالات المرضية الحرجة، حيث تم إخراج أكثر من 70 حالة من المخيم. كذلك دعت الهيئات الشعبية العاملة في المخيم إلى تظاهرة ستخرج اليوم بعد صلاة الجمعة، تحت شعار«اليرموك ينتفض للأقصى»، تنديداً بالهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على المسجد الأقصى.

وفي الزبداني، جرى الاتفاق بين الجيش السوري ولجان المصالحة الوطنية وقيادات من المسلحين فيها، على وقف إطلاق النار، وإعلان هدنة، تمهيداً لنجاح التسوية في عموم الريف الجنوبي. وكشفت مصادر محلية، في حديثها مع «الأخبار»، أنه جرى الاتفاق مبدئياً على وقف إطلاق النار، ورفع الأعلام السورية فوق الدوائر الرسمية، لإبداء حسن النية من قبل المسلحين في الداخل.

 

«لواء السنّة» يغرق درعا في الظلام

وتركز قصف الطائرات السورية، أمس، على أماكن تجمع المسلحين في بلدتي صيدا والنعيمة، ما أدى إلى مقتل عشرات المسلحين وتدمير عدة مقار لهم في البلدتين الدرعاويتين. وأثناء محاولتهم نصب كمين مسلَّح للجيش في الحي الجنوبي لبصرى الشام، قُتِل ما لا يقل عن ثلاثة مسلحين بعد أن تم كشف كمينهم. إلى ذلك، استهدف مقاتلو «لواء السنّة» محطة التحويل الرئيسية التي تغذي كامل مدينة درعا بالكهرباء، إضافة إلى استهداف محطة التحويل الموجودة في خربة غزالة، ما أدى إلى إغراق المدينة في ظلام دامس لساعات عدّة، قبل أن تتمكن فرق الصيانة من إطلاق عمليات الصيانة في المدينة. كذلك أدى استهداف أماكن المسلحين في كلٍّ من بلدتي إنخل وتل شهاب إلى التخفيف من كثافة قذائف الهاون المنطلقة من أماكن سيطرة المسلحين في البلدتين.

 

ثلاثة أيام أخرى لإخراج مدنيي حمص

الى ذلك، أعلن محافظ حمص، طلال البرازي، أنه جرى الاتفاق على تمديد وقف إطلاق النار ثلاثة أيام أخرى، ابتداءً من يوم أمس، وذلك لإكمال خروج المدنيين من حمص القديمة. وكشف البرازي أن العدد الإجمالي للذين تم إجلاؤهم من المنطقة وصل إلى 1400 شخص، ولم يبقَ سوى 220 شخصاً ينتظرون تسوية أوضاعهم لإكمال خروجهم. وخلال محاولتهم التسلل لتفجير أحد حواجز الجيش في منطقة الحولة في حمص، انفجر لغمٌ كان قد زرعه الجيش في محيط الحاجز، ما أدى إلى مقتل مسلحين اثنين. كذلك نفذت الطائرات السورية 6 غارات جوية على تجمعات للمسلحين، ما أدى إلى مقتل 20 منهم في كلٍّ من بلدتي الزارة والحصن.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2014-02-13
  • 10075
  • من الأرشيف

معركة يبرود : تقطيع الأوصال حتــى العزل

فيما استمرت الاستعدادات لمعركة يبرود، متمثلة في بدء الهجوم على معاقل المسلحين المنتشرين في محيطها لتقطيع أوصال «عاصمة القلمون» وعزلها، كانت بعض قرى المنطقة الجنوبية، ريف دمشق ودرعا بشكل رئيسي، تستكمل الاستعدادات الميدانية للمعركة العسكرية فيها. -انجلى غبار الاشتباكات التي خاضها الجيش السوري، أمس، في القرى المحاذية لمنطقة يبرود، عن مقتل أكثر من 40 مسلحاً تابعين لـ«جبهة النصرة» خلال الاشتباكات التي دارت في بلدة السحل ومزارع ريما. وانطلقت مجموعات مسلحة من جرود عرسال للمشاركة في الاشتباكات الدائرة في جبهة السحل. ونحو الشرق، شهدت المزارع المتاخمة لمدينة جيرود ومقالع البتراء اشتباكات هي الأعنف من نوعها، منذ إطلاق إشارة البدء بمعركة يبرود، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة العنف في بلدة الرحيبة ومزارع المسيحلة. وشهدت المنطقة انسحابات متتالية للمدنيين فيها باتجاه منطقة عرسال اللبنانية ومناطق القلمون «الآمنة نسبياً» ودمشق، في ظلّ انقطاع تام للكهرباء والاتصالات، نتيجة انقطاع أعداد كبيرة من الكابلات الكهربائية وتدمير عدد من أبراج الاتصالات الخلوية. ويذكر أن مقاتلي «الجيش الإسلامي»، التابع لـ«الجيش الحر»، كانوا قد أعلنوا «التكاتف مع جبهة النصرة لتوحيد القتال ضد النظام» في مزارع ريما والسحل. واستهدفت راجمات الصواريخ، التابعة للجيش السوري، تجمعات للمسلحين في مزارع رنكوس، التي يتحصَّن فيها عدد كبير من المسلحين، والتي برز اسمها خلال اليومين الماضيين كإحدى نقاط مثلث يبرود ـــ السحل ـــ رنكوس، المُراد ضرب نفوذ المجموعات الارهابية المسلحة فيه. وعلى جبهة الريف الشمالي، كثَّف الجيش السوري من القصف المدفعي على مدينة دوما، في حركة تهدف إلى لجم تحركات المسلحين، الساعية إلى التخفيف من وطأة المعركة العسكرية على مسلحي يبرود وقراها. وفيما استمر القصف الجوي على مناطق المسلحين في عربين، عاد الحديث عن التسوية في حيّ القابون، بعد تعثّرها جراء خرقها من قبل عناصر مسلحة «متفلتة من عقالها». وكشف أحد المطلعين على تفاصيل إجراءات التسوية أنّ «التسوية عادت من جديد، ولكن هذه المرة أعطى الطرف المفاوض عن الجيش السوري مهلةً زمنية للمسلحين للالتزام ببنود التسوية، وإلا سيتم إلغاؤها والعودة إلى المعارك العسكرية». كذلك واصلت اللجان الأهلية تأهيل الطريق الغربي، القريب من بساتين مدينتي برزة والقابون، في إطار المصالحة الوطنية التي يجري العمل عليها.   وفي السياق ذاته، شهدت بلدات الغوطة الشرقية تصعيداً جديداً، إذ تجددت الاشتباكات في محيط إدارة «الدفاع الجوي» في المليحة بين الجيش السوري من جهة، و«الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» من جهةٍ أخرى. وشهدت التسوية التي كانت تنتظرها بلدة بيت سحم تعثراً جديداً، عندما رفض عدد من مسؤولي «الكتائب» الانتقال نحو البدء بتنفيذ بنود التسوية، بسبب «الضرورة القصوى لإعادة النظر فيها»، فيما أكّد مالك م.، المشارك في لجنة المصالحة الوطنية في بيت سحم، أن «الهدنة لم تنتهِ، ولكن توقَّف التقدم في إنجاز المصالحة بسبب عدم اتفاق القادة الميدانيين، من جهة المعارضة، في ما بينهم على شكلٍ واضح للتسوية». وبينما شهدت مناطق القدم وعسالي قصفاً جوياً شنّته الطائرات السورية ضد مسلحي «الجبهة الإسلامية»، استمر مخيم اليرموك في إجلاء الحالات المرضية الحرجة، حيث تم إخراج أكثر من 70 حالة من المخيم. كذلك دعت الهيئات الشعبية العاملة في المخيم إلى تظاهرة ستخرج اليوم بعد صلاة الجمعة، تحت شعار«اليرموك ينتفض للأقصى»، تنديداً بالهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على المسجد الأقصى. وفي الزبداني، جرى الاتفاق بين الجيش السوري ولجان المصالحة الوطنية وقيادات من المسلحين فيها، على وقف إطلاق النار، وإعلان هدنة، تمهيداً لنجاح التسوية في عموم الريف الجنوبي. وكشفت مصادر محلية، في حديثها مع «الأخبار»، أنه جرى الاتفاق مبدئياً على وقف إطلاق النار، ورفع الأعلام السورية فوق الدوائر الرسمية، لإبداء حسن النية من قبل المسلحين في الداخل.   «لواء السنّة» يغرق درعا في الظلام وتركز قصف الطائرات السورية، أمس، على أماكن تجمع المسلحين في بلدتي صيدا والنعيمة، ما أدى إلى مقتل عشرات المسلحين وتدمير عدة مقار لهم في البلدتين الدرعاويتين. وأثناء محاولتهم نصب كمين مسلَّح للجيش في الحي الجنوبي لبصرى الشام، قُتِل ما لا يقل عن ثلاثة مسلحين بعد أن تم كشف كمينهم. إلى ذلك، استهدف مقاتلو «لواء السنّة» محطة التحويل الرئيسية التي تغذي كامل مدينة درعا بالكهرباء، إضافة إلى استهداف محطة التحويل الموجودة في خربة غزالة، ما أدى إلى إغراق المدينة في ظلام دامس لساعات عدّة، قبل أن تتمكن فرق الصيانة من إطلاق عمليات الصيانة في المدينة. كذلك أدى استهداف أماكن المسلحين في كلٍّ من بلدتي إنخل وتل شهاب إلى التخفيف من كثافة قذائف الهاون المنطلقة من أماكن سيطرة المسلحين في البلدتين.   ثلاثة أيام أخرى لإخراج مدنيي حمص الى ذلك، أعلن محافظ حمص، طلال البرازي، أنه جرى الاتفاق على تمديد وقف إطلاق النار ثلاثة أيام أخرى، ابتداءً من يوم أمس، وذلك لإكمال خروج المدنيين من حمص القديمة. وكشف البرازي أن العدد الإجمالي للذين تم إجلاؤهم من المنطقة وصل إلى 1400 شخص، ولم يبقَ سوى 220 شخصاً ينتظرون تسوية أوضاعهم لإكمال خروجهم. وخلال محاولتهم التسلل لتفجير أحد حواجز الجيش في منطقة الحولة في حمص، انفجر لغمٌ كان قد زرعه الجيش في محيط الحاجز، ما أدى إلى مقتل مسلحين اثنين. كذلك نفذت الطائرات السورية 6 غارات جوية على تجمعات للمسلحين، ما أدى إلى مقتل 20 منهم في كلٍّ من بلدتي الزارة والحصن.    

المصدر : الاخبار/ أحمد حسان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة