لاشك أن الجيش السوري استعاد زمام المبادرة على الأرض في مختلف المناطق السورية تقريباً، لاسيما بعد الانجازات الميدانية في ريف دمشق الجنوبي وشرق حلب،حيث سيطر على اجزاء واسعة في "اللواء 80" المجاور لمطار حلب الدولي ملحقا خسائر كبيرة في صفوف المسلحين على ما تؤكد مصادر متابعة لحيثيات الواقع الميداني، مرجحةً أن يعود المطار المذكور الى العمل في وقت ليس ببعيد .

وفي هذا الصدد، يؤكد مصدر عسكري واستراتيجي أن تقدم القوات المسلحة السورية يعود لاسبابٍ عدةٍ أبرزها:

أولاً- التزام الجيش "لخطة الاسد" والتي وضعت حيز التنفيذ في أواخر آذار الفائت، وتقضي بتحقيق الدفاع الثابت، ومنع الإنهيارات، واستعادة المناطق في شكل متدرجٍ ، ومنع المسلحين من تحقيق أي تقدم.

ثانيا – تضعضع القيادتين العسكرية والسياسية للمجموعات المسلحة، بعد سلسلة الضربات التي تلقتها الأخيرة على أيدي الجيش السوري.

ثالثا- تراجع تركيا عن الدعم المطلق للمسلحين، وبخاصة المتشددين منهم، وتخصيص دعمها "للمعتدلين" وفقاً لوجهة نظر أنقرة.

رابعاً- الاقتتال بين المجموعات المسلحة، وتصفية بعضها البعض، بالاضافة الى الدعم العسكري الذي تقدمه اللجان الشعبية التي تقاتل للدفاع عن مناطقها، وهو ما حصل في المنطقة الكردية المحاذية لتركيا، حيث اعترفت وسائل المعارضة بأن الأكراد استطاعوا السيطرة على معظم القرى التابعة لمناطقهم.

خامسًأ- لقد أدى افتضاح حجم الهزيمة الى عودة عدد من ضباط "الجيش السوري الحر" الى الجيش الشرعي بعد مراجعة حساباتهم، بحسب المصدر العسكري. ويشير الى أن "الحر" بدأ يفقد صلاحياته، وأصبح ذات فعالية محدودة، لاسيما بعد تراجع الدور القطري – التركي في رعاية المجموعات المسلحة في سورية، وتقدم الدور السعودي في هذا المجال، على حد قول المصدر.

ويؤكد المصدر أن إعلان إنتصار الجيش السوري، بات مسالة الوقت ليس إلا، متوقعةً حدوث انهيار كبير للمسلحين في "حلب " و"المنطقة الشرقية"، خصوصاً اذا اوقفت تركيا دعمها نهائياً عن المسلحين، لاسيما في ضوء المعارك التي يشنها المقاتلون الاكراد على مواقع "التكفريين" في المنطقة الشرقية و"ريف حلب".

ويتوقع المصدر أن تكون المعارك الأقوى بين القوات المسلحة والتكفيريين في منطقتي "درعا" و"القلمون"، فمعركة القلمون لا شك قادمة وحتى لو تأخرت بسبب خطة القضم التدريجي الذي يقوم به الجيش السوري.

وفي محاولةٍ للحد من الخسائر ولتحقيق "توازنٍ عسكريٍ" مع الجيش، تسعى الاستخبارات السعودية الى توحيد المجموعات المسلحة التي تدور في فلكها تحت لواء ما يسمى "بجيش محمد" بأشرافٍ مباشرٍ من الأمير بندر بن سلطان، على يؤكد المصدر العسكري. وهنا جاءت دعوة زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري بالغاء ما يسمى "بدولة الاسلام في العراق والشام" لمصلحة "جبهة النصرة"، بعدما فشلت محاولاته السابقة في تحقيق ذلك، بحسب مصادر المعارضة السورية.

وتعتبر المصادر أن توحيد المجموعات المسلحة دونه عقبات جمة، لان هناك إختلاف في تركيبة تلك المجموعات، خصوصا بين "النصرة" و"داعش"، فليسا على توافق، بحسب المصادر.

وتلفت المصادر الى أن "النصرة" هي تشكيل مسلح سوري المنشأ ويضم "مقاتلين" من جنسيات شيشانية وأذربجانية وافغانية وسواها ، أما "داعش" فهي تنظيم خارجي وغالبية عناصره من خارج سورية، خصوصاً من التابعيتين السعودية واليمنية، على ما تؤكد مصادر المعارضة.

وبالاضافة الى "النصرة" و "داعش" هناك أيضا حضور "للواء التوحيد" التابع "للأخوان المسلمين"، خصوصاً في بعض مناطق "ريف حلب"، و"لواء الاسلام" التابع للسعودية بقيادة زهران علوش في منطقة "القلمون".

وتشير المصادر الى المجموعات المسلحة ليست ذات "بنيةٍ جامدة"، أي أنها تعلن ولاءها لتنظيم معين كل فترة، وبحسب تقلب الظروف، كما حصل في "الرقة" على سبيل المثال. فقد اعلنت المجموعات المسلحة تاييدها "للنصرة" عندما دخلت المدينة، ثم بايعت "داعش" عندما عززت حضورها في المدينة عينها.

وتخلص المصادر الى أن في حال كانت دعوة الظواهري الى الغاء داعش في سورية جدية، فهذا الأمر يؤشر الى أن خبر مقتل "زعيم النصرة" أبو محمد الجولاني بات مؤكداً، لانه كان يرفض دعوات الظواهري السابقة لتوحيد المسلحين.

  • فريق ماسة
  • 2013-11-09
  • 11604
  • من الأرشيف

هل سيكون الانهيار الكبير للمسلحين في حلب؟

لاشك أن الجيش السوري استعاد زمام المبادرة على الأرض في مختلف المناطق السورية تقريباً، لاسيما بعد الانجازات الميدانية في ريف دمشق الجنوبي وشرق حلب،حيث سيطر على اجزاء واسعة في "اللواء 80" المجاور لمطار حلب الدولي ملحقا خسائر كبيرة في صفوف المسلحين على ما تؤكد مصادر متابعة لحيثيات الواقع الميداني، مرجحةً أن يعود المطار المذكور الى العمل في وقت ليس ببعيد . وفي هذا الصدد، يؤكد مصدر عسكري واستراتيجي أن تقدم القوات المسلحة السورية يعود لاسبابٍ عدةٍ أبرزها: أولاً- التزام الجيش "لخطة الاسد" والتي وضعت حيز التنفيذ في أواخر آذار الفائت، وتقضي بتحقيق الدفاع الثابت، ومنع الإنهيارات، واستعادة المناطق في شكل متدرجٍ ، ومنع المسلحين من تحقيق أي تقدم. ثانيا – تضعضع القيادتين العسكرية والسياسية للمجموعات المسلحة، بعد سلسلة الضربات التي تلقتها الأخيرة على أيدي الجيش السوري. ثالثا- تراجع تركيا عن الدعم المطلق للمسلحين، وبخاصة المتشددين منهم، وتخصيص دعمها "للمعتدلين" وفقاً لوجهة نظر أنقرة. رابعاً- الاقتتال بين المجموعات المسلحة، وتصفية بعضها البعض، بالاضافة الى الدعم العسكري الذي تقدمه اللجان الشعبية التي تقاتل للدفاع عن مناطقها، وهو ما حصل في المنطقة الكردية المحاذية لتركيا، حيث اعترفت وسائل المعارضة بأن الأكراد استطاعوا السيطرة على معظم القرى التابعة لمناطقهم. خامسًأ- لقد أدى افتضاح حجم الهزيمة الى عودة عدد من ضباط "الجيش السوري الحر" الى الجيش الشرعي بعد مراجعة حساباتهم، بحسب المصدر العسكري. ويشير الى أن "الحر" بدأ يفقد صلاحياته، وأصبح ذات فعالية محدودة، لاسيما بعد تراجع الدور القطري – التركي في رعاية المجموعات المسلحة في سورية، وتقدم الدور السعودي في هذا المجال، على حد قول المصدر. ويؤكد المصدر أن إعلان إنتصار الجيش السوري، بات مسالة الوقت ليس إلا، متوقعةً حدوث انهيار كبير للمسلحين في "حلب " و"المنطقة الشرقية"، خصوصاً اذا اوقفت تركيا دعمها نهائياً عن المسلحين، لاسيما في ضوء المعارك التي يشنها المقاتلون الاكراد على مواقع "التكفريين" في المنطقة الشرقية و"ريف حلب". ويتوقع المصدر أن تكون المعارك الأقوى بين القوات المسلحة والتكفيريين في منطقتي "درعا" و"القلمون"، فمعركة القلمون لا شك قادمة وحتى لو تأخرت بسبب خطة القضم التدريجي الذي يقوم به الجيش السوري. وفي محاولةٍ للحد من الخسائر ولتحقيق "توازنٍ عسكريٍ" مع الجيش، تسعى الاستخبارات السعودية الى توحيد المجموعات المسلحة التي تدور في فلكها تحت لواء ما يسمى "بجيش محمد" بأشرافٍ مباشرٍ من الأمير بندر بن سلطان، على يؤكد المصدر العسكري. وهنا جاءت دعوة زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري بالغاء ما يسمى "بدولة الاسلام في العراق والشام" لمصلحة "جبهة النصرة"، بعدما فشلت محاولاته السابقة في تحقيق ذلك، بحسب مصادر المعارضة السورية. وتعتبر المصادر أن توحيد المجموعات المسلحة دونه عقبات جمة، لان هناك إختلاف في تركيبة تلك المجموعات، خصوصا بين "النصرة" و"داعش"، فليسا على توافق، بحسب المصادر. وتلفت المصادر الى أن "النصرة" هي تشكيل مسلح سوري المنشأ ويضم "مقاتلين" من جنسيات شيشانية وأذربجانية وافغانية وسواها ، أما "داعش" فهي تنظيم خارجي وغالبية عناصره من خارج سورية، خصوصاً من التابعيتين السعودية واليمنية، على ما تؤكد مصادر المعارضة. وبالاضافة الى "النصرة" و "داعش" هناك أيضا حضور "للواء التوحيد" التابع "للأخوان المسلمين"، خصوصاً في بعض مناطق "ريف حلب"، و"لواء الاسلام" التابع للسعودية بقيادة زهران علوش في منطقة "القلمون". وتشير المصادر الى المجموعات المسلحة ليست ذات "بنيةٍ جامدة"، أي أنها تعلن ولاءها لتنظيم معين كل فترة، وبحسب تقلب الظروف، كما حصل في "الرقة" على سبيل المثال. فقد اعلنت المجموعات المسلحة تاييدها "للنصرة" عندما دخلت المدينة، ثم بايعت "داعش" عندما عززت حضورها في المدينة عينها. وتخلص المصادر الى أن في حال كانت دعوة الظواهري الى الغاء داعش في سورية جدية، فهذا الأمر يؤشر الى أن خبر مقتل "زعيم النصرة" أبو محمد الجولاني بات مؤكداً، لانه كان يرفض دعوات الظواهري السابقة لتوحيد المسلحين.

المصدر : المردة/حسان الحسن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة