تركزت مناقشات المشاركين في ملتقى البعث الحواري الذي أقامه فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي اليوم حول الفكر التكفيري وإثره على الوحدة الوطنية وذلك على مدرج الجامعة.

وأكد عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب الاعداد والثقافة والإعلام الدكتور خلف المفتاح أهمية تسليط الضوء على ظاهرة الفكر التكفيري لما تمثله من خطر على العالم بأسره والإسلام وسورية لافتا إلى أن الجماعات التي تتبنى هذا الفكر في معتقدها تحمل هوية القتل والتدمير.

ودعا المفتاح إلى وضع مشروع متكامل لمواجهة هذه الظاهرة بالتعاون بين الكتاب والمثقفين ورجال الدين والإعلاميين يستند بالأساس إلى العقيدة لمواجهة هذا التكفير بالفكر لحماية وصيانة المجتمع من هذه الافكار الخطيرة وإبراز الهوية الوطنية والانتماء للوطن وضرورة التركيز على دور الجيش العربي السوري في مواجهة المجموعات التكفيرية وجرائمها.

بدوره بين وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد "إن الإسلام بريء من الفكر الإرهابي التكفيري" وأن مفهوم "الجهاد" الذي تمتهنه الجماعات التكفيرية مبني على "قواعد خاطئة" إذ إن "الجهاد" لا يستخدم إلا بأمر الحاكم لقتال المعتدين وأن استخدام هذه الجماعات الشعارات الدينية بغرض القتل إساءة للإسلام.

وأشار الوزير السيد إلى أن الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا وجدت ضرورة إقامة تحالف سياسي ديني لها في المنطقة للحفاظ على مصالحها ولا سيما في الحجاز لما تمثله من إشعاع ديني للمسلمين "فدعمت آل سعود ونصبتهم ملوكا عليها وأوجدت الحركة الوهابية لإطلاق الفتاوي التي تخدم مصالحها" موضحا أن ممارسات نظام آل سعود تخالف تعاليم الدين الذي ينص على أنه لا إكراه في الدين.

ولفت الوزير السيد إلى أن الحملة التكفيرية التي تتعرض لها سورية طالت العلماء وتم استهدافهم في إطار المؤامرة التي نفذت تحت عباءة الدين الحنيف مؤكدا أن التضحيات التي قدمها العلماء في مواجهة ما تتعرض له سورية أسهمت في تعزيز صمود الدولة السورية إلى جانب ما يقوم به الجيش العربي السوري والإعلام الوطني.

وكشف وزير الأوقاف أن الوزارة بصدد الانتهاء من إنجاز كتاب يتناول فقه الأزمة وبيان الأحكام الشرعية فيما يخص الإسلام السياسي و"الجهاد" و"جهاد النكاح" وغيرها من الأحكام وتم انجازه بالتعاون مع اتحاد علماء بلاد الشام والمجمعات الدينية لافتا إلى أن هذا الكتاب "سيكون جاهزا بعد شهر تقريبا وسيوزع على المواطنين وخطباء المساجد كجزء من حملة توعوية لنشر الفقه الجديد".

واعتبر وزير الإعلام عمران الزعبي أن العدوان على سورية "يرمي إلى إسقاط علم فلسطين في دمشق لأن ذلك يعني إسقاط العروبة والإسلام والمقاومة ومنظومة القيم الوطنية والقومية التي تمثلها" لافتا إلى أن "المتآمرين يريدون أن يحصلوا بالسياسة عبر المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 على هذه النتيجة بعد فشلهم من خلال ارهابهم وجرائمهم".

وتطرق الدكتور محمد توفيق البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام إلى الرؤية الشرعية للتكفير موضحا أن الاختلاف سنة إلهية وأن "الناس يتجاوزون خلافاتهم بالعقل والحوار وليس بالبطش والقتل" وأن من يصدر فتاوي التكفير بحق فئات من المسلمين إنما "يصدرها كما تمليها عليه الجهات التي توظفه".وبين البوطي الفرق بين "تسييس الدين من خلال اتخاذه مطية للحصول على مكاسب سياسية وتديين السياسة عبر اتباع مناهج صحيحة في الحكم و الإدارة" مشيرا إلى أن "ظاهرة التكفير عبارة عن برنامج لقتل المقاومة واستهداف سورية" موردا بعض الأمثلة عن مواجهة الإسلام للظواهر التكفيرية.وأكد رئيس اتحاد علماء بلاد الشام أن العدو الصهيوني يريد "تفتيت الأمة وضرب أبنائها عبر إيجاد تناقضات بين المذاهب الإسلامية وخلق شرخ بين الحاكم والمحكوم" داعيا إلى العمل لتثقيف المواطنين حول مخاطر هذا المسلك على الأمة ككل.

 

بدوره أشار الدكتور سليم بركات عضو الهيئة التدريسية في جامعة دمشق إلى أن للتكفير نزعة تستتر بالدين وتعمل بالسياسة وترتبط بالجهل والفهم الخاطئء وتغيب في ساحتها الفكرية مفاهيم الدولة والاقتصاد والاعلام والحريات والديمقراطية في إطار تحويل الدين إلى ايديولوجيا حيث أجاز التكفيريون الحدود على من لا يعتقد بأفكارهم.

وأوضح الدكتور بركات الخلاف بين نهج السلف الصالح وما يتبعه التكفيريون مستعرضا اتجاهات وملامح نشوء الإسلام السياسي وتطوره الى نزعات تكفيرية تسهم في زيادة التفريق بين المسلمين.

ولفت إلى ارتباط جماعة الاخوان المسلمين والإسلام السياسي ببريطانيا والامبريالية العالمية التي تعمل على اشاعة النزعة التكفيرية بين الشباب بما يتعارض مع الوحدة الوطنية في المجتمع داعيا الى البحث في مفهوم المواطنة ونشره ورفض النزعة التكفيرية ومواجهتها بكل الوسائل الممكنة من خلال التعاون بين الاتجاهات الثقافية والاكاديمية والدينية.

وأشار رئيس اتحاد الصحفيين الياس مراد في مداخلة له إلى أن الفكر التكفيري يعمل على جر سورية الى حالة من التمزق مؤكدا أن فتاوي تكفير جزء من الشعب السوري كانت وسيلة لإرسال المجرمين والإرهابيين لقتل السوريين تحت ستار الدين وأن هذه النزعة التكفيرية تستهدف تدمير المجتمع وبناه التحتية والدولة.

وأوضح رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة ان التكفير القاتل والارهاب لا علاقة له بالاسلام وان الهدف الاساسي لهما يصب في اطار سياسي بغرض الغاء الاخر والاقتصاص منه داعيا إلى توضيح معنى المواطنة كما فعل المجاهدون السوريون أثناء الانتداب الفرنسي الذين كرسوا فكرة ان سورية لا تضم طوائف بل سوريين.

واعتبر الدكتور حسام شعيب أن الحملة التكفيرية التي استهدفت سورية بدأت قبل الأزمة "وأن هناك من عمل على تكفير السوريين بشكل مبطن ومنهم القرضاوي دون أن تجد هذه الحملات ردود فعل مناسبة".

ودعا الدكتور مجدي الفارس مدرس علم النفس الإعلامي في جامعة دمشق الى التركيز على مفهوم الانتماء في المناهج التعليمية في وزارتي التربية والتعليم لان المواطنة يحركها الانتماء مشيرا إلى أهمية إعادة تفعيل دور المنظمات الشعبية كطلائع البعث واتحاد الشبيبة للحد من إدخال أفكار جديدة بعيدة عن واقع المجتمع السوري وأفكاره.

 

وركزت مداخلات الحضور على ضرورة إيجاد مشروع قومي وإسلامي يسهم في تقوية الأمة ومواجهة المشروع الذي يستهدفها ومواجهة الفكر التكفيري عبر توضيح المناهج الخاطئة التي يقوم عليها هذا الفكر واعداد تربية جديدة في المساجد والمؤسسات الأكاديمية ولا سيما أن خطر الفكر التكفيري يطول الجميع دون استثناء ويخلق البيئة المناسبة لسيطرة الصهيونية على المنطقة.

حضر الملتقى أمناء فروع حزب البعث في القنيطرة وريف دمشق والجامعة ورئيس جامعة دمشق وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين والكتاب العرب والهيئة التدريسية في جامعة دمشق وباحثون ومحللون سياسيون.

  • فريق ماسة
  • 2013-12-08
  • 8176
  • من الأرشيف

وزير الأوقاف : الدول الاستعمارية أوجدت الحركة الوهابية لخدمة مصالحها.. وزير الاعلام : العدوان على سورية يرمي لإسقاط العروبة والإسلام

تركزت مناقشات المشاركين في ملتقى البعث الحواري الذي أقامه فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي اليوم حول الفكر التكفيري وإثره على الوحدة الوطنية وذلك على مدرج الجامعة. وأكد عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب الاعداد والثقافة والإعلام الدكتور خلف المفتاح أهمية تسليط الضوء على ظاهرة الفكر التكفيري لما تمثله من خطر على العالم بأسره والإسلام وسورية لافتا إلى أن الجماعات التي تتبنى هذا الفكر في معتقدها تحمل هوية القتل والتدمير. ودعا المفتاح إلى وضع مشروع متكامل لمواجهة هذه الظاهرة بالتعاون بين الكتاب والمثقفين ورجال الدين والإعلاميين يستند بالأساس إلى العقيدة لمواجهة هذا التكفير بالفكر لحماية وصيانة المجتمع من هذه الافكار الخطيرة وإبراز الهوية الوطنية والانتماء للوطن وضرورة التركيز على دور الجيش العربي السوري في مواجهة المجموعات التكفيرية وجرائمها. بدوره بين وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد "إن الإسلام بريء من الفكر الإرهابي التكفيري" وأن مفهوم "الجهاد" الذي تمتهنه الجماعات التكفيرية مبني على "قواعد خاطئة" إذ إن "الجهاد" لا يستخدم إلا بأمر الحاكم لقتال المعتدين وأن استخدام هذه الجماعات الشعارات الدينية بغرض القتل إساءة للإسلام. وأشار الوزير السيد إلى أن الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا وجدت ضرورة إقامة تحالف سياسي ديني لها في المنطقة للحفاظ على مصالحها ولا سيما في الحجاز لما تمثله من إشعاع ديني للمسلمين "فدعمت آل سعود ونصبتهم ملوكا عليها وأوجدت الحركة الوهابية لإطلاق الفتاوي التي تخدم مصالحها" موضحا أن ممارسات نظام آل سعود تخالف تعاليم الدين الذي ينص على أنه لا إكراه في الدين. ولفت الوزير السيد إلى أن الحملة التكفيرية التي تتعرض لها سورية طالت العلماء وتم استهدافهم في إطار المؤامرة التي نفذت تحت عباءة الدين الحنيف مؤكدا أن التضحيات التي قدمها العلماء في مواجهة ما تتعرض له سورية أسهمت في تعزيز صمود الدولة السورية إلى جانب ما يقوم به الجيش العربي السوري والإعلام الوطني. وكشف وزير الأوقاف أن الوزارة بصدد الانتهاء من إنجاز كتاب يتناول فقه الأزمة وبيان الأحكام الشرعية فيما يخص الإسلام السياسي و"الجهاد" و"جهاد النكاح" وغيرها من الأحكام وتم انجازه بالتعاون مع اتحاد علماء بلاد الشام والمجمعات الدينية لافتا إلى أن هذا الكتاب "سيكون جاهزا بعد شهر تقريبا وسيوزع على المواطنين وخطباء المساجد كجزء من حملة توعوية لنشر الفقه الجديد". واعتبر وزير الإعلام عمران الزعبي أن العدوان على سورية "يرمي إلى إسقاط علم فلسطين في دمشق لأن ذلك يعني إسقاط العروبة والإسلام والمقاومة ومنظومة القيم الوطنية والقومية التي تمثلها" لافتا إلى أن "المتآمرين يريدون أن يحصلوا بالسياسة عبر المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 على هذه النتيجة بعد فشلهم من خلال ارهابهم وجرائمهم". وتطرق الدكتور محمد توفيق البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام إلى الرؤية الشرعية للتكفير موضحا أن الاختلاف سنة إلهية وأن "الناس يتجاوزون خلافاتهم بالعقل والحوار وليس بالبطش والقتل" وأن من يصدر فتاوي التكفير بحق فئات من المسلمين إنما "يصدرها كما تمليها عليه الجهات التي توظفه".وبين البوطي الفرق بين "تسييس الدين من خلال اتخاذه مطية للحصول على مكاسب سياسية وتديين السياسة عبر اتباع مناهج صحيحة في الحكم و الإدارة" مشيرا إلى أن "ظاهرة التكفير عبارة عن برنامج لقتل المقاومة واستهداف سورية" موردا بعض الأمثلة عن مواجهة الإسلام للظواهر التكفيرية.وأكد رئيس اتحاد علماء بلاد الشام أن العدو الصهيوني يريد "تفتيت الأمة وضرب أبنائها عبر إيجاد تناقضات بين المذاهب الإسلامية وخلق شرخ بين الحاكم والمحكوم" داعيا إلى العمل لتثقيف المواطنين حول مخاطر هذا المسلك على الأمة ككل.   بدوره أشار الدكتور سليم بركات عضو الهيئة التدريسية في جامعة دمشق إلى أن للتكفير نزعة تستتر بالدين وتعمل بالسياسة وترتبط بالجهل والفهم الخاطئء وتغيب في ساحتها الفكرية مفاهيم الدولة والاقتصاد والاعلام والحريات والديمقراطية في إطار تحويل الدين إلى ايديولوجيا حيث أجاز التكفيريون الحدود على من لا يعتقد بأفكارهم. وأوضح الدكتور بركات الخلاف بين نهج السلف الصالح وما يتبعه التكفيريون مستعرضا اتجاهات وملامح نشوء الإسلام السياسي وتطوره الى نزعات تكفيرية تسهم في زيادة التفريق بين المسلمين. ولفت إلى ارتباط جماعة الاخوان المسلمين والإسلام السياسي ببريطانيا والامبريالية العالمية التي تعمل على اشاعة النزعة التكفيرية بين الشباب بما يتعارض مع الوحدة الوطنية في المجتمع داعيا الى البحث في مفهوم المواطنة ونشره ورفض النزعة التكفيرية ومواجهتها بكل الوسائل الممكنة من خلال التعاون بين الاتجاهات الثقافية والاكاديمية والدينية. وأشار رئيس اتحاد الصحفيين الياس مراد في مداخلة له إلى أن الفكر التكفيري يعمل على جر سورية الى حالة من التمزق مؤكدا أن فتاوي تكفير جزء من الشعب السوري كانت وسيلة لإرسال المجرمين والإرهابيين لقتل السوريين تحت ستار الدين وأن هذه النزعة التكفيرية تستهدف تدمير المجتمع وبناه التحتية والدولة. وأوضح رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة ان التكفير القاتل والارهاب لا علاقة له بالاسلام وان الهدف الاساسي لهما يصب في اطار سياسي بغرض الغاء الاخر والاقتصاص منه داعيا إلى توضيح معنى المواطنة كما فعل المجاهدون السوريون أثناء الانتداب الفرنسي الذين كرسوا فكرة ان سورية لا تضم طوائف بل سوريين. واعتبر الدكتور حسام شعيب أن الحملة التكفيرية التي استهدفت سورية بدأت قبل الأزمة "وأن هناك من عمل على تكفير السوريين بشكل مبطن ومنهم القرضاوي دون أن تجد هذه الحملات ردود فعل مناسبة". ودعا الدكتور مجدي الفارس مدرس علم النفس الإعلامي في جامعة دمشق الى التركيز على مفهوم الانتماء في المناهج التعليمية في وزارتي التربية والتعليم لان المواطنة يحركها الانتماء مشيرا إلى أهمية إعادة تفعيل دور المنظمات الشعبية كطلائع البعث واتحاد الشبيبة للحد من إدخال أفكار جديدة بعيدة عن واقع المجتمع السوري وأفكاره.   وركزت مداخلات الحضور على ضرورة إيجاد مشروع قومي وإسلامي يسهم في تقوية الأمة ومواجهة المشروع الذي يستهدفها ومواجهة الفكر التكفيري عبر توضيح المناهج الخاطئة التي يقوم عليها هذا الفكر واعداد تربية جديدة في المساجد والمؤسسات الأكاديمية ولا سيما أن خطر الفكر التكفيري يطول الجميع دون استثناء ويخلق البيئة المناسبة لسيطرة الصهيونية على المنطقة. حضر الملتقى أمناء فروع حزب البعث في القنيطرة وريف دمشق والجامعة ورئيس جامعة دمشق وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين والكتاب العرب والهيئة التدريسية في جامعة دمشق وباحثون ومحللون سياسيون.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة