نقلت صحيفة «حرييت» التركية، أمس، عن مسؤول حكومي رفيع المستوى في أذربيجان قوله ان باكو قلقة من تراجع النفوذ التركي في المنطقة بسبب الأزمة السورية.

وذكرت الصحيفة ان المسؤول، المقرب جداً من الرئيس الأذري الهام علييف، اعتبر ان «تركيا ارتكبت اخطاء كبيرة جداً في السياسة الخارجية، ولا سيما تجاه سوريا، ادت الى نتائج كارثية».

وعرض المسؤول الأذري المشهد التركي في السياسة الخارجية وتأثيراته على أذربيجان كما يلي:

1ـ تركيا هي البلد الأكثر أهمية لأذربيجان. لا روسيا ولا أميركا ولا إيران بل تركيا. وبالتالي فإن المشاكل القائمة في السياسة الخارجية التركية تؤثر بدرجة كبيرة جداً على أذربيجان.

2 ـ السياسة التي اتبعتها تركيا تجاه سوريا أثارت قلقنا ولا تزال، لأننا نخشى من تراجع تأثير تركيا في المنطقة. وفي حال تراجع الديبلوماسية التركية فإن الدول الأخرى تبدأ في التأثير علينا. ولا أدري كم من الصمود نستطيع أن نتحمل إلى أن تستعيد الديبلوماسية التركية المبادرة.

3 ـ إن الداخل السوري يؤثر على الداخل الأذري. ففي سوريا عدد كبير من المقاتلين الأذريين، وجميع هؤلاء ذهبوا إلى سوريا عبر تركيا. بل إن عدداً من قادتهم قد قتلوا في الاشتباكات مؤخراً، ومنهم أبو يحيى الأذري، «أمير» الجماعة الأذرية في «جيش الأنصار والمهاجرين» الذي قتل قبل أسبوعين. وهذا الرجل عندما كان في اذربيجان كان يُساق الى المخفر أسبوعياً ونعاقبه بالضرب. وكنا نستطيع التحكم بإدارته، لكن بعد ان ذهب الى هناك تحوّل هو وكل من كان معه الى مقاتلين متطرفين. وعندما يعود هؤلاء الى أذربيجان لن نضربهم، بل سنكون مضطرين لقتلهم.

4 ـ كم هو صائب أن تتورط تركيا إلى هذا الحد في الشأن السوري والشرق أوسطي؟ نحن ننظر إلى تركيا على أنها بلد أوروبي. قد تكون فكرة جيدة أن تذهب تركيا إلى أفريقيا، لكن الجغرافيا العربية صعبة بالنسبة لتركيا. أنظروا إلى جماعة فتح الله غولين. هل فتحوا مدرسة في أي بلد عربي؟ بينما في أذربيجان لهم 12 مدرسة. لقد وجدنا معهم طريقاً وسطياً. في النتيجة إلى جانبنا إيران وللسـعوديين نشاط.

5 ـ لقد جاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى باكو في آب الماضي، والتقى بمفرده مع علييف على مدى سبع ساعات كاملة. هذا يعكس مدى الاهتمام الكبير الذي توليه روسيا لأذربيجان. وبسبب ما تشهده سوريا فإن الجميع في المنطقة بدأ يرى أهمية الصداقة مع روسيا، طبعاً الى جانب الصداقة مع أميركا. أميركا كانت تقدم الدعم لجورجيا، لكن لم تستطع وقف الهجوم الروسي عليها. روسيا تحمي الآن سوريا. أوقفت الضربة الأميركية. هذه رسالة لنا جميعاً.

6 ـ في هذه المعمعة ظهر احتمال التوصل إلى تسوية بين الغرب وإيران. لماذا؟ لأنه لم يبق لإيران حاجة لسلاح نووي. وأميركا خرجت من المنطقة، ودخل العراق تحت تأثير إيران. النفوذ الإيراني في المنطقة تضاعف، ونحن سنحتاج في المستقبل لتركيا قوية. لذلك نحن ننتظر من تركيا أن تعود لتستجمع قوتها وتأثيرها.

  • فريق ماسة
  • 2013-09-29
  • 11702
  • من الأرشيف

أذربيجان قلقة من تراجع النفوذ التركي

نقلت صحيفة «حرييت» التركية، أمس، عن مسؤول حكومي رفيع المستوى في أذربيجان قوله ان باكو قلقة من تراجع النفوذ التركي في المنطقة بسبب الأزمة السورية. وذكرت الصحيفة ان المسؤول، المقرب جداً من الرئيس الأذري الهام علييف، اعتبر ان «تركيا ارتكبت اخطاء كبيرة جداً في السياسة الخارجية، ولا سيما تجاه سوريا، ادت الى نتائج كارثية». وعرض المسؤول الأذري المشهد التركي في السياسة الخارجية وتأثيراته على أذربيجان كما يلي: 1ـ تركيا هي البلد الأكثر أهمية لأذربيجان. لا روسيا ولا أميركا ولا إيران بل تركيا. وبالتالي فإن المشاكل القائمة في السياسة الخارجية التركية تؤثر بدرجة كبيرة جداً على أذربيجان. 2 ـ السياسة التي اتبعتها تركيا تجاه سوريا أثارت قلقنا ولا تزال، لأننا نخشى من تراجع تأثير تركيا في المنطقة. وفي حال تراجع الديبلوماسية التركية فإن الدول الأخرى تبدأ في التأثير علينا. ولا أدري كم من الصمود نستطيع أن نتحمل إلى أن تستعيد الديبلوماسية التركية المبادرة. 3 ـ إن الداخل السوري يؤثر على الداخل الأذري. ففي سوريا عدد كبير من المقاتلين الأذريين، وجميع هؤلاء ذهبوا إلى سوريا عبر تركيا. بل إن عدداً من قادتهم قد قتلوا في الاشتباكات مؤخراً، ومنهم أبو يحيى الأذري، «أمير» الجماعة الأذرية في «جيش الأنصار والمهاجرين» الذي قتل قبل أسبوعين. وهذا الرجل عندما كان في اذربيجان كان يُساق الى المخفر أسبوعياً ونعاقبه بالضرب. وكنا نستطيع التحكم بإدارته، لكن بعد ان ذهب الى هناك تحوّل هو وكل من كان معه الى مقاتلين متطرفين. وعندما يعود هؤلاء الى أذربيجان لن نضربهم، بل سنكون مضطرين لقتلهم. 4 ـ كم هو صائب أن تتورط تركيا إلى هذا الحد في الشأن السوري والشرق أوسطي؟ نحن ننظر إلى تركيا على أنها بلد أوروبي. قد تكون فكرة جيدة أن تذهب تركيا إلى أفريقيا، لكن الجغرافيا العربية صعبة بالنسبة لتركيا. أنظروا إلى جماعة فتح الله غولين. هل فتحوا مدرسة في أي بلد عربي؟ بينما في أذربيجان لهم 12 مدرسة. لقد وجدنا معهم طريقاً وسطياً. في النتيجة إلى جانبنا إيران وللسـعوديين نشاط. 5 ـ لقد جاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى باكو في آب الماضي، والتقى بمفرده مع علييف على مدى سبع ساعات كاملة. هذا يعكس مدى الاهتمام الكبير الذي توليه روسيا لأذربيجان. وبسبب ما تشهده سوريا فإن الجميع في المنطقة بدأ يرى أهمية الصداقة مع روسيا، طبعاً الى جانب الصداقة مع أميركا. أميركا كانت تقدم الدعم لجورجيا، لكن لم تستطع وقف الهجوم الروسي عليها. روسيا تحمي الآن سوريا. أوقفت الضربة الأميركية. هذه رسالة لنا جميعاً. 6 ـ في هذه المعمعة ظهر احتمال التوصل إلى تسوية بين الغرب وإيران. لماذا؟ لأنه لم يبق لإيران حاجة لسلاح نووي. وأميركا خرجت من المنطقة، ودخل العراق تحت تأثير إيران. النفوذ الإيراني في المنطقة تضاعف، ونحن سنحتاج في المستقبل لتركيا قوية. لذلك نحن ننتظر من تركيا أن تعود لتستجمع قوتها وتأثيرها.

المصدر : السفير / محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة