يشعر الرئيس بشار الاسد بحالة اكبر من الثقة هذه الايام وينعكس ذلك في مقابلاته التلفزيونية العديدة بعد ان تراجعت حدة الحصار الاعلامي المفروضة عليه، وتراجع احتمالات الحل العسكري الخارجي.

اللافت ان الرئيس السوري يركز حاليا على اعطاء احاديث لمحطات التلفزة التركية التي تعبر عن مواقف سياسية معارضة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، او تلك التي تقف موقفا محايدا، مثلما كان عليه الحال يوم الجمعة في المقابلة التي خص بها محطة تلفزيون “هالك تي في”.

الرسالة التي اراد الرئيس السوري توجيهها الى الرأي العام التركي تمثلت في قوله “ان تركيا ستدفع ثمنا غاليا لدعمها مقاتلي المعارضة الذين يسعون للاطاحة به، من خلال دعمهم بالمال والسلاح والسماح لهم بالمرور عبر الاراضي التركية للوصول الى سورية، والقول ان خطر هؤلاء سيرتد على بلادهم.

ويقول مراقبون ان الرئيس السوري بدأ يتنقل من الدفاع الى الهجوم، اي انه يضع خصومة حاليا، وعلى راسهم اردوغان في موضع الدفاع، لان قطاعا عريضا من الرأي العام التركي بات اقل حماسا لتدخل حكومة بلاده في الملف السوري، وانعكس ذلك في لهجة السيد اردوغان التي خفت كثيرا في هذا المضمار ولم يعد يهاجم الرئيس الاسد بشدة ويقول ان ايامه باتت معدودة.

الرئيس السوري بات يدرك جيدا ان القوتين العظميين روسيا وامريكا باتا يضعان القضاء على الجماعات الجهادية على قمة جدول اولوياتهما في سورية، ولهذا يركز على ايواء تركيا وسماحها بمرور الاموال والسلاح الى هذه الجماعات في اتهام مباشر لها بدعم الارهاب.

الرئيس الاسد، وطوال العامين الماضيين، مثلما يقول المراقبون انفسهم، استخدم اوراق ضغط عديدة على تركيا، من بينها استخدام ورقة حزب العمال الكردستاني، كما أن أبناء الطائفة العلوية في تركيا التي يقدر البعض تعدادها باكثر من 14 مليون شخص. قاموا بتنظيم مظاهرات معادية لحكومة اردوغان، وهناك من اكد انهم شاركوا بكثافة في الاحتجاج على بناء منشأة اقتصادية في ميدان تقسيم وسط اسطنبول.

التقارب الايراني الامريكي، وهجمة الرئيس حسن روحاني الدبلوماسية الناجحة في اروقة الجمعية العامة للامم المتحدة وانهيار الائتلاف الوطني السوري المعارض نتيجة سحب الاعتراف به من الجيش الحر والجماعات الجهادية، وقرب انعقاد مؤتمر جنيف الثاني بحضور ايران كلها خففت الضغوط على الرئيس الاسد وجعلته في وضع قوي يمكنه بتهديد خصومه في تركيا والمنطقة العربية، وعدم تأكيد او نفي عزمه الترشح للرئاسة في موعدها في شهر تموز (يوليو) المقبل.

  • فريق ماسة
  • 2013-10-05
  • 14006
  • من الأرشيف

الأسد ينتقل من الدفاع الى الهجوم ويستهدف رجب طيب أردوغان

يشعر الرئيس بشار الاسد بحالة اكبر من الثقة هذه الايام وينعكس ذلك في مقابلاته التلفزيونية العديدة بعد ان تراجعت حدة الحصار الاعلامي المفروضة عليه، وتراجع احتمالات الحل العسكري الخارجي. اللافت ان الرئيس السوري يركز حاليا على اعطاء احاديث لمحطات التلفزة التركية التي تعبر عن مواقف سياسية معارضة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، او تلك التي تقف موقفا محايدا، مثلما كان عليه الحال يوم الجمعة في المقابلة التي خص بها محطة تلفزيون “هالك تي في”. الرسالة التي اراد الرئيس السوري توجيهها الى الرأي العام التركي تمثلت في قوله “ان تركيا ستدفع ثمنا غاليا لدعمها مقاتلي المعارضة الذين يسعون للاطاحة به، من خلال دعمهم بالمال والسلاح والسماح لهم بالمرور عبر الاراضي التركية للوصول الى سورية، والقول ان خطر هؤلاء سيرتد على بلادهم. ويقول مراقبون ان الرئيس السوري بدأ يتنقل من الدفاع الى الهجوم، اي انه يضع خصومة حاليا، وعلى راسهم اردوغان في موضع الدفاع، لان قطاعا عريضا من الرأي العام التركي بات اقل حماسا لتدخل حكومة بلاده في الملف السوري، وانعكس ذلك في لهجة السيد اردوغان التي خفت كثيرا في هذا المضمار ولم يعد يهاجم الرئيس الاسد بشدة ويقول ان ايامه باتت معدودة. الرئيس السوري بات يدرك جيدا ان القوتين العظميين روسيا وامريكا باتا يضعان القضاء على الجماعات الجهادية على قمة جدول اولوياتهما في سورية، ولهذا يركز على ايواء تركيا وسماحها بمرور الاموال والسلاح الى هذه الجماعات في اتهام مباشر لها بدعم الارهاب. الرئيس الاسد، وطوال العامين الماضيين، مثلما يقول المراقبون انفسهم، استخدم اوراق ضغط عديدة على تركيا، من بينها استخدام ورقة حزب العمال الكردستاني، كما أن أبناء الطائفة العلوية في تركيا التي يقدر البعض تعدادها باكثر من 14 مليون شخص. قاموا بتنظيم مظاهرات معادية لحكومة اردوغان، وهناك من اكد انهم شاركوا بكثافة في الاحتجاج على بناء منشأة اقتصادية في ميدان تقسيم وسط اسطنبول. التقارب الايراني الامريكي، وهجمة الرئيس حسن روحاني الدبلوماسية الناجحة في اروقة الجمعية العامة للامم المتحدة وانهيار الائتلاف الوطني السوري المعارض نتيجة سحب الاعتراف به من الجيش الحر والجماعات الجهادية، وقرب انعقاد مؤتمر جنيف الثاني بحضور ايران كلها خففت الضغوط على الرئيس الاسد وجعلته في وضع قوي يمكنه بتهديد خصومه في تركيا والمنطقة العربية، وعدم تأكيد او نفي عزمه الترشح للرئاسة في موعدها في شهر تموز (يوليو) المقبل.

المصدر : رأي اليوم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة