دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بينما واصل الجيش العربي السوري أمس عملياته العسكرية على عدة محاور في ريف العاصمة خصوصاً محور القلمون، بدأت فسحة الأمل لحل أزمة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين تتسع ما يسمح لعودة أهله إليه.
وفي التفاصيل، نفذ عدد من الإرهابيين أمس هجمات بواسطة ثلاث سيارات مفخخة في دير عطية والنبك في حين قام عدد آخر بشن هجوم على مشفى الباسل في دير عطية وحاصروا المشفى لمدة ساعة قبل أن يتدخل الجيش ويقتل كامل المجموعة وسط معلومات عن سقوط عدد من الشهداء من عناصر حماية المشفى.
وقالت مصادر أهلية لـ«الوطن» في النبك إن سيارة مفخخة انفجرت قرابة السابعة صباحاً داخل المدينة من جهة الأوتستراد الدولي في حين انفجر سيارتين قرب دوار مشفى الباسل في دير عطية يقودهما انتحاريان.
ووفقاً للأهالي فإن عدداً من الشهداء سقط في التفجيرات إلا أن الكارثة كان يمكن أن تكون أكبر لو لم يفتح الجيش النار على السيارات قبل انفجارها.
ونتيجة الاشتباكات التي تشهدها المنطقة من قارة إلى دير عطية، فإن الجيش اضطر في بعض الأحيان إلى إيقاف الحركة على طريق دمشق حمص حفاظاً على أمن المارة ليعود ويفتح الطريق عندما تنتهي الاشتباكات.
ويأتي الهجوم غداة سيطرة الجيش والقوات المسلحة على كامل مدينة قارة وقتل عدد كبير من الإرهابيين وسط معلومات عن تحضيرات لتطهير مدينة يبرود ومنطقة القلمون عموماً.
وفي دمشق سقطت قذيفة هاون خلف مدرسة «لبابة الهلالية» في منطقة القصاع وأسفرت عن استشهاد مواطن وإصابة خمسة آخرين.
وفي حلب، تتجه عمليات الجيش إلى تطهير الريف الشرقي كاملاً من الفصائل المسلحة التي تتزعمها «جبهة النصرة»، ورأى متابعون لسير عمليات الجيش لـ«الوطن» أن المرحلة الأهم من تنفيذ خطة الجيش انتهت بالسيطرة على معاقل المسلحين الرئيسة، في حين تعتمد المرحلة الثانية على تأمين ضفتي الطريق العام الذي يصل حلب بالرقة وتطهير باقي القرى والجيوب التي فرّ إليها المسلحون ومواقع أخرى خدمية مهمة مثل المحطة الحرارية التي تغذي المدينة بالكهرباء ومحطتي مسكنة والبابيري اللتين تزودانها بمياه الشرب.
وفي حمص أحبطت وحدات حرس الحدود بالتعاون مع عناصر الجيش عدة محاولات تسلل مجموعات مسلحة من لبنان إلى سورية في مواقع المتهومة بريف تلكلخ والقاع والحسواني قرب خربة النعيمات في جبال جوسية بريف القصير.
من جهة أخرى قالت مصادر مطلعة لـ«الوطن» إن عدداً من المدنيين بينهم امرأتان أصيبوا بجروح بليغة جراء سقوط أربع قذائف صاروخية أطلقها إرهابيون على قرية الأشرفية.
أزمة مخيم اليرموك في طريقها إلى الحل خلال أيام قليلة...عبد المجيد: نأمل التزام المسلحين بالاتفاق
وفي مخيم اليرموك جنوب العاصمة، أعرب الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد في تصريح لـ«الوطن» عن أمله في أن تلتزم المجموعات المسلحة المتواجدة في المخيم بما جرى الاتفاق عليه مع فصائل تحالف المقاومة الفلسطينية بالانسحاب من المخيم، معتبراً أن الأمور حتى الآن تسير بشكل إيجابي، وموضحاً أنه خلال الأيام الثلاثة القادمة سيتم وضع هذه المجموعات أمام الالتزامات التي تعهدت بها.
وتسيطر على المخيم حالة من الهدوء شبه التام منذ يوم الأحد الماضي، وفي اليوم التالي بدأ فريق الخدمات في «هيئة فلسطين الخيرية» بتنظيف شوارعه وإزالة السواتر الترابية، تنفيذاً للاتفاق، بحسب ما نشرت من صور مواقع التواصل الاجتماعي.
وتسيطر على المخيم حالة من الهدوء شبه التام منذ يوم الأحد الماضي، وفي اليوم التالي بدأ فريق الخدمات في «هيئة فلسطين الخيرية» بتنظيف شوارعه وإزالة السواتر الترابية من الشوارع، بحسب ما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي من صور.
كما يتردد في أحاديث العامة ممن نزحوا من المخيم قبل نحو عام ويقيمون في المناطق المجاورة له أن المجموعات المسلحة تنوي الانسحاب من المخيم في الأيام القليلة المقبلة بناء على اتفاق جرى مع الفصائل الفلسطينية.
وقال عبد المجيد في تصريح لـ«الوطن»: «ما يجري في اليرموك أن القسم الأكبر من المجموعات المسلحة أعادت الاتصال بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة وفصائل تحالف المقاومة الفلسطينية بعد أن فشلت مبادرة منظمة التحرير الفلسطينية (لحل أزمة المخيم) وأبدت استعدادها لتسوية أوضاعها ومعالجة الأمر والانسحاب من المخيم».
وأوضح عبد المجيد، أن النقاش مع تلك المجموعات يتم عبر وسطاء وفي بعض الأحيان من خلال اتصالات مع بعض المجموعات، لافتاً إلى أنه «تم الطلب من هذه المجموعات أن تقوم بإجراءات إبداء حسن النوايا، وإعلان مواقف، واستعداد للتجاوب، بعد أن قدمت فصائل التحالف ضمانات لتسوية أوضاعهم وأبلغت الدولة والأجهزة المختصة بهذا الأمر ووافقت على تسوية أوضاع من يرغب من المسلحين مما شكل حالة من الطمأنينة لدى أغلبية المسلحين في الداخل».
وذكر عبد المجيد أن قادة من تلك المجموعات أصدروا قبل ثلاثة أيام بياناً أكدوا فيه التزامهم بسلسة من الخطوات التي طرحت في المناقشات ومنها إزالة الدشم وتنظيف شوارع المخيم ومطالبة أي عنصر أو مجموعة ترفض تسوية الوضع بالخروج من المخيم.
وقال: «خلال الأيام الثلاثة القادمة سيتم وضع هذه المجموعات أمام الالتزامات التي تعهدت بها من أجل إخلاء المخيم من المسلحين».
وإن كانت جميع المجموعات المسلحة ستنسحب من المخيم قال عبد المجيد: «من المفترض أن الذين أجروا اتصالات مع الأخوة في القيادة العامة أن يقنعوها بالانسحاب.. هناك بعض الكتائب منها كتيبة ابن تيمية قد تنسحب من المخيم.. البقية سيبقون في محيط المخيم حتى تتم تسوية أوضاعهم لكن طلب منهم إخلاء المخيم حتى يتسنى للمعنيين واللجان الشعبية واللجنة الأهلية أن تدخل المخيم بأمان دون أن يكون هناك أي مسلح من أجل ترتيبات عودة الناس والاطمئنان بأن يكون المخيم خالياً من المسلحين والسلاح».
وأضاف: «هذا الأمر من المفترض أن يتم إنجازه خلال الأيام الثلاثة المقبلة من قبلهم (المجموعات المسلحة). إذا التزموا بذلك تكون الأمور تسير بشكل أفضل من خلال ما جرى من اتصالات مع فصائل المقاومة»، معتبراً أن «الأمر لغاية الآن يسير بشكل إيجابي والاتصالات مستمرة معهم من أجل تنفيذ هذه الالتزامات التي تعهدوا بها»، معرباً عن أمله في أن «يتم تحقيق ذلك من أجل فتح الطريق لإعادة أهالينا إلى منازلهم».
وفيما يتعلق بالجبهة التي ستدير شؤون المخيم إذا ما انسحب المسلحون، أوضح عبد المجيد أنه «سيتم تشكيل لجنة شعبية تضم وجهاء وفعاليات فلسطينية وشخصيات من الفصائل المقاومة»، مشيراً إلى أنه في حال تنفيذ الاتفاق فإن هذه اللجنة ستدخل إلى المخيم لتفقد الوضع قبل دخول الناس ومن ثم سيتم إدخال مواد غذائية وإغاثية للأهالي الموجودين داخل المخيم، وموضحاً أن هذه اللجنة «نعمل من أجل تشكيلها خلال الأيام القادمة».
وأوضح عبد المجيد أنه وبعد استعادة المخيم سيتم تشكيل اللجان والهيئات من كل الفصائل وفي مقدمتها الجبهة الشعبية - القيادة العامة.
وقال: «البحث يجري الآن مع فصائل المقاومة الفلسطينية والحل سيكون مع فصائل المقاومة الفلسطينية. بعد استعادة المخيم سيتم تشكيل اللجان والهيئات من كل الفصائل وفي أولويتها القيادة العامة»، مشدداً على أن «القيادة العامة هي العنصر الأساسي للحل من خلال فصائل المقاومة والذين يضعون شروطاً لا علاقة لها بالواقع».
وأوضح عبد المجيد أن الاتفاق يشمل بالإضافة إلى مخيم اليرموك الجادات الواقعة شرق شارع فلسطين والممتدة من قسم التضامن وحتى دوار فلسطين.
وإذا نجح اتفاق المخيم فإنه يعتبر التجربة الثانية من نوعها على مستوى سورية بعد الاتفاق الذي حصل في منطقة قدسيا بريف دمشق وما زال ساري المفعول. والعامل المشترك الذي يجمع بين الحالتين وجود اللاجئين الفلسطينيين في المنطقتين.
ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لإعلانات مطبوعة تم لصقها في الشوارع الرئيسية في المخيم تقول: إنه على «كافة العسكريين ترجو منكم القيادة العسكرية في مخيم اليرموك مغادرة جميع مناطق المخيم والذهاب إلى المناطق المجاورة، وذلك حقنا لدماء الأطفال والنساء وبعد الاتفاق مع كافة قادة الكتائب والمجموعات العاملة في المنطقة».
وأوضح الإعلان الذي حمل توقيع اللجنة الأمنية العاملة في مخيم اليرموك وصدر الأحد الماضي أن «من يمتنع عن ذلك سوف تتخذ بحقه الإجراءات اللازمة لجعل مخيم اليرموك منطقة آمنة لكافة المدنيين من كافة المناطق المجاورة».
ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي ما سمته «بوادر حسن النوايا لإنجاح المبادرة» وتضمنت «تنظيف شوارع المخيم من القمامة، ومسح كل العبارات الاستفزازية عن الجدران بدهان أبيض، وإزالة الحواجز والسواتر الترابية غير الضرورية، وإخلاء المساكن المستولى عليها وتسليمها لأصحابها، وإخلاء المقرات الحكومية والمدارس وإعادتها لممارسة مهامها أصولياً، وإعادة مكاتب وكالة الغوث الدولية والمدارس والعيادات الخاصة بها لممارسة مهامها كاملة، وحصر الممتلكات الخاصة بالهيئات الخيرية وتقديم قوائم فيها لتسوية أوضاعها، والتعرف على كل الهيئات الطبية والخدمية لتوحيد جهودها، وتأهيل المشافي المحلية في المخيم، والمحافظة على البيئة بعدم قطع الأشجار في الحدائق والشوارع، وتنظيف الحدائق والساحات العامة وتفعيلها.
المصدر :
الوطن
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة