دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قبل أكثر من قرن من الزمن، كُشف النقاب عن أحد أخطر الوثائق المسمّاة «بروتوكولات حكماء صهيون».
قيل يومذاك إن حكماء اليهود أو صهيون اجتمعوا في أوروبا وأقرّوا بنودها. بروتوكولات تهدف إلى السيطرة على العالم والتحكّم في مفاصله الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية من خلال خطة نظامية تتضمن افتعال الأزمات وإثارة النعرات الدينية والمذهبية ونشر الفوضى الاقتصادية وزرع الفتن وتعميم ثقافة القتل والإرهاب والترويع عن طريق حروب أهلية وإقليمية وعالمية إن اقتضت الضرورة، تحت راية الحرية والديمقراطية والمساواة . وما يحدث في سورية منذ سنوات ثلاث هو تطبيق فعلي لـ»بروتوكولات حكماء صهيون» إنّما بلغة أهل الضادّ العربية وبأموال عربية وأيادٍ عربية.
إنّه النظام الجديد الذي يريد بندر بن سلطان آل سعود تطبيقه في العالم العربي، مقتبساً فكرة النظام العالميّ الجديد الواردة في «بروتوكولات حكماء صهيون» تحت رايات مختلفة مرة تحت إسم «الجيش الحر»، وتارة تحت مسمى «الإئتلاف السوري» وأطواراً تحت إسم «النصرة»، وتتطور لتصبح «داعش» وتتقلص لتصبح «الجبهة الإسلامية» وفي كل مرحلة يعيّن قائد كاريكاتوري جديد يناسب المرحلة، ولا أحد يدري ما سيكون المسمّى الجديد لـ»ثوار بندر» ومن سيكون القائد الجديد لدى نشر هذا المقال.
في «بروتوكولات حكماء صهيون» رفع شعار «الحرية والمساواة والإخاء» وهو شعار الثورة الفرنسية بحسب نص الوثائق، لكي يردّده الناس مثل الببغاوات، فالحرية السياسية ليست حقيقة، تبعاً لهم، بل فكرة يجب اتخاذها طعمًا لجذب العامة ويجب إشاعة الأفكار التحرّريّة لتحطيم النظم القائمة، وعلى طالب الحكم اللجوء إلى المكر والرياء لتحقيق أهدافه. كما تقول بتشكيل طبقة ضخمة من الصعاليك وجيوش كثيرة تكون مخلصة لأغراضها وتسخير أناس من سائر المذاهب والأحزاب لينسف كلٌّ منهم على طريقته الخاصة ما بقي من السلطة، وتحطيم القوانين القائمة كلّها والسعي إلى السيطرة على هيئات المجتمع وتفكيك قواه وتثبيط كل تفوّق فردي ووضع الأسلحة في أيدي الأحزاب المتصارعة وجعل السلطة هدفاً للطامحين إليها، وخلق ميادين تمارس فيها الحروب بلا ضوابط، ونشر الفوضى وانهيار المجتمع، وتشجيع الرشوة والجريمة والفساد والخديعة واللجوء إلى العنف ومصادرة الأملاك.
تقول «بروتوكولات حكماء صهيون» بالعمل للوصول إلى السلطة عن طريق الانقلابات السياسية المفاجئة التي تحدث في وقت واحد في جميع الأقطار، والقبض على السلطة سريعاً لدى إعلان حكوماتها رسميًا أنها عاجزة عن حكم الشعوب، ووضع رجال ضعفاء «أضحوكة» وأصحاب سوابق وفضائح سرية على رأس الحكم يكونون «عبيداً لنا» ومنفّذين أوفياء لأهداف «الحكماء» خوفاً من التشهير والفضيحة…
أوليست هذه حال الكثير من قادة ما يسمّون بـ»المعارضة السورية». توصي «بروتوكولات حكماء صهيون» بتدمير إقتصاد الدول التي يزمعون السيطرة عليها وإثقال كاهلها بالديون، كما توصي بالسيطرة على المؤسسات الإعلامية ودور النشر والمطبوعات ووكالات الأنباء والدوريات التي لا تنشر إلاّ ما يتم اختياره من أخبار.
ألا ينطبق كلّ ما جرى ويجري في سورية على نصوص «بروتوكولات حكماء صهيون» ومحتوياتها منذ سنوات ثلاث، من تفكيك للمجتمع وقتل وسحل وتدمير لمكوّنات الدولة الاقتصادية والإجتماعية والبنيوية والثقافية والأخلاقية والتعليمية، على أيدي رجالات بندر، وبتمويل من خزينة عمّ بندر؟!
إخوة بندر وأبناء وهابيّته من أبوات من سائر الأعراق واللهجات والألوان والجنسيات والمسميّات كالجولاني والبغدادي والشيشاني والألباني والسعودي الذين يتحدرون جميعهم من قاعدة بن لادن والظواهري، ينفّذون بحرفية مطلقة نظريات «البروتوكولات» في القتل والترويع والتدمير التي بشّر بها «حكماء صهيون»، تدعمهم في ذلك حملة إعلامية تضليلية قلّ نظيرها في تاريخ الحروب على أيّ أمة، بلغات الأرض المحكية والمقروءة والمسموعة كافة، معتمدة قلب الحقائق وتزوير الحوادث وبث الإشاعات عبر عشرات المحطات التلفزيونية ومئات المطبوعات والمواقع الإلكترونية، مستخدمين رجال إعلام وسياسة واقتصاد ومحللين عسكريين ومراسلين باعوا ضمائرهم بثلاثين من الفضة تحت رايات وشعارات تريد إرجاع المجتمع السوري إلى عصور الظلام التي يهوون العودة إليها.
لهؤلاء المتآمرين على سورية، تحت أيّ مسمى وتحت أيّ لبوس وأيّ لغة نقول: « لن تستطيعوا هزيمة السوريين لأنّهم أبناء تاريخ مجيد وأمّة عظيمة وأن سورية ستنتصر عليكم لأن لسورية رب يحميها».
آل سعود هم الكنز المرصود بين «داعش» وصهاينة اليهود.
المصدر :
البناء/ علي البقاعي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة