اقترن عيد الاضحى هذا العام بالمشاهد التي بثتها عدة فضائيات حول «مجموعة من علماء دين» أباحوا للمسلمين الجياع اكل لحوم الحمير والقطط والكلاب..

لا سيما في بعض المناطق المنكوبة بالحرب في سورية الشقيقة.. حيث تداخلت الاوراق والاجندات المحلية والاقليمية والدولية.. وازدادت اوضاع الشعب السوري العظيم معاناة وبؤسا.. بعد سقوط اكثر من مائة ألف قتيل ومئات الاف الجرحى والمشردين والجياع..

فتوى إباحة لحوم القطط والكلاب والحمير ينبغي ان تستفز مئات ملايين العرب والمسلمين الذين احتفلوا بعيد الاضحى وشعوب كبرى الدول العربية تتعرض الى مؤامرات بالجملة.. لا سيما في سورية والعراق ومصرولبنان وليبيا وفلسطين... حيث استفحلت مشاكل الجوع والفقر وتنوعت نيران اغتيال العلماء والنشطاء والمدنيين الابرياء.. تحت يافطات وألوان مختلفة..

والأدهى والأمرّ أن جرائم الاغتيال والعنف والتجويع اصبحت ترتكب «بالوكالة».. من قبل ابناء البلد ضد بني جلدتهم ومواطنيهم لفائدة المحتلين وقادة دول الاستعمار الجديد..

لقد تبين بعد حوالي 10 اعوام عن حرب «تحرير العراق» والاطاحة بنظام صدام حسين ان اوضاع اكثر من عشرين مليون عراقي ازدادت قتامة.. فيما تجاوز عدد ضحايا الحروب مع القوات الاطلسية ثم مع التنظيمات الارهابية التي زرعها عملاؤها المليون مدني وعسكري.. بينهم الاف العلماء والحقوقيين الوطنيين وعشرات الالاف من النساء والاطفال..

وتبين بعد 3 اعوام عن اندلاع مايسمى «الربيع العربي» ان الاوضاع الامنية والعسكرية والمعيشية تدهورت بشكل فاق كل التقديرات في بلدان عملاقة مثل سوريا وليبيا ومصر ولبنان.. بل لقد تعاقبت خلال الاشهر القليلة الماضية «الاشارات الحمراء» عن احتمال اعادة اشعال بعض قوى الاستعمار الجديد نيران «فتن» و»حروب اهلية».. يدفع ثمنها الفقراء والاميون والشباب الذين «يسهل توظيفهم وتجنيدهم» من قبل «البلطجية» و»المافيات الجديدة «؟!..

هذه الفتن تأخذ اشكال صراعات «عرقية» أو «مذهبية» أو «عقائدية».. أو «طبقية» أو « نقابية «.. لكن مهندسيها الكبار يقيمون وراء البحار.. أو وراء «الجدار العازل».. ولديهم اجندات استعمارية جديدة.. فضلا عن حرصهم على تدمير الانسان العربي والقضاء على بصيص الامل فيه.. وعلى اجهاض احلامه وامنياته وتطلعاته التي ارتفع سقفها منذ بدء مسار «الربيع العربي» في تونس.. وعودة الامل وعقلية الانتصار بعد عقود عن «النكبة» و»النكسة» و»أم الهزائم»..

فهل تنتصر ارادة الانسان العربي مجددا.. أم تدفع كل شعوب المنطقة لتصبح أمة يقتتل أبناؤها لسبب ولغير سبب.. وتتطور الى «أمة آكلي القطط والكلاب والحمير»؟

  • فريق ماسة
  • 2013-10-18
  • 11207
  • من الأرشيف

«أمة آكلي لحوم القطط والكلاب والحمير »؟

اقترن عيد الاضحى هذا العام بالمشاهد التي بثتها عدة فضائيات حول «مجموعة من علماء دين» أباحوا للمسلمين الجياع اكل لحوم الحمير والقطط والكلاب.. لا سيما في بعض المناطق المنكوبة بالحرب في سورية الشقيقة.. حيث تداخلت الاوراق والاجندات المحلية والاقليمية والدولية.. وازدادت اوضاع الشعب السوري العظيم معاناة وبؤسا.. بعد سقوط اكثر من مائة ألف قتيل ومئات الاف الجرحى والمشردين والجياع.. فتوى إباحة لحوم القطط والكلاب والحمير ينبغي ان تستفز مئات ملايين العرب والمسلمين الذين احتفلوا بعيد الاضحى وشعوب كبرى الدول العربية تتعرض الى مؤامرات بالجملة.. لا سيما في سورية والعراق ومصرولبنان وليبيا وفلسطين... حيث استفحلت مشاكل الجوع والفقر وتنوعت نيران اغتيال العلماء والنشطاء والمدنيين الابرياء.. تحت يافطات وألوان مختلفة.. والأدهى والأمرّ أن جرائم الاغتيال والعنف والتجويع اصبحت ترتكب «بالوكالة».. من قبل ابناء البلد ضد بني جلدتهم ومواطنيهم لفائدة المحتلين وقادة دول الاستعمار الجديد.. لقد تبين بعد حوالي 10 اعوام عن حرب «تحرير العراق» والاطاحة بنظام صدام حسين ان اوضاع اكثر من عشرين مليون عراقي ازدادت قتامة.. فيما تجاوز عدد ضحايا الحروب مع القوات الاطلسية ثم مع التنظيمات الارهابية التي زرعها عملاؤها المليون مدني وعسكري.. بينهم الاف العلماء والحقوقيين الوطنيين وعشرات الالاف من النساء والاطفال.. وتبين بعد 3 اعوام عن اندلاع مايسمى «الربيع العربي» ان الاوضاع الامنية والعسكرية والمعيشية تدهورت بشكل فاق كل التقديرات في بلدان عملاقة مثل سوريا وليبيا ومصر ولبنان.. بل لقد تعاقبت خلال الاشهر القليلة الماضية «الاشارات الحمراء» عن احتمال اعادة اشعال بعض قوى الاستعمار الجديد نيران «فتن» و»حروب اهلية».. يدفع ثمنها الفقراء والاميون والشباب الذين «يسهل توظيفهم وتجنيدهم» من قبل «البلطجية» و»المافيات الجديدة «؟!.. هذه الفتن تأخذ اشكال صراعات «عرقية» أو «مذهبية» أو «عقائدية».. أو «طبقية» أو « نقابية «.. لكن مهندسيها الكبار يقيمون وراء البحار.. أو وراء «الجدار العازل».. ولديهم اجندات استعمارية جديدة.. فضلا عن حرصهم على تدمير الانسان العربي والقضاء على بصيص الامل فيه.. وعلى اجهاض احلامه وامنياته وتطلعاته التي ارتفع سقفها منذ بدء مسار «الربيع العربي» في تونس.. وعودة الامل وعقلية الانتصار بعد عقود عن «النكبة» و»النكسة» و»أم الهزائم».. فهل تنتصر ارادة الانسان العربي مجددا.. أم تدفع كل شعوب المنطقة لتصبح أمة يقتتل أبناؤها لسبب ولغير سبب.. وتتطور الى «أمة آكلي القطط والكلاب والحمير»؟

المصدر : الصباح التونسية/ كمال بن يونس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة