دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
الوفود الامنية والعسكرية الاسبانية والايطالية والالمانية والبريطانية التي زارت سورية منذ اسبوعين والتقوا المسؤولين السوريين ومعظمهم على لائحة الحظر الاوروبي لاحظوا موقفاً سورية متشدداً حيال فرنسا ورفض اي تعاون سوري مع الاجهزة الفرنسية وهذا الموقف نقل للمسؤولين الفرنسيين.
حتى ان المسؤولين السوريين ذكروا هؤلاء الوفود بتصريح وزيرالخارجية السورية منذ سنتين ومع بدء الازمة ان سورية نسيت فرنسا واوروبا جراء المواقف الاوروبية يومها وبالتحديد الفرنسية التي كانت رأس الحربة ضد سورية حيث انقطعت العلاقات كليا وتحولت الارض الفرنسية الى المقر الابرز لدعم المعارضة السورية.
لكن المعلومات تؤكد ان المسؤولين الفرنسيين طرقوا ابواب وزارة الخارجية السورية مؤخراً وبوساطة بريطانية - المانية مشتركة مع استعداد فرنسي للتعاون، وتضيف المعلومات ان وفداً عسكرياً فرنسيا من كبار الضباط الفرنسيين زار سوريا تمهيداً لزيارة وفد عالي المستوى من وزارة الدفاع الفرنسية لترتيب العلاقات والتعاون تحديداً في المجال الامني بعد رأس السنة في ظل القلق الفرنسي من قوة الارهابيين في سوريا وأثرهم على فرنسا وامنها. وهذا القلق بدأ يطال كل المسؤولين الفرنسيين بمختلف اتجاهاتهم. وتضيف المعلومات، ان المسؤولين الاوروبيين وتحديداً الفرنسيين ابلغوا المسؤولين السوريين عن قرار اوروبي اتخذ بإعادة فتح القنصليات الاوروبية في دمشق مطلع عام 2014، كما تم النقاش مع الوفد الفرنسي في جدول اعمال زيارة وفد وزارة الدفاع، وهو الوفد الاعلى مستوى الذي يزور دمشق منذ بدء الازمة السورية.
وتكشف المعلومات عن وجود خلافات حادة داخل الادارة الفرنسية حتى الان بشأن الملف السوري وتحديداً في وزارة الخارجية، ولكن نفوذ الداعين لاعادة خيوط التواصل مع دمشق اصبحت تملك القرار، ولم تستبعد المعلومات عن حصول تعديل في وزارة الخارجية الفرنسية عبر الاطاحة بوزير الخارجية الحالي فابيوس رأس الحربة في مواجهة سوريا والمجيء بهوبير فيدرين وزيراً للخارجية وهو ديغولي حيث شغل هذا المنصب في فترة سابقة، ومعروف بعلاقاته ووسطيته في التعامل مع الملف السوري. وقد قدم المسؤولين السوريين للوفد الفرنسي الزائر حاليا جردة كاملة بمواقف فرنسا الداعمة للمسلحين سياسياً وعسكرياً وتواريخ وصول المساعدات وهذا ما اثار استغراب الفرنسيين عن حجم المعلومات السورية.
ولذلك تؤكد المعلومات، ان مسار العلاقة الاوروبية السورية بدأ يتطور ويسلك مساراً مغايراً، حتى ان بعض الوفود طلبت مقابلة الرئيس السوري بشار الاسد للنقاش حول تصوراته لمستقبل الاوضاع في سوريا والشرق الاوسط واكدت هذه الوفود انه لا بديل عن سوريا لمحاربة التكفيريين الذين باتوا يشكلون الخطر الاساسي على اوروبا ودول حوض البحر الابيض المتوسط.
وتضيف المعلومات، ان القرار الاوروبي - الاميركي - الروسي بالتصدي للارهابيين واجتثاثهم يشمل كل دول العالم العربي وان المهمة المركزية ستكون للجيشين السوري والمصري وان مهمة الجيش المصري ستتركز في سيناء التي تشكل الخطر الاول حالياً، كما ان الجيش الجزائري سيكلف بمهام امنية، عسكرية، في دول المغرب العربي بعد ان تبين ان دول تونس والمغرب وليبيا هم المصدر الاول للارهاب الى اوروبا وكل دول العالم، وتكشف المعلومات عن خطة اوروبية - اميركية تم وضعها تسمح للجيش الجزائري بالدخول الى عمق اكثر من 200 كلم داخل الاراضي التونسية لملاحقة الارهابيين ومراكزهم على الحدود بين البلدين وكذلك التعاون مع الجيش الليبي لضرب الارهابيين في ليبيا. وتقول المعلومات، ان الدول الغربية كانت ما بين خيار دعم عودة العسكر الى السلطة في تونس او الاستعانة بالجيش الجزائري، وفضلت الخيار الثاني حاليا.
وتضيف المعلومات ان القرار الاوروبي - الاميركي - الروسي سيطلب من دول الخليج التعاون في هذا المجال لضرب الارهاب وتحديدا في اليمن المركز الاساسي للعناصر الارهابية في الدول العربية وهذا يتطلب تنسيقا وتعاونا وبالتالي انخراط دول الخليج في منظومة الدول المحاربة للارهاب، لان العنوان الاساسي حاليا ضرب هذه الجماعات التي لا تلتزم بقواعد العلاقات بين الدول. وتشير المعلومات الى ان لبنان هدف اساسي للقوة الارهابية لضرب الاستقرار فيه والانتقال الى سوريا ولذلك فإن المهمة الاساسية للجيش اللبناني تقضي بضرب الارهاب، وسيتم تقديم كل الدعم اللوجستي والتقني للجيش في هذا المجال بالتعاون مع الجيش السوري وستظهر مفاعيل هذا التعاون على الحدود اللبنانية - السورية قريبا وبغطاء دولي، هذا بالاضافة الى ان لبنان يكتسب اهمية بارزة لحدوده المشتركة مع العدو الاسرائيلي ووجود قوات الطوارئ الدولية في الجنوب والمخيمات الفلسطينية ومليون ونصف مليون نازح، وهذا ما يجعل المهمة في لبنان صعبة على الجيش اللبناني، ولذلك فإن هذا الامر يتطلب تعاونا مع الجيش السوري ومع كل من يحارب الارهاب.
وتؤكد المعلومات ان الحسم العسكري في القلمون لصالح الجيش السوري يتم بغطاء دولي واضح. لان القضاء عليهم في القلمون سيحقق هذه الاجواء في لبنان مع بقاء عشرات الخلايا النائمة حيث يشكل لبنان ارضية خصبة لهم للتحرك والرصد والتخطيط والدعم لكل الحركات الارهابية في العالم العربي.
اما حركة حماس فان الجهد الايراني دفعها الى بوابة البحث عن تعديل مواقفها خصوصا ان القيادي محمود الزهار اعلن عن انسحاب حماس من الملف السوري، لكن قيادات في حماس ما زالت تعتبر مواقف الزهار شخصية واكبر دليل على ذلك فشل سحب المسلحين من مخيم اليرموك وعودة الاشكال بين الجيش السوري والمسلحين، والعمود الفقري للمسلحين عناصر حماس، اما السلطة الفلسطينية فهي مشارك اساسي في الحرب.
هذا هو جوهر الصراع حاليا في منطقة الشرق الاوسط بين الجيوش العربية والارهابيين وقيادة هذا الصراع ستكون للجيش المصري والسوري وكذلك للجيش الجزائري مع اشارة دولية بقدرات الجيش اللبناني وحركته وما يقوم به الان في الحرب على الارهابيين.
المصدر :
رضوان الذيب - الديار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة