جميلةُ الجزائر جميلة بو حيرد، تكفكف بابتسامتها المرتسمة دائماً عذابات الماضي، وبالابتسامة نفسها قدمت إلى بيروت كي تكرمها قناة "الميادين" في سلسلة "جدارة الحياة". جمالها لا يزال جميلاً في أعين الحاضرين الذين "فاض" بهم "قصر الأونيسكو"، ومنهم شخصيات سياسية واجتماعية لبنانية وعربية، تفاعلوا عند كل "منعطف" من الاحتفال، وقاطعوا كل متكلم بموجة من التصفيق.

"بو حيرد هي الرمز" قالت المناضلة النسوية ليندا مطر في الشهادات التي عُرضت، متمنية عليها أن تكتب سيرة حياتها "لأننا في حاجة إليها".

أما الشاعر سميح قاسم فرأى أن المكرمة "تستحق أن تنال ما تستحقه من تكريم ودعم وتخليد".

من الشهادات أيضاً، واحدة للرئيس سليم الحص الذي رأى في جميلة "رمزاً كبيراً من رموز المقاومة، نعترف لها بالفضل، إلى كونها رمزاً من الرموز النسائية من أوائل اللواتي أدّين هذا الدور في العالم العربي".

وقالت الفنانة جوليا بطرس: "في كل مرّة أغني، أفكر فيك وفي أمثالك من الناس الصلبين الذين يملكون مواقف لم يغيّروا أو يحيدوا عنها، ولم يقوَ شيء على إغرائهم بالتبديل".

الشاعر غسان مطر ألقى قصيدة عن تلك التي "يدها الربيع" و"وجهها راية".

ابنة المناضل تشي غيفارا، أليدا حضرت إلى "قصر الأونيسكو" خصيصاً لتكريم بو حيرد، وغنّت لها أغنية، وقالت في كلمتها: "أنت امرأة عظيمة ناضلت ضد أصعب الأمراض التي فتكت بالبشرية وأعني بذلك الاستعمار. حطّمت المفاهيم المقولبة مسبقاً". وأعربت عن سعادتها بلقاء "الجميلة"، إذ "عانقت جسدها النحيل بين ذراعي واختبرت امتلاءها بالخير". تابعت: "عرفتها كأجمل الأمهات وهي تتألم لفراقهم... نحن في حضرة سيدة تنتمي إلى زمن مضى وزمن أتى وزمن سيأتي بالتأكيد. حدّثيني عنك لتعلّمي الأجيال الناشئة كيف يكون الإيمان بالقضية، سنجد في تعاليمك الكثير من قيم الحياة، استحققت جدارة الحياة".

وختمت بتوجيه تحية الى "الميادين"، "نصيرة الحق والحقيقة"، داعية إلى أن "يبقى مثالها نموذجاً يقتدى به من أجل الحقيقة".

ثم قدّم "كورال الفيحاء" أغنيتين.

كلمة "الميادين" ألقاها رئيس مجلس إدارتها الإعلامي غسان بن جدو معلناً أن "جدارة الحياة" أصبحت مؤسسة تابعة لشبكة "الميادين"، وما تكريم بو حيرد إلا فاتحة تكريمات رموز وطنية تباعاً. وقال متوجهاً إلى بو حيرد: "بك نحتفي، من أجلك، من أجلنا، من أجل تاريخنا وأمتنا. والتكريم ليس فعل استعراض، إنه رسالة في زمن ملتبس، على الأقل يريد له البعض أن يكون كذلك... شكّلت جميلة نموذجاً لثورة تحرير لم توحّد الجزائر فقط، بل وحّدت الأمة وجماهيرها".

وبعد تقديمه درعاً تكريمية لبو حيرد قالت الأخيرة: "أنا سعيدة بلقائكم للمرة الثانية في لبنان. أقدّر جيداً اللبنانيين الذين يبذلون الغالي والنفيس للدفاع عن الوحدة والاستقلال. من زيارتي الأولى، احتفظت بذكرى شعب يريد أن يعيش، وأنا على يقين من أن لبنان سيتجاوز صعوباته... كيف يمكن ألا نُعجب بهذا البلد وشعبه؟ كيف يمكن ألا نعجب بمقاومة هذا البلد وشعبه؟". تابعت: "أنا متأثرة جداً بهذا التكريم الموجه للجزائريين الذين بنضالهم الصلب أعطوا الجزائر عزّتها".

  • فريق ماسة
  • 2013-12-04
  • 11847
  • من الأرشيف

المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد استحقّت "جدارة الحياة" وحطّمت المفاهيم المقولبة

جميلةُ الجزائر جميلة بو حيرد، تكفكف بابتسامتها المرتسمة دائماً عذابات الماضي، وبالابتسامة نفسها قدمت إلى بيروت كي تكرمها قناة "الميادين" في سلسلة "جدارة الحياة". جمالها لا يزال جميلاً في أعين الحاضرين الذين "فاض" بهم "قصر الأونيسكو"، ومنهم شخصيات سياسية واجتماعية لبنانية وعربية، تفاعلوا عند كل "منعطف" من الاحتفال، وقاطعوا كل متكلم بموجة من التصفيق. "بو حيرد هي الرمز" قالت المناضلة النسوية ليندا مطر في الشهادات التي عُرضت، متمنية عليها أن تكتب سيرة حياتها "لأننا في حاجة إليها". أما الشاعر سميح قاسم فرأى أن المكرمة "تستحق أن تنال ما تستحقه من تكريم ودعم وتخليد". من الشهادات أيضاً، واحدة للرئيس سليم الحص الذي رأى في جميلة "رمزاً كبيراً من رموز المقاومة، نعترف لها بالفضل، إلى كونها رمزاً من الرموز النسائية من أوائل اللواتي أدّين هذا الدور في العالم العربي". وقالت الفنانة جوليا بطرس: "في كل مرّة أغني، أفكر فيك وفي أمثالك من الناس الصلبين الذين يملكون مواقف لم يغيّروا أو يحيدوا عنها، ولم يقوَ شيء على إغرائهم بالتبديل". الشاعر غسان مطر ألقى قصيدة عن تلك التي "يدها الربيع" و"وجهها راية". ابنة المناضل تشي غيفارا، أليدا حضرت إلى "قصر الأونيسكو" خصيصاً لتكريم بو حيرد، وغنّت لها أغنية، وقالت في كلمتها: "أنت امرأة عظيمة ناضلت ضد أصعب الأمراض التي فتكت بالبشرية وأعني بذلك الاستعمار. حطّمت المفاهيم المقولبة مسبقاً". وأعربت عن سعادتها بلقاء "الجميلة"، إذ "عانقت جسدها النحيل بين ذراعي واختبرت امتلاءها بالخير". تابعت: "عرفتها كأجمل الأمهات وهي تتألم لفراقهم... نحن في حضرة سيدة تنتمي إلى زمن مضى وزمن أتى وزمن سيأتي بالتأكيد. حدّثيني عنك لتعلّمي الأجيال الناشئة كيف يكون الإيمان بالقضية، سنجد في تعاليمك الكثير من قيم الحياة، استحققت جدارة الحياة". وختمت بتوجيه تحية الى "الميادين"، "نصيرة الحق والحقيقة"، داعية إلى أن "يبقى مثالها نموذجاً يقتدى به من أجل الحقيقة". ثم قدّم "كورال الفيحاء" أغنيتين. كلمة "الميادين" ألقاها رئيس مجلس إدارتها الإعلامي غسان بن جدو معلناً أن "جدارة الحياة" أصبحت مؤسسة تابعة لشبكة "الميادين"، وما تكريم بو حيرد إلا فاتحة تكريمات رموز وطنية تباعاً. وقال متوجهاً إلى بو حيرد: "بك نحتفي، من أجلك، من أجلنا، من أجل تاريخنا وأمتنا. والتكريم ليس فعل استعراض، إنه رسالة في زمن ملتبس، على الأقل يريد له البعض أن يكون كذلك... شكّلت جميلة نموذجاً لثورة تحرير لم توحّد الجزائر فقط، بل وحّدت الأمة وجماهيرها". وبعد تقديمه درعاً تكريمية لبو حيرد قالت الأخيرة: "أنا سعيدة بلقائكم للمرة الثانية في لبنان. أقدّر جيداً اللبنانيين الذين يبذلون الغالي والنفيس للدفاع عن الوحدة والاستقلال. من زيارتي الأولى، احتفظت بذكرى شعب يريد أن يعيش، وأنا على يقين من أن لبنان سيتجاوز صعوباته... كيف يمكن ألا نُعجب بهذا البلد وشعبه؟ كيف يمكن ألا نعجب بمقاومة هذا البلد وشعبه؟". تابعت: "أنا متأثرة جداً بهذا التكريم الموجه للجزائريين الذين بنضالهم الصلب أعطوا الجزائر عزّتها".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة