تواجه المعارضة السورية والجماعات المسلحة المنتشرة قي الأراضي السورية موجة جديدة من التجاذب بين الراعيين الرسميين لهما، أي السعودية وقطر، اللتين تخوضان جولة جديدة من المواجهات للسيطرة على قرارهما استعداداً للمرحلة المقبلة.

وأدى الصراع إلى تعطيل "الائتلاف " الذي تنتهي ولاية رئيسه وأعضاء قيادته في العشرين من الشهر الحالي، وإذ كان من المفترض أن يجتمع الائتلاف نهاية الأسبوع في اسطنبول لانتخاب قيادته، تم تأجيل الاجتماع إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات التي تعصف فيه، والتي أظهرت أن النفوذ القطري لم ينته، وأن "الإخوان" وجماعة مصطفى الصباغ ما زالوا أقوياء وقادرين على "شراء" أصوات أعداد كبيرة من الأعضاء في أي انتخابات، بعد أن سادت مجدداً عملية "التوكيلات" التي يقوم بها هؤلاء لمن يدفع أكثر، ثم الاختفاء من قاعة الاجتماعات للسماح لمن أوكلوهم التصويت، وهكذا تبين منصب رئيس "الائتلاف" هو في موضع الخطر الحقيقي، خصوصاً أن ممارسات أحمد الجربا، وتعامله مع أعضاء "الائتلاف" على طريقة مشايخ السعودية الفوقية، واستئجار طائرة خاصة لتنقلاته – حتى القصيرة منها – جعلت أمر إعادة انتخابه صعبة، كما أن الجانب السعودي من "الائتلاف" تصدع من حول الجربا بعد ضربة الكف الشهيرة التي وجهها للؤي المقداد.

وتقول مصادر سورية معارضة إن تأجيل الاجتماع هدفه تأمين إعادة انتخاب الجربا أو إيجاد شخصية بديلة تستطيع السعودية من خلالها قيادة "الائتلاف"، خصوصاً أن الجانب القطري ينظم حملة "مدفوعات" كبيرة ليس أقل ما كشف عنها الهاكرز المصريون الذين دخلوا بيانات بنك قطر الوطني ليجدوا أسماء ما يقارب 200 شخصية "معارضة" على جدول الرواتب المنتظمة، بينهم عدد كبير من قادة "الائتلاف" الموالين – نظرياً – للسعودية.

أما في الداخل، فقد وجه القطريون ضربة كبيرة للسعوديين، بتشكيلهم أولا ما تسمى "الجبهة الإسلامية" التي تضم معظم السلفيين، وبينهم رجل الاستخبارات السعودية السابق زهران علوش، الذين انشقوا عن رئاسة الأركان بقيادة العميد سليم إدريس الذي تمت تعريته بشكل شبه كامل الأسبوع الماضي مع "غزوة" قام بها أنصار قطر على مراكزه ومخازن ذخيرته فسيطروا عليها بالكامل، مفرغين محتوياتها لتصبح مجرد "غرف فارغة"، إذ صادروا حتى أجهزة التلفزيون وأشرطة الهاتف والمكاتب والطاولات، أما الذخائر فقيمتها بالملايين.

 

غير أن المفاجأة الأكبر كانت أولاً في عدم مقاومة حراس المراكز الذين قيل أنهم تعرضوا للرشوة بمعدل 200 دولار للشخص، وبعدم قيام إدريس بإصدار أي بيان اعتراض أو استنكار.

ويبرر المقربون من إدريس فعلته بأنه "حرص على عدم شق الصف"، نافين أن يكون الأمر جبناً أو ضعفاً، علماً أن ما يسمى بـ"الأركان" هو أضعف الفصائل العسكرية على الأرض في سورية، إذ إنها تشتري ولاء الجماعات المقاتلة بالمال والسلاح، بمعنى أنها تزود المسلحين بالذخائر والأسلحة مقابل إعلان انتمائها للأركان، وإن كان الأمر هو مجرد انتماء صوري لأن هذه الكتائب تمارس على الأرض سياستها الخاصة.

وفي محاولة منه لاستعادة التوازن، ضخ إدريس، كمية كبيرة من الأموال لشراء ولاء جماعات أخرى تدعمه، فإنشاء "جبهة ثوار سورية" التي يأمل من خلالها وقف الخطر القطري الزاحف باتجاهه، خصوصاً أن جماعات "القاعدة" باتت الأكثر نفوذاً، وهي أقرب بكثير إلى زهران علوش والجبهة القطرية.

  • فريق ماسة
  • 2013-12-11
  • 12476
  • من الأرشيف

جولة جديدة من المواجهة السعودية – القطرية داخل سورية ...حرب في "الائتلاف" تستهدف الجربا.. وأخرى على الأرض تستهدف إدريس -

تواجه المعارضة السورية والجماعات المسلحة المنتشرة قي الأراضي السورية موجة جديدة من التجاذب بين الراعيين الرسميين لهما، أي السعودية وقطر، اللتين تخوضان جولة جديدة من المواجهات للسيطرة على قرارهما استعداداً للمرحلة المقبلة. وأدى الصراع إلى تعطيل "الائتلاف " الذي تنتهي ولاية رئيسه وأعضاء قيادته في العشرين من الشهر الحالي، وإذ كان من المفترض أن يجتمع الائتلاف نهاية الأسبوع في اسطنبول لانتخاب قيادته، تم تأجيل الاجتماع إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات التي تعصف فيه، والتي أظهرت أن النفوذ القطري لم ينته، وأن "الإخوان" وجماعة مصطفى الصباغ ما زالوا أقوياء وقادرين على "شراء" أصوات أعداد كبيرة من الأعضاء في أي انتخابات، بعد أن سادت مجدداً عملية "التوكيلات" التي يقوم بها هؤلاء لمن يدفع أكثر، ثم الاختفاء من قاعة الاجتماعات للسماح لمن أوكلوهم التصويت، وهكذا تبين منصب رئيس "الائتلاف" هو في موضع الخطر الحقيقي، خصوصاً أن ممارسات أحمد الجربا، وتعامله مع أعضاء "الائتلاف" على طريقة مشايخ السعودية الفوقية، واستئجار طائرة خاصة لتنقلاته – حتى القصيرة منها – جعلت أمر إعادة انتخابه صعبة، كما أن الجانب السعودي من "الائتلاف" تصدع من حول الجربا بعد ضربة الكف الشهيرة التي وجهها للؤي المقداد. وتقول مصادر سورية معارضة إن تأجيل الاجتماع هدفه تأمين إعادة انتخاب الجربا أو إيجاد شخصية بديلة تستطيع السعودية من خلالها قيادة "الائتلاف"، خصوصاً أن الجانب القطري ينظم حملة "مدفوعات" كبيرة ليس أقل ما كشف عنها الهاكرز المصريون الذين دخلوا بيانات بنك قطر الوطني ليجدوا أسماء ما يقارب 200 شخصية "معارضة" على جدول الرواتب المنتظمة، بينهم عدد كبير من قادة "الائتلاف" الموالين – نظرياً – للسعودية. أما في الداخل، فقد وجه القطريون ضربة كبيرة للسعوديين، بتشكيلهم أولا ما تسمى "الجبهة الإسلامية" التي تضم معظم السلفيين، وبينهم رجل الاستخبارات السعودية السابق زهران علوش، الذين انشقوا عن رئاسة الأركان بقيادة العميد سليم إدريس الذي تمت تعريته بشكل شبه كامل الأسبوع الماضي مع "غزوة" قام بها أنصار قطر على مراكزه ومخازن ذخيرته فسيطروا عليها بالكامل، مفرغين محتوياتها لتصبح مجرد "غرف فارغة"، إذ صادروا حتى أجهزة التلفزيون وأشرطة الهاتف والمكاتب والطاولات، أما الذخائر فقيمتها بالملايين.   غير أن المفاجأة الأكبر كانت أولاً في عدم مقاومة حراس المراكز الذين قيل أنهم تعرضوا للرشوة بمعدل 200 دولار للشخص، وبعدم قيام إدريس بإصدار أي بيان اعتراض أو استنكار. ويبرر المقربون من إدريس فعلته بأنه "حرص على عدم شق الصف"، نافين أن يكون الأمر جبناً أو ضعفاً، علماً أن ما يسمى بـ"الأركان" هو أضعف الفصائل العسكرية على الأرض في سورية، إذ إنها تشتري ولاء الجماعات المقاتلة بالمال والسلاح، بمعنى أنها تزود المسلحين بالذخائر والأسلحة مقابل إعلان انتمائها للأركان، وإن كان الأمر هو مجرد انتماء صوري لأن هذه الكتائب تمارس على الأرض سياستها الخاصة. وفي محاولة منه لاستعادة التوازن، ضخ إدريس، كمية كبيرة من الأموال لشراء ولاء جماعات أخرى تدعمه، فإنشاء "جبهة ثوار سورية" التي يأمل من خلالها وقف الخطر القطري الزاحف باتجاهه، خصوصاً أن جماعات "القاعدة" باتت الأكثر نفوذاً، وهي أقرب بكثير إلى زهران علوش والجبهة القطرية.

المصدر : الثبات


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة