دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
واحد من أخطر الإرهابيين العاملين على الأراضي اللبنانية وموجود على لوائح عدد كبير من أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية،
هكذا يعرف أحد الأمنيين القيادي في كتائب عبد الله عزام نعيم عباس الذي وقع في قبضة استخبارات الجيش اللبنانية صباح اليوم الأربعاء، بعد مداهمة لأحد الأمكنة التي كان يتردد عليها في منطقة الطريق الجديدة في بيروت.
من هو نعيم عباس؟
تشير المعلومات إلى أن الاسم الحقيقي هو نعيم إسماعيل محمود، يعرف بـ "نعيم عباس" أو "أبو إسماعيل"، من مواليد الـ 1970، فلسطيني الجنسية من سكان مخيم عين الحلوة. انخرط في صفوف حركة فتح في أواخر الثمانينات، من ثم انضم إلى حركة الجهاد الإسلامي في أواسط التسعينات. ألقي القبض عليه من قبل السلطات الأمنية اللبنانية بتهمة إطلاق صواريخ على فلسطين المحتلة، فَفُصل بسبب هذه الحادثة من صفوف الحركة لأن العمل الذي قام به لم يكن منسقاً مع قيادتها.
بعد الإفراج عنه عاد إلى مخيم عين الحلوة وانتهج فكر القاعدة في المرحلة التي تلت تفجيرات 11 أيلول وما حملتها من تطور على مستوى عمل "القاعدة" ونشاطها في المنطقة لا سيما في العراق وسوريا ولبنان. سافر أبو سليمان إلى العراق بعد الغزو الأميركي حيث عمل تحت لواء تنظيم "القاعدةفي بلاد الرافدين" التي يتزعمها أبو مصعب الزرقاوي وشارك في العديد من العمليات.
تؤكد مصادر أمنية لموقع العهد أن نعيم عباس عاد في مطلع العام 2004 إلى لبنان واستقر في مخيم عين الحلوة، حيث عمل خلال هذه الفترة مع عدد من المسؤولين القاعديين على تنظيم عمل الخلايا والتنظيمات التي تعمل بفكر القاعدة ومحاولة جمعها في تنظيم موحد. هذه المهمة التي كان يتولاها القيادي في تنظيم القاعدة ماجد الماجد باءت بالفشل، فقام الماجد بتأسيس سرايا زياد الجراح، الفرع اللبناني من كتائب عبد الله عزام بالتنسيق مع نعيم عباس وتوفيق محمد طه وبرعاية من القيادي الكبير في تنظيم القاعدة السعودي صالح القرعاوي.
بعد الدور الذي لعبه عباس خلال معارك نهر البارد من خلال دعم تنظيم فتح الإسلام والمساهمة في تهريب عدد من قادته، عاد اسمه لظهور مجدداً كمتهمٍ في اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني اللواء فرنسوا الحاج وعضو كتلة المستقبل النائب وليد عيدو، فأشارت التحقيقات مع بعض الموقوفين آنذاك عن دورٍ لنعيم عباس في عمليتي الاغتيال.
كيف تمت عملية إلقاء القبض على نعيم عباس؟
بعد تفجيري بئر العبد والرويس وفي 16 آب من العام 2013، أصدر وزير الدفاع اللبناني فايز غصن بياناً أعلن فيه عن بعض المعطيات التي توصلت إليها مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني، والتي أدت إلى اعتقال مجموعة إرهابية شاركت بمهام تنفيذية في عملية تفجير بئر العبد بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ على الضاحية الجنوبية، وأشار الوزير غصن إلى أن "لدى مديرية المخابرات معلومات دقيقة عن محركي هؤلاء الأشخاص والرأس المدبر والمجموعات المحيطة به وانتماءاتهم وجنسياتهم، أكانوا لبنانيين أو فلسطينيين أو سوريين أو غير ذلك".
نعيم عباس هو أحد أبرز هؤلاء الأشخاص المدبرين والمخططين للعمليات الإرهابية التي شهدتها الضاحية الجنوبية وبعض المناطق اللبنانية في الآونة الأخيرة. آتت عملية اعتقال عباس بعد سلسلة إنجازات قامت بها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بدءاً من اعتقال أمير كتائب عبد الله عزام في لبنان ماجد الماجد، وصولاً إلى إلقاء القبض على القيادي الآخر في هذه الكتائب اللبناني جمال دفتردار ومقتل الفلسطيني إبراهيم أبو معيلق أثناء محاولة توقيفه. إلا أن الحاسم في موضوع عباس كان إلقاء القبض على الإرهابي عمر الأطرش الذي أقر بأن عباس هو الرأس المدبر والمخطط لكل هذه التفجيرات، وأنه هو من كان يستلم منه السيارات المفخخة التي يأتي بها الأطرش من مدينة يبرود السورية. كما اعترف الأطرش أنه سلم لعباس إنتحارييّ صيدا وسيارة الانتحاري قتيبة الصاطم الذي نفذ التفجير الأول في حارة حريك.
وفي تفاصيل عملية الاعتقال قامت مجموعة من فرع مخابرات بيروت في الجيش اللبناني عند الساعة الثامنة من صباح اليوم بمداهمة أحد الأمكنة المستأجرة من قبل عباس في منطقة الطريق الجديدة ـ حي التمليص ـ بعد عملية رصد وتتبع لحركته منذ خروجه من مخيم عين الحلوة وصولاً إلى منطقة خلدة جنوب العاصمة بيروت، حيث كان من المتوقع أن يستلم عباس سيارتين مفخختين، كانت إحداها سيارة التويوتا Rav4 التي تم تفكيكها في منطقة كورنيش المزرعة بعد إلقاء القبض عليه.
صيد ثمين يقع مجدداً في يد الأجهزة الأمنية اللبنانية، فاعتقال عباس ضربة كبيرة للمجموعات التكفيرية التي تعمل على الساحة اللبنانية، فإذا كانت أولى اعترافاته هي سيارة مفخخة بأكثر من مائة كيلوغرام من المتفجرات!! فماذا سيكون الحال في القادم من الأيام مع تقدم التحقيقات معه؟
المصدر :
جاد عيسى
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة