قرية المتراس في ريف طرطوس، التي تقع على بعد 15 كم جنوب بين قرية الزرارة ومدينة صافيتا، ويبلغ عدد سكانها 8 الاف نسمة غالبيتهم من التركمان، شهدت أحداثاً أمنية، تعتبر الأولى من نوعها في تلك المنطقة الهادئة والمعروفة باستقرارها ككل مناطق محافظة طرطوس.

كان الكثير من شباب المتراس يقاتلون في صفوف المجموعات المسلحة وبالذات في منطقتي تلكلخ والحصن وفي العديد من أحياء حمص، ولم تشهد أي مظاهر تواجد مسلحين في داخلها، إلا أن انفجارا مفاجئا منذ أسبوعين في أحد مباني القرية جعلها في واجهة الاحداث، بعد أن تبين أن التفجير، الذي قتل فيه أربعة شبان بينهم لبناني مجهول الهوية، كان في مصنع للعبوات الناسفة ومستودع للذخائر الحربية.

عندها بدأ الظهور المسلح في القرية، حيث منع المسلحون سيارات الإسعاف القادمة من مدينة صافيتا المجاورة، من الدخول لنقل الجرحى، وفي نفس الليلة، قام مسلحو القرية بذبح احد اهالي القرية الذي حاول تسليم نفسه للجيش السوري، بعد الانفجار الذي وقع، كونه يملك معلومات حول ما حصل داخل القرية، ما دفع الجيش السوري بالتعاون مع قوات الدفاع الوطني الى ضرب طوق عسكري حول القرية، والاشتباك معهم في الاحراج الجنوبية الغربية منها، ما شكل ضربة استباقية حققها الجيش السوري، وفق ما أكد مصدر عسكري لـ”العهد”، بعد معلومات وصلت للجيش من داخل القرية، عن نية مسلحي جبهة النصرة المتواجدين في قريتي الزارة والحصن التسلل الى قرية المتراس والسيطرة عليها وجعلها قاعدة لأعمالهم المسلحة في ريف طرطوس، فكان انفجار مستودع الاسلحة بداية كشف الخطة التي أفشلها الجيش السوري.

في هذه الاثناء، تمكنت لجنة سياسية وأهلية من حصر الأضرار في القرية، في تكرار لتجارب سبق وجرت في مناطق أخرى في المنطقة بينها تلكلخ، حيث جرى الاتفاق على تجنيب أحيائها الصراع عبر عملية وساطة أهلية، قالت مصادر محلية لـ”العهد”، شاركت فيها لجنة مؤلفة من مختار القرية وشيوخها، وشخصيات سياسية في طرطوس، وقادة أجهزة أمنية وعسكرية، تمكنت من التوصل الى اتفاق لم يخل من هامش قتالي، لإنهاء أزمة القرية.

الاشتباكات التي دارت بين الجيش السوري والمسلحين في تلك القرية، قتل فيها اكثر من 40 مسلحاً، فيما سلم 74 آخرون أنفسهم للجيش السوري، بينهم قائد كتيبة المتراس خالد تامر وعدد من الضباط الفارين، بالاضافة إلى عدد من المسلحين المتورطين في تهريب السلاح وتخزينه ونقله إلى المجموعات المسلحة في الحصن وغيرها.

وبحسب مصدر عسكري لـ”العهد”، فإنه بعد دخول الجيش السوري إلى القرية، تمكن من اعتقال ضابط برتبة رائد وأربعة عسكريين فارين كانوا يختبئون في القرية.

يذكر أن أهالي قرية المتراس مشهورون بتجارة الفحم، حيث تدخل وتصدّر سيارات الفحم بشكل طبيعي، ويقول مصدر محلي إن هذه السيارات هي التي ساعدت على تهريب السلاح إلى داخل القرية حيث يقومون بإخفائه تحت ركام الفحم الواصل من القرية وإليها.

  • فريق ماسة
  • 2013-10-18
  • 11630
  • من الأرشيف

"ضربة استباقية" ..المتراس في ريف طرطوس وكرٌ للمسلحين

قرية المتراس في ريف طرطوس، التي تقع على بعد 15 كم جنوب بين قرية الزرارة ومدينة صافيتا، ويبلغ عدد سكانها 8 الاف نسمة غالبيتهم من التركمان، شهدت أحداثاً أمنية، تعتبر الأولى من نوعها في تلك المنطقة الهادئة والمعروفة باستقرارها ككل مناطق محافظة طرطوس. كان الكثير من شباب المتراس يقاتلون في صفوف المجموعات المسلحة وبالذات في منطقتي تلكلخ والحصن وفي العديد من أحياء حمص، ولم تشهد أي مظاهر تواجد مسلحين في داخلها، إلا أن انفجارا مفاجئا منذ أسبوعين في أحد مباني القرية جعلها في واجهة الاحداث، بعد أن تبين أن التفجير، الذي قتل فيه أربعة شبان بينهم لبناني مجهول الهوية، كان في مصنع للعبوات الناسفة ومستودع للذخائر الحربية. عندها بدأ الظهور المسلح في القرية، حيث منع المسلحون سيارات الإسعاف القادمة من مدينة صافيتا المجاورة، من الدخول لنقل الجرحى، وفي نفس الليلة، قام مسلحو القرية بذبح احد اهالي القرية الذي حاول تسليم نفسه للجيش السوري، بعد الانفجار الذي وقع، كونه يملك معلومات حول ما حصل داخل القرية، ما دفع الجيش السوري بالتعاون مع قوات الدفاع الوطني الى ضرب طوق عسكري حول القرية، والاشتباك معهم في الاحراج الجنوبية الغربية منها، ما شكل ضربة استباقية حققها الجيش السوري، وفق ما أكد مصدر عسكري لـ”العهد”، بعد معلومات وصلت للجيش من داخل القرية، عن نية مسلحي جبهة النصرة المتواجدين في قريتي الزارة والحصن التسلل الى قرية المتراس والسيطرة عليها وجعلها قاعدة لأعمالهم المسلحة في ريف طرطوس، فكان انفجار مستودع الاسلحة بداية كشف الخطة التي أفشلها الجيش السوري. في هذه الاثناء، تمكنت لجنة سياسية وأهلية من حصر الأضرار في القرية، في تكرار لتجارب سبق وجرت في مناطق أخرى في المنطقة بينها تلكلخ، حيث جرى الاتفاق على تجنيب أحيائها الصراع عبر عملية وساطة أهلية، قالت مصادر محلية لـ”العهد”، شاركت فيها لجنة مؤلفة من مختار القرية وشيوخها، وشخصيات سياسية في طرطوس، وقادة أجهزة أمنية وعسكرية، تمكنت من التوصل الى اتفاق لم يخل من هامش قتالي، لإنهاء أزمة القرية. الاشتباكات التي دارت بين الجيش السوري والمسلحين في تلك القرية، قتل فيها اكثر من 40 مسلحاً، فيما سلم 74 آخرون أنفسهم للجيش السوري، بينهم قائد كتيبة المتراس خالد تامر وعدد من الضباط الفارين، بالاضافة إلى عدد من المسلحين المتورطين في تهريب السلاح وتخزينه ونقله إلى المجموعات المسلحة في الحصن وغيرها. وبحسب مصدر عسكري لـ”العهد”، فإنه بعد دخول الجيش السوري إلى القرية، تمكن من اعتقال ضابط برتبة رائد وأربعة عسكريين فارين كانوا يختبئون في القرية. يذكر أن أهالي قرية المتراس مشهورون بتجارة الفحم، حيث تدخل وتصدّر سيارات الفحم بشكل طبيعي، ويقول مصدر محلي إن هذه السيارات هي التي ساعدت على تهريب السلاح إلى داخل القرية حيث يقومون بإخفائه تحت ركام الفحم الواصل من القرية وإليها.

المصدر : العهد/ حسين مرتضى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة