استطاع أهالي قرية بلعين الفلسطينية أن يصنعوا من أسلحة الاحتلال رسالات للحب وللسلام، مؤكدين مجدداً على الرغبة في وطن مسالم، خالٍ من اسرائيل ومن جرائمها ومن سرقاتها المتواصلة لأرض فلسطين. واعادوا رسم صور شهدائهم باستخدام قنابل الغاز، ليقولوا للاحتلال: نحوّل الألم إلى أمل.

وأقامت لجنة المقاومة الشعبية في بلعين على أراضي القرية، التي حرروها مؤخراً بعد صراع دام سنوات مع الاحتلال، حديقة مساحتها مئة متر ملؤوها بقنابل الغاز التي استخدموها «قواوير» للزراعة. ورسموا بالقنابل ذاتها، التي اطلقت لتفريقهم في التظاهرات الاسبوعية المناهضة للجدار المقام على اراضيهم، صورة لباسم أبو رحمة، وهو أحد شهداء المقاومة الشعبية في بلعين والذي كان أصيب بقنبلة غاز في صدره من مسافة الصفر.

وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين عبد الله أبو رحمة لـ«السفير»، «أقمنا نصباً تذكارياً للشهيد باسم أبو رحمة وحديقة من قنابل الغاز التي أطلقها علينا الاحتلال، لنقول له وببساطة: ارحل! نريد حياة وحباً ومستقبلاً لأطفالنا».

الحديقة والنصب أقيما عملياً على الأرض التي حررها أهل بلعين مؤخراً واستعادوها بعد ثماني سنوات متواصلة من المقاومة الشعبية، وهم يعملون حاليا لتحويلها إلى منتجع سياحي، يعزز صمود أهلها.

وبدأ الاحتلال في 20 شباط العام 2005 ببناء الجدار على أرض بلعين، ما أدى إلى مصادرة 2200 دونم تشكل نسبة 58 في المئة من إجمالي مساحة قرية بلعين، وبعد ثماني سنوات من المقاومة الشعبية، استعادت بلعين 1200 دونم من الأراضي المصادرة.

يقول أبو رحمة «إننا في بلعين نريد أن نلغي الكذبة التي يروج لها الاحتلال دائماً حول أننا لا نهتم بأرضنا، إننا بصدد صناعة طريقة جديدة للمقاومة، نسميها مثلاً السياحة المقاومة».

وبحسب المخطط المعدّ للأراضي التي حررها أهل بلعين، فإنهم بدأوا باستصلاحها وتحويلها إلى حدائق عامة وأراض زراعية، كما سيقيمون فيها حدائق للأطفال وملاعب ومقاهي وأماكن للتسلق واسطبلات خيل وفروسية، إلى جانب مرافق أخرى عدة.

يقول أبو رحمة أنّ «الحديقة والنصب سيكونان المدخل إلى مدينة سياحية مقاومة بامتياز».

يأتي هذا بينما تنطلق في بلعين اليوم فعاليات المؤتمر السنوي الثامن للمقاومة الشعبية، الذي سيقام فوق الاراضي المحررة، وهدفه «حشد الدعم لتبني استراتيجية موحدة للمقاومة الشعبية».

 

  • فريق ماسة
  • 2013-10-01
  • 10856
  • من الأرشيف

بلعين للاحتلال: نحوّل الألم إلى أمل

استطاع أهالي قرية بلعين الفلسطينية أن يصنعوا من أسلحة الاحتلال رسالات للحب وللسلام، مؤكدين مجدداً على الرغبة في وطن مسالم، خالٍ من اسرائيل ومن جرائمها ومن سرقاتها المتواصلة لأرض فلسطين. واعادوا رسم صور شهدائهم باستخدام قنابل الغاز، ليقولوا للاحتلال: نحوّل الألم إلى أمل. وأقامت لجنة المقاومة الشعبية في بلعين على أراضي القرية، التي حرروها مؤخراً بعد صراع دام سنوات مع الاحتلال، حديقة مساحتها مئة متر ملؤوها بقنابل الغاز التي استخدموها «قواوير» للزراعة. ورسموا بالقنابل ذاتها، التي اطلقت لتفريقهم في التظاهرات الاسبوعية المناهضة للجدار المقام على اراضيهم، صورة لباسم أبو رحمة، وهو أحد شهداء المقاومة الشعبية في بلعين والذي كان أصيب بقنبلة غاز في صدره من مسافة الصفر. وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين عبد الله أبو رحمة لـ«السفير»، «أقمنا نصباً تذكارياً للشهيد باسم أبو رحمة وحديقة من قنابل الغاز التي أطلقها علينا الاحتلال، لنقول له وببساطة: ارحل! نريد حياة وحباً ومستقبلاً لأطفالنا». الحديقة والنصب أقيما عملياً على الأرض التي حررها أهل بلعين مؤخراً واستعادوها بعد ثماني سنوات متواصلة من المقاومة الشعبية، وهم يعملون حاليا لتحويلها إلى منتجع سياحي، يعزز صمود أهلها. وبدأ الاحتلال في 20 شباط العام 2005 ببناء الجدار على أرض بلعين، ما أدى إلى مصادرة 2200 دونم تشكل نسبة 58 في المئة من إجمالي مساحة قرية بلعين، وبعد ثماني سنوات من المقاومة الشعبية، استعادت بلعين 1200 دونم من الأراضي المصادرة. يقول أبو رحمة «إننا في بلعين نريد أن نلغي الكذبة التي يروج لها الاحتلال دائماً حول أننا لا نهتم بأرضنا، إننا بصدد صناعة طريقة جديدة للمقاومة، نسميها مثلاً السياحة المقاومة». وبحسب المخطط المعدّ للأراضي التي حررها أهل بلعين، فإنهم بدأوا باستصلاحها وتحويلها إلى حدائق عامة وأراض زراعية، كما سيقيمون فيها حدائق للأطفال وملاعب ومقاهي وأماكن للتسلق واسطبلات خيل وفروسية، إلى جانب مرافق أخرى عدة. يقول أبو رحمة أنّ «الحديقة والنصب سيكونان المدخل إلى مدينة سياحية مقاومة بامتياز». يأتي هذا بينما تنطلق في بلعين اليوم فعاليات المؤتمر السنوي الثامن للمقاومة الشعبية، الذي سيقام فوق الاراضي المحررة، وهدفه «حشد الدعم لتبني استراتيجية موحدة للمقاومة الشعبية».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة