نجح الجيش السوري أواخر الشهر الماضي في استعادة بلدة صدد في ريف حمص الجنوبي، لكن صدد لم تكن الهدف الحقيقي له وإنما وسيلته للوصول إلى قرية مهين المتاخمة لها

والتي كانت المجموعات المسلحة اقتحمتها في وقت سابق بغية السيطرة على معامل الدفاع وهي ثاني أضخم مستودعات أسلحة للجيش بعد مستودعات الذخيرة في السفيرة.

الاستعداد للمعركة الكبرى في مهين بدأ منذ دخول الجيش صدد وتحويلها لقاعدة إمداد لوجستي ومنصة لإطلاق الصواريخ، وذلك لوقوعها على السلسلة الجبلية التدمرية التي هي استمرار لسلسلة لبنان الشرقية عبر مهين لتصل لتدمر.

الجيش وصل إلى تخوم القرية ذات الأهمية الإستراتيجية والتي تتأتى من عاملين الأول وجود مستودعات الذخيرة والثاني موقعها ما بين صدد والقلمون ما يعني أن معركة الجيش في مهين ستمهد الطريق أمامه باتجاه القلمون والسيطرة على المحور الممتد من شرق دير عطية والنبك وقارة والرحيبة وجيرود والناصرية إلى محور جرود رنكوس وصيدنايا ومعلولا وجرود عرسال، وبالتالي هي منطقة معقدة طبوغرافيا بالنسبة للعمل العسكري بحسب الخبير العسكري علي مقصود.

 

الجيش السوري يستعد لمعركة استراتيجية في حمص

 

وفي تصريح خاص لموقع "العهد" الإخباري تحدث مقصود عن الأهمية العسكرية لبلدة مهين والتي تكمن في وجود مستودعات استراتيجية للجيش هناك إضافة للموقع الذي تحتله البلدة ما بين المنطقة الوسطى والريف الشمالي لدمشق ما يجعل منها مركزا حيويا لإمداد المجموعات المسلحة القادمة من تدمر والتي تم إدخالها عبر المثلث الحدودي الأردني -العراقي- التركي وصولا للسخنة ثم تدمر لتصل إلى مهين.

وأوضح مقصود أن محاولات المسلحين للسيطرة على الصواريخ والأسلحة في مستودعات مهين هي لامداد المجموعات المسلحة في القلمون بها بعد أن نفدت ذخيرتها إثر الاشتباكات والمناورات العسكرية بالنار مع الجيش السوري.

ونفى مقصود تمكن المسلحين من إخراج أي سلاح من تلك المستودعات لأن الجيش استهدفهم مباشرة بالمدفعية والطيران وهم يبحثون عن مخرج لهم من تلك البلدة إذ لم يعد لهم قدرة على الاشتباك.

ووضع مقصود بث مسلحين لصور عبر الانترنت والتي قالوا انها تعود لمستودعات في مهين سيطروا عليها في سياق رفع الروح المعنوية للمسلحين وبث رسائل تطمينية لهم بعد الانهيار النفسي الكبير في صفوفهم، معتبراً أن الانتصار والهزيمة في الميدان لا يتوقف على الهزيمة العسكرية بل هو كسر ارادة الاستمرار والمتابعة في القتال وهو ما نجح الجيش السوري بفعله مع مسلحي مهين.

وأكد الخبير العسكري أنه لن تمضي ثمانية وأربعون ساعة إلا وسيكون كل شيء منتهيا، وأضاف سنتابع خلال الساعات القادمة الناطق العسكري وهو يعلن عبر وسائل الإعلام تحرير كل هذا المحور من مهين إلى جرود صيدنايا.

وبموازاة ذلك، قال المحلل السياسي بسام أبو عبد الله في تصريح خاص لموقع "العهد" الإخباري "إن الصور التي بثتها الجماعات المسلحة كانت في مستودع صغير هو جزء من مستودع رقم 4 والذي سيطروا على جزء صغير منه، وذلك لا يعني السيطرة على كامل المستودعات، مؤكداً عدم نقل المسلحين لأي كميات من الذخيرة بسبب عاملين هما قرب القوات السورية على مشارف مهين واستخدامه سلاح الطيران لمنعهم من إخراج أسلحة من هناك.

ولخص أبو عبد الله عوامل انهيار الجماعات المسلحة هناك بفقدانها للبيئة الحاضنة لها ما وفّر للاستخبارات السورية كماً كبيراً من المعلومات إضافة لنقص الذخيرة وقطع طرق الإمداد عنهم وعدم وجود ضخ مادي وبشري ما جعلهم يبحثون عن مصادر، وبالتالي مهاجمة مستودعات الصواريخ والذخيرة في مهين.

وبموازاة ذلك، كشف أبو عبد الله أن قادة المجموعات المسلحة أصبحوا يخيرون من هم تحت إمرتهم إما بالبقاء أو الرحيل، لافتاً إلى تغير الجو السياسي الخارجي ودوره في الانهيارات السريعة للمسلحين، حيث نقل معلومات خاصة تفيد أن القطريين قالوا لقادة المجموعات المسلحة خلال اجتماعهم الأخير بتركيا ان النظام السوري حقق انجازات والوضع ليس بهذه السهولة وطلبوا تقديم تنازلات لأن النظام اثبت قوة وجدارة.

  • فريق ماسة
  • 2013-11-09
  • 10880
  • من الأرشيف

الجيش السوري يستعد لمعركة استراتيجية في حمص

نجح الجيش السوري أواخر الشهر الماضي في استعادة بلدة صدد في ريف حمص الجنوبي، لكن صدد لم تكن الهدف الحقيقي له وإنما وسيلته للوصول إلى قرية مهين المتاخمة لها والتي كانت المجموعات المسلحة اقتحمتها في وقت سابق بغية السيطرة على معامل الدفاع وهي ثاني أضخم مستودعات أسلحة للجيش بعد مستودعات الذخيرة في السفيرة. الاستعداد للمعركة الكبرى في مهين بدأ منذ دخول الجيش صدد وتحويلها لقاعدة إمداد لوجستي ومنصة لإطلاق الصواريخ، وذلك لوقوعها على السلسلة الجبلية التدمرية التي هي استمرار لسلسلة لبنان الشرقية عبر مهين لتصل لتدمر. الجيش وصل إلى تخوم القرية ذات الأهمية الإستراتيجية والتي تتأتى من عاملين الأول وجود مستودعات الذخيرة والثاني موقعها ما بين صدد والقلمون ما يعني أن معركة الجيش في مهين ستمهد الطريق أمامه باتجاه القلمون والسيطرة على المحور الممتد من شرق دير عطية والنبك وقارة والرحيبة وجيرود والناصرية إلى محور جرود رنكوس وصيدنايا ومعلولا وجرود عرسال، وبالتالي هي منطقة معقدة طبوغرافيا بالنسبة للعمل العسكري بحسب الخبير العسكري علي مقصود.   الجيش السوري يستعد لمعركة استراتيجية في حمص   وفي تصريح خاص لموقع "العهد" الإخباري تحدث مقصود عن الأهمية العسكرية لبلدة مهين والتي تكمن في وجود مستودعات استراتيجية للجيش هناك إضافة للموقع الذي تحتله البلدة ما بين المنطقة الوسطى والريف الشمالي لدمشق ما يجعل منها مركزا حيويا لإمداد المجموعات المسلحة القادمة من تدمر والتي تم إدخالها عبر المثلث الحدودي الأردني -العراقي- التركي وصولا للسخنة ثم تدمر لتصل إلى مهين. وأوضح مقصود أن محاولات المسلحين للسيطرة على الصواريخ والأسلحة في مستودعات مهين هي لامداد المجموعات المسلحة في القلمون بها بعد أن نفدت ذخيرتها إثر الاشتباكات والمناورات العسكرية بالنار مع الجيش السوري. ونفى مقصود تمكن المسلحين من إخراج أي سلاح من تلك المستودعات لأن الجيش استهدفهم مباشرة بالمدفعية والطيران وهم يبحثون عن مخرج لهم من تلك البلدة إذ لم يعد لهم قدرة على الاشتباك. ووضع مقصود بث مسلحين لصور عبر الانترنت والتي قالوا انها تعود لمستودعات في مهين سيطروا عليها في سياق رفع الروح المعنوية للمسلحين وبث رسائل تطمينية لهم بعد الانهيار النفسي الكبير في صفوفهم، معتبراً أن الانتصار والهزيمة في الميدان لا يتوقف على الهزيمة العسكرية بل هو كسر ارادة الاستمرار والمتابعة في القتال وهو ما نجح الجيش السوري بفعله مع مسلحي مهين. وأكد الخبير العسكري أنه لن تمضي ثمانية وأربعون ساعة إلا وسيكون كل شيء منتهيا، وأضاف سنتابع خلال الساعات القادمة الناطق العسكري وهو يعلن عبر وسائل الإعلام تحرير كل هذا المحور من مهين إلى جرود صيدنايا. وبموازاة ذلك، قال المحلل السياسي بسام أبو عبد الله في تصريح خاص لموقع "العهد" الإخباري "إن الصور التي بثتها الجماعات المسلحة كانت في مستودع صغير هو جزء من مستودع رقم 4 والذي سيطروا على جزء صغير منه، وذلك لا يعني السيطرة على كامل المستودعات، مؤكداً عدم نقل المسلحين لأي كميات من الذخيرة بسبب عاملين هما قرب القوات السورية على مشارف مهين واستخدامه سلاح الطيران لمنعهم من إخراج أسلحة من هناك. ولخص أبو عبد الله عوامل انهيار الجماعات المسلحة هناك بفقدانها للبيئة الحاضنة لها ما وفّر للاستخبارات السورية كماً كبيراً من المعلومات إضافة لنقص الذخيرة وقطع طرق الإمداد عنهم وعدم وجود ضخ مادي وبشري ما جعلهم يبحثون عن مصادر، وبالتالي مهاجمة مستودعات الصواريخ والذخيرة في مهين. وبموازاة ذلك، كشف أبو عبد الله أن قادة المجموعات المسلحة أصبحوا يخيرون من هم تحت إمرتهم إما بالبقاء أو الرحيل، لافتاً إلى تغير الجو السياسي الخارجي ودوره في الانهيارات السريعة للمسلحين، حيث نقل معلومات خاصة تفيد أن القطريين قالوا لقادة المجموعات المسلحة خلال اجتماعهم الأخير بتركيا ان النظام السوري حقق انجازات والوضع ليس بهذه السهولة وطلبوا تقديم تنازلات لأن النظام اثبت قوة وجدارة.

المصدر : العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة