طوال السنتين الماضيتين، حافظت بلدة القاع الحدودية على حيادها تجاه الأزمة السورية وأطرافها، رغم التداعيات السلبية لهذه الأزمة على حياة البلدة ومواردها الزراعية والتجارية، إثر إقفال معبر جوسيه (الأمانة) الحيوي بالنسبة لها. وحتى عندما استعمل بعض الأطراف منطقة مشاريع القاع كمعابر لتسلل المسلحين من الأراضي اللبنانية إلى جوسيه السورية، أو لدى تساقط صواريخ «بالخطأ» في أراضيها خلال استهداف الهرمل وقرى القصر وسهلات الماي، بقيت البلدة على هدوئها.

لم يصدر عنها أي تصريحات «متطرفة»، بغية عدم الدخول في المهاترات والمعارك والإستهداف والحفاظ على من تبقّى من أبناء البلدة. لكن تصريحاً واحداً لرئيس بلدية القاع ميلاد رزق طالب فيه «الأجهزة الأمنية بضبط السيارات والدراجات غير القانونية في مشاريع القاع»، أثار حفيظة أحد «الداعشيين» الذي اختار لغة التهديد والوعيد مع رزق والقاعيين «إذا ما تعرضوا لأهالي مشاريع القاع».

رزق أكد لـ «الأخبار» أن اتصالاً ورده ليلاً منذ أربعة أيام من «رقم سوري»، ولم يتسن له الإجابة عليه، لكنه فوجئ بأن المتصل توجه إليه عبر «الواتس آب» بأربع رسائل «تهديدية». وادعى المتصل أن اسمه «أبو حسن المهاجر أحد أمراء الدولة الإسلامية في العراق والشام». وجاء في الرسائل: «اسمع يا رئيس بلدية القاع، بدي قلك كلام، والله إذا آذيتم أهلنا في مشاريع القاع لأخرجنّكم من بيوتكم بعد هدمها فوق رؤوسكم، وأنا أبو حسن المهاجر أمير في الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولا تظن أنك تكلفنا شيئا هنا، كم صاروخ وبس». وطلب الداعشي من رزق «عرض المكالمة هذه ع دولتك لرايحين ندوسها كما دسنا بشار، ورح قلك شغلة نحنا ما بنهدد عاشاشات التلفزة ولا نقول شيئا ولا نفعله، ولكن أكرر بأنني سأهدم البيوت على رؤوسكم إذا تطاولتم على أسيادكم».

ويرجح رزق أن الرسائل التهديدية جاءت «كرد على تصريحه في معرض نشرة أخبار قناة الجديد، منذ اسبوع»، إبان عمليات التسلل لمسلحي المعارضة السورية من جرود السلسلة الشرقية إلى محلة جوسيه داخل الأراضي السورية. وطالب رزق في تصريحه الأجهزة الأمنية «ضبط السيارات المخالفة في منطقة مشاريع القاع، مع مئات الدراجات النارية غير المسجلة». وأشار إلى ان «من حقنا أن نعرف اصحاب هذه السيارات والدراجات النارية، لذلك طالبنا بإقامة حاجز أمني عند هنغار الجمارك بين مشاريع القاع والبلدة من الجهة الشمالية». الرسائل الهاتفية التهديدية وضعت في عهدة القوى الأمنية التي بدأت تحقيقاتها لمعرفة «ماهية صاحب الرقم الهاتفي وتحديد الرقعة الجغرافية لاستعماله، وما إذا كان داخل الأراضي اللبنانية أو السورية»، حسب مصادر أمنية.

ولفت رزق إلى أنه منذ بدء الأزمة السورية «حافظنا على حياديتنا التي سنبقى عليها». وقال: «لا ينبغي أن تكون منطقتنا مصدر خطر وضرر ومشاكل للقاعيين وأبناء المنطقة والوطن، وهذا هو هدفنا من طلبنا من الأجهزة الأمنية»، مؤكداً أن التهديدات «لن تثنينا» عن القيام بواجباتنا كاملة تجاه أهلنا لحمايتهم من كل المخلين بأمن البلدة والبقاع الشمالي.

  • فريق ماسة
  • 2014-01-09
  • 10265
  • من الأرشيف

«داعش» تهدّد بتدمير القاع

طوال السنتين الماضيتين، حافظت بلدة القاع الحدودية على حيادها تجاه الأزمة السورية وأطرافها، رغم التداعيات السلبية لهذه الأزمة على حياة البلدة ومواردها الزراعية والتجارية، إثر إقفال معبر جوسيه (الأمانة) الحيوي بالنسبة لها. وحتى عندما استعمل بعض الأطراف منطقة مشاريع القاع كمعابر لتسلل المسلحين من الأراضي اللبنانية إلى جوسيه السورية، أو لدى تساقط صواريخ «بالخطأ» في أراضيها خلال استهداف الهرمل وقرى القصر وسهلات الماي، بقيت البلدة على هدوئها. لم يصدر عنها أي تصريحات «متطرفة»، بغية عدم الدخول في المهاترات والمعارك والإستهداف والحفاظ على من تبقّى من أبناء البلدة. لكن تصريحاً واحداً لرئيس بلدية القاع ميلاد رزق طالب فيه «الأجهزة الأمنية بضبط السيارات والدراجات غير القانونية في مشاريع القاع»، أثار حفيظة أحد «الداعشيين» الذي اختار لغة التهديد والوعيد مع رزق والقاعيين «إذا ما تعرضوا لأهالي مشاريع القاع». رزق أكد لـ «الأخبار» أن اتصالاً ورده ليلاً منذ أربعة أيام من «رقم سوري»، ولم يتسن له الإجابة عليه، لكنه فوجئ بأن المتصل توجه إليه عبر «الواتس آب» بأربع رسائل «تهديدية». وادعى المتصل أن اسمه «أبو حسن المهاجر أحد أمراء الدولة الإسلامية في العراق والشام». وجاء في الرسائل: «اسمع يا رئيس بلدية القاع، بدي قلك كلام، والله إذا آذيتم أهلنا في مشاريع القاع لأخرجنّكم من بيوتكم بعد هدمها فوق رؤوسكم، وأنا أبو حسن المهاجر أمير في الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولا تظن أنك تكلفنا شيئا هنا، كم صاروخ وبس». وطلب الداعشي من رزق «عرض المكالمة هذه ع دولتك لرايحين ندوسها كما دسنا بشار، ورح قلك شغلة نحنا ما بنهدد عاشاشات التلفزة ولا نقول شيئا ولا نفعله، ولكن أكرر بأنني سأهدم البيوت على رؤوسكم إذا تطاولتم على أسيادكم». ويرجح رزق أن الرسائل التهديدية جاءت «كرد على تصريحه في معرض نشرة أخبار قناة الجديد، منذ اسبوع»، إبان عمليات التسلل لمسلحي المعارضة السورية من جرود السلسلة الشرقية إلى محلة جوسيه داخل الأراضي السورية. وطالب رزق في تصريحه الأجهزة الأمنية «ضبط السيارات المخالفة في منطقة مشاريع القاع، مع مئات الدراجات النارية غير المسجلة». وأشار إلى ان «من حقنا أن نعرف اصحاب هذه السيارات والدراجات النارية، لذلك طالبنا بإقامة حاجز أمني عند هنغار الجمارك بين مشاريع القاع والبلدة من الجهة الشمالية». الرسائل الهاتفية التهديدية وضعت في عهدة القوى الأمنية التي بدأت تحقيقاتها لمعرفة «ماهية صاحب الرقم الهاتفي وتحديد الرقعة الجغرافية لاستعماله، وما إذا كان داخل الأراضي اللبنانية أو السورية»، حسب مصادر أمنية. ولفت رزق إلى أنه منذ بدء الأزمة السورية «حافظنا على حياديتنا التي سنبقى عليها». وقال: «لا ينبغي أن تكون منطقتنا مصدر خطر وضرر ومشاكل للقاعيين وأبناء المنطقة والوطن، وهذا هو هدفنا من طلبنا من الأجهزة الأمنية»، مؤكداً أن التهديدات «لن تثنينا» عن القيام بواجباتنا كاملة تجاه أهلنا لحمايتهم من كل المخلين بأمن البلدة والبقاع الشمالي.

المصدر : الأخبار /رامح حمية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة