أثارت ندى معيض القحطاني، سعودية الجنسية، أمس الأول، موجة واسعة من الجدل، بعد إعلانها عما أسمته «نفيرها» إلى أرض الشام والالتحاق بصفوف تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).

وندى القحطاني ليست أول إمرأة سعودية تأتي إلى سورية، فهناك الكثيرات ممن التحقن بأزواجهن أو أولادهن «الجهاديين» خلال العامين الماضيين، ولكنها الأولى لجهة إعلانها صراحة أنها تأتي إلى سورية بهدف «الجهاد»، بل وتنفيذ عملية انتحارية.

وقد يكون ما زاد من حدة الجدل حول «نفير» القحطاني، أمران: الأول أن القحطاني سافرت إلى سورية من دون صحبة محرم، وهو ما أغضب شريحة واسعة من المعلقين لمخالفته لأحكام الشريعة الإسلامية، والثاني أنها زوجة الشيخ أبو محمد الأزدي مؤلف كتاب داعم لـ«داعش»، «أحوال المعارضين لدولة المسلمين» وشيوع أن الشيخ ليس متواجداً في سورية.

وقد أعلنت ندى القحطاني على حسابها على «تويتر»، الذي يحمل اسم «أخت جليبيب»، أنها وصلت إلى أرض الشام السبت الماضي، وأنها اجتمعت مع شقيقها «جليبيب» بعد عام من الفراق كونه كان يقاتل في صفوف «داعش» في سورية خلال هذه الفترة. وقد تكون الغاية من هذا الإعلان العاجل عن لقاء شقيقها هي الرد على من انتقدها بسبب سفرها من دون محرم. وفي تغريداتها يوم وصولها إلى سورية، انتقدت القحطاني ما أسمته تخاذل الرجال، وقالت «يجب على النساء ألا يتخاذلن أيضاً»، وطلبت الدعاء لها لتثبيتها في تنفيذ عمليتها الانتحارية.

وقد عبر أنصار «داعش» عن فرحهم بقدوم «الأخت» ندى، ورأوا في الخطوة التي أقدمت عليها، من حيث «النفير للجهاد» والرغبة في تنفيذ عملية انتحارية، تعبيراً عن شجاعة يفتقدها الكثير من الرجال، بحسب قولهم. لكن آخرين، ينتمون أيضاً إلى التيار «الجهادي» أو يناصرونه، كان لهم رأي مخالف، حيث رأوا في «نفير» القحطاني مخالفة صريحة للشرع وأحكامه، فلا يجوز برأيهم أن تسافر المرأة وحدها من دون محرم، حتى لو كان شقيقها بانتظارها في نقطة الوصول، مشيرين كذلك إلى أن أحكام الشرع حول «جهاد» المرأة واضحة وأنه غير مطلوب من النساء أن يحملن السلاح أو يقمن بتنفيذ عمليات انتحارية. وقد استشهد هؤلاء بفتوى صادرة عن الشيخ أبي محمد المقدسي لا تجيز «نفير» المرأة أو حتى التحاقها بأهلها في ساحة «الجهاد».

وفي نفس الاتجاه طلب بعضهم من ندى القحطاني أن تراجع وصية زوجة زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، أميمة حسن حيث أوصت النساء بعدم «النفير» وأن البقاء في بيوتهن خير لهن وأحفظ، مشيرين إلى أن أميمة مجربة وقد خبرت الثغور وأن نعم النصيحة نصيحتها، وكان على ندى القحطاني الالتزام بها.

وقد وجد آخرون في قصة «النفير» النسائية هذه، ذريعة لوضع احتمالات مختلفة أو تمرير تعليقات ساخرة. فقد رأى «حمود المطيري» أن خطب الشيخ يوسف القرضاوي وفتاوى الشيخ محمد العريفي هي سبب الحالة التي وصل إليها الشباب السعودي من التغرير والتضليل، والتي بلغت درجة أنهم أصبحوا رجالاً ونساءً مستعدين لرمي أنفسهم في أي مهلكة يفتحها أي شيطان لحسابه.

أما «حليمة» فذكرت بأن «نفير» ندى القحطاني قد يكون دليلاً يثبت صحة ما يجري تداوله حول جهاد النكاح في سورية، وأنها تخشى أن تصاب ندى بلوثة في سمعتها نتيجة ذلك، بينما تساءل «يوسف الأحمد» ماذا لو وقعت ندى في الخطف أو الأسر وعرضت صورتها بشريط فيديو، ألن يشكل ذلك فضيحة للتيار «الجهادي» عموماً ولأهلها خاصة؟ وهذا ما دفع «سارة القحطاني» إلى توجيه نصيحة لندى بأن تظل مرتدية الحزام الناسف ليلاً ونهاراً، وألا تخلعه ابداً، كي تموت شريفة على حد قولها.

  • فريق ماسة
  • 2013-12-02
  • 12927
  • من الأرشيف

أول «انتحارية» سعودية في «داعش» تثير جدلاً

أثارت ندى معيض القحطاني، سعودية الجنسية، أمس الأول، موجة واسعة من الجدل، بعد إعلانها عما أسمته «نفيرها» إلى أرض الشام والالتحاق بصفوف تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). وندى القحطاني ليست أول إمرأة سعودية تأتي إلى سورية، فهناك الكثيرات ممن التحقن بأزواجهن أو أولادهن «الجهاديين» خلال العامين الماضيين، ولكنها الأولى لجهة إعلانها صراحة أنها تأتي إلى سورية بهدف «الجهاد»، بل وتنفيذ عملية انتحارية. وقد يكون ما زاد من حدة الجدل حول «نفير» القحطاني، أمران: الأول أن القحطاني سافرت إلى سورية من دون صحبة محرم، وهو ما أغضب شريحة واسعة من المعلقين لمخالفته لأحكام الشريعة الإسلامية، والثاني أنها زوجة الشيخ أبو محمد الأزدي مؤلف كتاب داعم لـ«داعش»، «أحوال المعارضين لدولة المسلمين» وشيوع أن الشيخ ليس متواجداً في سورية. وقد أعلنت ندى القحطاني على حسابها على «تويتر»، الذي يحمل اسم «أخت جليبيب»، أنها وصلت إلى أرض الشام السبت الماضي، وأنها اجتمعت مع شقيقها «جليبيب» بعد عام من الفراق كونه كان يقاتل في صفوف «داعش» في سورية خلال هذه الفترة. وقد تكون الغاية من هذا الإعلان العاجل عن لقاء شقيقها هي الرد على من انتقدها بسبب سفرها من دون محرم. وفي تغريداتها يوم وصولها إلى سورية، انتقدت القحطاني ما أسمته تخاذل الرجال، وقالت «يجب على النساء ألا يتخاذلن أيضاً»، وطلبت الدعاء لها لتثبيتها في تنفيذ عمليتها الانتحارية. وقد عبر أنصار «داعش» عن فرحهم بقدوم «الأخت» ندى، ورأوا في الخطوة التي أقدمت عليها، من حيث «النفير للجهاد» والرغبة في تنفيذ عملية انتحارية، تعبيراً عن شجاعة يفتقدها الكثير من الرجال، بحسب قولهم. لكن آخرين، ينتمون أيضاً إلى التيار «الجهادي» أو يناصرونه، كان لهم رأي مخالف، حيث رأوا في «نفير» القحطاني مخالفة صريحة للشرع وأحكامه، فلا يجوز برأيهم أن تسافر المرأة وحدها من دون محرم، حتى لو كان شقيقها بانتظارها في نقطة الوصول، مشيرين كذلك إلى أن أحكام الشرع حول «جهاد» المرأة واضحة وأنه غير مطلوب من النساء أن يحملن السلاح أو يقمن بتنفيذ عمليات انتحارية. وقد استشهد هؤلاء بفتوى صادرة عن الشيخ أبي محمد المقدسي لا تجيز «نفير» المرأة أو حتى التحاقها بأهلها في ساحة «الجهاد». وفي نفس الاتجاه طلب بعضهم من ندى القحطاني أن تراجع وصية زوجة زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، أميمة حسن حيث أوصت النساء بعدم «النفير» وأن البقاء في بيوتهن خير لهن وأحفظ، مشيرين إلى أن أميمة مجربة وقد خبرت الثغور وأن نعم النصيحة نصيحتها، وكان على ندى القحطاني الالتزام بها. وقد وجد آخرون في قصة «النفير» النسائية هذه، ذريعة لوضع احتمالات مختلفة أو تمرير تعليقات ساخرة. فقد رأى «حمود المطيري» أن خطب الشيخ يوسف القرضاوي وفتاوى الشيخ محمد العريفي هي سبب الحالة التي وصل إليها الشباب السعودي من التغرير والتضليل، والتي بلغت درجة أنهم أصبحوا رجالاً ونساءً مستعدين لرمي أنفسهم في أي مهلكة يفتحها أي شيطان لحسابه. أما «حليمة» فذكرت بأن «نفير» ندى القحطاني قد يكون دليلاً يثبت صحة ما يجري تداوله حول جهاد النكاح في سورية، وأنها تخشى أن تصاب ندى بلوثة في سمعتها نتيجة ذلك، بينما تساءل «يوسف الأحمد» ماذا لو وقعت ندى في الخطف أو الأسر وعرضت صورتها بشريط فيديو، ألن يشكل ذلك فضيحة للتيار «الجهادي» عموماً ولأهلها خاصة؟ وهذا ما دفع «سارة القحطاني» إلى توجيه نصيحة لندى بأن تظل مرتدية الحزام الناسف ليلاً ونهاراً، وألا تخلعه ابداً، كي تموت شريفة على حد قولها.

المصدر : السفير/ عبد الله علي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة