لجأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الاعلام الاميركي لجذب موقف الرأي العام إلى مخاوفه ورأيه من ايران. مخاوف نتنياهو دعته علانية إلى توجيه رسائل إلى دول عربية، من اجل ارساء «تحالف القلقين» من ايران.

بعد كلمته امام الامم المتحدة، واصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حملته الهادفة إلى اجهاض المفاوضات الايرانية الاميركية، عبر سلسلة مقابلات مع وسائل اعلام اميركية، هدف من خلالها إلى استثارة مخاوف الرأي العام الاميركي والغربي من ايران النووية، التي رأى انها «لا تشكل خطرا على اسرائيل فقط وانما ايضاً على الولايات المتحدة».

على خط مواز، وجه نتنياهو رسائل إلى دول عربية، من اجل ارساء تحالف اقليمي في مواجهة ايران، بالتزامن مع تقارير تحدثت عن توجه نتنياهو لتشكيل تحالف مع دول اوروبية للغاية نفسها. ودعا نتنياهو الدول العربية للانضمام إلى اسرائيل وتشكيل جبهة موحدة ضد ايران، مشيراً إلى وجود فرصة ذهبية امامها من اجل ارساء تحالف مع اسرائيل من اجل «تحقيق الامن الإقليمي والاستقرار والسلام في ظل التهديد الإيراني الذي تواجهه هي ودول أخرى في الشرق الأوسط».

وأتت دعوة نتنياهو بعدما ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أن شخصية خليجية رفيعة المستوى زارت إسرائيل مؤخراً سراً، وأن «مسؤولين اسرائيليين كباراً عقدوا خلال الأسابيع القليلة الماضية سلسلة لقاءات سرية مع مسؤولين كبار في دول خليجية لا تقيم علاقات مع إسرائيل، بهدف تنسيق المواقف حيال إيران.

وأضافت القناة ايضاً أنه تم خلال هذه اللقاءات، بحث امكانية نجاح ايران في مخادعة الولايات المتحدة، وعقد صفقة معها. وكان نتنياهو قد وجّه، من على منبر الامم المتحدة، دعوة إلى الدول العربية من اجل «نسج علاقات جديدة مع العالم العربي المترامي الاطراف» انطلاقاً من «المصالح والتحديات المشتركة».

ايضاً على الخط الاوروبي، ذكرت صحيفة «معاريف» أن نتنياهو سيحاول بلورة ائتلاف مشكل من عدة دول في اوروبا ضد اتفاق جزئي مع ايران، يؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة عليها.

وأضافت «معاريف» أن رئيس الوزراء «على وشك الانطلاق في حملة اعلامية واسعة، قريباً، تستمر نحو ثلاثة اشهر على الرأي العام في اوروبا والولايات المتحدة». ولفتت الصحيفة إلى أن اللقاء بين نتنياهو واوباما، ترافق مع خلافات عميقة حول كيفية ادارة المفاوضات مع ايران، مشيرةً إلى أن نتنياهو يخشى من أن تتوصل الولايات المتحدة إلى اتفاق جزئي مع ايران، في المرحلة الاولى، حول اليورانيوم المخصب بنسبة 20%. يعقبها مطالبة ايران برفع العقوبات عن المنظومة البنكية الايرانية وعن تجارة النفط.

ونقلت «معاريف» عن مصادر سياسية في واشنطن، قولها «الخوف هو من أن يكون الغرب من يقترب من ايران وليس العكس». لكن مصادر اسرائيلية رأت أن «نهج نتنياهو أدى إلى عزل اسرائيل أكثر فأكثر فقط، كون العالم لن يقبل الرسائل التي يريد ايصالها».

اما لجهة مواصلة الحملة التي تهدف إلى اجهاض المفاوضات الايرانية الاميركية، فشدد نتنياهو، امام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الاميركية وامام القيادة اليهودية الرفيعة في الولايات المتحدة، على ضرورة «منع الاتفاق الجزئي مع ايران، والحؤول دون الموافقة على مواصلة تخصيب اليورانيوم»، مؤكدا أن على ايران أن تعلم أنه «في حال واصلوا تخصيب اليورانيوم، ستتواصل العقوبات» واصفاً ذلك بالامر الـ«حيوي للامن العالمي». ورأى نتنياهو من الضروري أن يكون هناك «صفقة شاملة وجيدة قبل تخفيف الضغوط»، محذراً من أن هدف الايرانيين هو الوصول إلى «صفقة جزئية تقود إلى اضعاف العقوبات والابقاء على قدرات تسمح لها بإنتاج سلاح نووي، في اي مرحلة يريدونها».

وكرر نتنياهو تشكيكه العميق بالنوايا الايرانية مؤكداً أنها تسعى لانتاج سلاح نووي وأنّ برنامجها ليس لاهداف مدنية، مشدداً ايضاً على أن السياسة الاسرائيلية تنسجم مع سياسة «دول اخرى في المنطقة اكثر مما يُذكر»، في اشارة إلى الدول العربية.

الى ذلك، توجه نتنياهو إلى الجمهور الاميركي مباشرة، عبر سلسلة مقابلات مع خمس قنوات تلفزة اميركية، مشدداً على ضرورة عدم تصديق النغمة التصالحية للرئيس الايراني حسن روحاني. ومحاولاً التخفيف من مفاعيل خطابه، بالقول إن «السلطة في ايران ليست بيد رئيس الجمهورية، وانما بيد المرشد الاعلى السيد علي الخامنئي، الذي يرسم الخط السياسي لايران».

وحول امكانية حصول تغيير في الموقف الايراني، رأى نتنياهو أن ذلك ممكن، لكن الطريقة الوحيدة لاكتشاف ذلك هي عبر الاصرار على اتفاق يفكك برنامجها النووي. كما كرر نتنياهو المقارنة بين روحاني وسلفه محمود أحمدي نجاد، بالقول إن الاختلاف بينهما هو في الاسلوب فقط وليس في المضمون، مضيفاً أن هدف ايران هو استمرار تطوير السلاح النووي.

وحتى لا يبدو نتنياهو كمن يرفض الخيار الدبلوماسي، كما اتهمته جهات اميركية، اجاب بطريقة «نعم ولكن»، التي يعقبها وضع شروط يدرك مسبقاً أن ذلك سيؤدي إلى احباط المفاوضات قبل أن تبدأ.

واعلن أنه يؤيد الحل الدبلوماسي الذي يتضمن تفكيك البرنامج النووي الايراني، مضيفاً أن المفتاح لذلك، هو استمرار الضغط على طهران عبر العقوبات الاقتصادية مقروناً بتهديد عسكري ذي صدقية.

وشدد نتنياهو على أنه «اذا اردتم التغلب على البرنامج النووي الايراني، بالطرق السلمية فلا توقفوا الضغط».

ومن اجل استثارة قلق الجمهور الاميركي، اعتبر نتنياهو ايران خطراً ليس فقط على اسرائيل وانما على الولايات المتحدة ايضاً، مشيراً إلى أنهم «يبنون صواريخ باليستية عابرة للقارات، ولديهم صواريخ تصل إلى اسرائيل، لكن مع ذلك يبنون صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة، ويريدون تسليحها بسلاح نووي».

  • فريق ماسة
  • 2013-10-03
  • 11728
  • من الأرشيف

نتنياهو يروّج لـ«تحالف القلقين»

لجأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الاعلام الاميركي لجذب موقف الرأي العام إلى مخاوفه ورأيه من ايران. مخاوف نتنياهو دعته علانية إلى توجيه رسائل إلى دول عربية، من اجل ارساء «تحالف القلقين» من ايران. بعد كلمته امام الامم المتحدة، واصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حملته الهادفة إلى اجهاض المفاوضات الايرانية الاميركية، عبر سلسلة مقابلات مع وسائل اعلام اميركية، هدف من خلالها إلى استثارة مخاوف الرأي العام الاميركي والغربي من ايران النووية، التي رأى انها «لا تشكل خطرا على اسرائيل فقط وانما ايضاً على الولايات المتحدة». على خط مواز، وجه نتنياهو رسائل إلى دول عربية، من اجل ارساء تحالف اقليمي في مواجهة ايران، بالتزامن مع تقارير تحدثت عن توجه نتنياهو لتشكيل تحالف مع دول اوروبية للغاية نفسها. ودعا نتنياهو الدول العربية للانضمام إلى اسرائيل وتشكيل جبهة موحدة ضد ايران، مشيراً إلى وجود فرصة ذهبية امامها من اجل ارساء تحالف مع اسرائيل من اجل «تحقيق الامن الإقليمي والاستقرار والسلام في ظل التهديد الإيراني الذي تواجهه هي ودول أخرى في الشرق الأوسط». وأتت دعوة نتنياهو بعدما ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أن شخصية خليجية رفيعة المستوى زارت إسرائيل مؤخراً سراً، وأن «مسؤولين اسرائيليين كباراً عقدوا خلال الأسابيع القليلة الماضية سلسلة لقاءات سرية مع مسؤولين كبار في دول خليجية لا تقيم علاقات مع إسرائيل، بهدف تنسيق المواقف حيال إيران. وأضافت القناة ايضاً أنه تم خلال هذه اللقاءات، بحث امكانية نجاح ايران في مخادعة الولايات المتحدة، وعقد صفقة معها. وكان نتنياهو قد وجّه، من على منبر الامم المتحدة، دعوة إلى الدول العربية من اجل «نسج علاقات جديدة مع العالم العربي المترامي الاطراف» انطلاقاً من «المصالح والتحديات المشتركة». ايضاً على الخط الاوروبي، ذكرت صحيفة «معاريف» أن نتنياهو سيحاول بلورة ائتلاف مشكل من عدة دول في اوروبا ضد اتفاق جزئي مع ايران، يؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة عليها. وأضافت «معاريف» أن رئيس الوزراء «على وشك الانطلاق في حملة اعلامية واسعة، قريباً، تستمر نحو ثلاثة اشهر على الرأي العام في اوروبا والولايات المتحدة». ولفتت الصحيفة إلى أن اللقاء بين نتنياهو واوباما، ترافق مع خلافات عميقة حول كيفية ادارة المفاوضات مع ايران، مشيرةً إلى أن نتنياهو يخشى من أن تتوصل الولايات المتحدة إلى اتفاق جزئي مع ايران، في المرحلة الاولى، حول اليورانيوم المخصب بنسبة 20%. يعقبها مطالبة ايران برفع العقوبات عن المنظومة البنكية الايرانية وعن تجارة النفط. ونقلت «معاريف» عن مصادر سياسية في واشنطن، قولها «الخوف هو من أن يكون الغرب من يقترب من ايران وليس العكس». لكن مصادر اسرائيلية رأت أن «نهج نتنياهو أدى إلى عزل اسرائيل أكثر فأكثر فقط، كون العالم لن يقبل الرسائل التي يريد ايصالها». اما لجهة مواصلة الحملة التي تهدف إلى اجهاض المفاوضات الايرانية الاميركية، فشدد نتنياهو، امام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الاميركية وامام القيادة اليهودية الرفيعة في الولايات المتحدة، على ضرورة «منع الاتفاق الجزئي مع ايران، والحؤول دون الموافقة على مواصلة تخصيب اليورانيوم»، مؤكدا أن على ايران أن تعلم أنه «في حال واصلوا تخصيب اليورانيوم، ستتواصل العقوبات» واصفاً ذلك بالامر الـ«حيوي للامن العالمي». ورأى نتنياهو من الضروري أن يكون هناك «صفقة شاملة وجيدة قبل تخفيف الضغوط»، محذراً من أن هدف الايرانيين هو الوصول إلى «صفقة جزئية تقود إلى اضعاف العقوبات والابقاء على قدرات تسمح لها بإنتاج سلاح نووي، في اي مرحلة يريدونها». وكرر نتنياهو تشكيكه العميق بالنوايا الايرانية مؤكداً أنها تسعى لانتاج سلاح نووي وأنّ برنامجها ليس لاهداف مدنية، مشدداً ايضاً على أن السياسة الاسرائيلية تنسجم مع سياسة «دول اخرى في المنطقة اكثر مما يُذكر»، في اشارة إلى الدول العربية. الى ذلك، توجه نتنياهو إلى الجمهور الاميركي مباشرة، عبر سلسلة مقابلات مع خمس قنوات تلفزة اميركية، مشدداً على ضرورة عدم تصديق النغمة التصالحية للرئيس الايراني حسن روحاني. ومحاولاً التخفيف من مفاعيل خطابه، بالقول إن «السلطة في ايران ليست بيد رئيس الجمهورية، وانما بيد المرشد الاعلى السيد علي الخامنئي، الذي يرسم الخط السياسي لايران». وحول امكانية حصول تغيير في الموقف الايراني، رأى نتنياهو أن ذلك ممكن، لكن الطريقة الوحيدة لاكتشاف ذلك هي عبر الاصرار على اتفاق يفكك برنامجها النووي. كما كرر نتنياهو المقارنة بين روحاني وسلفه محمود أحمدي نجاد، بالقول إن الاختلاف بينهما هو في الاسلوب فقط وليس في المضمون، مضيفاً أن هدف ايران هو استمرار تطوير السلاح النووي. وحتى لا يبدو نتنياهو كمن يرفض الخيار الدبلوماسي، كما اتهمته جهات اميركية، اجاب بطريقة «نعم ولكن»، التي يعقبها وضع شروط يدرك مسبقاً أن ذلك سيؤدي إلى احباط المفاوضات قبل أن تبدأ. واعلن أنه يؤيد الحل الدبلوماسي الذي يتضمن تفكيك البرنامج النووي الايراني، مضيفاً أن المفتاح لذلك، هو استمرار الضغط على طهران عبر العقوبات الاقتصادية مقروناً بتهديد عسكري ذي صدقية. وشدد نتنياهو على أنه «اذا اردتم التغلب على البرنامج النووي الايراني، بالطرق السلمية فلا توقفوا الضغط». ومن اجل استثارة قلق الجمهور الاميركي، اعتبر نتنياهو ايران خطراً ليس فقط على اسرائيل وانما على الولايات المتحدة ايضاً، مشيراً إلى أنهم «يبنون صواريخ باليستية عابرة للقارات، ولديهم صواريخ تصل إلى اسرائيل، لكن مع ذلك يبنون صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة، ويريدون تسليحها بسلاح نووي».

المصدر : الأخبار/ علي حيدر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة