دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بعد سنوات من الرصد وقع أبو أنس الليبي في قبضة الولايات المتحدة ، إذ اقترن اسمه بأبرز الإرهابيين وأعداء الولايات المتحدة خلال تنقلاته كافة بين السودان، وكينيا، وباكستان، وإيران وأفغانستان، وحتى بريطانيا.
وانتهت أسطورة أبو أنس، 49 عاماً، فجر الأحد، حيث بدأت، في موطنه ليبيا، بعد عملية نفذتها قوة أميركية خاصة في العاصمة، طرابلس، في مهمة تمت عقب إخطار السلطات الليبية، بحسب ما كشفت مصادر أميركية مسؤولة لـCNN . ويحتجز الليبي حاليا في منشأة أمنية خارج ليبيا.
وتطالب الولايات المتحدة باعتقال الليبي للمثول أمام محاكمها، لدوره في تفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا، إذ سقط في الهجومين حوالي 200 قتيل، وآلاف الجرحى في العام 1998.
ويذكر أن اسمه الحقيقي هو نزيه عبد الحميد الرقيعي، وانضم إلى القاعدة بعد تأسيسها في أفغانستان وباكستان، وانضم إلى زعيمها الراحل، أسامة بن لادن، لدى انتقاله إلى السودان في العام 1992، واشتهر خلال فترة التسعينيات باعتباره واحداً من أكثر عناصر القاعدة خبرة تحديدا في الاستطلاع وتقنية المعلومات.
وفي العام 1993، كشف أحد رفقائه عن تواجده في نيروبي لاستكشاف أهداف محتملة من بينها السفارة الأميركية، وبعد ذلك بخمسة أعوام، فجر الهدف في عملية قتل فيها أكثر من 200 شخص و5 آلاف جريح، وبالتزامن، فجرت السفارة الأميركية في تنزانيا، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا.
وفي مرحلة ما، انضم إلى المجموعة الليبية المقاتلة الجهادية قبل انتقاله إلى قطر، ومن ثم بريطانيا، حيث استقر في مدينة مانشستر، حيث داهمت الشرطة مقر إقامته في العام 2000، إذ عثر على مستندات قيمة من بينها وثيقة سميت لاحقاً بدليل مانشستر، وهو عبارة عن مئات الصفحات الإرشادية بكيفية تنفيذ حملات إرهابية، من بينها مهاجمة وتفجير وتدمير سفارات.
ولكن لم يعثر على أثر الليبي، الذي كان قد غادر البلاد قبل عملية الدهم.
وانتقل إلى أفغانستان وفر منها، مع سقوط حكم حركة طالبان، إلى إيران، وتعتقد الاستخبارات العربية أنه استقر هناك قبل عودته مجدداً إلى موطنه ليبيا.
ورصد الجهاز الأمني الأميركي 5 ملايين دولار كجائزة لمن يدلي بمعلومات تقود مباشرة لاعتقاله، وتقول صفحته على موقع الجهاز الإلكتروني، إنه “متهم بالتآمر لقتل مواطني الولايات المتحدة الأميركية، والشروع بجرائم قتل، وتدمير مبان وممتلكات خاصة بالولايات المتحدة… وتدمير المرافق الدفاعية القومية للولايات المتحدة”.
وفي كانون الاول عام 2010، قبل اندلاع الثورة الليبية التي انتهت بالإطاحة بمعمر القذافي، كشفت السلطات الليبية للجنة الأمم المتحدة عن عودته إلى ليبيا، وتعتقد أجهزة الاستخبارات الغربية أنه كان متواجدا طيلة فترة الحرب.
وفي خريف العام 2012، شكك محللون في شؤون مكافحة الإرهاب، في حديث للشبكة، في إمكانية اعتقال الليبي نظرا للوضع الأمني الحساس إبان تلك الفترة في ليبيا، حيث تصاعدت هيمنة المجموعة الليبية المقاتلة، إبان الحملة ضد القذافي والفترة التي أعقبت سقوطه.
ولم تتضح الفترة التي أقام فيها الليبي بموطنه، وإذا ما كان بعلم السلطات الليبية أو إذا ما تلقت الأخيرة طلبات من حكومات أخرى بتسليم مواطنها، علماً أن عدم وجود اتفاقية تسليم بين ليبيا، والولايات المتحدة زاد من تعقيد الأمور.
ويتوقع أن يدلي الليبي لدى استجوابه، بالكثير من المعلومات القيمية عن العناصر المسلحة التي عمل معها داخل ليبيا، وعن تنظيم القاعدة عموما.
بدوره مصدر مطلع من داخل الحكومة الليبية كشف عن امتعاض الحكومة من العملية التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية لاعتقال الرقيعي واعتبرته اختطاف.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة