دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
اذا تميّز عهد فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان بشيء، فهو بالعهود المنكوثة بتقوية الجيش اللبناني الذي انبثق هو منه وكان رافعته الى اول كراسي السلطة في بلد الأرز.
من المعاهدة مع روسيا من اجل تقديم السلاح الى المؤسسة العسكرية والتي اجهضها وزير الدفاع يومها الياس المر الذي فاجأ نظيره الروسي بالموافقة على طائرات ميغ 29 خلافا لرأي الوفد العسكري المرافق، فسقط التسليح واختفت الميغ.
إلى زيارة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان إلى روسيا حيث حاول تبديل وعد الميغ 29 بآخر لطائرات هليكوبتر، ففشل ودفن بذلك كل أمل للبنان بالتعاون العسكري مع موسكو. علما أن السلاح الروسي يشكل منذ 1990 جزءا هاما من سلاح الجيش اللبناني من الدبابات إلى المدافع وراجمات الصواريخ إلى الأسلحة الفردية طبعا.
إلى رفض العرض الإيراني بتسليح الجيش بسلاح قيمته مليار ونصف دولار وهو ما يوازي نوعا ما الهدية السعودية الفرنسية حيث أن السلاح الإيراني لا بد وان يكون اقل كلفة من السلاح الفرنسي لألف سبب وسبب.
بعد ذلك كان إنشاء صندوق يتبرع فيه اللبنانيون من اجل تسليح جيشهم. فتهرب كل من يصح فيه سؤال "من أين لك هذا؟" وبقي الصندوق فارغا إلا من شيك عراضة بمليون ليرة أو دولار لا يهم، أودعه الياس المر صفحات الجرائد.
أما سلسلة الرتب والرواتب وما رافقها من تهميش دورات كاملة من الجيش في مسرحيات التمديد المشبوهة لكبار ضباط الجيش فحدّث ولا حرج عمّا كان لها من آثار سيئة على معنويات العسكريين.
نصل إلى الكلمة المفاجأة لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان يوم الأحد 29 كانون الثاني حيث ابلغنا أن لبنان حصل على هديّة 3 مليار دولار من اجل تسليح جيشه. هديّة تدفع مالها المملكة العربية السعودية إلى فرنسا التي تقوم بدورها بإرسال السلاح إلى الجيش.
السؤال هنا: هل سترسل فرنسا مساعدات عسكرية بناء للوائح الجيش اللبناني لتغطي حاجاته، أو بناء لتقديرات الجانب الفرنسي، وهل ستكون المساعدات عتادا عسكريا نوعيا أو عتاد فائض لدي فرنسا وتغطية تكاليف زيارات وفود عسكرية.
الرئيس الفرنسي هولاند كان في السعودية من اجل إبرام صفقات عديدة مع المملكة ومنها صفقة دفاع جوي لصالح شركة Thalès وصفقة محطات نووية لتوليد الكهرباء لكنه يعود خالي الوفاض ولا يحصد أي عقد ولا يصل إلى أي نتيجة إلا اللهم دغدغة حساسية الولايات المتحدة تجاه كل من يقترب من حليفها الأوفى في منطقة الخليج. ولمن يشكك بذلك فله مراجعة خطابي رئيس فرنسا فرنسوا هولاند الذي أعطى أهمية إلى مجموعة المنجّم السعودية التي اشترت حصّة في شركة مفلسة اسمها Doux للدواجن، أكثر ممّا أعطى لصفقة العمر مع لبنان.
قال هولاند إن مجموع المبادلات التجارية بين فرنسا والسعودية بلغت 8 مليار دولار منها ثلاثة مليار دولار صادرات فرنسية إلى المملكة. وهنا السؤال الآخر: لماذا لا تحظى مضاعفة هذه الصادرات إلى 6 مليار دولار سوى بجملة ديبلوماسية باهتة مفادها أن فرنسا سوف تلبي طبعا مطالب لبنان في تسليح جيشه.
وفي هذا المجال يجدر الذكر أن طائرات الغازيل التي تبرّعت بها الإمارات العربية المتحدة ما زالت حتى اليوم بدون تسليح لأن فرنسا رفضت بعد ضغط خارجي مورس عليها تزويد لبنان بتلك الأنظمة. والشيء نفسه حصل مع الاتفاق على أنظمة صواريخ مضادة للدبابات.
الإعلام الفرنسي تجاهل تماما الهدية. الهدية التي أثلجت صدر رئيسنا الأول وساهمت في ذرّ الرماد في عيون لبنانيين بلغوا أدنى درجات اليأس من دولة يرأسها غائبون ويتلاعب أولاد الميليشيات بأعصابها. وقد تكون أقصى درجات التفاؤل ما ذكرته صحيفة La Tribune عن إمكانية إعطاء سلاح البحرية اللبناني بضع زوارق لحماية منشآت بترول وغاز لم تبصر النور بعد.
ما قد يؤلم كبرياء اللبنانيين هو أن تكون لصفقة فراريج Doux أهمية اكبر في نظر فرنسا من تسليح جيش وطنهم. لكن ما يجب أن يؤلمهم حقّا هو أن يستطيع سياسيون وزعماء فتنة سابقون أن يتلاعبوا بعقولهم إلى هذه الدرجة في قضايا أساسية كتسليح الجيش والدفاع عن كرامة الوطن.
المصدر :
التيار الوطني الحر/وسيم الهنود
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة