اتسعت دائرة النقاش والسجال في تركيا حول رئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان، بعد اتهام صحيفة «واشنطن بوست» له بأنّه سرّب معلومات إلى طهران عن 10 جواسيس إيرانيين يعملون لمصلحة إسرائيل.

وقد اتهمت الأوساط المقربة من «حزب العدالة والتنمية» إسرائيل واللوبي اليهودي في أميركا بالسعي للإيقاع بين تركيا والإدارة الأميركية.

ورأت صحيفة «يني شفق»، المؤيدة لـ«حزب العدالة والتنمية»، أن «الخلاف بين تركيا وأميركا حول سوريا قد يسهل من هذا الفخ، ويعمق الخلاف القائم»، معتبرة أن «الهدف ليس الاستخبارات التركية ورئيسها بل تركيا نفسها».

وتقول الصحيفة إن «حاقان فيدان دخل في مراجعة للاتفاقيات المعقودة سابقا مع إسرائيل، ومنها السماح للإسرائيليين بالقيام بعمليات عبر المطارات التركية من دون أن يستحصلوا على تأشيرات دخول. ويتوقع أن يرفع تلك المراجعة إلى رئاسة الحكومة، وهو ما يقلق الحكومة الإسرائيلية ويوجعها».

وكتبت الصحيفة ان «أساس الحملة على فيدان جاءت من مجلس العلاقات الخارجية الأميركية التابع للمحافظين الجدد». وتقول ان «سبب الغضب الأميركي على تركيا هو اتفاق أنقرة مع شركة صينية لشراء صواريخ باليستية بعيدة المدى، بأربعة مليارات دولار، بدلا من شرائها من شركة رايتون الأميركية. وهو ما دفع (صحيفة) فايننشال تايمز البريطانية للادعاء بأن الصفقة تقطع تركيا عن الغرب».

وأضافت «يني شفق» ان «شركة رايتون المصنعة لصواريخ الباتريوت رفضت نقل التكنولوجيا الصاروخية إلى تركيا، فرفضت الأخيرة شراء الباتريوت منها، بينما صفقة الصواريخ الصينية أرخص بـ500 مليون دولار وتضمن نقل التكنولوجيا الى تركيا». وأشارت إلى أن الغرب يتبع سياسة مزدوجة المعايير عندما لم ينبس ببنت شفة تجاه اليونان التي تعاقدت مع روسيا لشراء صواريخ اس 300، وهي العضو في حلف شمال الأطلسي.

وتذكّر الصحيفة بأن «الغرب يشن حملة مغرضة ضد تركيا، ومن ذلك أن الصعوبات الاقتصادية لتركيا ستحول دون تمويل إنشاء مطار ثالث كبير في اسطنبول يتسع لـ150 مليون مسافر سنويا لينافس أكبر المطارات الغربية والعالمية». وتدرج «اتهام الغرب لتركيا بدعم جبهة النصرة وتنظيم القاعدة في إطار تشويه صورة تركيا والضغط عليها»، معتبرة ان مجلس العلاقات الخارجية قد قام بـ«تمرير» الكرة، فيما تولت «فايننشال تايمز» تسديدها نحو المرمى التركي.

لكن محمد يلماز، في صحيفة «حرييت»، ينحو بالمسألة في اتجاه آخر، فيقول إن «المسألة تتعلق بالصراع داخل الولايات المتحدة بين الجمهوريين والديموقراطيين، وتأثيرات الموضوع لن تتعدى حدود الولايات المتحدة». ويضيف أن «السؤال الذي يجب أن يناقش هو مدى نجاح حاقان فيدان في مهمته على رأس الاستخبارات التركية من فشله». ويتابع ان «فيدان شارك في كل الاجتماعات التي كانت مخصصة للوضع في المنطقة وفي سوريا تحديدا. وكانت سياسة الحكومة الخارجية تتحدد وفقا لتقارير حاقان فيدان، أي تماما كما يجري في الدول الأمنية وهذا خطأ فادح. وفي النهاية انتهت السياسة التركية في سوريا الى فشل ذريع، حيث لا يزال (الرئيس) بشار الأسد في موقعه، والمخاطر على تركيا انفتحت أبوابها».

وكتب ياشار قوتش، في «يني شفق»، قائلا ان «تعيين تامير باردو رئيسا للموساد أقلق تركيا نظرا لماضيه ودوره في عملية مرمرة. كما انه مشجع لانفصال الأكراد عن تركيا، ما أعطى انطباعا بأن الاستخبارات الإسرائيلية سرّبت الخبر عن الجواسيس الإيرانيين إلى صحيفة واشنطن بوست».

لكن المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية يغال بالمور، كما ورد في «حرييت»، قال انه «لا يمكن ان تكون اسرائيل وراء تسريب الخبر، لأن اسرائيل حريصة على تطوير العلاقات مع تركيا. وان أوساطا تريد الإيقاع بين تركيا واسرائيل هي التي سربت الخبر».

ويشير أورال تشاليشلار، في «راديكال»، الى ان «صفقة الصواريخ الصينية ودعم تركيا للقاعدة وجبهة النصرة وتسليم الجواسيس الايرانيين لإيران هي وراء الحملة الأميركية والغربية على حاقان فيدان وعلى تركيا». وقال ان «الهدف هو وضع تركيا تحت الضغط المعنوي والنفسي من جهة والضغط على (الرئيس الاميركي باراك) أوباما للتراجع عن سياسة الانفتاح على ايران».

ولم يستبعد تشاليشلار ان «يكون للحملة على فيدان علاقة بعملية الحل التي يقودها في تركيا للمسألة الكردية وانزعاج بعض الأوساط من ذلك». ويرى ان «على الحكومة التركية ان تفشل محاولات زعزعة الاستقرار في تركيا، لكن عن طريق إعطاء الأكراد والعلويين حقوقهم وتعزيز الحريات ونمط الحياة، وبالتالي تقطع الطريق على المصطادين بالماء العكر بدلا من انشغال الحكومة بالحديث عن المؤامرات الخارجية، وحينها لن يستطيع أحد أن يخلع فيدان».

  • فريق ماسة
  • 2013-10-22
  • 8002
  • من الأرشيف

الحملة على حاقان فيدان: من الصين وإسرائيل إلى «القاعدة»!

اتسعت دائرة النقاش والسجال في تركيا حول رئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان، بعد اتهام صحيفة «واشنطن بوست» له بأنّه سرّب معلومات إلى طهران عن 10 جواسيس إيرانيين يعملون لمصلحة إسرائيل. وقد اتهمت الأوساط المقربة من «حزب العدالة والتنمية» إسرائيل واللوبي اليهودي في أميركا بالسعي للإيقاع بين تركيا والإدارة الأميركية. ورأت صحيفة «يني شفق»، المؤيدة لـ«حزب العدالة والتنمية»، أن «الخلاف بين تركيا وأميركا حول سوريا قد يسهل من هذا الفخ، ويعمق الخلاف القائم»، معتبرة أن «الهدف ليس الاستخبارات التركية ورئيسها بل تركيا نفسها». وتقول الصحيفة إن «حاقان فيدان دخل في مراجعة للاتفاقيات المعقودة سابقا مع إسرائيل، ومنها السماح للإسرائيليين بالقيام بعمليات عبر المطارات التركية من دون أن يستحصلوا على تأشيرات دخول. ويتوقع أن يرفع تلك المراجعة إلى رئاسة الحكومة، وهو ما يقلق الحكومة الإسرائيلية ويوجعها». وكتبت الصحيفة ان «أساس الحملة على فيدان جاءت من مجلس العلاقات الخارجية الأميركية التابع للمحافظين الجدد». وتقول ان «سبب الغضب الأميركي على تركيا هو اتفاق أنقرة مع شركة صينية لشراء صواريخ باليستية بعيدة المدى، بأربعة مليارات دولار، بدلا من شرائها من شركة رايتون الأميركية. وهو ما دفع (صحيفة) فايننشال تايمز البريطانية للادعاء بأن الصفقة تقطع تركيا عن الغرب». وأضافت «يني شفق» ان «شركة رايتون المصنعة لصواريخ الباتريوت رفضت نقل التكنولوجيا الصاروخية إلى تركيا، فرفضت الأخيرة شراء الباتريوت منها، بينما صفقة الصواريخ الصينية أرخص بـ500 مليون دولار وتضمن نقل التكنولوجيا الى تركيا». وأشارت إلى أن الغرب يتبع سياسة مزدوجة المعايير عندما لم ينبس ببنت شفة تجاه اليونان التي تعاقدت مع روسيا لشراء صواريخ اس 300، وهي العضو في حلف شمال الأطلسي. وتذكّر الصحيفة بأن «الغرب يشن حملة مغرضة ضد تركيا، ومن ذلك أن الصعوبات الاقتصادية لتركيا ستحول دون تمويل إنشاء مطار ثالث كبير في اسطنبول يتسع لـ150 مليون مسافر سنويا لينافس أكبر المطارات الغربية والعالمية». وتدرج «اتهام الغرب لتركيا بدعم جبهة النصرة وتنظيم القاعدة في إطار تشويه صورة تركيا والضغط عليها»، معتبرة ان مجلس العلاقات الخارجية قد قام بـ«تمرير» الكرة، فيما تولت «فايننشال تايمز» تسديدها نحو المرمى التركي. لكن محمد يلماز، في صحيفة «حرييت»، ينحو بالمسألة في اتجاه آخر، فيقول إن «المسألة تتعلق بالصراع داخل الولايات المتحدة بين الجمهوريين والديموقراطيين، وتأثيرات الموضوع لن تتعدى حدود الولايات المتحدة». ويضيف أن «السؤال الذي يجب أن يناقش هو مدى نجاح حاقان فيدان في مهمته على رأس الاستخبارات التركية من فشله». ويتابع ان «فيدان شارك في كل الاجتماعات التي كانت مخصصة للوضع في المنطقة وفي سوريا تحديدا. وكانت سياسة الحكومة الخارجية تتحدد وفقا لتقارير حاقان فيدان، أي تماما كما يجري في الدول الأمنية وهذا خطأ فادح. وفي النهاية انتهت السياسة التركية في سوريا الى فشل ذريع، حيث لا يزال (الرئيس) بشار الأسد في موقعه، والمخاطر على تركيا انفتحت أبوابها». وكتب ياشار قوتش، في «يني شفق»، قائلا ان «تعيين تامير باردو رئيسا للموساد أقلق تركيا نظرا لماضيه ودوره في عملية مرمرة. كما انه مشجع لانفصال الأكراد عن تركيا، ما أعطى انطباعا بأن الاستخبارات الإسرائيلية سرّبت الخبر عن الجواسيس الإيرانيين إلى صحيفة واشنطن بوست». لكن المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية يغال بالمور، كما ورد في «حرييت»، قال انه «لا يمكن ان تكون اسرائيل وراء تسريب الخبر، لأن اسرائيل حريصة على تطوير العلاقات مع تركيا. وان أوساطا تريد الإيقاع بين تركيا واسرائيل هي التي سربت الخبر». ويشير أورال تشاليشلار، في «راديكال»، الى ان «صفقة الصواريخ الصينية ودعم تركيا للقاعدة وجبهة النصرة وتسليم الجواسيس الايرانيين لإيران هي وراء الحملة الأميركية والغربية على حاقان فيدان وعلى تركيا». وقال ان «الهدف هو وضع تركيا تحت الضغط المعنوي والنفسي من جهة والضغط على (الرئيس الاميركي باراك) أوباما للتراجع عن سياسة الانفتاح على ايران». ولم يستبعد تشاليشلار ان «يكون للحملة على فيدان علاقة بعملية الحل التي يقودها في تركيا للمسألة الكردية وانزعاج بعض الأوساط من ذلك». ويرى ان «على الحكومة التركية ان تفشل محاولات زعزعة الاستقرار في تركيا، لكن عن طريق إعطاء الأكراد والعلويين حقوقهم وتعزيز الحريات ونمط الحياة، وبالتالي تقطع الطريق على المصطادين بالماء العكر بدلا من انشغال الحكومة بالحديث عن المؤامرات الخارجية، وحينها لن يستطيع أحد أن يخلع فيدان».

المصدر : محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة