قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما هزم مرتين الشهر الماضي في مسائل ذات أهمية وطنية ودولية وذلك من قبل المعارضة الشعبية والمقاومة من داخل حزبه الديمقراطي حيث كانت أول هزيمة لخططه لقصف سورية أما الثانية فكانت محاولته تعيين لاري سامرز رئيسا للمجلس الاحتياطي الفدرالي.

وتابعت الصحيفة أن "منع قصف سورية كان انتصارا تاريخيا له آثار عميقة حيث أنه ربما ولأول مرة في السنوات الـ 50 الماضية تمكن الشعب الأمريكي من منع حدوث تدخل عسكري معلن من خلال الضغط على الكونغرس" مضيفة أنه "على الرغم من أن بعض السياسيين ووسائل الإعلام حاولوا الزعم أن تهديدات أوباما العسكرية أدت إلى اتفاق بشان الأسلحة الكيميائية في سورية الا أن العكس تماما هو الأمر الأكثر احتمالا في حقيقة الأمر".

وأردفت الصحيفة أنه " لم يكن لدى أوباما تهديد عسكري عندما دخل في مفاوضات بشأن سورية حيث أنه من الواضح أنه لم يكن يملك أصوات التأييد على هذا الأمر في الكونغرس وهكذا التفت إلى الدبلوماسية التي هي بالنسبة لواشنطن في كثير من الأحيان الملاذ الأخير".

وقالت الغارديان إن الحركة المناهضة للحرب بين الأمريكيين " أدت الى إطلاق المبادرات الدبلوماسية الأخيرة ذات الأهمية الحيوية مع إيران رغم التهديدات المستمرة غير المشروعة من قبل أوباما بأن كل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة حيث تزايد وعي الشعب الامريكي تدريجيا من أن الحروب التي لا نهاية لها في الولايات المتحدة والتدخلات العسكرية لا تمت بصلة للأمن القومي".

وتابعت الصحيفة أن هزيمة ترشيح سامرز أيضا تعد أمرا لم يسبق له مثيل إذ تم رفض خيار أوباما لرئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي بسبب المعارضة الشعبية لذلك إذ لعب سامرز دورا رئيسيا في الإخفاقات التنظيمية التي ساهمت في الكساد العظيم والأزمة المالية الآسيوية وما نتج عنها من العجز التجاري للولايات المتحدة والتجاوزات المختلفة والفساد المتضخم في القطاع المالي الأميركي.

ولفتت الصحيفة إلى أن أغلبية الأمريكيين ضد النخبة الفاسدة التي تسيطر على كلا الحزبين الأمريكيين الجمهوري والديمقراطي من برنامج الرقابة الوطنية والحرب التي لا نهاية لها.

وأكدت الصحيفة أن دفاع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عن غزو العراق أدى إلى خسارتها أمام أوباما في عام 2008.

وتابعت الصحيفة أن مجموعات عدة بينها موفون دوت اورغ أسهمت في التغييرات حيث صوت أعضاؤها الشهر الماضي ضد قرار أوباما التوجه نحو الحرب في سورية ما أدى إلى تغيير المعادلة السياسية لأي رئيس أمريكي يفكر في الحرب.

وقالت الصحيفة إن حركة احتلوا وول ستريت نجحت بشكل فاق نجاح النقاد والسياسيين في عرض عدم المساواة على وسائل الإعلام والأجندة السياسية.

وتابعت الغارديان أن هزائم أوباما في الشهر الماضي قد تصبح جزءا أكثر أهمية من التغييرات السياسية المستقبلية في الولايات المتحدة من انتصاره المرجح على الجمهوريين في المواجهة الحالية.

  • فريق ماسة
  • 2013-10-05
  • 12064
  • من الأرشيف

الغارديان: المعارضة الشعبية تهزم مخطط أوباما تجاه سورية وتنجح لأول مرة في 50 سنة بمنع إدارة أميركية من شن حرب على دولة

قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما هزم مرتين الشهر الماضي في مسائل ذات أهمية وطنية ودولية وذلك من قبل المعارضة الشعبية والمقاومة من داخل حزبه الديمقراطي حيث كانت أول هزيمة لخططه لقصف سورية أما الثانية فكانت محاولته تعيين لاري سامرز رئيسا للمجلس الاحتياطي الفدرالي. وتابعت الصحيفة أن "منع قصف سورية كان انتصارا تاريخيا له آثار عميقة حيث أنه ربما ولأول مرة في السنوات الـ 50 الماضية تمكن الشعب الأمريكي من منع حدوث تدخل عسكري معلن من خلال الضغط على الكونغرس" مضيفة أنه "على الرغم من أن بعض السياسيين ووسائل الإعلام حاولوا الزعم أن تهديدات أوباما العسكرية أدت إلى اتفاق بشان الأسلحة الكيميائية في سورية الا أن العكس تماما هو الأمر الأكثر احتمالا في حقيقة الأمر". وأردفت الصحيفة أنه " لم يكن لدى أوباما تهديد عسكري عندما دخل في مفاوضات بشأن سورية حيث أنه من الواضح أنه لم يكن يملك أصوات التأييد على هذا الأمر في الكونغرس وهكذا التفت إلى الدبلوماسية التي هي بالنسبة لواشنطن في كثير من الأحيان الملاذ الأخير". وقالت الغارديان إن الحركة المناهضة للحرب بين الأمريكيين " أدت الى إطلاق المبادرات الدبلوماسية الأخيرة ذات الأهمية الحيوية مع إيران رغم التهديدات المستمرة غير المشروعة من قبل أوباما بأن كل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة حيث تزايد وعي الشعب الامريكي تدريجيا من أن الحروب التي لا نهاية لها في الولايات المتحدة والتدخلات العسكرية لا تمت بصلة للأمن القومي". وتابعت الصحيفة أن هزيمة ترشيح سامرز أيضا تعد أمرا لم يسبق له مثيل إذ تم رفض خيار أوباما لرئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي بسبب المعارضة الشعبية لذلك إذ لعب سامرز دورا رئيسيا في الإخفاقات التنظيمية التي ساهمت في الكساد العظيم والأزمة المالية الآسيوية وما نتج عنها من العجز التجاري للولايات المتحدة والتجاوزات المختلفة والفساد المتضخم في القطاع المالي الأميركي. ولفتت الصحيفة إلى أن أغلبية الأمريكيين ضد النخبة الفاسدة التي تسيطر على كلا الحزبين الأمريكيين الجمهوري والديمقراطي من برنامج الرقابة الوطنية والحرب التي لا نهاية لها. وأكدت الصحيفة أن دفاع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عن غزو العراق أدى إلى خسارتها أمام أوباما في عام 2008. وتابعت الصحيفة أن مجموعات عدة بينها موفون دوت اورغ أسهمت في التغييرات حيث صوت أعضاؤها الشهر الماضي ضد قرار أوباما التوجه نحو الحرب في سورية ما أدى إلى تغيير المعادلة السياسية لأي رئيس أمريكي يفكر في الحرب. وقالت الصحيفة إن حركة احتلوا وول ستريت نجحت بشكل فاق نجاح النقاد والسياسيين في عرض عدم المساواة على وسائل الإعلام والأجندة السياسية. وتابعت الغارديان أن هزائم أوباما في الشهر الماضي قد تصبح جزءا أكثر أهمية من التغييرات السياسية المستقبلية في الولايات المتحدة من انتصاره المرجح على الجمهوريين في المواجهة الحالية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة