بماذا، غير التكفيريين، يمكن وصف رافضي محبة فيروز للسيد حسن نصر الله؟ بماذا، غير التكفيري، يمكن وصف من يرفض الآخر اذا لم يكن على ذوقه الايديولوجي؟ وبماذا، غير التكفيريين، يمكن وصف من يرفض مشاعر هذا أو ذاك من المعنيين بالشأن العام؟

ماذا يعني ان تقول لفيروز: اسمعي. أنا أسمعك منذ زمن بعيد. لكنني أرفض ان يكون لك أي دور في الحياة غير ان تغنّي لي، واذا حصل وضبطتك متلبّسة بموقف من هذا او ذاك ممن يعملون في الشأن العام، سأضطر الى أن اعيد النظر في موقف اذنيّ منك؟

ماذا يعني أن تشترط على فيروز أو على زياد الرحباني ان يصمتا، والا فإن الحرم سيصدر في حقهما؟

الذين حاولوا احراج فيروز وزياد بالقول ان السيد حسن نصرالله، الذي قال زياد ان والدته تحبه، لا يحب اصلاً الاستماع الى اغاني فيروز، لم ينتبهوا الى ان حملاتهم على فيروز وزياد تنتهي، عادة، بالامتناع عن سماعهما، لأنهما صارا في موقع مختلف؟ ألم يقرر هؤلاء اقفال مذياعهم في وجه فيروز وزياد؟

ما الذي يميّز من يفترض انه ذو عقل وصاحب تجربة، عن مراهق منفعل جراء خطاب او صورة؟ أليس استخدام العقل واستحضار التجربة؟ ولكن، عندما ينطق من يفترض ان لديه العقل بموقف أشد تخلّفاً من موقف أكثر التكفيريين تخلفاً، كيف يكون الامر؟

كيف يمكن لمن اعتبر مهاجمة عملاء اسرائيل دعوة الى قتلهم بسبب رأيهم، أن يقرر موت هذا او ذاك بسبب موقف انساني؟

كيف يحصل كل ذلك، والناس تريد حواراً وتفاهماً ونقاشاً وخلاف ذلك من ترّهات الليبراليين، سواء الذين عمّدوا انتماءهم الى الفكر المتوحش بالنفط العربي المسلوب من عصابة آل سعود، او اولئك الذين يعانون الترهّل في كل مفاصلهم، فصاروا هرمين في كل ما يقومون به ويفكرون فيه؟

كيف يمكن لنا ان نغفر لمن صار مجرد صوت، ينتظر ان يصفق له أرذل بني الارض تحية له على شتيمة من هنا او تقريع من هناك؟

لو كانت عندنا دولة، لوجب تحرّك قوى الامن الداخلي، بناء على اشارة من وزارة الصحة العامة، لايقاف من يفسد الهواء العام بأنفاس من الكراهية والاحقاد ذات الخلفيات الطائفية الدفينة، او العقد النفسية الناجمة عن فشل خيارهم الفكري او السياسي، او من صاروا مستعدين لمصافحة الشيطان نكاية بمن ليس على ذوقهم الايديولوجي.

زياد كان قبلاً، منذ ولد، ابناً لسيدة لا تنفخ في روحنا غير النفس الطيب. وهو أقرب الى حقيقة الناس من كل هؤلاء المتسوّلين لشهرة ولو من باب الشتيمة. وزياد، كما فيروز، اقرب الى الناس الذين لا تخدعهم صورة مشوّشة، ولا فكرة مهتزّة، ولا هيئة لم يعد فيها شيء غير الحقد.

اذا كان من بقية ليسار عربي في بلدنا ومنطقتنا، فهي بقية زرعها الشهداء والانقياء في جسد زياد.

اذهبوا وانتسبوا الى «داعش» واخواتها، ثم موتوا في غيظكم!

  • فريق ماسة
  • 2013-12-19
  • 10262
  • من الأرشيف

إلى التكفيريين الجدد .. موتوا بغيظكم

بماذا، غير التكفيريين، يمكن وصف رافضي محبة فيروز للسيد حسن نصر الله؟ بماذا، غير التكفيري، يمكن وصف من يرفض الآخر اذا لم يكن على ذوقه الايديولوجي؟ وبماذا، غير التكفيريين، يمكن وصف من يرفض مشاعر هذا أو ذاك من المعنيين بالشأن العام؟ ماذا يعني ان تقول لفيروز: اسمعي. أنا أسمعك منذ زمن بعيد. لكنني أرفض ان يكون لك أي دور في الحياة غير ان تغنّي لي، واذا حصل وضبطتك متلبّسة بموقف من هذا او ذاك ممن يعملون في الشأن العام، سأضطر الى أن اعيد النظر في موقف اذنيّ منك؟ ماذا يعني أن تشترط على فيروز أو على زياد الرحباني ان يصمتا، والا فإن الحرم سيصدر في حقهما؟ الذين حاولوا احراج فيروز وزياد بالقول ان السيد حسن نصرالله، الذي قال زياد ان والدته تحبه، لا يحب اصلاً الاستماع الى اغاني فيروز، لم ينتبهوا الى ان حملاتهم على فيروز وزياد تنتهي، عادة، بالامتناع عن سماعهما، لأنهما صارا في موقع مختلف؟ ألم يقرر هؤلاء اقفال مذياعهم في وجه فيروز وزياد؟ ما الذي يميّز من يفترض انه ذو عقل وصاحب تجربة، عن مراهق منفعل جراء خطاب او صورة؟ أليس استخدام العقل واستحضار التجربة؟ ولكن، عندما ينطق من يفترض ان لديه العقل بموقف أشد تخلّفاً من موقف أكثر التكفيريين تخلفاً، كيف يكون الامر؟ كيف يمكن لمن اعتبر مهاجمة عملاء اسرائيل دعوة الى قتلهم بسبب رأيهم، أن يقرر موت هذا او ذاك بسبب موقف انساني؟ كيف يحصل كل ذلك، والناس تريد حواراً وتفاهماً ونقاشاً وخلاف ذلك من ترّهات الليبراليين، سواء الذين عمّدوا انتماءهم الى الفكر المتوحش بالنفط العربي المسلوب من عصابة آل سعود، او اولئك الذين يعانون الترهّل في كل مفاصلهم، فصاروا هرمين في كل ما يقومون به ويفكرون فيه؟ كيف يمكن لنا ان نغفر لمن صار مجرد صوت، ينتظر ان يصفق له أرذل بني الارض تحية له على شتيمة من هنا او تقريع من هناك؟ لو كانت عندنا دولة، لوجب تحرّك قوى الامن الداخلي، بناء على اشارة من وزارة الصحة العامة، لايقاف من يفسد الهواء العام بأنفاس من الكراهية والاحقاد ذات الخلفيات الطائفية الدفينة، او العقد النفسية الناجمة عن فشل خيارهم الفكري او السياسي، او من صاروا مستعدين لمصافحة الشيطان نكاية بمن ليس على ذوقهم الايديولوجي. زياد كان قبلاً، منذ ولد، ابناً لسيدة لا تنفخ في روحنا غير النفس الطيب. وهو أقرب الى حقيقة الناس من كل هؤلاء المتسوّلين لشهرة ولو من باب الشتيمة. وزياد، كما فيروز، اقرب الى الناس الذين لا تخدعهم صورة مشوّشة، ولا فكرة مهتزّة، ولا هيئة لم يعد فيها شيء غير الحقد. اذا كان من بقية ليسار عربي في بلدنا ومنطقتنا، فهي بقية زرعها الشهداء والانقياء في جسد زياد. اذهبوا وانتسبوا الى «داعش» واخواتها، ثم موتوا في غيظكم!

المصدر : الأخبار / ابراهيم الأمين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة