في تقرير لها هذا الأسبوع روت أسبوعية (لونوفيل اوبزرفاتور) الفرنسية ما قالت انها استعدادات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند لضرب سورية، وقالت المجلة ان هولند كان يتوقع ان تكون ساعة الصفر ليل 31 آب / الماضي، وعقد لأجل هذا اجتماعا عسكريا طارئا بعد ظهر ذلك اليوم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسي لمس من كلام الأمريكيين ان الضربة هذه الليلة، معتمدا على اتصال تم بين وزير خارجيته لوران فابيوس ونظيره الأمريكي جون كيري، قال فيه الأخير لفابيوس إن اوباما طلب منه تهيئة الرأي العام الأمريكي لضربة ضد سورية.

وتضيف المجلة ان قصر الإليزيه تلقى برقية من مدير مكتب أوباما تقول ان الرئيس الأمريكي سوف يتصل بالرئيس الفرنسي مساء يوم 31 آب / وفعلا حصل الاتصال، وكان الأمريكي يخبر الفرنسي أنه تراجع عن الضربة .. حاول هولند إقناع اوباما بتغيير موقفه لكنه سرعان ما اكتشف ان الأمريكي اتخذ قراره.

صحيفة (لوكانارد انشينيه) كانت اكثر صراحة، عندما قالت إن فرنسا لم تعلم ماذا يدور بين الأمريكيين والروس، وكان سبب التصريحات الفرنسية العالية النبرة حول سوريا هو غضب هولند وفابيوس من التجاهل الأمريكي لفرنسا، هما لم يكونا على اضطلاع أبدا، رغم أن المخابرات الفرنسية كانت ترسل التقارير منذ أشهر طويلة عن مباحثات روسية - أمريكية حول الملف الكيماوي السوري، تقول الصحيفة المقربة من اجهزة الأمن الفرنسية.

هذا هو حال فرنسا الحليف الغربي لأمريكا، فكيف يمكن تصور حال السعودية والعرب والمعارضة السورية وهم تفاجأوا بالتطورات الحاصلة وبدأت السعودية بالتحديد تبني على أساسها سياسة رد فعل في سوريا، وسياسة تغيرات جديدة في تحالفات العائلة المالكة وفي الداخل السعودي، حسب معلومات ومعطيات سوف نلقي الضوء عليها قريبا.

السعودية التي فوجئت بعدم تنفيذ الضربة الأمريكية الموعودة ضد دمشق وبالإيجابية بالتعاطي بين الإيراني - الأمريكي، تعمل منذ الان على أساس ان هذا الأمر هو نتاج تفاهم روسي - أمريكي - ايراني حول سوريا، وبالتالي فإنه تقارب ليس بقصير المدى.

وعلى أساس هذا التفكير بدأت السعودية إعادة ترتيب أوراقها السورية عبر عملية تغيير بالواقع الميداني في الشمال السوري، اعتقادا منها أن هذا الأسلوب سوف يعرقل استمرار التفاهم الروسي - الأمريكي، وتقوم خطة اعادة لملمة الأوراق وترتيبها على عملية توحيد لجميع الفصائل المسلحة المتشددة والرافضة لجنيف - 2 ولأي حوار مع الحكومة السورية، من أجل بناء أمر واقع جديد في الشمال السوري، ومن هذا المنطلق تم الإعلان عن تشكيل جيش الإسلام الذي وحد خمسين لواء وكتيبة مسلحة تحت قيادة زهران علوش الملقب بالشيخ، وهو من مواليد دوما في ريف دمشق، ودرس الدين في جامعة المدينة في السعودية، وأنشأ في دوما لواء الإسلام الممول سعوديا، وتقول بعض أطياف المعارضة السورية انه هو المسؤول عن إطلاق الصاروخ الكيماوي في المعظمية يوم 21 آب / الماضي.

مصادر في المعارضة السورية تقول ان الاشتباكات التي تدور بين داعش وجماعات الجيش الحر، لم تفد الجيش السوري لحد الان بأي منفعة استراتيجية، وذلك لأن داعش تقضي على جماعات مسلحة هامشية، وتزيد قوتها بذلك عبر انضمام العشرات المسلحين الى صفوفها، كما ان الاشتباكات تدور في مناطق غير ذات أهمية استراتيجية للجيش السوري، ولو انتقلت المعارك مثلا الى عندان لكان يمكن القول ان الجيش سوف يستفيد كون مثل هذا الحدث سوف يضعف جبهة المسلحين باتجاه نبل، بينما ما يجري حاليا من الناحية العسكرية هو عملية توحيد للجماعات المسلحة عبر استخدام القوة العسكرية، وهذا سوف يجعل مهمة الجيش السوري في حلب وريفها أصعب في المستقبل، في حال أصبحت الجبهة تحت امرة غرفة عمليات واحدة، وبقيادة واحدة بينما الحال مختلف منذ سنتين.

وتتداول اوساط المعارضين السورين أن بندر بن سلطان طلب الاسراع في عملية توحيد الفصائل والجماعات المسلحة السورية لمواجهة اي اتفاق روسي - أمريكي لا يفضي الى اسقاط النظام السوري، وتفيد الأوساط أن هناك قناعة سعودية أن ثمن الكيماوي هو موافقة أمريكا على بقاء الأسد في السلطة، وان قضية الكيماوي سوف تأخذ وقتا طويلا ولا يمكن ان تتم الا ببقاء النظام الحالي، وتورد أيضا أن الأمير عبد الرحمن بن سلطان الموجود في الأردن اجتمع خلال الفترة الماضية بابي محمد الجولاني، الذي أتى برفقة ضباط منشقين محسوبين على الجيش الحر، وحضر الاجتماع أحمد النعمة رئيس المجلس العسكري في محافظة درعا، والأخير كان دخل في صراع مع جبهة النصرة ومع التنسيقيات المحلية.

وكان هدف الاجتماع توحيد الصف المعارض تحت قيادة واحدة وغرفة عملية موحدة واسم واحد لمواجهة تداعيات الاتفاق الأمريكي - الروسي.

ويبدو أن السعودية تعتمد في معارضتها للتوجه الأمريكي على دعم إسرائيلي جدي، وهذا ما كشفت عنه صحيفة هآرتس قبل يومين، حيث قالت انه بينما كان كيري يلتقي نظيره الايراني على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، كان هناك لقاء اسرائيلي - سعودي يعقد بالتزامن مع اللقاء الأول.

وتحدثت هآرتس عن حفل عشاء مغلق اقامه المعهد الدولي للسلام في نيويورك، وجلس حول الطاولة حوالي 40 مسؤولا كبيرا من مختلف انحاء العالم من بينهم تسبي ليفني الى جانب وزراء خارجية تركيا، قطر، المغرب، الكويت، الاردن، مصر، العراق وامين عام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، وبعد المحاضرتين اللتين القاهما بيل وميلندا غيتس، جاء دور استعراض المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية من قبل السيد ياسر عبد ربه وتسبي ليفني ومارتن انديك، وبعدها جرت مناقشة الموضوع الايراني ولم ينسحب احد، ولم يهاجم أي من المسؤولين العرب الكيان الاسرائيلي.

يبقى أن ما يتم انجازه اليوم من توحيد للجماعات المسلحة بالقوة العسكرية وبالمال سوف يزيد من حدة المعركة على الأرض، ولن تكون مفاعيل جنيف - 2 في حال حصوله مؤثرة فورا على الحالة الأمنية والعسكرية في سوريا، خصوصا أن السعودية التي تعتبر ان استمرار النار السورية هو الحل الوحيد الذي يبعد النار عن أبوابها، سوف تعتمد كثيرا على العدو الإسرائيلي في عرقلة أي حل سياسي يعيد الاستقرار والأمن الى سورية

  • فريق ماسة
  • 2013-09-30
  • 10673
  • من الأرشيف

حرب ضروس للمعارضة السورية ..الحل الوحيد لابعاد النار عن ابواب السعودية!

في تقرير لها هذا الأسبوع روت أسبوعية (لونوفيل اوبزرفاتور) الفرنسية ما قالت انها استعدادات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند لضرب سورية، وقالت المجلة ان هولند كان يتوقع ان تكون ساعة الصفر ليل 31 آب / الماضي، وعقد لأجل هذا اجتماعا عسكريا طارئا بعد ظهر ذلك اليوم. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسي لمس من كلام الأمريكيين ان الضربة هذه الليلة، معتمدا على اتصال تم بين وزير خارجيته لوران فابيوس ونظيره الأمريكي جون كيري، قال فيه الأخير لفابيوس إن اوباما طلب منه تهيئة الرأي العام الأمريكي لضربة ضد سورية. وتضيف المجلة ان قصر الإليزيه تلقى برقية من مدير مكتب أوباما تقول ان الرئيس الأمريكي سوف يتصل بالرئيس الفرنسي مساء يوم 31 آب / وفعلا حصل الاتصال، وكان الأمريكي يخبر الفرنسي أنه تراجع عن الضربة .. حاول هولند إقناع اوباما بتغيير موقفه لكنه سرعان ما اكتشف ان الأمريكي اتخذ قراره. صحيفة (لوكانارد انشينيه) كانت اكثر صراحة، عندما قالت إن فرنسا لم تعلم ماذا يدور بين الأمريكيين والروس، وكان سبب التصريحات الفرنسية العالية النبرة حول سوريا هو غضب هولند وفابيوس من التجاهل الأمريكي لفرنسا، هما لم يكونا على اضطلاع أبدا، رغم أن المخابرات الفرنسية كانت ترسل التقارير منذ أشهر طويلة عن مباحثات روسية - أمريكية حول الملف الكيماوي السوري، تقول الصحيفة المقربة من اجهزة الأمن الفرنسية. هذا هو حال فرنسا الحليف الغربي لأمريكا، فكيف يمكن تصور حال السعودية والعرب والمعارضة السورية وهم تفاجأوا بالتطورات الحاصلة وبدأت السعودية بالتحديد تبني على أساسها سياسة رد فعل في سوريا، وسياسة تغيرات جديدة في تحالفات العائلة المالكة وفي الداخل السعودي، حسب معلومات ومعطيات سوف نلقي الضوء عليها قريبا. السعودية التي فوجئت بعدم تنفيذ الضربة الأمريكية الموعودة ضد دمشق وبالإيجابية بالتعاطي بين الإيراني - الأمريكي، تعمل منذ الان على أساس ان هذا الأمر هو نتاج تفاهم روسي - أمريكي - ايراني حول سوريا، وبالتالي فإنه تقارب ليس بقصير المدى. وعلى أساس هذا التفكير بدأت السعودية إعادة ترتيب أوراقها السورية عبر عملية تغيير بالواقع الميداني في الشمال السوري، اعتقادا منها أن هذا الأسلوب سوف يعرقل استمرار التفاهم الروسي - الأمريكي، وتقوم خطة اعادة لملمة الأوراق وترتيبها على عملية توحيد لجميع الفصائل المسلحة المتشددة والرافضة لجنيف - 2 ولأي حوار مع الحكومة السورية، من أجل بناء أمر واقع جديد في الشمال السوري، ومن هذا المنطلق تم الإعلان عن تشكيل جيش الإسلام الذي وحد خمسين لواء وكتيبة مسلحة تحت قيادة زهران علوش الملقب بالشيخ، وهو من مواليد دوما في ريف دمشق، ودرس الدين في جامعة المدينة في السعودية، وأنشأ في دوما لواء الإسلام الممول سعوديا، وتقول بعض أطياف المعارضة السورية انه هو المسؤول عن إطلاق الصاروخ الكيماوي في المعظمية يوم 21 آب / الماضي. مصادر في المعارضة السورية تقول ان الاشتباكات التي تدور بين داعش وجماعات الجيش الحر، لم تفد الجيش السوري لحد الان بأي منفعة استراتيجية، وذلك لأن داعش تقضي على جماعات مسلحة هامشية، وتزيد قوتها بذلك عبر انضمام العشرات المسلحين الى صفوفها، كما ان الاشتباكات تدور في مناطق غير ذات أهمية استراتيجية للجيش السوري، ولو انتقلت المعارك مثلا الى عندان لكان يمكن القول ان الجيش سوف يستفيد كون مثل هذا الحدث سوف يضعف جبهة المسلحين باتجاه نبل، بينما ما يجري حاليا من الناحية العسكرية هو عملية توحيد للجماعات المسلحة عبر استخدام القوة العسكرية، وهذا سوف يجعل مهمة الجيش السوري في حلب وريفها أصعب في المستقبل، في حال أصبحت الجبهة تحت امرة غرفة عمليات واحدة، وبقيادة واحدة بينما الحال مختلف منذ سنتين. وتتداول اوساط المعارضين السورين أن بندر بن سلطان طلب الاسراع في عملية توحيد الفصائل والجماعات المسلحة السورية لمواجهة اي اتفاق روسي - أمريكي لا يفضي الى اسقاط النظام السوري، وتفيد الأوساط أن هناك قناعة سعودية أن ثمن الكيماوي هو موافقة أمريكا على بقاء الأسد في السلطة، وان قضية الكيماوي سوف تأخذ وقتا طويلا ولا يمكن ان تتم الا ببقاء النظام الحالي، وتورد أيضا أن الأمير عبد الرحمن بن سلطان الموجود في الأردن اجتمع خلال الفترة الماضية بابي محمد الجولاني، الذي أتى برفقة ضباط منشقين محسوبين على الجيش الحر، وحضر الاجتماع أحمد النعمة رئيس المجلس العسكري في محافظة درعا، والأخير كان دخل في صراع مع جبهة النصرة ومع التنسيقيات المحلية. وكان هدف الاجتماع توحيد الصف المعارض تحت قيادة واحدة وغرفة عملية موحدة واسم واحد لمواجهة تداعيات الاتفاق الأمريكي - الروسي. ويبدو أن السعودية تعتمد في معارضتها للتوجه الأمريكي على دعم إسرائيلي جدي، وهذا ما كشفت عنه صحيفة هآرتس قبل يومين، حيث قالت انه بينما كان كيري يلتقي نظيره الايراني على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، كان هناك لقاء اسرائيلي - سعودي يعقد بالتزامن مع اللقاء الأول. وتحدثت هآرتس عن حفل عشاء مغلق اقامه المعهد الدولي للسلام في نيويورك، وجلس حول الطاولة حوالي 40 مسؤولا كبيرا من مختلف انحاء العالم من بينهم تسبي ليفني الى جانب وزراء خارجية تركيا، قطر، المغرب، الكويت، الاردن، مصر، العراق وامين عام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، وبعد المحاضرتين اللتين القاهما بيل وميلندا غيتس، جاء دور استعراض المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية من قبل السيد ياسر عبد ربه وتسبي ليفني ومارتن انديك، وبعدها جرت مناقشة الموضوع الايراني ولم ينسحب احد، ولم يهاجم أي من المسؤولين العرب الكيان الاسرائيلي. يبقى أن ما يتم انجازه اليوم من توحيد للجماعات المسلحة بالقوة العسكرية وبالمال سوف يزيد من حدة المعركة على الأرض، ولن تكون مفاعيل جنيف - 2 في حال حصوله مؤثرة فورا على الحالة الأمنية والعسكرية في سوريا، خصوصا أن السعودية التي تعتبر ان استمرار النار السورية هو الحل الوحيد الذي يبعد النار عن أبوابها، سوف تعتمد كثيرا على العدو الإسرائيلي في عرقلة أي حل سياسي يعيد الاستقرار والأمن الى سورية

المصدر : نضال حمادة - قناة المنار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة