كثيرة هي المناسبات التي مارست فيها الأمم المتحدة التعتيم على أسلوب تعاطيها مع الأزمة السورية، وكان آخرها ما جرى الجمعة الماضي في الجمعية العامة عندما أطفأت شاشة المنظمة الدولية مباشرة بعد تقديم بان كي مون تقرير فريق البروفسور السويدي أيكي سلستروم عن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا. كان واضحا أن الهدف منه التعمية على ما كان سيقوله المندوبان السوري والروسي في الجلسة. ولم يتسنّ لوسائل الإعلام متابعة الكلمة القاسية التي قالها مندوب سوريا بشار الجعفري، متهماً المنظمة بالتلكؤ في تحديد المسؤولية، بينما غامرت في أسلوبها الملتوي بتعريض سوريا للتدمير ولتبرير غارات جوية من أطراف ضالعة حتى أذنيها في تأجيج الصراع في سوريا. كان المهم من إقفال الجلسة ألا يسمع أحد ما قالته دمشق وموسكو.

«الأخبار» اطلعت على تفاصيل تلك الجلسة وعلى الاجتماعات الجانبية الخاصة التي عقدت قبلها وبعدها وتلخصها في هذا العرض.

قبل وقوع الهجوم الكيميائي على بلدة خان العسل في محافظة حلب في 19 آذار الماضي، كان المطلوب إيجاد ذريعة لتدخل خارجي في سوريا يقلب موازين الميدان. وحددت الولايات المتحدة استخدام الكيميائي خطاً أحمر. استخدم الكيميائي ضد الجنود والسكان في البلدة التي كانت خاضعة لسيطرة الدولة السورية، وطلب مندوب سوريا رسمياً من الأمم المتحدة إجراء تحقيق وتحديد الجهة التي استخدمت الكيميائي، وتحديداً في خان العسل. ووقّع بشار الجعفري اتفاقاً مع مسؤولة نزع السلاح في المنظمة، أنجيلا كين، يقضي بحصر التحقيق في خان العسل.

لكن بعد أقل من 48 ساعة، تراجعت كين عن الاتفاق. وقالت الأمانة العامة إن التحقيق يجب أن يتم بشأن كل المزاعم حول استخدام السلاح الكيميائي. وتدفقت بالعشرات المزاعم بشأن حوادث وقعت قبل أشهر. أثناء التفاوض، شن المسلحون من جبهة النصرة هجوماً على خان العسل وارتكبوا مجزرة كبيرة في البلدة وأتلفوا ودمروا أي أثر، وقتلوا كل شاهد محتمل. وباتت تلك المنطقة في دائرة الخطر الشديد لفريق التحقيق. في تلك الفترة، وقعت هجمات راح ضحيتها العشرات من الجنود والمدنيين في مناطق خاضعة لسلطة الدولة. كما أوقفت السلطات التركية 12 مسلحاً من الجبهات المتطرفة المقاتلة في سوريا وهم يحملون كيلوغرامين اثنين من غاز السارين كانوا يهرّبونهما من ليبيا على متن طائرة مدنية. وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن وجود مختبرات لإنتاج الأسلحة الكيميائية لدى تنظيم القاعدة في العراق. كما أجرى فريق علمي روسي رفيع المستوى تحقيقاً بما جرى في خان العسل وقدم تقريراً إلى الأمم المتحدة مؤلفاً من 80 صفحة، ومعززاً بالقرائن التقنية يؤكد استخدام السلاح الكيميائي في البلدة.

وفي اليوم الذي وصل فيه الفريق إلى دمشق للتحقيق أولاً في ما جرى في خان العسل، ومن ثم النظر في مزاعم أخرى، يرى الفريق أنها تتمتع بقدر كاف من المعقولية، وقع هجوم الغوطة الذي ذهب ضحيته عدد غير محدد حتى الآن. فالأرقام تراوحت بين 120 و1400 بعد ثبوت التلاعب بالصور والوقائع.

الفريق تخلى عن التوجه إلى خان العسل، وجاءت الأوامر من بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، وفي بيان قرأه علناً في نيويورك، بأن يتوجه فريق التحقيق إلى الغوطة ويترك ما عداها. وكانت القصة معروفة. خرج الفريق من الغوطة بتقرير وضع تحت ضغوط سريعة وكان قابلاً للتأويل وغير قاطع. تقرير استخدم كذريعة من قبل الدول الغربية الثلاث صاحبة الفيتو في مجلس الأمن لكي تهدد بشن ضربة عسكرية على سوريا. وكادت الحرب الكبرى تقع بناءً على شهادة تشبه قصة أسلحة الدمار الشامل في العراق.

حصل التفاهم الروسي ـــ الأميركي، وقبلت سوريا التخلي عن ترسانتها الكيميائية. سارت الأمور على ما يرام في مجال نزع السلاح الكيميائي بعد انضمام سوريا إلى منظمة الحظر. وعادت الأمور إلى الإطار الدبلوماسي وتوجه الفريق الدولي مجدداً إلى سوريا لكي ينجز المهمة التي بدأت قبل أزمة الغوطة. وعادت لغة العقل وأعيدت بعثة سلستروم إلى سوريا لكي تكمل تحقيقاتها وفي جعبتها 47 عنواناً. وعاد الفريق بتقرير نهائي إلى نيويورك الخميس الماضي سُلّم إلى الأمين العام. خلص التقرير إلى تأكيد ما كان معروفاً عن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا في سبعة مواقع بعد التحقيق في 16 موقعاً. واعتبر المزاعم الأخرى في 40 موقعاً غير واقعية ولا تستحق التحقيق.

بان كي مون

قدم الأمين العام التقرير إلى الجمعية العامة مساء الجمعة الماضي، فأكد مخاطباً الأعضاء أن الأسلحة الكيماوية استخدمت على نطاق واسع في الغوطة في آب الماضي، ومنبهاً إلى أن البعثة «لم تتمكن من الوقوف ميدانياً على كل الحوادث». وأشاد بنزاهة التحقيق واعتماده المنهج العلمي الموضوعي غير القابل للطعن أو التشكيك. تحقيقات تمت بمساعدة منظمة الصحة العالمية ومختبرات تم تحديدها من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وبناءً على التحاليل والمقابلات التي تمت مع الضحايا وتحليل السجلات الطبية للضحايا، تم الوصول إلى أن هناك تسمماً حصل نتيجة «استخدام مادة فوسفورية، وحصول التسمم بغاز السارين في حادثتين».

وبعد المطالبة بمحاسبة الفاعلين والوصول إلى حكم يلبي تطلعات الشعب السوري، أقفلت جلسة النقاش المفتوحة وتحولت إلى جلسة مغلقة. تحدث فيها عدد من المندوبين، فقال بشار الجعفري مندوب سوريا: «من المهم جداً أن نعرف أن البروفسور سيلستروم قد حقق في 16 ادعاءً ثبت صحة 7 منها»، وأشار إلى أن 40 ادعاءً لم تكن تتمتع بالحد الأدنى من الثقة بصحتها. وأشار إلى أن تقرير البعثة أثبت استخدام السلاح الكيماوي، وبالتحديد غاز السارين في خان العسل ضد المدنيين والعسكريين. وانتقد تقديم تقرير مجتزأ في المرحلة الأولى، وقال إن ذلك التقرير «كان من الممكن أن يبرر للبعض توجيه عدوان عسكري ضد بلادي». وذكّر الجمعية بالأسباب التي حدت بالمجموعات الى الاعتداء على السكان في خان العسل بمجرد الإعلان عن الاتفاق بين الحكومة والأمم المتحدة لإرسال البعثة. وقال: «في نفس اللحظة التي تم فيها الإعلان عن الاتفاق، دخلت المجموعات الإرهابية خان العسل وذبحت المئات... وقد تكرر الأمر نفسه عند وصول الفريق والسيدة كاين إلى دمشق للتحقيق في جريمة خان العسل، حيث استخدمت جهات معينة في الغوطة في نفس اليوم الذي كان سيبدأ فيه التحقيق غاز السارين ضدّ المواطنين هناك». وخلص إلى وجود «أيدٍ خفية استخبارية تتلاعب بالموضوع وتعمل على تقويض عمل البعثة وحرف النظر عن الجريمة».

السعودية

مندوب السعودية عبد الله المعلمي ردّ مطالباً بإحالة المسؤولين السوريين إلى العدالة الدولية. وأضاف إن الحديث عن أن التحقيق في 7 حالات فقط لا يبرر استخدام السلاح الكيماوي، مشيراً إلى مصرع 1400 من النساء والأطفال في الغوطة، حيث يثبت التقرير الذي صدر حولها أن «الأسلحة المستخدمة ذات مستوى من التعقيد وأطلقت من مواقع تسيطر عليها القوات النظامية»، و«ضحاياها كانوا من الثوار». وخلص إلى الاستنتاج بأن «النظام السوري هو من ارتكب هذه الجريمة الشنعاء». كما أشار إلى تقرير المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، التي أكدت، حسب قوله، أن «القيادة السورية مسؤولة شخصياً عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».

روسيا

مندوب روسيا فيتالي تشوركين أكد استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، وأن الولايات المتحدة قد سارعت الى اتهام الرئيس بشار الأسد. لكنه نبّه إلى أن عدداً قليلاً ومحدوداً من الدول مقتنع بأن الحكومة السورية هي المسؤولة، مشيراً إلى أن مندوب السعودية قال ذلك أيضاً. وذكّر بأن روسيا درست المسألة بشكل تفصيلي، والاستنتاج هو أن من الواضح ثبوت استخدام الغاز السام. ونفى أن تكون الحكومة السورية المستخدمة لأنه لا مصلحة لها في استهداف جنودها.

وفي الدعوة إلى التحقيق في حوادث استخدام السلاح الكيماوي وعند وصول بعثة التحقيق تقوم باستخدامه مجدداً، على الرغم من معرفة الحكومة السورية بالتهديد بشن عدوان عليها في حال ثبت هذا الاستخدام، ذكّر بأن الحكومة السورية هي التي بادرت الى الطلب من الأمين العام فتح تحقيق في حادثة خان العسل. وقال: «وبعدها تأتي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لتقول بأن هناك حوادث أخرى حدثت منذ كانون الأول 2012». مبدياً شكوكه في صحة تلك الادعاءات وصحتها. وتساءل: «لماذا لم تقم تلك الدول بالإفصاح عن حوادث سابقة حين وقوعها، وانتظارها لوقت تقديم الحكومة السورية لطلب التحقيق في خان العسل؟». كما أشار إلى التحقيق الذي قام به خبراء روس في حادثة خان العسل وإصدارهم تقريراً طويلاً حول الموضوع تم تسليمه إلى الأمين العام والبروفسور سيلستروم. ويشير التقرير إلى استخدام مواد كيماوية مصنعة محلياً بشكل غير حرفي، ما يؤكد استخدام المجموعات الإرهابية المسلحة لهذه المواد ضد المدنيين والجنود. كما تساءل أنه في حال كان لدى الولايات المتحدة أدلة عن حوادث استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، «فلماذا لم تتقدم بها إلى الأمم المتحدة وإلى بعثة التحقيق، واكتفت بتقديم ملف من 4 صفحات لا جديد فيه، ولا يحتوي أية معلومات قيّمة؟» واتهم المندوب الروسي مجموعات المعارضة المسلحة باستخدام السلاح الكيماوي في سوريا.

الولايات المتحدة

أشارت ممثلة الولايات المتحدة سمانتا باور إلى أن التقرير يؤكد بشكل واضح أن السلاح الكيماوي استخدم لقتل المئات، وأن تقدير الولايات المتحدة هو أن الحكومة هي التي قامت بذلك، معربة عن إدانة بلادها لأي استخدام للسلاح الكيماوي. كما إشارت إلى العمل المتواصل لعقد جنيف 2 للوصول إلى حل سياسي للنزاع في سوريا.

إيران

دان مندوب إيران محمد خزاعي استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، مذكّراً بأن انضمام سوريا إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية هو تطور إيجابي ينبغي أن يحذو حذوه آخرون في المنطقة، ودعا إلى عدم استخدام التقارير لغايات سياسية ضيقة، وضرورة بذل الجهود لدعم العملية السياسية لوضع حد للمأساة في سوريا.

وركز مندوبو الدول مثل باكستان والصين على ضرورة طي صفحة القتال والعمل على بلوغ حل سياسي سريع لأزمة تهدد المنطقة بكاملها.

سوريا

وعاد مندوب سوريا ليردّ على المداخلات السابقة في كلمة شديدة اللهجة، واضعاً النقاط على الحروف، آخذاً على الأمانة العامة عزوفها منذ اليوم الأول عن تحديد الجهة التي شنت الهجوم الكيميائي في خان العسل، بعكس طلب سوريا تحديد المسؤولية. وقال: «الأمم المتحدة تعتذر عن عدم قدرتها على القيام بتحديد هوية الفاعلين من وجهة نظر علمية. لذلك من يقول بأن الحكومة السورية لا تريد معرفة المسؤولين هو مخطئ ويضلّل الحضور».

ورداً على مندوب السعودية قال: «دعا أحدهم إلى عقد جلسة خاصة للجمعية العامة لتدارس موضوع مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي وكذلك تحديد مستقبل سوريا، وهذا يظهر موقف بلاده من عملية جنيف، لأن من يدعو إلى جلسة كهذه لا يدرك مغزى جنيف 2، بل إن نظام بلاده يعمل ليل نهار على تقويض جنيف 2».

وأضاف: «استخدم ممثل ذلك النظام وصف الثوار لمن استخدم السارين، وهذا ليس بغريب لأن نظامه هو من أنشأ ما يسمى الجبهة الإسلامية التي تضم كل المتطرفين وبقيادة من بلاده ومن مدير الاستخبارات في بلاده، وعندما يصف هذا المندوب من وصفهم مجلس الأمن بالإرهابيين بالثوار، فهذا دليل على تورط بلاده في تأجيج الأزمة في سوريا».

وحذّر الجعفري من مخاطر أسلحة الدمار الشامل في المنطقة وانتقد الأرقام المغلوطة التي روجت. فقال: «من يشعر بالمخاطر التي يشكلها السلاح الكيماوي في سوريا يجب أن يشعر بالمخاطر التي تشكلها أسلحة الدمار الشامل لدى إسرائيل. أما بالنسبة إلى أرقام ضحايا الغوطة، بالنسبة إلينا، سواء كانوا الرقم واحد أو ألف، فإن الحكومة السورية تأسف لسقوط كل ضحية في سوريا. إلا أن الأرقام مهمة، فالبعض قال إن الرقم هو 1400 (قتيل) بحسب التقييم الاميركي، والبريطاني قال 430، والفرنسي قال 377، كأن الموضوع يانصيب، فكل منهم يطرح ما يراه من أرقام».

وأضاف: «نريد مساعدة الأمم المتحدة في تحديد الجهة التي استخدمت الكيماوي في سوريا في خان العسل وغيرها لمساءلتها وفق القانون الوطني السوري، وبوجود شهود دوليين. ونحن نعرف من استخدم السلاح الكيماوي ومن أين جاء، وقدمنا الدلائل للأمم المتحدة، ولا نريد للزملاء قراءة التقرير على عجالة... نحن لم ننتقد التقرير، بالعكس أثنينا على أداء البروفسور وفريقه، ونحن من طلب المساعدة وليس أي طرف آخر».

ورداً على وصف المعارضة بالإصلاحيين، توجّه الجعفري إلى مندوب بريطانيا: «إذا كانت «جبهة النصرة» و«دولة العراق والشام» اللتان شكّلهما رئيس الاستخبارات السعودية تعتبران إصلاحيتين، فليشحنهما إلى بلاده كي تقدما إصلاحاتهما للشعب البريطاني».

وأكّد الجعفري أن «الإرهاب لن ينتصر أياً كان مموله عربياً أم غير عربي».

وختم: «تحدث الجميع عن استخدام غاز السارين، ويا له من اكتشاف... لقد قلنا إن السارين استخدم في سوريا يوم 19 آذار 2013، وبعد 9 أشهر يخرج البعض ليقول إن السارين ثبت استخدامه في سوريا. ونحن لم ننكر أن الغاز استخدم في سوريا، بل منذ أكثر من سنة في 17 كانون الأول 2012 أرسلنا رسالة نلفت فيها عناية الأمين العام ومجلس الأمن إلى وجود نشاطات من مجموعات إسلاموية تقوم في تركيا بتجارب كيماوية على أرانب. وحذرنا الجميع حينها من أن هذا ما سيجري لاحقاً بأن المجموعات ستستخدم الكيماوي وتتهم الحكومة لأن بعض العرب وغيرهم كانوا يستعجلعون التدخل الخارجي، وكل ذلك فشل كما ستفشل مناوراتهم اللاحقة».

واستشهد الجعفري بتقرير الكاتب الأميركي سيمور هيرش ومقالة نشرت في صحيفة «الأندبندنت»، وتقرير لشبكة «سي ان ان» في إثبات التضليل الذي تم. وقال مخاطباً الخصوم في القاعة: «كفى كذباً ونفاقاً وتضليلاً، وهذا ما أقوله لمن يحاول أن يضلل السادة الحضور. نحن بحاجة إلى مساعدة موضوعية من الأمم المتحدة بعيدة عن التسييس، ولذلك قلنا إن التقرير الشامل إيجابي، أما التقرير الجزئي في مرحلة كان يمكن أن يكون فيها مبرراً لعدوان على سوريا فسيسجله التاريخ بأنه خروج البعض عن الولاية وأحكام الميثاق والنزاهة».

لقاءات

سبق جلسة الجمعية العامة لقاء بين الجعفري وأنجيلا كاين، المفوض الأعلى لشؤون نزع السلاح في مكتبها بحضور رئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقيق في ادعاءات استخدام السلاح الكيماوي في سوريا أيكي سلستروم، وخبير من منظمة الصحة العالمية وعدد من كبار المسؤولين من الطرفين.

سيلستروم قال إن البعثة ارتأت النظر في 7 ادعاءات من أصل 16، واعتبر أن الادعاءات التي لم يتم التحقيق فيها كانت ضعيفة الحجج. وأكد أن العمل جرى في ظروف صعبة. وأنه أثناء وجود البعثة في دمشق، وقعت حادثة الغوطة، ما دفع البعثة الى التركيز عليها. واستكملت البعثة عملها مركزة على حادثة خان العسل. لكن الظروف الأمنية حالت دون التمكين من زيارة الموقع. وأسف لعدم وجود عينات بيولوجية وعينات دم موثقة لفحص الحمض النووي. ونوّه بتجاوب السلطة السورية مع كل طلبات الفريق.

وأشار البروفسور سيلستروم إلى أنه يعمل وفقاً للولاية المكلف بها، وأنه ينصح الحكومة السورية بإجراء تحقيق علمي حول حجم الغمامة التي تشكلت لدى إطلاق المواد الكيماوية في خان العسل، حيث يمكن لهذا الأمر أن يساعد كثيراً في الوقوف على حجم المواد المستخدمة وكذلك كيفية استخدامها.

  • فريق ماسة
  • 2013-12-15
  • 10918
  • من الأرشيف

كيمياء مفقودة في تقرير سلستروم السوري

كثيرة هي المناسبات التي مارست فيها الأمم المتحدة التعتيم على أسلوب تعاطيها مع الأزمة السورية، وكان آخرها ما جرى الجمعة الماضي في الجمعية العامة عندما أطفأت شاشة المنظمة الدولية مباشرة بعد تقديم بان كي مون تقرير فريق البروفسور السويدي أيكي سلستروم عن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا. كان واضحا أن الهدف منه التعمية على ما كان سيقوله المندوبان السوري والروسي في الجلسة. ولم يتسنّ لوسائل الإعلام متابعة الكلمة القاسية التي قالها مندوب سوريا بشار الجعفري، متهماً المنظمة بالتلكؤ في تحديد المسؤولية، بينما غامرت في أسلوبها الملتوي بتعريض سوريا للتدمير ولتبرير غارات جوية من أطراف ضالعة حتى أذنيها في تأجيج الصراع في سوريا. كان المهم من إقفال الجلسة ألا يسمع أحد ما قالته دمشق وموسكو. «الأخبار» اطلعت على تفاصيل تلك الجلسة وعلى الاجتماعات الجانبية الخاصة التي عقدت قبلها وبعدها وتلخصها في هذا العرض. قبل وقوع الهجوم الكيميائي على بلدة خان العسل في محافظة حلب في 19 آذار الماضي، كان المطلوب إيجاد ذريعة لتدخل خارجي في سوريا يقلب موازين الميدان. وحددت الولايات المتحدة استخدام الكيميائي خطاً أحمر. استخدم الكيميائي ضد الجنود والسكان في البلدة التي كانت خاضعة لسيطرة الدولة السورية، وطلب مندوب سوريا رسمياً من الأمم المتحدة إجراء تحقيق وتحديد الجهة التي استخدمت الكيميائي، وتحديداً في خان العسل. ووقّع بشار الجعفري اتفاقاً مع مسؤولة نزع السلاح في المنظمة، أنجيلا كين، يقضي بحصر التحقيق في خان العسل. لكن بعد أقل من 48 ساعة، تراجعت كين عن الاتفاق. وقالت الأمانة العامة إن التحقيق يجب أن يتم بشأن كل المزاعم حول استخدام السلاح الكيميائي. وتدفقت بالعشرات المزاعم بشأن حوادث وقعت قبل أشهر. أثناء التفاوض، شن المسلحون من جبهة النصرة هجوماً على خان العسل وارتكبوا مجزرة كبيرة في البلدة وأتلفوا ودمروا أي أثر، وقتلوا كل شاهد محتمل. وباتت تلك المنطقة في دائرة الخطر الشديد لفريق التحقيق. في تلك الفترة، وقعت هجمات راح ضحيتها العشرات من الجنود والمدنيين في مناطق خاضعة لسلطة الدولة. كما أوقفت السلطات التركية 12 مسلحاً من الجبهات المتطرفة المقاتلة في سوريا وهم يحملون كيلوغرامين اثنين من غاز السارين كانوا يهرّبونهما من ليبيا على متن طائرة مدنية. وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن وجود مختبرات لإنتاج الأسلحة الكيميائية لدى تنظيم القاعدة في العراق. كما أجرى فريق علمي روسي رفيع المستوى تحقيقاً بما جرى في خان العسل وقدم تقريراً إلى الأمم المتحدة مؤلفاً من 80 صفحة، ومعززاً بالقرائن التقنية يؤكد استخدام السلاح الكيميائي في البلدة. وفي اليوم الذي وصل فيه الفريق إلى دمشق للتحقيق أولاً في ما جرى في خان العسل، ومن ثم النظر في مزاعم أخرى، يرى الفريق أنها تتمتع بقدر كاف من المعقولية، وقع هجوم الغوطة الذي ذهب ضحيته عدد غير محدد حتى الآن. فالأرقام تراوحت بين 120 و1400 بعد ثبوت التلاعب بالصور والوقائع. الفريق تخلى عن التوجه إلى خان العسل، وجاءت الأوامر من بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، وفي بيان قرأه علناً في نيويورك، بأن يتوجه فريق التحقيق إلى الغوطة ويترك ما عداها. وكانت القصة معروفة. خرج الفريق من الغوطة بتقرير وضع تحت ضغوط سريعة وكان قابلاً للتأويل وغير قاطع. تقرير استخدم كذريعة من قبل الدول الغربية الثلاث صاحبة الفيتو في مجلس الأمن لكي تهدد بشن ضربة عسكرية على سوريا. وكادت الحرب الكبرى تقع بناءً على شهادة تشبه قصة أسلحة الدمار الشامل في العراق. حصل التفاهم الروسي ـــ الأميركي، وقبلت سوريا التخلي عن ترسانتها الكيميائية. سارت الأمور على ما يرام في مجال نزع السلاح الكيميائي بعد انضمام سوريا إلى منظمة الحظر. وعادت الأمور إلى الإطار الدبلوماسي وتوجه الفريق الدولي مجدداً إلى سوريا لكي ينجز المهمة التي بدأت قبل أزمة الغوطة. وعادت لغة العقل وأعيدت بعثة سلستروم إلى سوريا لكي تكمل تحقيقاتها وفي جعبتها 47 عنواناً. وعاد الفريق بتقرير نهائي إلى نيويورك الخميس الماضي سُلّم إلى الأمين العام. خلص التقرير إلى تأكيد ما كان معروفاً عن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا في سبعة مواقع بعد التحقيق في 16 موقعاً. واعتبر المزاعم الأخرى في 40 موقعاً غير واقعية ولا تستحق التحقيق. بان كي مون قدم الأمين العام التقرير إلى الجمعية العامة مساء الجمعة الماضي، فأكد مخاطباً الأعضاء أن الأسلحة الكيماوية استخدمت على نطاق واسع في الغوطة في آب الماضي، ومنبهاً إلى أن البعثة «لم تتمكن من الوقوف ميدانياً على كل الحوادث». وأشاد بنزاهة التحقيق واعتماده المنهج العلمي الموضوعي غير القابل للطعن أو التشكيك. تحقيقات تمت بمساعدة منظمة الصحة العالمية ومختبرات تم تحديدها من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وبناءً على التحاليل والمقابلات التي تمت مع الضحايا وتحليل السجلات الطبية للضحايا، تم الوصول إلى أن هناك تسمماً حصل نتيجة «استخدام مادة فوسفورية، وحصول التسمم بغاز السارين في حادثتين». وبعد المطالبة بمحاسبة الفاعلين والوصول إلى حكم يلبي تطلعات الشعب السوري، أقفلت جلسة النقاش المفتوحة وتحولت إلى جلسة مغلقة. تحدث فيها عدد من المندوبين، فقال بشار الجعفري مندوب سوريا: «من المهم جداً أن نعرف أن البروفسور سيلستروم قد حقق في 16 ادعاءً ثبت صحة 7 منها»، وأشار إلى أن 40 ادعاءً لم تكن تتمتع بالحد الأدنى من الثقة بصحتها. وأشار إلى أن تقرير البعثة أثبت استخدام السلاح الكيماوي، وبالتحديد غاز السارين في خان العسل ضد المدنيين والعسكريين. وانتقد تقديم تقرير مجتزأ في المرحلة الأولى، وقال إن ذلك التقرير «كان من الممكن أن يبرر للبعض توجيه عدوان عسكري ضد بلادي». وذكّر الجمعية بالأسباب التي حدت بالمجموعات الى الاعتداء على السكان في خان العسل بمجرد الإعلان عن الاتفاق بين الحكومة والأمم المتحدة لإرسال البعثة. وقال: «في نفس اللحظة التي تم فيها الإعلان عن الاتفاق، دخلت المجموعات الإرهابية خان العسل وذبحت المئات... وقد تكرر الأمر نفسه عند وصول الفريق والسيدة كاين إلى دمشق للتحقيق في جريمة خان العسل، حيث استخدمت جهات معينة في الغوطة في نفس اليوم الذي كان سيبدأ فيه التحقيق غاز السارين ضدّ المواطنين هناك». وخلص إلى وجود «أيدٍ خفية استخبارية تتلاعب بالموضوع وتعمل على تقويض عمل البعثة وحرف النظر عن الجريمة». السعودية مندوب السعودية عبد الله المعلمي ردّ مطالباً بإحالة المسؤولين السوريين إلى العدالة الدولية. وأضاف إن الحديث عن أن التحقيق في 7 حالات فقط لا يبرر استخدام السلاح الكيماوي، مشيراً إلى مصرع 1400 من النساء والأطفال في الغوطة، حيث يثبت التقرير الذي صدر حولها أن «الأسلحة المستخدمة ذات مستوى من التعقيد وأطلقت من مواقع تسيطر عليها القوات النظامية»، و«ضحاياها كانوا من الثوار». وخلص إلى الاستنتاج بأن «النظام السوري هو من ارتكب هذه الجريمة الشنعاء». كما أشار إلى تقرير المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، التي أكدت، حسب قوله، أن «القيادة السورية مسؤولة شخصياً عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». روسيا مندوب روسيا فيتالي تشوركين أكد استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، وأن الولايات المتحدة قد سارعت الى اتهام الرئيس بشار الأسد. لكنه نبّه إلى أن عدداً قليلاً ومحدوداً من الدول مقتنع بأن الحكومة السورية هي المسؤولة، مشيراً إلى أن مندوب السعودية قال ذلك أيضاً. وذكّر بأن روسيا درست المسألة بشكل تفصيلي، والاستنتاج هو أن من الواضح ثبوت استخدام الغاز السام. ونفى أن تكون الحكومة السورية المستخدمة لأنه لا مصلحة لها في استهداف جنودها. وفي الدعوة إلى التحقيق في حوادث استخدام السلاح الكيماوي وعند وصول بعثة التحقيق تقوم باستخدامه مجدداً، على الرغم من معرفة الحكومة السورية بالتهديد بشن عدوان عليها في حال ثبت هذا الاستخدام، ذكّر بأن الحكومة السورية هي التي بادرت الى الطلب من الأمين العام فتح تحقيق في حادثة خان العسل. وقال: «وبعدها تأتي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لتقول بأن هناك حوادث أخرى حدثت منذ كانون الأول 2012». مبدياً شكوكه في صحة تلك الادعاءات وصحتها. وتساءل: «لماذا لم تقم تلك الدول بالإفصاح عن حوادث سابقة حين وقوعها، وانتظارها لوقت تقديم الحكومة السورية لطلب التحقيق في خان العسل؟». كما أشار إلى التحقيق الذي قام به خبراء روس في حادثة خان العسل وإصدارهم تقريراً طويلاً حول الموضوع تم تسليمه إلى الأمين العام والبروفسور سيلستروم. ويشير التقرير إلى استخدام مواد كيماوية مصنعة محلياً بشكل غير حرفي، ما يؤكد استخدام المجموعات الإرهابية المسلحة لهذه المواد ضد المدنيين والجنود. كما تساءل أنه في حال كان لدى الولايات المتحدة أدلة عن حوادث استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، «فلماذا لم تتقدم بها إلى الأمم المتحدة وإلى بعثة التحقيق، واكتفت بتقديم ملف من 4 صفحات لا جديد فيه، ولا يحتوي أية معلومات قيّمة؟» واتهم المندوب الروسي مجموعات المعارضة المسلحة باستخدام السلاح الكيماوي في سوريا. الولايات المتحدة أشارت ممثلة الولايات المتحدة سمانتا باور إلى أن التقرير يؤكد بشكل واضح أن السلاح الكيماوي استخدم لقتل المئات، وأن تقدير الولايات المتحدة هو أن الحكومة هي التي قامت بذلك، معربة عن إدانة بلادها لأي استخدام للسلاح الكيماوي. كما إشارت إلى العمل المتواصل لعقد جنيف 2 للوصول إلى حل سياسي للنزاع في سوريا. إيران دان مندوب إيران محمد خزاعي استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، مذكّراً بأن انضمام سوريا إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية هو تطور إيجابي ينبغي أن يحذو حذوه آخرون في المنطقة، ودعا إلى عدم استخدام التقارير لغايات سياسية ضيقة، وضرورة بذل الجهود لدعم العملية السياسية لوضع حد للمأساة في سوريا. وركز مندوبو الدول مثل باكستان والصين على ضرورة طي صفحة القتال والعمل على بلوغ حل سياسي سريع لأزمة تهدد المنطقة بكاملها. سوريا وعاد مندوب سوريا ليردّ على المداخلات السابقة في كلمة شديدة اللهجة، واضعاً النقاط على الحروف، آخذاً على الأمانة العامة عزوفها منذ اليوم الأول عن تحديد الجهة التي شنت الهجوم الكيميائي في خان العسل، بعكس طلب سوريا تحديد المسؤولية. وقال: «الأمم المتحدة تعتذر عن عدم قدرتها على القيام بتحديد هوية الفاعلين من وجهة نظر علمية. لذلك من يقول بأن الحكومة السورية لا تريد معرفة المسؤولين هو مخطئ ويضلّل الحضور». ورداً على مندوب السعودية قال: «دعا أحدهم إلى عقد جلسة خاصة للجمعية العامة لتدارس موضوع مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي وكذلك تحديد مستقبل سوريا، وهذا يظهر موقف بلاده من عملية جنيف، لأن من يدعو إلى جلسة كهذه لا يدرك مغزى جنيف 2، بل إن نظام بلاده يعمل ليل نهار على تقويض جنيف 2». وأضاف: «استخدم ممثل ذلك النظام وصف الثوار لمن استخدم السارين، وهذا ليس بغريب لأن نظامه هو من أنشأ ما يسمى الجبهة الإسلامية التي تضم كل المتطرفين وبقيادة من بلاده ومن مدير الاستخبارات في بلاده، وعندما يصف هذا المندوب من وصفهم مجلس الأمن بالإرهابيين بالثوار، فهذا دليل على تورط بلاده في تأجيج الأزمة في سوريا». وحذّر الجعفري من مخاطر أسلحة الدمار الشامل في المنطقة وانتقد الأرقام المغلوطة التي روجت. فقال: «من يشعر بالمخاطر التي يشكلها السلاح الكيماوي في سوريا يجب أن يشعر بالمخاطر التي تشكلها أسلحة الدمار الشامل لدى إسرائيل. أما بالنسبة إلى أرقام ضحايا الغوطة، بالنسبة إلينا، سواء كانوا الرقم واحد أو ألف، فإن الحكومة السورية تأسف لسقوط كل ضحية في سوريا. إلا أن الأرقام مهمة، فالبعض قال إن الرقم هو 1400 (قتيل) بحسب التقييم الاميركي، والبريطاني قال 430، والفرنسي قال 377، كأن الموضوع يانصيب، فكل منهم يطرح ما يراه من أرقام». وأضاف: «نريد مساعدة الأمم المتحدة في تحديد الجهة التي استخدمت الكيماوي في سوريا في خان العسل وغيرها لمساءلتها وفق القانون الوطني السوري، وبوجود شهود دوليين. ونحن نعرف من استخدم السلاح الكيماوي ومن أين جاء، وقدمنا الدلائل للأمم المتحدة، ولا نريد للزملاء قراءة التقرير على عجالة... نحن لم ننتقد التقرير، بالعكس أثنينا على أداء البروفسور وفريقه، ونحن من طلب المساعدة وليس أي طرف آخر». ورداً على وصف المعارضة بالإصلاحيين، توجّه الجعفري إلى مندوب بريطانيا: «إذا كانت «جبهة النصرة» و«دولة العراق والشام» اللتان شكّلهما رئيس الاستخبارات السعودية تعتبران إصلاحيتين، فليشحنهما إلى بلاده كي تقدما إصلاحاتهما للشعب البريطاني». وأكّد الجعفري أن «الإرهاب لن ينتصر أياً كان مموله عربياً أم غير عربي». وختم: «تحدث الجميع عن استخدام غاز السارين، ويا له من اكتشاف... لقد قلنا إن السارين استخدم في سوريا يوم 19 آذار 2013، وبعد 9 أشهر يخرج البعض ليقول إن السارين ثبت استخدامه في سوريا. ونحن لم ننكر أن الغاز استخدم في سوريا، بل منذ أكثر من سنة في 17 كانون الأول 2012 أرسلنا رسالة نلفت فيها عناية الأمين العام ومجلس الأمن إلى وجود نشاطات من مجموعات إسلاموية تقوم في تركيا بتجارب كيماوية على أرانب. وحذرنا الجميع حينها من أن هذا ما سيجري لاحقاً بأن المجموعات ستستخدم الكيماوي وتتهم الحكومة لأن بعض العرب وغيرهم كانوا يستعجلعون التدخل الخارجي، وكل ذلك فشل كما ستفشل مناوراتهم اللاحقة». واستشهد الجعفري بتقرير الكاتب الأميركي سيمور هيرش ومقالة نشرت في صحيفة «الأندبندنت»، وتقرير لشبكة «سي ان ان» في إثبات التضليل الذي تم. وقال مخاطباً الخصوم في القاعة: «كفى كذباً ونفاقاً وتضليلاً، وهذا ما أقوله لمن يحاول أن يضلل السادة الحضور. نحن بحاجة إلى مساعدة موضوعية من الأمم المتحدة بعيدة عن التسييس، ولذلك قلنا إن التقرير الشامل إيجابي، أما التقرير الجزئي في مرحلة كان يمكن أن يكون فيها مبرراً لعدوان على سوريا فسيسجله التاريخ بأنه خروج البعض عن الولاية وأحكام الميثاق والنزاهة». لقاءات سبق جلسة الجمعية العامة لقاء بين الجعفري وأنجيلا كاين، المفوض الأعلى لشؤون نزع السلاح في مكتبها بحضور رئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقيق في ادعاءات استخدام السلاح الكيماوي في سوريا أيكي سلستروم، وخبير من منظمة الصحة العالمية وعدد من كبار المسؤولين من الطرفين. سيلستروم قال إن البعثة ارتأت النظر في 7 ادعاءات من أصل 16، واعتبر أن الادعاءات التي لم يتم التحقيق فيها كانت ضعيفة الحجج. وأكد أن العمل جرى في ظروف صعبة. وأنه أثناء وجود البعثة في دمشق، وقعت حادثة الغوطة، ما دفع البعثة الى التركيز عليها. واستكملت البعثة عملها مركزة على حادثة خان العسل. لكن الظروف الأمنية حالت دون التمكين من زيارة الموقع. وأسف لعدم وجود عينات بيولوجية وعينات دم موثقة لفحص الحمض النووي. ونوّه بتجاوب السلطة السورية مع كل طلبات الفريق. وأشار البروفسور سيلستروم إلى أنه يعمل وفقاً للولاية المكلف بها، وأنه ينصح الحكومة السورية بإجراء تحقيق علمي حول حجم الغمامة التي تشكلت لدى إطلاق المواد الكيماوية في خان العسل، حيث يمكن لهذا الأمر أن يساعد كثيراً في الوقوف على حجم المواد المستخدمة وكذلك كيفية استخدامها.

المصدر : الأخبار /نزار عبود


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة